صورة عن الشباب العربي

سامي كاب
(Ss)

الحوار المتمدن-العدد: 3499 - 2011 / 9 / 27 - 07:28
المحور: المجتمع المدني
    

صورة عن الشباب العربي

لا اجد اتفه من تفكير الشباب العربي عموما
انهم لا يفكرون لمسافة ابعد من حدود غرائزهم والكلام عن الشباب الذكور والشابات الاناث مع احترامي وتقديري للقلة منهم اللذين يمتلكون اعلى المواصفات الحضارية
الاغلبية منهم يبعثرون تفكيرهم ويصرفون طاقاتهم الذهنية على سفسفات الامور وشكلياتها التافهة ويبحثون عن الاجماليات والخلاصات والمختصرات والشكليات التزويقية اللامعة البراقة دون النظر للجوهر والقيمة والاصالة والجدوى والفائدة الفعلية
لا يهتمون لقدر نفسهم ولا لقدر غيرهم
يتصرفون بوقاحة الغباء وصلف الجهل ويصرون على عدم المعرفة واشغال التفكير ويبتعدون عن الوضوح والصراحة والمواجهة والمسؤولية
تجدهم امعيين انقياديين تطفليين لا يمتلكون الارادة المستقلة ولا الكلمة الواثقة المعبرة ولا العقلية المتزنة ولا النفسية السليمة
مليئين بالامراض النفسية والعلل الذهنية والكسل الجسدي والتقاعس والخدر والبلادة وقلة الحيلة وانعدام الارادة نحو الحياة والانطلاق
يعرفون الحرية ولا يطبقونها ويعرفون المبادىء الانسانية ولا يتقيدون بها ويعرفون النهج الصحيح ولا يسيرون عليه لوجود خلل تربوي وثقافي وبنيوي في شخصياتهم منذ نشأتهم ومنذ نعومة اظفارهم اذ تلقو تربية خاطئة ناقصة ومنحرفة عن المنهج الطبيعي الانساني الصحيح بسبب الدين والمعتقد والموروث من العادات والتقاليد والمفاهيم ووجدو امامهم بيئة اجتماعية فوضية تسيبية انفلاتية دون ضبط او قانون او نظام يحدد سلوكهم ضمن ضوابط حضارية تقدمية وعادلة وشفافة وهادفة تحقق الكرامة والامن والسلامة للشباب والمجتمع وفي ظل نظام مدني ديمقراطي حر يعي دور الشباب في الحياة ويهتم بهم
تجدهم شباب غير منتج على صعيد الفكر والعمل فهو بطبعه يميل للكسل والقعود والسلبية فيصبح مجرد مستهلك بكل شيء بالفكر وبمادة الحياة ولوازم العيش
فهو يحتاج لمن يصنع له ويزرع له ويفكر عنه ويطور ويبحث ويكتشف له وكانه ملك الملوك وباقي البشر عبيد مجيرين لخدمته
تجد الشباب العربي يحتقر العمل والانتاج بل ويحتقر التفكير ايضا ويحتقر الفلسفة والمنطق والعلم الطبيعي وهو عديم الثقة بنفسه وبمن حوله من امثاله
يتصف بالجبن والتخاذل امام تحديات الحياة وتحمل مسؤولياتها
لا يوجد لديه القدرة على اتخاذ ابسط القرارات الحياتة بالمواقف اليومية اللتي تصادفه وبالمشكلات اللتي تستوجب اتخاذ قرارات لحلها كي يتم تجاوز المراحل الحياتية المتعاقبة والتطور الى مراحل اعلى
فيبقى خاملا خاويا فارغا لا خبرة لديه بالحياة ولا ممارسة فعلية ولا قدرة على اتقانها وتسييرها تبعا لاغراضه وحاجاته ومتطلباته فيقعد بائسا فاشلا هاملا مستهلكا متطفلا يندب حظه وقدره ويدير المسؤولية على غيره واذا ما راى مستقبله يضيع امام عينه ولم يقدر ان يفعل شيئا لانقاذه يبدا يتصرف بطريقة منحرفة سالكا طريقة الاجرام والارهاب والتعدي والتسلط والتخريب والتدمير والانتقام من الاقربين والمجتمع
في ظل هذه الوضعية تنتشر البطالة والجريمة والفقر بسبب تدني الانتاج العام والجهل بسبب عدم التفكير والامية الثقافية بسبب الكسل عن التعلم وبالتالي تعم حالة التخلف والانحطاط بالمجتمع كون الشباب يمثلون النواة الصلبة له فان ضعفت ومرضت مرض المجتمع وضعف باكمله
والخلاص من هذا الحال وعلاج الموقف يكون باعادة صياغة شخصية الفرد منذ الصغر تربويا وتعبويا وثقافيا ومنهجيا وعقائديا ومبدئيا وتغيير نظام الحياة كاملا كقانون ودستور ونهج مسلكي يومي ومنهج فكري ومنطق حياتي عام
كما ويجب وضع برامج وخطط حديثة بناء على اسس مدنية علمية وتقنية حضارية متطورة لتعمل على النهوض بمستوى الشباب في كافة مجالات الحياة مع توفير الميزانيات اللازمة واليات التنفيذ والرعاية السلطوية الكاملة والاهتمام الكامل من قبل السلطة والشعب في انجاح هذه الخطة والخروج بشباب جديد مفكر عامل فاعل يتصف بكل مواصفات الشباب المعاصر الشباب الحر المتطور التقدمي الطليعي الرائد الطموح المنتج الباحث عن الحياة والمكتشف لها والمبدع في صناعتها والمتقن لانتاجها
وهنا نقدر ان نقول بان الامة اصبحت ناهضة لان الشباب ناهض

#سامي_كاب (هاشتاغ)       Ss#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات