|
نعّلوا الكحيله الخنفسانه شالت رجلها
عبد الله السكوتي
الحوار المتمدن-العدد: 3498 - 2011 / 9 / 26 - 22:26
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
هواء في شبك نعّلو الكحيله ، الخنفسانه شالت رجلها ) ) وهذه كناية عن التافه الذي يتشبه بالاماثل من الناس ، والنعل كل ما وقيت به القدم من الارض ، ونعل الدابة ، طبق من الحديد او الجلد لوقاية الحافر والخف ، ويكون كالنعل للقدم ، اما الكحيلة فهي الفرس الاصيلة ، ومما قاله الشاعر في هذا : ( من لم يرد ان تنتقب نعاله يحملها في كفه اذا مشى ومن اراد ان يصون رجله فلبسها خير له من الحفا وجاء شريك بن فضالة الى عبد الله بن الزبير ، وهو خليفة بمكة فقال له : ان ناقتي حفيت ، ونقب خفها ، فقال له عبد الله : انعلها بجلد ، واخصفها بهلب ، فقال فضالة : اني جئتك مستمنحا لا مستنصحا ، فلعن الله ناقة حملتني اليك ، فقال عبد الله : وراكبها ، اما الخنفسانة ، فهي لغة الخنفساء ، والمثل يشبه قولهم : (شافوا الجريدي يركض ، كالوا : اشبيك ) ، فقال : سخرة اجمال ، ومما يروى عن الشاعر المصري ، الحسين بن عبد السلام ، ويعرف بالجمل انه مر ببعض اخوانه وهو يعدو باكثر ما يقدر عليه ، فاستوقفه صاحبه وسأله ما به ، فقال اما علمت ان السخرة وقعت في الجمال ؛ هنالك رجال غيروا اقدار شعوب كثيرة ، حين عبروا بهم الى الرقي والتمدن ، ووضعوا لهم انظمة حياتية متينة ومتكاملة ، ولذا كان الفرق شاسعا بين الشرق والغرب ، الافراد في الشرق لا يضعون نظاما لتصوراتهم الفكرية ، وانما يضعون هذا التصور في مجال تثبيت حكمهم وربما طغيانهم ، فيكونون بواد غير وادي الشعب ، ومن البلية ان تبتلي الامة وعلى مختلف مراحل حياتها بهؤلاء الذين لا يميزون بين الكفوء وغير الكفوء ، فهذا الحجاج قد ارسل ابن عم له من ثقيف واليا على الاهواز ، فجبا منهم الخراج رؤوسا مقطوعة ، وعلى هذا سارت عجلة التاريخ ، فاتهم الشرق نتيجة تسلط بعض الاشخاص فيه ، ومنهم من ينطلق من موقعه في ممارسة الظلم تجاه الآخرين ، يسرق فرصتهم في الدراسة وفرصتهم في التعيين وربما فرصتهم في التطور ، مااريد ان اقوله ان المساكين الذين خرجوا نحو صناديق الاقتراع لم يكن لديهم تصور عن العملية الديمقراطية برمتها ، ولذا جيء بالجيد والرديء معا ، ومن هنا رأينا كيف ان بعض المؤثرات الجانبية السيئة كانت اكثر وقعا على الشخصيات الرجراجة في هذه العملية فاثيرت قضايا لم تكن لتثار لو ان اننا تأكدنا من اختياراتنا بشكل جيد ، وهذا كله نجم عن سرعة المرحلة الانتقالية التي تم فيها الانتقال من اجواء الاستبداد والحكم الفردي الى الديمقراطية ، ففي حالتنا كنا بحاجة الى فترة انتقالية هي اشبه ماتكون بفترة النقاهة بالنسبة للمرضى تطول وتقصر حسب نوع المرض وخطورته ، لكن للاسف لم ننتبه الى مستقبلنا بقدر ما ادرنا رؤوسنا نحو الخلف ، فبدأنا بتصفية الحسابات ، وذهلنا عن تقويم العملية الجديدة ووضع برامجها الحقيقية ، فدخلنا بالفوضى التي اريد لها ان تكتمل ، فكانت القاضية حين فرز الشعب اصواتا تختلف عن نبرات صوته وصار هو بمكان وهي بمكان آخر ، اي ان الفهم لمشاعر الشعب وقضاياه غاب عن وعي الاخوة السياسيين ، وحضرت الطائفة والجماعة والاقارب وكلنا شهود كيف ان احدهم حين تسلم منصبا هرع الى اقاربه ليسجلهم من ضمن طاقم حمايته ، وكانت عوامل تأييد هذا التصرف منطقية نظرا لاعمال القتل العشوائية التي طالت الكثيرين ، لم نكن نمتلك وضع نظام حقيقي للديمقراطية الجديدة ، خصوصا في ذهنية الشعب ، لانه غاب قرون طويلة عن هذه التجربة وعاش بالوصاية والتنصيب والخلافة وغيرها . كل هذا كان سببا في وجوم طالب الثالث المتوسط الذي انزوى في نهاية القاعة الامتحانية ، وتشاجر مع المراقب طالبا منه ان يعطيه غشا وهو يردد ، اذا انت لم ترحمني فمن يرحمني ، مفاهيم مختلطة لم تفرق بين الرحمة والغش والمساعدة والضحك على الذقون ، وانهى شجاره ان ديمقراطية لا تشتمل على مساعدة المراقب للطالب الذي يؤدي الامتحان فهي ليست ديمقراطية ، انه فهم مخطوء للاشياء وارتباك في وعي الانسان العراقي للمتغيرات الجديدة ، وهذا الامر هو الذي سبب الفوضى مع غياب القانون مع فهم ناقص من قبل السياسيين للديمقراطية التي لم تشفع بقانون يحميها وبقيت رهن اشارة ضعاف العقول والوعي يوجهونها باتجاه الاستيلاء على املاك الغير ، فنشأت الحواسم الاولى وكانت ضربة قاصمة لاخلاقية شعب يدين بالاسلام ، ومن ثم تبعتها حواسم الفساد المالي التي اطاحت بهيكل الدولة الجديدة وتركته خاليا من محتواه الاجتماعي ، من انه هيكل مطروح لتنظيم حياة الفرد ، فصارت العملية مضاعفة عندما اطيح بهيكل الدولة السابقة ولم يفرق بين الحكومة والدولة كمؤسسات ، وحين دبت الارضة الى الهيكل الجديد لتنخره وتسقط اساساته الفتية ، وكل هذا لاننا لم نتعلم الفرز ونعامل الكحيلة معاملة الخنفساء . عبد الله السكوتي
#عبد_الله_السكوتي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
متلازمه من الباب للمحراب
-
حكاية الصقر والديك
-
من فاته اللحم لم يفته المرق
-
لاتكول انهزم كوك
-
امام المايشور ايسمونه ابو الخرك
-
قضيه يامشاهده
-
كوم الله وكومين الطالب ، وكوم الله ايطالب بي طالب
-
بنو ساسان
-
(عرب وين ، طنبوره وين )
-
ثرثرة فوق دجلة
-
الكويت وقاعدة طبع البالبدن مايغيره الا الجفن
-
طير النجر ينصاد من منكاره
-
احصان الشيخ
-
مطلب جماهير النصر ، احبال للطبكه تجر
-
ناب الافعى وصوت العندليب
-
صندوك الولايات
-
الياكل العصي مو مثل اليعدها
-
هالكرسي العندك من ذوله
-
ذاكرة العراق المشروخة
-
رحم الله جمعه افندي
المزيد.....
-
السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
-
الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
-
معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
-
طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
-
أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا
...
-
في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
-
طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس
...
-
السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا
...
-
قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
-
لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|