أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أحمد منتصر - الحالة صفر: نقد نظرية الإرادة الحرة














المزيد.....

الحالة صفر: نقد نظرية الإرادة الحرة


أحمد منتصر

الحوار المتمدن-العدد: 3498 - 2011 / 9 / 26 - 04:12
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


يذهب كثير من الأصوليين (متدينين وإلحاديين) مذهبًا خياليًا محضًا يقوم على تحفيز الناس بفكرة الحرية والتي تستتبع فكرة أصغر منها ولكن أشد خطورة ألا وهي نظرية الإرادة الحرة. وفكرة الحرية لا غبار على أنها فكرة هامة وواقعية. فالفرد منذ صغره في صراع من أجل البقاء وإثبات ذاته والتفوق على الآخرين. وهذا يدخل في باب الحرية. لكن للحرية تفسيرات كثيرة نتحفظ عليها منها نظرية الإرادة الحرة.

تقوم النظرية على أن الفرد حر 100% في اختياراته. الحرية المطلقة. وفي نفس الوقت هو مسئول عنها. أعتقد أن حاصل جمع هاتين الفكرتين: الحرية والمسئولية هو صفر. لأن الفرد إذا كان 50% حرًا و50% مسئولا فإنه لن يقوم بأي إنجاز في حياته. بينما الناجحون في المجتمع هم من تغلب عليهم فكرة الحرية على المسئولية أو فكرة المسئولية على الحرية. هذا.. إن فسرنا نجاح الفرد في المجتمع بنظرية الإرادة الحرة.

الفرد ليس حرًا 100% في اختياراته. وهو في نفس الوقت ليس مسئولا عن 100% من اختياراته. ليس حرًا لأنه يقضي طول حياته ليحصل على مزيد من الحرية. وليس مسئولا لأنه يقضي طول حياته ليصير متحكمًا ومسئولا عن أكبر قدر من البيئة التي حوله: نقود، أراض، عقارات، أشخاص، أفكار.. إلخ.

وإذا جمعنا بين الأمرين (الحرية والمسئولية) بهذا التفسير البرجماتي. نجد أن الفرد منا عبد لظروفه والأشخاص الذين يتحكمون به. فلا هو حر ولا هو مسئول. ولذلك ينادي دعاة نظرية الإرادة الحرة بها ليل نهار. لأننا لو كنا أحرارًا مسئولين لما نادوا بها. تمامًا كالأصوليين الذين يجأرون بالالتزام الديني ليل نهار لأن الناس ليسوا ملتزمين.

هذا التفسير البرجماتي الاجتماعي لوضع الفرد بمجتمعه. لا يتعارض مع التكييف القانوني لنفس الوضع. ذلك أن الاحتكام للقانون يتطلب خلق الحالة صفر التي تحدثنا عنها آنفا. يتطلب المساواة أي أن يكون الناس سواسية كالأصفار أمام القانون حتى لا يتعرض لهم الأخير. وهذا الكلام القانوني نظري بحت. لأن الناس لا هم سواسية في الشكل والمال بل والذكاء حتى. ولا هم أصفارًا.. فهناك فرد يزن أمة من الناس وهناك فرد.. لا يكترث لموته أحد..

خارج النص:
قبل نشر المقالة عرضتها على إحدى الصديقات والتي اعترضت بأنني مولع بجمع النقيضين في الأشياء مثلما أصف نفسي في المسألة الدينية بـ(ملحد مسلم). وأستخدم في النقد غالبًا نظرتين مختلفتين لتفسير ظاهرة واحدة. فلماذا ههنا أعارض نفسي وأذهب إلى أن الجمع بين فكرتين متناقضتين (الحرية والمسئولية) غير مفيد؟

قلت لها: الغرض من نقدي هو (تحقيق الفائدة) مثل أي برجماتي. نظرية (ملحد مسلم) الغرض منها هو جمع متناقضين لتحقيق الفائدة في المسألة الدينية ألا وهي الحالة صفر لأنني أذهب مذهب (اللا اهتمامية) في الموضوع الديني فحدث وأن وجدت أن أقصى فائدة يمكن تحقيقها هو لا شيء. لأن المسألة الدينية سواء كانت بالإيمان أو الإلحاد غير مفيدة ولا يجوز تضييع الوقت في مناقشتها حتى.

أما استخدام فكرتين مختلفتين كالوجودية والبرجماتية مثلا عند تفسير ظاهرة ما فهذا من أجل تحقيق (أقصى فائدة فكرية) ألا وهي تفسير عام كبير فضفاض يتسع لتفسير الظاهرة من كذا وجهة نظر وجمع كل هذه الوجهات في شكل واحد مفيد. أما الأمر ههنا فمختلف عندما نتحدث عن العمل أو كيف يجب أن يمضي الفرد في حياته.

إن تحقيق النتيجة صفر في مسألة العمل لدى الفرد ضار جدًا بالمجتمع. لتجد أغلب مواطني الدولة كسالى ومتواكلين لا يريدون العمل وأقصى أمانيهم ممارسة الجنس. يجب أن يعمل الفرد.. ولكي يعمل يجب أن يرغب بتحقيق ذاته ومنافسة الآخرين ومحاولة السيطرة على البيئة من حوله طول حياته. ونظرية الإرادة الحرة في رأيي لا تحث الناس على العمل..



#أحمد_منتصر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن المشير اللي عامل عقله بعقل مايكل نبيل
- في الفكر المادي
- ما الهدف من الحياة؟
- علم مصطلح الحديث.. هل هو علم حقا؟
- اللا اهتمامية تغني عن اللا أدرية
- القوانين الأساسية المحركة للعالم
- البرادعي والحالمون من حوله
- الزواج المدني كي لا ننقرض
- دعوة لعمل كتاب ليبرالي مقدس
- اضطهاد الشباب
- قنا وإشكالية الحكومة المركزية
- إذا كان مبارك خان البلد
- إهانة المؤسسة الدكتاتورية
- نقابة الأطباء المسلمين
- النقد الذي نحن بحاجة إليه
- لماذا صاروا سلفيين؟
- شباب يريد إسقاط الدستور
- الشباب يريد إسقاط الدستور
- تعديلات شكلية على دستور فاقد للشرعية
- ذكريات ما قبل الثورة


المزيد.....




- -لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د ...
- كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
- بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه ...
- هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
- أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال ...
- السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا ...
- -يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على ...
- نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
- مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
- نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أحمد منتصر - الحالة صفر: نقد نظرية الإرادة الحرة