|
الحكم في العراق منتج للفساد وليس محاربا له .. والفساد الأسود لازالت المغاليق دونه موصده ..!.
موسى فرج
الحوار المتمدن-العدد: 3499 - 2011 / 9 / 27 - 21:40
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
الحكم في العراق منتج للفساد وليس محاربا له .. والفساد الأسود لازالت المغاليق دونه موصده ..!. . . موسى فرج . . عندما أتكلم أو أكتب عن موضوع الفساد في العراق .. فان ذلك يثير في نفسي خليط من مشاعر الألم والأسى والغضب والقرف في آن معا ..مرد ذلك إلى الآتي : . 1 . أني لم اسمع من بعيد عن الفساد في العراق بل خبرت أدق تفاصيله ميدانيا وتعاملت معها رسميا .. و لا أحوم حول ضفاف الموضوع إنما عارفا ببواطنه وأعماقه ودهاليزه وشخوصه في العراق معرفة المراقب الخبير وليس معرفة الخائض في بعض من مناطقه أو المنقوعة ذوائبهم في نتانته فيكتفي الأول بالعام منه أو يتحاشى الثاني الوصول إلى تلك المناطق خشية أن تذكره بما علق منه به هو بالذات فتفقد الكلمات تسلسلها المنطقي وتتحول إلى مجرد تمتمة أو محض ضجيج .. . 2 . مادام وذاك أمر ثابت أن الفقر والبطالة وانعدام الخدمات وتبديد أموال العراق والتفريط بحقوقه وسمعته وحرمان الشعب العراقي من حقوقه في العيش الكريم وبما يتناسب مع إمكاناته وثرواته ومقدراته وانتهاك كرامة الناس والاعتداء على حقوق الإنسان والاستئثار بإدارة الشؤون العامة واحتكارها دون الآخرين كلها وغيرها الكثير نواتج مباشرة عن الفساد فان التعامل مع موضوع الفساد من منطلق مهني صرف فقط غير مجدي وغير كافي فالطبيب عندما يتعامل مع المريض من هذا المنطلق فقط فان تعامله مع المريض سيكون أقرب منه إلى الميكانيكية التي تبتعد عن الجوانب الإنسانية وقد يكون تعامله معه اقرب إلى تعامل مصلح الأجهزة الكهربائية مع تلفاز عاطل وموظف الطب العدلي عندما يتعامل مع واجبه من هذا المنطلق فقط لا يمكن تمييز عمله عن عمل مأمور مخزن أو مستودع يتعامل مع المواد الاحتياطية ولكن عندما يكون الجانب الأخلاقي حاضرا فان تعامل الطبيب مع المريض قطعا يختلف .. فهو يرى أمامه إنسان قد يكون قريبه أو صديقه له أحلام وحقوق ثابتة في الحياة وله عائلة تنتظره وله أصدقاء يمنون النفس بملاقاته مجددا .. وعندما يتعامل موظف الطب العدلي مع الجثث من منطلق أخلاقي إلى جانب الوظيفي فانه يرتقي كثيرا ويسمو في تعامله مع جثة إنسان يشترك معه في كل الصفات الحياتية والإنسانية.. ودون ذلك فان تعامله الوظيفي المحض يجعله لا يميز بين جثة الإنسان وقوالب الطابوق أو الصابون .. 3 . الذي يتعامل مع الفساد في العراق بالذات يفترض أن تكون حاضرة أمامه جملة من الأمور من بينها : . 1 . إن الناس في هذا البلد يمكن اختصار تاريخهم في الكم الهائل من المعاناة والمكابدة والمرارة من جراء القسوة في العيش وفي انتهاك الحقوق والكرامة وقد استمر ذلك طويلا واعتمدت حالتهم تلك معيارا ومثالا تقاس عليه أحوال الناس في أماكن أخرى ..