هل وصلنا إلى الفساد الرياضي ؟؟؟

عمر قاسم أسعد

الحوار المتمدن-العدد: 3499 - 2011 / 9 / 27 - 00:01
المحور: عالم الرياضة
    

عندما تتحول الرياضة إلى تجارة وسلعة بهدف الربح وجمع الأموال ! وعندما تسرق الرياضة وتنسب إلى أشخاص ليس لهم علاقة بالرياضة ! وعندما يتم التعامل مع الرياضي الحقيقي بكل عنجهية واستعلاء ! وعندما يتم التعامل مع الرياضي اللاعب لفترة صلاحية تنتهي بتاريخ إصابته ! وعندما تكون اللجنة الأولمبية الأردنية ــ كمظلة وحامية لكل الرياضيين ــ غير معنية بالرياضة وهمومها ومشاكلها !!!
هنا تكمن المصيبة ويكمن الوجع القاتل في نفوس الرياضيين .
في مملكتنا الحبيبة رياضيين مبدعين حققوا للأردن انجازات مشرفة ورفعوا اسم الوطن في المحافل الاقليمة والدولية ، ومنهم من أفنى عمره وزهرة شبابه في خدمة الرياضة الأردنية ، ومنهم من ابتكر وأبدع في تأسيس لعبة رياضية قتالية تضاهي ألعاب أسيوية وانتشرت على مساحة العالم باسم الأردن ، ولأنهم يحبون الأردن وينتمون لترابه تحملوا الصعاب والمشاق وكلهم أمل أن يتم الاستماع لهم وتحسس الآمهم وهمومهم ، كلهم أمل أن يعاملو بإنسانية واحترام لتاريخهم الحافل.
في أردننا الحبيب كثير من أصحاب الحق يبحثون عن واسطة لاستعادة حقوقهم .
في أردننا الحبيب رياضيين سلبت منهم إبداعاتهم وتعرضوا لمحاولات لقتل روح الرياضة في وجدانهم .
في أردننا الحبيب بطل من الأبطال المعروفين له سجل حافل ، أبدع وابتكر وأسس لعبة قتالية أردنية ، رفض كل المغريات الدولية لتسجيل ابتكاره في دولة غير بلده الأردن ، عاد لوطنه وكله حب وشوق وانتماء ، بدأ مشوار العذاب لتسجيل ابداعه وابتكاره في بلده الأردني ، ــ محاولات كثيرة من أناس يتاجرون باسم الرياضة ــ لوئد ابداعه وابتكاره وإيصاله إلى هاوية اليأس والإفلاس ، ورغم ذلك تحمل ، تعرف على شخص أوهمه بأنه المنقذ والمخلص وعلى يديه سيتم تسجيل اللعبة والاعتراف بها أردنيا ليتم نشرها على مستوى العالم ــ ولأن الغريق يتعلق بقشة ــ جرت الأمور بشكل موفق وانتشرت اللعبة عربيا وعالميا ، وبعد فترة اتضحت الحقيقة ، تحول جوهر اللعبة ومضمونها إلى سلعة وتجارة تدر الربح على من استولى عليها ونصب نفسه رئيسها ، بيع شهادات أحزمة وحكام ومدربين ، دورات هلامية الشكل لجمع الرسوم ، بطولات وهمية ، تجاوزات مالية وادارية ، تزوير تواقيع ، ووو الخ ، استمرت رحلة العذاب للمبدع والمؤسس الحقيقي في الصحافة ، الأذاعة ، البحث الجنائي ، المحكمة ، مكافحة الفساد ، ولا يبدوا أن نهاية رحلة العذاب قريبة وما زالت الأبواب موصدة بوجهه .
اللجنة الأولمبية الأردنية تعلم التفاصيل وتدرك أن الحقيقة تكمن بالوثائق والأثباتات والأدلة ، ورغم وجود كل ما ذكر إلا أن الحقيقة تضيع على عتباتها .انتشرت أخبار وأقاويل بأن حجم الفساد المالي والأداري يتجاوز النصف مليون دينار على أقل تقدير من جراء بيع الشهادات والدورات والبطولات الوهمية في الأردن وخارج الأردن .
اللجنة الأولمبية الأردنية تخضع لقانون ونظام يجب التماهي معه إلا أن هناك تجاوزات وخروقات على الشكل المؤسسي المنهجي في التعامل بالمكاييل المختلفة ، فما معنى أن لا يتم الاعتراف بلعبة عربية لها اتحاد دولي معترف به رسميا ولها اتحاد عربي تم الاعتراف به رسميا في الأردن ، وما معنى أن يتم عدم اعتماد لجنة بعد أن كانت معتمدة وبعد فترة يتشكل اتحاد اردني لها مع العلم ان شبهات الفساد ما زالت تدور حولها بالادلة والبراهين وملفها موجود في دائرة مكافحة الفساد ، ومن هنا تكمن الخطورة .
رياضتنا الأردنية في خطر وهذا ما نقرأه على صفحات التواصل الاجتماعي وفي بعض الصحف ، مواضيع واثباتات وشكاوي ، حراك رياضي غير مسبوق لفضح ما آلت إليه بعض الاتحادات الرياضية ، الرياضيين يقولون ( أن بعض الاتحادات عبارة عن شركة خاصة أو مشيخة ، اللاعبين يشعرون بالمرارة والألم يعتصر قلوبهم ،.
قبل شهور قليلة أجريت مع بعض الزملاء لقاء على فضائية ( جوسات ) وتناولنا الهم الرياضي بكل شفافية وتطرقنا لحجم الفساد المالي والإداري وكنت أتوقع أن يسألني مسؤل رياضي عن هذه الحلقة وموضوعها ، وكم كنت أتمنى ــ ولو من باب المجاملة ــ أن تكون هناك محاولات جادة للبدء في معرفة الحقيقة والبحث عن حلول ، .أما آن الأوان أن يتم تشكيل لجان مؤقتة لقيادة الاتحادات واللجان الرياضية والدعوة لأعضاء الهيئة العامة والتحضير لانتخابات حرة ، أما آن الأوان للمزيد من الرقابة الإدارية والمالية ووضع الأمور في نصابها القانوني الحقيقي ، أما آن الأوان للاستماع لكل الرياضيين الحقيقيين لتلمس همومهم ومشاكلهم وإشراكهم في الصياغة والمشاركة الفاعلة لتحملهم المسؤولية لتحقيق المزيد من الانتماء للرياضة الأردنية ،
الوقت ما زال في صالح الجميع إذا كان الجميع يسعى لرياضة أردنية مميزة ، .
هناك مقولة نسمعها كثيرا ( خلي أخلاقك رياضية ) وفعلا الرياضة هي أخلاق وتواضع ورسالة محبة قبل كل شيء ، ومن هنا لا بد أن ننصف رجال قدموا للوطن وبعضهم ما زال وإعادة الحق لأصحابه الشرعيين ومحاسبة من كان السبب في انحراف الرياضة الأردنية عن مسارها التاريخي المشرف ،
أخيرا أقتبس عنوان حلقة قناة جوسات (( مسرحية رياضية . بطولات وهمية وانجازات كاذبة ))) ، وبالتأكيد لا نريد أن يستمر هذا العنوان كما لا نريد أن يبدأ حراك الرياضيين من الواقع النظري إلى الواقع العملي والبدء في مرحلة جيدة تهز الرياضة الأردنية ، لنعمل جميعا بكل أخلاق رياضية .

عمر قاسم اسعد

#عمر_قاسم_أسعد (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات