أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد مضيه - الديمقراطية الأميركية معاقة بالكساح















المزيد.....

الديمقراطية الأميركية معاقة بالكساح


سعيد مضيه

الحوار المتمدن-العدد: 3499 - 2011 / 9 / 27 - 20:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الديمقراطية الأميركية معاقة بالكساح

خطاب باراك اوباما البائس كان مسمارا في نعش مكانة أميركا كقوة دولية عظمى. يمكن القول إنه جريمة بحق الولايات المتحدة ـ اوري أفنيري


والخطاب الحاطّ من سمعة الولايات المتحدة هو بعض ضرورات النجاح في معركة الرئاسة القادمة. عطب الديمقراطية الأميركية يتجسد في ظاهرتين تتجليان كل يوم أمام أنظار العالم: تعاطي الكذب والتزوير لترويج سياسات ملتزمة بأطماع الاحتكارات، القوى المؤثرة في الحملات الانتخابية، ثم انتهاج سياسات لا تتسامح حيال الفكر الآخر أو السياسات المعترضة على مصالح الاحتكارات، باعتبارها المصالح الاستراتيجية للولايات المتحدة الأميركية . قد تقبل الديمقراطية الأميركية تباين الآراء المتنافسة على الولاء للمصالح الاستراتيجية؛ لكنها ترفض سياسة " عش ودع غيرك يعيش" ، وتقابل بالتهديدات او تحريك الوحدات المسلحة كل معارضة لما أسمته " مصالح أميركا الاستراتيجية".
دأب السياسيون الأمريكيون على تقديم استعراضات سخيفة يبرزون من خلالها التضحية بالمصالح الشعبية في سبيل المصالح الاستراتيجية. في النصف الأول من القرن الماضي قيم وينستون تشرشل معيار الديمقراطية بصناديق الاقتراع والتعددية السياسية. قال رئيس وزراء بريطانيا ان الديمقراطية عبارة عن اخذ أموال الأغنياء وأصوات الفقراء وإيهام كل طرف انك ملتزم بمصالحه. الرأسماليون ، بطبيعة الحال، لا تنطلي عليهم الخدع ولايتعامل بالأوهام. وفي الولايات المتحدة تدار السياسات الاقتصادية وفق نموذج يزيد غنى الأغنياء وفقر الفقراء لتزداد الفجوة بين الغنى والفقر. تنفس العالم الصعداء لدى أداء أوباما القسم تعلقا بوعود التغيير؛ وتسلم جائزة نوبل من اجل السلام ظنا أنه صادق في تنفيذ وعوده. إن انتخاب رئيس أسود لم ينعكس تحسنا في أوضاع السود. اعتقد البعض أن الرئيس كان جادا حين وعد بالتغيير؛ وفي الحقيقة لم يكن كذلك. والآن بات الجميع يعرف أنه يبدي اللامبالاة حيال أوضاع السود المزرية. إذ ارتفعت نسبة الفقر بينهم إلى 27 بالمائة بعد أن كانت 25 بالمائة عام 2009. هذا بينما يعيش 9,9 بالمائة من البيض في ظروف الفقر.
