أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - علمنة مؤسسات الدولة والسلام الاجتماعى والانتماء الوطنى















المزيد.....

علمنة مؤسسات الدولة والسلام الاجتماعى والانتماء الوطنى


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 3499 - 2011 / 9 / 27 - 16:49
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


العالمانية تُكتب بالألف فى أرجح التعريفات العلمية. لأنها تعنى الإهتمام بشئون العالم الدنيوى وأن الترجمة الصحيحة هى (الزمانية) لأنها ((ترتبط فى اللغات الأوروبية بالأمورالزمانية. أى بما يحدث فى هذا العالم وعلى هذه الأرض)) (د. فؤاد زكريا- مجلة قضايا فكرية- أكتوبر85) .
من العالمانية إلى الليبرالية إلى الديموقراطية
نظرًا لأنّ العالمانية تعنى الإهتمام بما يحدث على أرض الواقع. وليس بما يجاوزهذا الواقع. فكان من الطبيعى أنْ يتولد عنها أداة تنفيذها. أى الليبرالية بشقيها الفكرى والسياسى. الأولى تعنى إطلاق حرية الفكر والتعبيرعنه دون أية قيود. وإعلام حر. وحرية البحث العلمى. ومناخ ثقافى يسعى لترسيخ دعائم الدولة العصرية. وتكريس أهم حقيْن : حق الاختلاف وحق الخطأ. وهما الحقان اللذان بفضلهما نالت بعض الشعوب حلم التحضر. خاصة أنّ حق الخطأ يدخل ضمن قانون النسبية. أما الثانية فهى تعنى وضع إطارلمنظومة اجتماعية تُحدد شكل الحكم . مع حق تكوين الأحزاب بمجرد إخطارجهة الإدارة (كما كان الوضع قبل يوليو52)
الآثارالمترتبة على غياب العالمانية
لكى نشيرإلى مجتمع ما أنه يُطبق مبادىء العالمانية ، فإنّ أول مؤشرهوالنظرإلى اللغة السائدة فى هذا المجتمع. هل هى لغة ثقافية / فلسفية / علمية / عقلانية / ؟ أم هى لغة دينية ؟ إذا كانت اللغة السائدة حسب التصنيف الأول ، فأنت فى مجتمع عالمانى. وإذا كانت وفق الثانى فأنت فى مجتمع ثقافته السائدة تتاجربالدين. وبالتالى فهى ثقافة ضد التقدم وضد الإنسان. فى المجتمع الأول فإنّ أول حرف فى أبجديته هو فصل المؤسسات السياسية عن المؤسسات الدينية. وهذا الفصل لايعنى فصل الدين عن المجتمع ولايقترب من الدين الشخصى لكل مواطن. يؤكد ذلك أنه فى ظل العالمانية ، فإنّ حرية العبادة مكفولة لكل إنسان. والعالمانية فى أوروبا وغيرها هى التى سمحت بإنشاء (كل) أشكال دورالعبادة على أراضيها. حيث مساجد المسلمين وكنائس المسيحيين ومعابد اليهود إلخ. وقد اعترف مفتى البوسنة الشيخ مصطفى سيريتش أنّ السويد (العالمانية) ساهمت فى ترميم مساجد ومعالم إسلامية تاريخية (صحيفة القاهرة 25/10/2005) والحرية الدينية تضع لها العالمانية شرطيْن : فكما تمارس طقوس ديانتك بحرية وسلام ، دع المختلف معك يمارس طقوس ديانته بنفس الحرية والسلام. وترجمة هذا الشرط هوأنّ بناء دورالعبادة وممارسة الطقوس التعبدية تخضع لقانون واحد يطُبق على كل أصحاب الديانات. لافرق بين أغلبية دينية وأقلية دينية. أما الشرط الثانى ، فهوإذا كانت حرية النقد مكفولة ، فإنه فى حالة الخلاف الفكرى والعقيدى يكون الاحتكام إلى الحوارالحضارى. أى بالحجة والبرهان وليس بالسيف والرشاش.
مع غياب العالمانية يقع الظلم على المواطن والتخلف على المجتمع. فالسلطة التشريعية لا تستطيع إصدارالقانون الخاص بنقل الأعضاء ، لأنها تخضع لسلطة الكهنوت الدينى. وقانون الإصلاح الزراعى حلال أيام عبدالناصرحرام بعد وفاته. وتدميربنوك الدولة يأخذ شعارالربا. وعندما غزا جيش صدام شعب الكويت ، أيّده فريق من الكهنوت وأدانه فريق كهنوتى آخر.
اللغة الدينية وهدم الولاء الوطنى