وأن أمر مغادرتهم تلك الظروف والأوضاع يشكل فرض عين وواجب أخلاقي يقع عبء القيام به على من يتولون قيادتهم وإدارة شؤونهم ..فالمال مالهم والثروة ثروتهم والمقدرات كل المقدرات في هذا البلد هي مقدراتهم ويتوجب التعامل معها وتوظيفها بكل أمانة وبأعلى مقاييس من الكفاءة والإخلاص وأن أي انحراف في القيام بذلك إنما يشكل فعل وضيع وجريمة أخلاقية إلى جانب كونها جريمة جنائيه .. . 2 . الحكام الذين تولوا أمر هذا البلد بعد سقوط صدام لم يكونوا على قدر تلك المسؤولية بالمرّه ولم يشكلوا خيبة أمل للناس فقط إنما كانوا البديل الأسوأ لنظام صدام وقد قلت ذلك في عام 2004 تحديدا ولم تكن قد مضت على سيطرتهم على السلطة في العراق إلا شهور قليله بأنهم خليط من أبناء العوائل الإقطاعية والعشائرية التي فقدت نفوذها اثر ثورة عام 1958 في العراق ومن البعثيين الذين أقصاهم صدام عن السلطة ومن الأحزاب التي اتخذت من الدين غطاء لسعيها للسلطة والمال و التي ترى في مقدرات الناس رؤوسا قد أينعت وحان قطافها وهم أصحابها في حين أن هذا المنطق منطق متخلف ووضيع ختم بدمغة الوضاعة يوم ولد وليس بعد 1450 سنه وأنهم مجرد مجموعات من الفاسدين لا يجمعهم إلا العداء المظهري لصدام وأنهم يشتركون معه في ذات الممارسات بل يفوقونه فيها عتوا .. 3 . المشكلة أنهم جميعا ركبوا موجة الدين والأخلاق والوطنية ولكن شأنهم في هذا الجانب شأن صدام تماما الذي كان يتبجح بالشجاعة الشخصية ويتظاهر بالعنتريات فانتهى في حفرة وبمنظر كريه لن يفارق مخيلة الناس لزمن طويل فكان ذلك ضربة قاسيه أصابته في قلب ما كان يدعيه من شجاعه .. ولو فعل الذي فعله الليندي في تشيلي أو هتلر في ألمانيا لكان الأمر مختلف .. وان حظي باهتمام البعض من الناس فإنما بسبب الحكام الجدد الذين صنعوا له تلك الهالة عندما اختزلوا جرائمه التي تشيب لها الرضع في مجرد جريمة واحدة ثانوية.. تلك هي قضية الدجيل فأعدموه بسببها وحدها واظهروا الأمر وكأنه ثأر شخصي أو حزبي وفي يوم العيد بالذات دون أن يرتقي واحد منهم تفكيرا فيفهم أن ذلك سيستغل لصالحه من قبل أتباعه ..هؤلاء الحكام تبجحوا بالتدين والأخلاق والوطنية فأمعنوا في الفساد وهو نقيض تلكم الصفات فكان حالهم في هذا الجانب لا يختلف عن حال من سبقهم ... . لماذا الفساد في العراق ضخم ..؟ . في أدبيات مكافحة الفساد تجد تعابير مثل الفساد الصغير والفساد الكبير وفي حين يتعلق النوع الأول بأفعال الفساد التي يمارسها الموظفون في حافات الجهاز الحكومي والشائع منها الرشوة والاختلاس فان أفعال الفساد الكبير يمارسها الموظفون في المستوى الأعلى في هرم الدولة من خلال إبرام الصفقات والعقود أو تنفيذها ..