برهنت ديمقراطية المحافظين الجدد والمسيحية الصهيونية في أميركا على أن المنتخبين للهيئات التمثيلية مجرد ممثلين للرأسمالية المتوحشة، وهيئة إدارة لمصالحها محليا وعلى الصعيد الدولي. وتكشفت الحليفة الاستراتيجية ـ إسرائيل ـ من خلال الاحتجاجات الاجتماعية الجماعية في صيف هذا العام عن نموذج مماثل في التحيز الطبقي لمصلحة الأثرياء. والخصخصة التي نفذها نتنياهو بأسلوب الليبرالية الجديدة جلبت المتاعب الاقتصادية والاجتماعية للأغلبية الشعبية وضاعفت ثراء النخب الغنية. النظام الديمقراطي البرجوازي ممارسات فساد وإفساد وتزوير. وهب أوباما الرئيس ثمانمائة مليار دولار للبنوك وقبض يديه عن مخصصات الصحة والتعليم ومكافحة البطالة، مدركا في قرارة نفسه أن الجهة أو الجهات التي مولت تكاليف حملته الانتخابية التي بلغت المليار دولار، ستمول حملة الإعادة والمقدرة بمليار ونصف المليار دولار. بالمقابل لم يجد حرجا في نكث تعهده بإغلاق معتقل غوانتانامو، حيث انحنى أمام المعارضة العاتية وهو يستعد للتراجع عن تعهده بتخفيض القوات الأميركية في أفغانستان وعن سحبها من العراق. رغم أن الحروب الفاشلة أنهكت اقتصاد أميركا ، وهبطت بمكانة أميركا وبسمعتها الدولية فما زالت موازنة الحرب والعسكرة ترتفع باضطراد، وما زالت غوانتانامو والتعذيب والتجسس على المواطنين وأبو غريب، التي دشنها المحافظون الجدد برئاسة بوش مظاهر ملازمة للسياسات العنفية المهووسة بأحلام الهيمنة الأميركية. وعندما تخضع سياسة الدولة للمصالح النخبوية الضخمة فإن الديمقراطية تنحسر أمام هجوم الفاشية. وهنا نصل إلى المعلم الثاني لعطب الديمقراطية الأميركية، او الديمقراطية البرجوازية بوجه عام .
الديمقراطية الأميركية تنطوي على احتمالات الفاشية وتقييد حرية المعارضة. فهي بطبيعتها مبتلاة بشلل أطفال، ذلك أن الرأسمالية الأميركية ولدت كاسرة وعدوانية من خلال جرائم الإبادة العرقية لسكان البلاد الأصليين. والثقافة التي رعتها بدأت تطورها في زمن شهد إرهاصات الاحتكار الذي شرع يتغلغل في مسامات الحياة الفكرية والسياسية. الرأسمالية الأميركية لم تستوعب قيم ثقافة التنوير. لم تشهد ثقافتها المرحلة التاريخية للصراع مع استبداد الكنيسة والإقطاع. حقا ظهر في التاريخ الأميركي توماس جيفرسون واضع مواد الدستور الأميركي؛ لكن الرأسمالية الأميركية أتقنت فن التزوير والدوس على القيم في سبيل الربح؛ تتقن ملء الجرار الجديدة بنبيذ فاسد.

هناك ثلاث هيئات بالغة التأثير مارست أنشطتها خارج نطاق رقابة الهيئات التمثيلية، ولا تخضع لتقييماتها. وقد تركت أنشطتها تأثيرات فادحة الضرر على المناخات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية داخل الولايات المتحدة وفي العالم أجمع. والهيئات هي أولا الاحتكارات عابرة الجنسية، الباحثة عن الأرباح الاحتكارية وثانيا الميديا المسخرة لصنع الموافقة على نهج المؤسسة الاقتصادية، وهي احتكارات من حيث البنية ، ثم هيئات الاستخبارات تعيث فسادا بأنشطة قتالية وتخريبية سرية ضمن وظيفة تسليك الدروب بوجه المؤسسة الاقتصادية الأميركية في العديد من دول العالم. ضجيج الميديا الأميركية يملأ جنبات الكرة الأرضية دعما للخصخصة بينما تغيب الميديا دور الدولة الأميركية، إذ تسخر كل طاقاتها السياسية والإعلامية والعسكرية والاقتصادية، بتنسيق وانسجام كأنه صادر عن مايسترو واحد، وذلك لتهيئة المناخات الملائمة لعبور الاحتكارات الأميركية إلى مراتع النهب الافتراسي لثروات الشعوب . وفي الشرق الأوسط على سبيل المثال لا تخفي السياسات الأميركية أطماعها في مصادر الطاقة ، إلى جانب الحفاظ على امن إسرائيل التوسعية ذات المشروع الاقتلاعي لشعب البلاد الأصلي. ترتفع البطالة داخل الولايات المتحدة لأن الرأسمال ينقل مشاريعه واستثماراته إلى حيث الربح الأجزل خارج الولايات المتحدة الأميركية؛ ويقف الرئيس الذي تهبط شعبيته بسبب العجز عن معالجة المشكلة، فيعوض انحسار الشعبية بمزيد من الانصياع الذليل للسياسات التي تدمر سمعة الولايات المتحدة الأميركية. وعلى رأس هذه السياسات الدعم غير المتحفظ لنهج اليمين الفاشي في إسرائيل. بالطبع ليس هذا هو السبب الوحيد للعلاقة الأميركية ـ الإسرائيلية.
جاء خطاب الرئيس اوباما لدى افتتاح الدورة الجديدة للجمعية العمومية للأمم المتحدة مليئا بالتشويهات والأكاذيب، وبالإملاءات ؛ أوباما لم يعن النفس بتفسير كيف يمكن أن تقود مفاوضات استمرت لمدة عقدين من الزمان بهدف نظري هو إنهاء الاحتلال الإسرائيلي إلى تكريس هذا الاحتلال ومضاعفة الاستيطان وعدد المستوطنين أكثر من ثلاث مرات وتهويد القدس برمتها.. كيف ستتمخض إذا ما استؤنفت من جديد عن سلام. كيف يتطابق شعار مفاوضات بدون شروط مسبقة مع البناء في القدس وتشريع قوانين معادية للعرب في الكنيست وحجز الأموال الفلسطينية عن السلطة الفلسطينية.
خطاب اوباما هبط بسمعة الولايات المتحدة . وحسب أوري أفنيري "كل عبارة وردت في خطاب أوباما كانت كذبا ، كذبا صارخا . المتحدث يعرف أنه يكذب والمستمعون يعرفون أيضا. باع كل شيء لكي ينتخب لفترة ثانية". فالخطاب موجه للقوى المقررة لنتائج الانتخابات الأميركية حتى قبل وضع الأوراق في صناديق الاقتراع. أمسك أوباما مزورا ومغامرا بسمعة بلاده، حين تبنى بالكامل مقولات اليمين الفاشي الإسرائيلي ؛ وحسب تعبير البعض أسلم قيادة سيارته لسائق مخمور، هو نتنياهو الذي يمارس السياسة علاقات عامة، يخطب عن السلام ويمارس العنف، كما وصفته ميراف ميشيلي،الصحفية الإسرائيلية بصحيفة هآريتس، علاوة على سرد الأكاذيب. وعلى شاكلة خطاب اوباما جاء خطاب نتنياهو حافلا بتعبيرات السلام والمصالحة والأمانة لكي يمارس العنف.
ما رمى إليه باراك اوباما بإصراره على المفاوضات الثنائية المباشرة وإلقاء ثقل بلاده كاملا كدولة عظمى، لإفشال التوجه الفلسطيني إلى الهيئة الدولية، يتمثل في إقناع الفلسطينيين أن مساحة طموحاتهم المسموح بها، وملامح حل قضيتهم القومية محكومة ليس بحق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير، ولا بالقرارات الدولية والاتفاقات الموقعة، وإنما بسقف المواقف التي يمكن الاتفاق عليها بين الإدارة الأمريكية وحكومة الاحتلال الإسرائيلية.
تورط الطرف الفلسطيني في اللعبة المملة ، لعبة المفاوضات العبثية التي ضيعت عشرين عاماً عبر قواعد وضعها حكَم منحاز ومتواطئ هو الولايات المتحدة. ومن خلال تلك اللعبة تم تغييب ملف القضية الفلسطينية عمليّاً وسياسيّاً عن أروقة الأمم المتحدة، ومن حيزها الأممي والقانوني القوي المُدعم بقرارات دولية ومرجعيات حقوقية واضحة ، لتغدو كرة تتقاذفها سياسات الخداع والكذب والتستر على الاستيطان والتهويد. وبذلك حرم الفلسطينيون من عناصر القوة الوحيدة المتوفرة في أيديهم؛ ولهذا دفع الفلسطينيون ثمناً باهظاً كاد أن يعصف بقضيتهم الوطنية.

