|
لورنس العرب الجديد برنار هنري ليفي
محمد الحداد
الحوار المتمدن-العدد: 3499 - 2011 / 9 / 27 - 00:01
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
مثلما كان لورنس العرب، أحد الضباط السريين للجيش البريطاني، من أهم أسباب تشجيع العرب في شبه الجزيرة العربية وأهم مساعد ومخطط لهم لقيامهم بالثورة العربية الكبرى بقيادة شريف مكة بدايات القرن العشرين، كذلك هو الفيلسوف الفرنسي برنار هنري ليفي متواجد بين الثوار في ساحة التحرير في القاهرة، ومع ثوار ليبيا في جبهات القتال، ويصافح مصطفى عبد الجليل، وداخل غرفة العمليات العسكرية، فمن هو برنار هنري ليفي هذا؟ ففي لقاء لقناة بي بي سي العربية ببرنامج أجندة مفتوحة ليوم الأربعاء 6 تموز 2011 ، قال الفيلسوف الفرنسي برنار هنري ليفي الكثير. ففي إجابة على سؤال عن سبب دعوته الى تحرر الشعوب من حكامها، فيما لا يتبنى أي تحرك لفك الحصار عن قطاع غزة وإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني، قال: ليس ذلك صحيحاً، أنا مدافع قوي عن انسحاب الجيش الاسرائيلي من غزة، فعندما كان آرييل شارون رئيسا للحكومة، قلت حينها أن احتلال غزة خطأ كبيراً، ويجب أن يوضع حداً له. وأضاف: كنت أحاور شارون باستمرار في هذا الشأن، ودافعت عن الانسحاب الاسرائيلي من غزة، وكذلك الانسحاب الإسرائيلي من الأراضي الأخرى. وعند سؤاله عن كيفية كونه صديقا للشعوب العربية وصديقا لإسرائيل في الوقت ذاته وهي ترفض منح الشعوب العربية، ولاسيما الشعبين الفلسطيني والسوري أرضه التي احتلتها، أجاب الفيلسوف الفرنسي اليهودي: أنا صديق لإسرائيل وكذلك للشعوب العربية على حد سواء، لأنها شعوب بشرية ومجتمعات إنسانية لديها الإرادة في التحاور معاً، وأملي الكبير أن تجمعهم الأخوة البشرية وأن يتخلوا عن العداء. لا أرى أن النزاعات العسكرية يجب أن تستمر إلى مالا نهاية، وأملي في الحياة هي أن أرى أطفال سورية ومصر واسرائيل جميعاً ينتمون إلى هذه العائلة البشرية المسالمة. آمل بشدة أن أبذل كل ما في استطاعتي من أجل شعوب الدول العربية وكذلك الشعب الاسرائيلي، أنا رجل سلام وحوار وتسامح، أكره الحروب واعتبرها خطأ كبيراً يقع فيه الزعماء الذين يقودون شعوبهم الى حروب. وعند سؤاله عن إيمانه بالحلم الصهيوني العظيم، فيما لا يمكن أن يلتقي ذلك مع أحلام الشعوب العربية، أجاب: عندما تطمح الشعوب الى الحريات، يعني ذلك أن الحرية منغمسة في مخيلاتهم وفي ضمائرهم، وعندما تتاح لهم فرصة تحقيق إنجاز سياسي في هذا الاتجاه، يكون ذلك إنجازا عظيما. وذلك لا ينطبق فقط على الشرق الأوسط، وانما نراه في دول كبنغلادش وباكستان وجنوب السودان وأفغانستان، حيث هناك حركات تحررية مماثلة. ففي البوسنة مثلا، كنت سعيدا بمد يد العون والمساعدة للحركات التحررية، واسرائيل بالنسبة لي كانت في العام 1948 في وضع مشابه. أما عن اتهامه بتوريط فرنسا في التدخل العسكري في ليبيا وفي تأييد الاعتراف بالمجلس الانتقالي الوطني، وما إذا كان يعتزم توريط فرنسا في عمل مماثل ضد حكومة سورية، عبر مؤتمر المعارضة السورية في باريس ودعوته لدعم هذه المعارضة، قال: لست متهماً في ليبيا، فلو لم أقم بدور صغير، اشكر الله انه كان دورا ايجابيا، ولو لم تضيق فرنسا وانجلترا والجامعة العربية النطاق على القذافي، لكانت ليبيا انهارت وغرقت في الدماء. وفيما أقرّ بأنه ليس على دراية واسعة بالوضع في سورية، قال ليفي: لم أزر سورية يوماً، وما أعرفه هو نتيجة معلومات شخصية والصور والمعلومات التي أتلقاها، أنا لا أقبل أن تقابل التظاهرات المسالمة بأسلحة ثقيلة، وعندما