وفي حين أن الفساد الصغير ممض ومؤذي للمواطن البسيط كونه يغتصب من جيبه مباشرة عندما يروم إجراء معاملة أو الحصول على فرصة عمل أو المراجعة لانجاز أمر ما في دوائر الدولة ويستفزه شخصيا فان الفساد الكبير لا يطال جيب المواطن مباشرة إنما يسطو على حقوقه في المنبع فينشب فيها أظفار جشعه وخسته وينهبها فيستورد له أغذية فاسدة ويجني من وراء ذلك مالا ويستورد له أدوية فاسدة أو رديئة أو منتهية الصلاحية ويجني من وراء ذلك مالا ويبرم عقود لانجاز مشاريع باقيام تفوق أقيامها الحقيقية بعشرات الملايين من الدولارات أو يتفق مع الجهة المنفذة بان تنجز المشروع بمواصفات رديئة تجني من وراءها عشرات الملايين من الدولارات ويجني من وراء ذلك مالا ثمنا لتواطئه هذه الممارسات ترتفع فيها مبالغ النهب كلما ارتفعت صعودا في هرم الدولة لأن المقدرات والصلاحيات تكون أوسع وأضخم بين يدي المسئولين الكبار في الدولة ..هذه هي أشكال الفساد في دول الفساد النمطية والدول الأكثر فسادا في العالم ..في العراق الأمر مختلف فالفساد لا ينحصر في هذين الشكلين النمطيين المعروفين في العالم ..بل هو الفساد الذي يمكنكم أن تطلقوا عليه السوبر فساد والفساد المرعب والفساد الأسود ..لماذا ..؟..أقول لكم : ماذا يريد الفاسد الصغير من وراء فساده ..؟ يريد تحسين أوضاعه المعاشية مقارنة بإقرانه من غير الفاسدين وان بشكل غير مشروع وغير أخلاقي ..يأكل أكل جيد ويلبس ملبس جيد ويقتني سيارة ويبني بيتا وربما إضافيا لتأمين وضعه في اليوم الأسود ومن ثم يتجه لإشباع غرائزه في الفحشاء وماذا بعد ..؟ لا شئ ..وقد يتوقف بعد ذلك لأنه يقارن خطورة ما يترتب على أفعاله بالجدوى الاقتصادية لما يجنيه من وراءها ..موضوع أن يجني من وراء ارتكابه تلك الأفعال ملايين الدولارات أو عشرات الملايين أمر مستبعد إن لم يكن مستحيل ..الفاسد الكبير إلى م يسعى ..؟ هو يأكل جيد ويلبس جيد ولديه سيارة وبيت ..؟ ماذا يريد وما الذي يعوزه ..؟ أملاك وأموال في الداخل والخارج تؤمن له عدم التعرض إلى هزات معيشية هو وأفراد عائلته في المستقبل وان قام بتأمين ذلك من خلال ارتكاب قضايا فساد جرميه ..متى يتوقف ..يتوقف عندما يراكم ..ولكن لن يكون في طموحه جني المئات من ملايين الدولارات لأن المخاطر القائمة عليه من جراء ارتكابه تلك الأفعال ماثلة دوما ويتوقع في يوم ما أن يواجه ما ارتكبت يداه فيبدأ بمغادرة سوق الفساد ..ولكن نوعا من الفساد في العراق لا يعرف حدود لأن المعدة المطلوب إشباعها كبيرة جدا ..وواسعة للغاية .. تلك المعدة هي شراء الحكم..وذلك الفساد هو ما يراد منه شراء الحكم ..كم شخصا يتطلب قيام حزب مترامي الأطراف ..؟ مطلوب تامين طموحات الفاسد الصغير لكل منهم ..عشرات الملايين من الدولارات ..والمتقدمين منهم يريدون ما يريده الفاسد الكبير ..مئات الملايين من الدولارات ليشتروا عقارات في لندن وستوكهولم ..كم تحتاج هذه المنظمة المترامية لتؤدي دورها من قضايا لوجستيه ومن إعلام فقد لا تكفي صحيفة واحدة وقد لا ترضيهم فضائية واحدة ومتوسط تكاليف تشغيل ابسط فضائية لا يقل عن مليون دولار شهريا ولا تقوى على تمويلها إلا دول ..كم مطلوب من الحزب إذا كان يسعى للسلطة في العراق من مقرات حزبية وتامين انضمام مئات من شيوخ العشائر لتامين المدد للانتخابات وكم مطلوب لإقامة تنظيمات شبه رسمية مثل مجالس الإسناد ومنظمات المجتمع المدني وربما مليشيات لتامين بلوغ السلطة والاستقرار فيها في ظل المنافسة المحمومة بين الأحزاب المتقاتلة على السلطة في العراق..؟