عبر اوباما من خلال ضغوطه على الجانب الفلسطيني عن قلق حقيقي، وحتى عن الرعب من العودة إلى حيز المنظمة الأممية ومعاييرها، وعرض الرواية الفلسطينية أمام الأمم المتحدة . وكان إصرار الرئيس الفلسطيني على تحدي أوامر الإدارة الأميركية بوجوب الامتناع عن الظهور على منبر المنظمة الدولية مؤشرا لما ينطوي عليه الموقف الفلسطيني من احتمالات تخريب اللعبة وتغيير قواعدها . وأكثر ما أثار قلق كل من تل أبيب وواشنطن حقيقة أن التحرك الفلسطيني يأتي في أوج ثورات التحول الديمقراطي في الوطن العربي، التي باتت ترى فيها الولايات المتحدة وإسرائيل طاقة كامنة هائلة لتهديد مصالحهما الاستراتيجية. في تحليل نشرته "نيويورك تايمز" حول المصالح الأميركية في الشرق الأوسط كتبت تقول " إن الفيتو ضد طلب فلسطين سيوجه ضربة جديدة لمصداقية الولايات المتحدة في العالم العربي نظرا لكون البعد الهام والملهم للانتفاضات العربية في أرجاء العالم العربي يتمثل في معارضة تواطؤ الأنظمة الموالية للولايات المتحدة مع اضطهاد إسرائيل للشعب الفلسطيني. ومن الواضح أن هذا يفتح المجال أمام تطورات أمنية تمثل تهديداً للمصالح الأمريكية والإسرائيلية في المنطقة.
تفوقت الإدارة الأميركية على نفسها في ممارسة الضغط والتهديد لحمل القيادة الفلسطينية على الامتناع عن التوجه إلى الأمم المتحدة. وحذرت سوزان رايس مندوبة أميركا في الأمم المتحدة أن البلدان التي ستصوت لصالح الدولة الفلسطينية سوف " تتحمل مسئولية عواقب تصويتها". وكانت مندوبة الولايات المتحدة الجالسة في الصف الأول خلال خطاب "أبو مازن" تمثل المصالح المشتركة لكل من إسرائيل والولايات المتحدة وهي ترفض حتى مجرد المشاركة في التصفيق منقطع النظير لكلمة فلسطين في المحفل الأممي. وترافقت التهديدات بحديث عن قطع الدعم الأميركي الهزيل للسلطة الفلسطينية ، وبلغ الأمر التهديد بوقف تمويل المنظمة الدولية ، إلى جانب سلسلة من ردود الأفعال الأخرى. وهذا المنطق واللهجة موجهان ضد أي دولة تتحدى رغبات الولايات المتحدة في الأمم المتحدة. والسياسة الخارجية انعكاس لسياسة داخلية تنطوي على الضغط والإملاء. تلك هي السمة المتأصلة في الديمقراطية الأميركية.

تجلى تناقض المصالح الطبقية في تناقض المواقف إزاء مسألة طرح قضية الاحتلال أمام المنظمة الأممية. زار كبار الكتاب الإسرائيليين عباس في مكتبه برام الله وحثوه على المضي قدما في خطته. وقبل مثول عباس على المنصة الدولية يوم 13 أيلول نظم مئات المثقفين والأكاديميين مظاهرة في تل أبيب يوم الخميس 12 أيلول تأييدا لمطلب الدولة الفلسطينية ذات السيادة ، بحيث يجري تحويلها بشكل واع ومعلن، إلى فرصة للإفلات استراتيجيا من القبضة الأمريكية، وفرصة لرفض الوساطة الأمريكية نهائيا، باعتبارها جزءا من العدوان على الشعب الفلسطيني وليس جزءا من الحل.

جميع المتحدثين في مظاهرة تل أبيب فضحوا تلفيقات أوباما ورفضوها. في خطابها أمام المظاهرة في تل أبيب قالت يائيل دايان ، الكاتبة التقدمية، "إنه لمشين أن تعتبر إسرائيل الخطوة الفلسطينية وحيدة الجانب؛ وتساءلت أليس الاحتلال إجراء من طرف واحد؟ أما دانييل كوهين بنديت ، وهو عضو في البرلمان الأوروبي وقائد الانتفاضة الطلابية في فرنسا عام 1968، فقد شارك بالمظاهرة واعتلى منصتها مؤكدا "لا يمكن إيجاد حل لمشاكل إسرائيل الاجتماعية بدون إنهاء الاحتلال" . وقالت البروفيسورة غاليا غولان " كان بالإمكان التوصل إلى اتفاق منذ العام 1988، ويقع علينا مسئولية عدم التوصل إلى الاتفاق ."
ومن أميركا انبرى البروفيسور زولتان غروسمان ، أستاذ الجغرافيا ورئيس قسم دراسات الشعب الأصلي في أميركا والشعوب الأصلية بكلية إيفرغرين الحكومية في اوليمبيا بواشنطون يفضح لامبدئية السياسة الأميركية وازدواجية معاييرها . قدم البروفيسور الأميركي ابراهيم روغوفو قائد الألبان الكوسوفيين مثالا أعلن استقلال كوسوفو عام 1990، ولم تعترف آنذاك دولة بهذا الاستقلال، بينما اعترفت 127 دولة من دول العالم باستقلال الدولة الفلسطينية حين تم إعلانه عام 1987. تساءل غروسمان لماذا اعترفت الولايات المتحدة باستقلال كوسوفو عام 2008 رغم اعتراض جمهورية الصرب، بينما لم يُعترف بدولة فلسطين إلا بموافقة إسرائيل ؟ لماذا يُعترف بكوسوفو ، ولا يعترف بفلسطين؟ وأجاب على تساؤله فقال: في العام الفائت أصدرت محكمة العدل الدولية رأيا استشاريا لا يحظر بموجب القانون الدولي إعلان استقلال دولة ما.
إن تأييد دولة تمارس العنف المنهجي ضد شعب مغلوب على أمره، كي تمنعه من بلوغ أهدافه الوطنية موقف لا يتناقض مع تقاليد السياسة الدولية للولايات المتحدة الأميركية. قدم الكاتبان الأميركيان، ضياء الدين سردار وميريل واين ديفيس،على السؤال المعتاد " لماذا يكرهون الولايات المتحدة ؟"، وذلك في كتاب حمل نفس العنوان فقالا انهم يكرهون تدمير اقتصاداتهم بأوامر من صندوق النقد الدولي والبنك الدولي اللذين يخضعان لإشراف الولايات المتحدة الأميركية . وقدما امثلة على ذلم منها إغراق الأسواق بالسلع الزراعية الأميركية المدعومة بينما يحظر على دول أوروبا دعم صادراتها من المنتجات الزراعية .
وأصدر غروسمان كتابه "تاريخ التدخل الأميركي في العالم 1890ـ2008" ضمنه سجلا بضحايا العدوان الأميركي. أنقل ضحايا العقد الأخير من القرن التاسع عشر كبداية لبدوات أميركا العدوانية: الأرجنتين 1890؛ تشيلي 1891حيث اصطدم المارينز مع الثوار الوطنيين؛ هاييتي 1891لإلحاق الهزيمة بثوار نافاسا؛ أيداهو 1892حيث حطم الجيش إضراب عمال استخراج الفضة ؛ هاواي 1893 حين أطيح بالمملكة المستقلة ؛ شيكاغو 1894 لكسر إضراب عمالي بعد مقتل 24 من المضربين ؛ نيكاراغوا 1894 احتلال بلوفيلدز لمدة شهر؛ الصين 1894ـ95 نزلت قوات المارينز على البر الصيني إثر الحرب الصينية ـ اليابانية؛ كوريا 1894ـ96 نزلت قوات المارينز في سيئول؛ باناما 1895 نزول قوات المارينز في مقاطعة كولمبيا؛ نيكاراغوا 1896نزلت قوات المارينز بميناء كورنتو.
اندلعت الحرب الأميركية ـ الإسبانية خلال الفترة 1898ـ 1903 فانتزعت كوبا من قبضة فرنسا وضمت منطقة قنال بنما وأخمدت ثورة البوكسر في الصين.