ومع غياب العالمانية يعلو صوت اللغة الدينية ويتأثر بها كثيرون. ودليلى على ذلك أنّ الشباب المصريين الذين ذهبوا ليموتوا فى أفغانستان والشيشان والبوسنة صدّقوا مقولة الأصوليين الكاذبة أنّ الولاء للدين وليس للوطن. مقولة بدأها جمال الدين الإيرانى الشهير بالأفغانى ، حيث كتب كثيرًا فى مرحلة باريس عن (الرابطة الدينية) وبرّرجوازإحتلال دولة ما لدولة أخرى فكتب ((نرى المغربى لاينفرمن سلطة التركى. والفارسى يقبل سيادة العربى. والهندى يذعن لرياسة الأفغانى. لاإشمئزازعند أحد منهم ولاإنقباض)) وكتب ((لاجنسية للمسلمين إلاّ فى دينهم)) (العروة الوثقى- 14 ،24 ،28 /8/1884) وبعد الأفغانى جاء رشيد رضا وحسن البنا وسيد قطب إلخ وردّدوا نفس المعنى ، لذلك لم تكن مفاجأة أنْ يُصرح أ. محمد مهدى عاكف (مرشد) للإخوان المسلمين أنّ ((الحكم العثمانى لمصرلم يكن إحتلالا. ولوأنّ خليفة ماليزيًا حكم مصرلايكون محتلا)) (صحيفة الكرامة 4/10/2005) ولم تكن مفاجأة أنّ نقابة الأطباء رفضتْ أنْ تقيم تأبينًا للطبيب برزى نحال الذى قتله الأصوليون يوم 30/6/92 بينما استمرت فى نشرالإعلانات مدفوعة الأجرفى الصحف تحت شعار(وابوسناه) (أهرام 31/3/93 كمثال) ومع طغيان اللغة الدينية تتراجع لغة العقل. فلم يسأل أحد ما هى مصلحة أمريكا (المسيحية) فى تدمير البنية الأساسية لشعب الصرب (المسيحى) ووقوفها بجانب شعب البوسنة (المسلم) فى حين أنّ أمريكا كانت تُخطط لإنشاء قاعدة أمريكية جوية فى البوسنة بحجة تحويلها إلى مركزعمليات لمكافحة الإرهاب (أهرام 14/7/2004) ولم يسأل أحد ما هى مصلحة إسرائيل فى الدفاع عن شعب البوسنة (المسلم) عندما زوّدت طائرات الحلفاء فى حملة البلقان بأنظمة توجيه كمبيوترية (د. هشام الحديدى- أهرام 4/6/2001)
العالمانية وقانون التغير
فى الوقت الذى يرفض فيه الأصوليون عالمانية الدولة ، فإنهم يتجاهلون وقائع التاريخ الإسلامى الذى أثبت فى أكثرمن واقعة أنّ المتغيرالاجتماعى والسياسى جعل خليفة فى قامة عمربن الخطاب يرفض أنْ يكون النص الدينى مرجعًا له فى أربعة مواقف. بل إنه استجاب لرغبة نصارى بنى تغلب الذين شعروا بالإهانة من لفظ (الجزية) وطلبوا منه أنْ يأخذ منهم زكاة كالمسلمين على أنْ يضاعفها عليهم. فقبل منهم ذلك. مع أنّ النص القرآنى صريحٌ أنّ ما يؤخذ منهم هو الجزية. والعالمانية تضع تحديًا أمام الأصوليين الرافضين لقانون التغير. فهل تستطيع أية دولة إسلامية توفيرشرط تطبيق حد الزنا ، أى وجود أربعة شهود فى ظل نظام السكن الحديث ؟ وهل تستطيع تطبيق أحكام الرق وأحكام (ما ملكت أيمانكم) المنصوص عليها فى القرآن العظيم ؟ ولماذا لايتعلم الأصوليون من حكمة الرسول الكريم الذى نصح (بريدة) أحد قادته فى إحدى الغزوات ((إذا حاصرتَ أهل حصن فأرادوك أنْ تنزل على حكم الله فلا تنزلهم على حكم الله. ولكن أنزلهم على حكمك)) وعندما حاول الرسول إقناع المشركين بآيات قرآنية ، تدخل على كرّم الله وجهه وقال مقولته بالغة الدلالة ((لاتُحاجهم بالقرآن فإنّ القرآن حمال أوجه)) إنّ قانون التغيرالذى يرفضه الأصوليون ، وعاه العلامة الشهرستانى الذى أشارإلى أنّ الحوادث والوقائع بلا حصر((ونعلم قطعًا أنه لم يرد فى كل حادثة نص. ولايُتصورذلك. والنصوص إذا كانت متناهية فالوقائع غيرمتناهية. ومالايتناهى لايضبطه ما يتناهى))
العالمانية هى الضمان لتحقيق السلام الاجتماعى
أثبتتْ تجارب الشعوب المتحضرة أنّ العالمانية هى الرافعة الأساسية لضمان السلام الاجتماعى ، حيث تكون السيادة لمبدأ المساواة التامة بين المواطنين. وأنْ يكو ن حق المواطنة هوالمعيارفى النظرإلى حقوق وواجبات كل مواطن. فى ظل علمنة مؤسسات الدولة سوف تتراجع الأصوات التى ترى أنّ المصريين المسيحيين ليس لهم حق الدفاع عن الوطن وعليهم أداء الجزية. وكان أ. محمد حبيب نائب (مرشد) للإخوان صريحًا إذْ قال ((حين تتسلم الجماعة مقاليد السلطة والحكم فى مصرفإنها سوف تُبدل الدستورالسارى حاليُا بدستورإسلامى يُحرم بموجبه كافة غيرالمسلمين من تقلد أى مناصب عليا. سواء فى الدولة أوفى القوات المسلحة. وأنه من الضرورى أنْ نوضح أنّ هذه الحقوق إنما ستكون قاصرة على المسلمين وحدهم دون سواهم)) (صحيفة الزمان 17/5/2005) إنّ العالمانية تؤسس لمجتمع يخلومن التعصب ، لأنها تنهض على فلسفة أنّ الدين شىء ذاتى. بينما (الموضوع) هوالوطن الذى لايُفرق بين المواطنين رغم اختلاف دياناتهم. وبهذا الإيمان بالوطن (مصر) يظل الدين فى إطاره الذاتى كقيمة روحية ، تبتعد وتترفع عن السياسة وألاعيبها.
*****