( أنا لا أقصد حزبا معينا بالذات إنما كل الأحزاب المولعة بالسلطة ) ..كم هو المبلغ اللازم لتغطية الرشا للأطراف الإقليمية والدولية لتأمين دعم الحزب الساعي للظفر بالسلطة ..؟ كم تكلف هذه الأنشطة شهريا ..؟ صدقوني بحدود قد تصل إلى مئات الملايين من الدولارات شهريا ..من أين يأتي بها الحكام والمسئولون ..؟ أمن جمع أمهاتهم للملح من المستنقعات الملاصقة للطرق الرئيسية بين محافظات العراق كما يفعلن عراقيات قاموا بسرقة أموالهن ومقدراتهن من المنبع ..؟ لا..طبعا ..إنما من موازنة الدولة ومن نفطها ومن التواطؤ على سيادتها وحدودها ومقدراتها وأيضا من جيوب الناس ولكن من المنبع حيث لا ترى ذلك عيون الناس البسطاء .. بطرق شتى وبصيغ شتى وبأساليب شتى ولكنها كلها في منتهى الخسة والوضاعة ..هذا هو الفساد المخيف والمرعب والأسود في العراق .. . أمس وبعد منتصف الليل تابعت لقاء الإعلامي المحبوب سعدون محسن ضمد مع السيد خضير الخزاعي نائب رئيس الجمهورية في العراق والقيادي في حزب رئيس الحكومة جناح الداخل من شاشة قناة الحره..لقد كان لقاء عاصف وكانت الغلبة فيه للسيد النائب رغم أن السيد ضمد قد يرد على ذلك بقوله إنما الغلبة كانت لي لأني دفعت السيد الخزاعي لأن يقول ما يقلل من قيمة أسهمه في الشارع العراقي واستفدت من توظيف نزعته المتزمتة الهجومية ليرى الناس ذلك ..هذا النمط من مسعى السيد سعدون يعتمده غيره أيضا ويقوم على استفزاز الآخر بخفيه كي ينم عن الآخر أفعال غير مقبوله ليري الناس عدوانية الآخر ..والرد على السيد سعدون محسن ضمد هو الآتي : بالرغم من أن السيد الخزاعي لم يكن عدوانيا ولكن مع ذلك .. فانه توجد من البضائع ما يسمى الطلب عليها بالطلب غير المرن وهي كثيرة ولكن من بينها واقرب إلى العين العراقية حاليا الزبون والحمام الزاجل مثل هذه السلع إن انخفض سعر بيعها أو ارتفع فانه يوجد من يشتريها ولكن عدد المشترين محدود وأسواق تداولها محدده .. في سوق الاستربادي وسوق الغزل فان ذهبت إلى أي من تلك الأسواق ومارست النقد تجاه أي من تلك السلع فأنت قد تحقق بعض مما تسعى إليه ولكن أن تحمل أي من تلك البضائع وتدلف إلى نادي العلوية أو مقر اتحاد الأدباء وتمارس النقد لها فان الناس في تلك الأماكن ينشغلون بك أكثر من انشغالهم بالبضاعة ويجب أن تتوقع أن الكثير منهم يقول لك يا أخي أليس من الأجدى لك أن تجري بحوث السوق ..؟ هل وجدت أي من بضاعتك رائجة في نادي العلوية واتحاد الأدباء ..؟..ثم ما حاجتي لأن استفز الآخر كي يظهر متزمتا أو عدوانيا أمام الناس ..اختصر الطريق ..لا أستفز الآخر وان مارس نوع من العدوانية ضدي ( انطيه الصخونه ..)..ليس هذا هو المهم في لقاء السيد سعدون محسن ضمد بالسيد النائب إنما المهم هو أن السيد سعدون كان كجلمود حطه السيل من عل وهو يحاور معاتبا السيد الخزاعي ..لماذا أقال السيد رئيس الوزراء السيد رحيم العكيلي رئيس هيئة النزاهة وحرمه حتى من رغبته في الإحالة على التقاعد بوصفه رئيس الهيئة وقام بإنهاء تنسيبه وإعادته إلى وظيفته السابقة في القضاء ..؟ فكان جواب السيد الخزاعي الآتي : لأن دولة رئيس الوزراء ومن لسانه يأخذ على السيد العكيلي انه لم يواجه ملفات الفساد الضخمة وأمضى الوقت بالهامشي من الفساد وبذلك لم يقدم شيئا ..! عند سماعي هذا الجواب ضحكت مطولا ولكن بمراره .. لماذا ..؟ لأن ذلك كان هو صلب الاتفاق ..! فقد سبقت السيد العكيلي في رئاسة الهيئة ..وبالمباشر توجهت إلى أضخم ملفات الفساد وفي آن واحد وأرشيف الهيئة ومنتسبوا الهيئة والمراسلات الرسمية كلها تشهد بذلك وهي الآتي : 1 . ملف سرقة وتهريب النفط ..2 . ملف العقود في الأمانة العامة لمجلس الوزراء ..3 . ملف الفساد في وزارة الدفاع ..4 ..ملف الفساد في وزارة التجارة ..5 .ملف الفساد في وزارة الكهرباء .. 6 . ملف الفساد في وزارة الداخلية ..7 . ملف الفساد في البطاقة التموينية ..8 . ملف الفساد في إعانات الرعاية الاجتماعية ..9 . ملف الفساد في موازنة الدولة .. 10 . ملف الفساد في شهادات والوثائق الدراسية لأعضاء مجلس النواب والوزراء ووكلاءهم والمستشارون نزولا إلى المدراء العامون .. 11 .ملف الفساد في وزارة الخارجية ..13 . الأموال المسروقة من قبل عناصر مخابرات صدام والمودعة في الخارج وأرصدة الحكومة في بنوك الدول المجاورة ..14 . الفساد في أموال العراق الموضوعة تحت تصرف السفارة الأمريكية..15 . الفساد في وزارة الصحه .. ولأني اعرف أن الزمن محدود أمامي والجماعة لن يتحملونني وس ( يشلفونني..) فقد عمدت إلى تشكيل فرق عمل مركزيه تعمل على كل الملفات في آن واحد اختصارا للزمن ولم أغادر الهيئة في إيفاد ولو ليوم واحد حتى أن بعض الفضائيات في الخارج أو في أربيل ترسل تذاكر السفر ودعوات الاستضافة ولم اذهب ..وعمدت إلى نقل موظفين من الوزارات غير راضين عن الفساد في وزاراتهم إلى الهيئة وزجهم كل ضمن الفريق المختص في فساد وزارته لأنهم اعرف من موظفي الهيئة ب (زواغير) الفساد في وزاراتهم .. لم يمهلونني الجماعة لأنهم ينكرون وجود الفساد أصلا في ربوع العراق .. وجاءوا بالسيد العكيلي فأمضى الرجل نصف مدة خدمته في إعادة تنظيم وهيكلة الهيئة والنصف الثاني في استطلاعات حول الفساد في المحافظات والشهادات المزورة لصغار موظفي الدولة والرشاوى ..يعني كان نطاق عمل الهيئة الفساد الصغير ..أما الفساد الكبير ..؟ فلا ..أما الفساد المخيف والمرعب والأسود ..الذي يراد من وراء ممارسته شراء الحكم وموازنات دول تعجز عن تحقيق هذه الغاية ..؟ فـ ستين لا .. لكنهم لم يثبتوا الرجل وبقي بالوكالة ..فارتكب اثنتين من أكبر الكبائر من وجهت نظرهم ..تحويل الولاء إلى أطراف في مجلس النواب والتهديد بالتقرب من تلك الملفات ..فكانت نكبة البرامكه ...واحترقت الأرض من تحت أقدام الرجل .. . أريد أن أبين شيئا في نهاية هذه المقالة : أنا عاصرت قضية مواجهة الفساد في العراق من التاريخ الذي سبق تأسيس مكاتب المفتشين العامين وهيئة النزاهة والتاريخ الذي تلا ذلك ..فكرة تأسيس هذه التشكيلات في العراق فكرة أمريكية كما يعلم الجميع ..والأمريكان كانوا يشرفون على المفتشين العامين وهيئة النزاهة إلى وقت متأخر جدا .. هم يركزون على أمرين : . الأول : أن المفتش العام هو عين الوزير كما كانوا يثقفوننا على ذلك منطلقين من قاعدة سائدة عندهم مفادها أن الوزير هو احرص الموظفين في وزارته وأكثرهم استقامة ويحتاج إلى عين ..والمفتش العام عينه ..قلنا لهم وكنت في حينه مفتش عام في إحدى الوزارات : إن الأمر غير ذلك في العراق ..والحالة معكوسة تماما .. وخوفك من الوزير وبطانته فان استقام استقامت الأمور في الوزارة ..لكنهم لم يقتنعوا ..وكان رئيسهم جونسون يكرر على مسامعي مفردته المشهورة : بي كوايت ..بي كوايت ..ولم تمضي غير فترة قصيرة حتى كنت أول من ( كسر الجرة ) من بين زملائي فأحلت الوزير إلى المحكمة فكسرت القاعدة الأمريكية .. . والثاني : أن هيئة النزاهة هي عين الرئيس التنفيذي الأعلى في البلد ..قلنا لهم يابه :الرئيس التنفيذي الأعلى في دول أقطار العالم العربي غيره في بلاد الانكلوساكسون ..عندكم إن حصل على هدية يفوق ثمنها المائة دولار فانه يسلمها طوعا للخزينة وان رافقته كريمته في رحلة إيفاد دفع طوعا ثمن تذكرتها .. الأمر عندنا مختلف قليلا فالرئيس التنفيذي في محيطنا العربي والإسلامي يملك النفوس وما تحت الأرض وما فوق الأرض وحدود ملكيته تمتد على مدى الحدود الإقليمية للفضاء الخارجي للدولة صعودا.. ولا يعترف بالحدود التي لم يتوصل إليها اينشتاين أو هؤلاء الجدد الذين نسفوا نظريته الضوئية .. قالوا مجلس النواب كفيل بإلزامه ..قلنا : يابه مجلس النواب عندنا خفض رواتب الجميع ولم يخفضوا رواتبهم وحتى أنهم لم يتقيدوا بمضمون أغنية سعاد يونس القائلة ( دء أبواب الناس كلو وبالآخر دء بوابي ..!) ..قالوا الشعب كفيل باكتساح مثل هؤلاء النواب .. قلنا لهم : يابه إذا الأمور ردت للشعب إحنا غركانين ..لأن الشعب يرى في الولاء للمذهب والعرق والعشيرة يتقدم على غيره ..وسيعقد معهم عقدا مدى الحياة ..قالوا : الزمن كفيل بذلك ..فقد استغرقت الديمقراطية عندنا 400 سنه .. بات الأمر واضحا .. شكرا لكم ..قلنا لهم .. فإذن مواجهة الفساد في العراق تتطلب الآتي : رئيس تنفيذي أعلى لا يميز بين مدير مكتبه أو نائبه على الحزب وبين أي عراقي آخر.. زائدا مجلس نواب ولاءه للشعب لا لحزب ولا لكتله ولا لمذهب ولا لعرق.. زائدا شعب يعرف حقوقه ومتمسك بها ومقفل على أي شئ عداها ..زائدا رئيس نزاهه يذبح بالكطنه ..لا يعرف منصب ولا يأبه بمصلحة شخصية ولا يطلب منه إرضاء الحكومة والأحزاب والكتل والقوميات والمذاهب والعشائر لأن رضا الناي غاية لا تدرك ..هل هذا موجود حاليا في العراق ...؟ لا .. في هذه الحالة فان الأوضاع في العراق منتجة للفساد وليست طاردة له ..والزمن كفيل بحل المعضلة ..ولسنا أحسن من الأمريكان 400 سنه.. غمض فتح .. تنتهي ...فلماذا يبتئس السيد سعدون محسن ضمد ويحزن ..؟.