وفي المؤلف نفسه نقل البروفيسور عن الكاتب الأميركي التقدمي مارك توين وصفه لإحدى معارك أميركا من اجل" نشر الديمقراطية" في الفيليبين فكتب يقول: قام النصر المؤزر بهذه الحقيقة.. من بين ستمائة من سكان مورو لم يبق واحد على قيد الحياة. روعة النصر نهضت على هذه الحقيقة الأخرى، فمن بين أبطالنا الستمائة لم نفقد سوى خمسة عشر. الجنرال وود كان حاضرا ويراقب؛ نزلت أوامره أن "اقتلوا هؤلاء المتوحشين أو خذوهم أسرى". واضح أن جيشنا الصغير وجدوا في كلمة " أو" حرية القتل أو الآسر حسب المزاج ، وأن مزاجهم بقي على حاله لمدة ثماني سنوات ـ مزاج الجلادين المسيحيين... العدو تعداده ستمائة ، بينهم النساء وأطفالهن ، ومحوناهم جميعا ، لم نترك طفلا يصرخ على أمه الميتة. هذا هو النصر الأعظم ولا مثيل له الذي أنجزه جنود الولايات المتحدة المسيحيون ".
مواصلة لهذا التقليد في السياسة الأميركية جرى تقديم الدعم المطلق لجرائم إسرائيل أثناء غزو لبنان عام 2006 ، وجرائمها ضد أهالي غزة علم 2009 ومعارضة أربع عشرة دولة أثناء ممارسة "حق" الفيتو مؤخرا ضد قرار التنديد بالاستيطان الإسرائيلي في الأرض المحتلة.



#سعيد_مضيه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أضواء العلم على تفجيرات نيويورك
- مزيد من الأضواء على أخطر مؤامرات اليمين الأميركي ضد البشرية
- إعادة القضية الفلسطينية إلى الأمم المتحدة
- سوريا ديمقراطية متحررة وتقدمية
- جريمة بريفنيك في النرويج نذير وعبرة
- كل شيء يهون حيال استقلالية القرار الوطني !
- فلسطين .. العراق وعالم الغاب
- لصراع تغذيه المصالح ويتفيأ بظلال الدين
- وفي إسرائيل تنشط فرق البلطجة
- وقائع التاريخ وأزمة إسرائيل الوجودية
- خلف دخان التفاوض إسرائيل وحلفاؤها يجسدون الحلم الصهيوني
- استنهاض الحركة الشعبية (3من3)
- استنهاض الحركة الشعبية(2من3)
- استنهاض الحركة الشعبية (1من3)
- الامبراطور أوباما عاريا
- رضاعة النازية مراجعة نقدية لمسيرة بائسة (2من2)
- رضاعة النازية .. مراجعة نقدية لمسيرة بائسة
- أمية الدين أداة هدم وتدمير بيد الثورة المضادة
- تحفات القاضي المصري والبحث التاريخي
- مع رواية - قمر في الظهيرة- لبشرى أبو شرار:بشرى تستشرف ثورة ا ...


المزيد.....




- ماذا يعني إصدار مذكرات توقيف من الجنائية الدولية بحق نتانياه ...
- هولندا: سنعتقل نتنياهو وغالانت
- مصدر: مرتزقة فرنسيون أطلقوا النار على المدنيين في مدينة سيلي ...
- مكتب نتنياهو يعلق على مذكرتي اعتقاله وغالانت
- متى يكون الصداع علامة على مشكلة صحية خطيرة؟
- الأسباب الأكثر شيوعا لعقم الرجال
- -القسام- تعلن الإجهاز على 15 جنديا إسرائيليا في بيت لاهيا من ...
- كأس -بيلي جين كينغ- للتنس: سيدات إيطاليا يحرزن اللقب
- شاهد.. متهم يحطم جدار غرفة التحقيق ويحاول الهرب من الشرطة
- -أصبح من التاريخ-.. مغردون يتفاعلون مع مقتل مؤرخ إسرائيلي بج ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد مضيه - الديمقراطية الأميركية معاقة بالكساح