يقوم بشار الأسد بذلك، فهو يفقد شرعيته وكبرياءه كزعيم وكقائد لشعبه. لكن ليفي لا يرى الوضع هنا مشابهاً لقصف اسرائيل أطفال غزة بالطائرات و بأسلحة محرمة دوليا، كالفسفور الأبيض، حيث قال: في غزة المسألة مختلفة، هي مسألة حرب ومواجهة، وليبيا ليست سورية، وسورية ليست مصر، ويجب أن تفسح الفرصة لأصحاب الارادات الطيبة مثلي لمواجهة القضايا بصراحة وليس بأفكار مقولبة. وختم بالتعبير عن أمله في أن يتبنى مجلس الأمن قراراً، يطالب فيه الرئيس السوري بوقف ما يقوم به، وأن يقدم الدعم للشعب الذي وقف ليطلب بحقوق وطنية. كما أتمنى أن تنتهي معاناة اهل غزة، الذين ليسوا فقط ضحايا حصار اسرائيل، ولكن هم أيضا ضحايا حكم حماس، وحكم حماس ليس حكما ديمقراطيا. بهذه الكلمات انتهى لقاء بي بي سي العربية مع الفيلسوف الفرنسي برنار هنري ليفي. حسب موسوعة ويكيبيديا جاء التالي عنه: ولد ليفي لعائلة سفاردية يهودية ثرية في الجزائر في 5/11/1948 من مدينة بني صاف الجزائرية إبان الاحتلال الفرنسي للجزائر، وقد انتقلت عائلته لباريس بعد أشهر من ميلاده. وقد درس الفلسفة في جامعة فرنسية راقية وعلمها فيما بعد، واشتهر كأحد الفلاسفة الجدد، وهم جماعة انتقدت الاشتراكية بلا هوادة واعتبرتها فاسدة أخلاقياً، وهو ما عبر عنه في كتابه الذي ترجم لعدة لغات تحت عنوان، البربرية بوجه إنساني. أما تحت عنوان أعماله بنفس الموسوعة، فقد جاء التالي: اشتهر ليفي أكثر ما اشتهر كصحفي، وكناشط سياسي، وقد ذاع صيته في البداية كمراسل حربي من بنغلادش خلال حرب انفصال بنغلادش عن باكستان عام 1971 ، وكانت هذه التجربة مصدره لكتابه الأول Bangla-Desh, Nationalism in the Revolution في عام 1981 نشر ليفي كتاب عن الإيديولوجيا والفرنسية، واعتبر هذا الكتاب من الكتب الاشد تأثيرا في الفرنسيين، لأنه قدم صورة قاتمة عن التاريخ الفرنسي، وانتقد بشدة من قبل الاكاديميين الفرنسيين من ضمنهم الاكاديمي البارز ريمون آرون للنهج غير المتوازن في صياغة التاريخ الفرنسي. وكان ليفي من أوائل المفكرين الفرنسيين الذين دعوا إلى التدخل في حرب البوسنة عام 1990. وقد توفي والد ليفي عام 1995 ، تاركا وراءه شركة Becob والتي بيعت عام 1997 لرجل الأعمال الفرنسي فرانسوا بينو بمبلغ 750 مليون فرنك. ولمع نجمه في التسعينات كداعية لتدخل حلف الناتو في يوغوسلافيا السابقة. وفي نهاية التسعينات أسس مع يهوديين آخرين معهد لفيناس الفلسفي في القدس العربية المحتلة. في عام 2003 نشر ليفي كتاباً بعنوان، من قتل دانييل بيرل؟، تحدث فيه عن جهوده لتعقب قتلة بيرل الصحافي الأمريكي الذي قطع تنظيم القاعدة رأسه، وقد كان ليفي وقتها، أي في العام 2002، مبعوثاً خاصاً للرئيس الفرنسي جاك شيراك في أفغانستان. في عام 2006، وقع ليفي بياناً مع أحد عشر مثقفاً، أحدهم سلمان رشدي بعنوان، معاً لمواجهة الشمولية الجديدة، رداً على الاحتجاجات الشعبية في العالم الإسلامي ضد الرسوم الكاريكاتورية المنشورة في صحيفة دنماركية. وفي مقابلة مع صحيفة جويش كرونيكل اليهودية المعروفة في 14/10/2006، قال ليفي حرفياً: الفيلسوف لفيناس يقول أنك عندما ترى الوجه العاري لمحاورك، فإنك لا تستطيع أن تقتله أو تقتلها، ولا تستطيع أن تغتصبه، ولا أن تنتهكه، ولذلك عندما يقول المسلمون أن الحجاب هو لحماية المرأة، فإن الأمر على العكس تماماً، الحجاب هو دعوة للاغتصاب. في 16/9/2008، نشر برنار هنري ليفي كتابه، يسار في أزمنة مظلمة: موقف ضد البربرية الجديدة، الذي يزعم فيه أن اليسار بعد سقوط الشيوعية قد فقد قيمه واستبدلها بكراهية مرضية تجاه الولايات المتحدة وإسرائيل واليهود، وأن النزعة الإسلامية لم تنتج من سلوكيات الغرب مع المسلمين، بل من مشكلة متأصلة، وأن النزعة الإسلامية تهدد الغرب تماماً كما هددتها الفاشية يوماً ما، وأكد أن التدخل في العالم الثالث بدواعي إنسانية ليس مؤامرة إمبريالية، بل أمر مشروع تماماً. وفي آب/أغسطس 2008، كان ليفي في أوستيا الجنوبية، وقابل رئيس جورجيا ميخائيل سكاشفيلي، خلال الحرب التي جرت مع روسيا وقتها. وفي 24/6/2009، نشر برنار هنري ليفي فيديو على الإنترنت لدعم الاحتجاجات ضد الانتخابات المشكوك بأمرها في إيران. وخلال العقد المنصرم كله كان ليفي من أشرس الداعين للتدخل الدولي في دارفور شمال السودان. وفي كانون الثاني/يناير 2010، دافع ليفي عن البابا بنيدكت السادس عشر في وجه الانتقادات السياسية الموجهة إليه من اليهود، معتبراً إياه صديقاً لليهود. وخلال افتتاح مؤتمر الديموقراطية وتحدياتها، في تل أبيب/تل الربيع في أيار/مايو 2010، قدر برنار هنري ليفي وأطرى على جيش الدفاع الإسرائيلي، معتبراً إياه أكثر جيش ديمقراطي في العالم، وقال: لم أر في حياتي جيشاً ديمقراطياً كهذا يطرح على نفسه هذا الكم من الأسئلة الأخلاقية، فثمة شيء حيوي بشكل غير اعتيادي في الديمقراطية الإسرائيلية. في 2011 كان من الداعمين للثورة الشعبية في ليبيا ضد معمر القذافي، وكان برنارد ليفي مبعوثا من الحكومة الفرنسية إلى مدينة بنغازي الليبية التي تحتضن الثورة، وقد التقى برئيس المجلس الانتقالي مثلما التقى به وفود دول عديدة في العالم. لا أدري ماذا أقول بعد هذا الكم الهائل من المعلومات حول هذا الفيلسوف، فهل هي مجرد مصادفة تواجده في مناطق التوتر، التي تتحول الى صراع مسلح، ثم الى انفصال، كما حدث في بنغلادش، او البلقان!؟ وهل هي مجرد صدفة أن نجد له تصوير مع ثوار مصر في ساحة التحرير!؟ وهل هي مجرد صدفة أن يظهر في صور مصافحا مصطفى عبد الجليل، وأخرى مع تجمع ليبي، وثالثة مع مقاتلين ليبين في ساحات القتال!؟ لا أدري هل هو لورنس العرب الجديد!؟ أم مجرد ناشط سياسي عالمي!؟ ستظهر لنا قوادم الأيام حقيقته، ولكن ربما بعد فوات الأوان، حين تتم سرقة الثورات.
محمد الحداد 26 . 09 . 2011
#محمد_الحداد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
محكمة فاطمة الزهراء
-
انكحوا ستة عشر امرأة
-
زحل يعتذر
-
2083 ج 6
-
2083 ج 5
-
2083 ج 4
-
2083 ج 3
-
2083 ج 2
-
2083 ج 1
-
قراءة في طبائع الاستبداد ج 12
-
قراءة في طبائع الاستبداد ج 11
-
ثقافة الجواري والعبيد
-
خطاب رئيس عربي
-
قراءة في طبائع الاستبداد ج 10
-
قراءة في طبائع الاستبداد ج 9
-
قراءة في طبائع الاستبداد ج 8
-
دعوة لخروج العراق من جامعة الدول العربية
-
قراءة في طبائع الاستبداد ج 7
-
قراءة في طبائع الاستبداد ج 6
-
قراءة في طبائع الاستبداد ج 5
المزيد.....
-
الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي
...
-
-من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة
...
-
اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
-
تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد
...
-
صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية
...
-
الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد
...
-
هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
-
الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
-
إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما
...
-
كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|