#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإسلام السياسى للمستشار العشماوى
- القومية المصرية تُغطيها قشرة رقيقة
- شخصيات فى حياتى : بورتريه للأستاذ أديب
- شخصيات فى حياتى - بورتريه للست أم نعناعة
- النص المؤسس ومجتمعه
- طه حسين : الأعمى الذى أنار طريق المبصرين
- الوجه الآخر للمبدع الكبير سليمان فياض
- الأصوليون وحدود الدولة وأمنها القومى
- الترانسفير بين مصر وفلسطين وإسرائيل
- المرجعية الدينية وآليات حكم الشعوب
- الأصولية اليهودية والعداء للسامية
- الترجمة عن العبرى وعقدة التطبيع الثقافى
- الهوية بين الولاء للوطن والولاء للدين
- الأديان لسعادة البشر أم لتعاستهم ؟
- جامعة الاسكندرية والأصولية الإسلامية
- المفكر الكويتى أحمد البغدادى : التنوير بلا تزوير
- فؤاد زكريا والعلاقة بين العلمانية ونقد الأصولية الدينية
- أهمية محاكمة البشير وأعضاء من حكومته كمجرمى حرب
- خليل عبد الكريم ومجابهة اصولية الإسلامية
- لماذا تغطية التماثيل بالشمع وليس تدميرها ؟


المزيد.....




- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - علمنة مؤسسات الدولة والسلام الاجتماعى والانتماء الوطنى