#موسى_فرج (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الفساد مستوطن ما بقيت المحاصصة ..وهيئة النزاهة لن تكون مستقل
...
-
الفساد مستوطن ما بقيت المحاصصة ..وهيئة النزاهة تكون مستقلة ح
...
-
في زيارتي لإيران .. صدمت ببنوّة الساسة في العراق (الله لا يو
...
-
أخلاقيا.. هل يستقيم صخب الحكام سعيا وراء الامتيازات مع جسامة
...
-
قضية الكهرباء تحولت إلى: كل ألأصه وما فيها شربت أنا أبله وشر
...
-
مرة أخرى حول: عقود الكهرباء.. الفساد لا يعالجه المنقوعة أذيا
...
-
حول تعاطي الفضائيات مع: زوبعة عقود الكهرباء التي لم تلد أمبي
...
-
دعوة لأسبوع لم الشمل للمغتربين الديمقراطيين من العراقيين ...
-
حكم المكونات .. خدعه دمرت العراق و تدفعه إلى هاوية التمزق ..
...
-
بمناسبة 14 تموز ..خسرتم ما كسبتموه قبل 53 عاما..فتحية لنسخة
...
-
ما العمل ..؟ (لكنها ليست عبارة لينين الشهيرة) .. متابعة ل: ا
...
-
حول التيار الديمقراطي والديمقراطيون في العراق ... أيضا..
-
متى يكون للديمقراطيين سربهم .. ويخرجون على صيغة حمام الكاظم
...
-
كولوا لعين الشمس متحماش .. يمكن ، نص المحاصصه .. صابح ماشي .
...
-
رئيس الحكومة يطلب رأي الشعب : هل حققت ال 100 يوم أهدافها..؟.
...
-
الفاو والفكه في رأس قائمة الهموم العراقية فليس مثل همّ الأ
...
-
إنقاذ ميناء الفاو يتقدم على وعود ال 100 يوم .. وهو القشة الت
...
-
حوار (الحرة ) مع السفير الكويتي حول الميناء والديون كان ضرره
...
-
دعوة للتوجه الى .. مواجهة خرق الدستور من خلال القضاء ..
-
حول الجدل الدائر بشأن دور كل من مجلس النواب ومجلس الوزراء ور
...
المزيد.....
-
سحب الدخان تغطي الضاحية الجنوبية.. والجيش الإسرائيلي يعلن قص
...
-
السفير يوسف العتيبة: مقتل الحاخام كوغان هجوم على الإمارات
-
النعمة صارت نقمة.. أمطار بعد أشهر من الجفاف تتسبب في انهيارا
...
-
لأول مرة منذ صدور مذكرة الاعتقال.. غالانت يتوجه لواشنطن ويلت
...
-
فيتسو: الغرب يريد إضعاف روسيا وهذا لا يمكن تحقيقه
-
-حزب الله- وتدمير الدبابات الإسرائيلية.. هل يتكرر سيناريو -م
...
-
-الروس يستمرون في الانتصار-.. خبير بريطاني يعلق على الوضع في
...
-
-حزب الله- ينفذ أكبر عدد من العمليات ضد إسرائيل في يوم واحد
...
-
اندلاع حريق بمحرك طائرة ركاب روسية أثناء هبوطها في مطار أنطا
...
-
روسيا للغرب.. ضربة صاروخ -أوريشنيك- ستكون بالغة
المزيد.....
-
الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات
/ صباح كنجي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت
...
/ ثامر عباس
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3
/ كاظم حبيب
المزيد.....
|