عصام شكري
الحوار المتمدن-العدد: 3497 - 2011 / 9 / 25 - 20:24
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تناقلت الاخبار ان الحكومة الانتقالية المصرية والمجلس الاعلى العسكري الحاكم منع صحفية فرنسية من دخول مصر لانها تساند عمال مصر. الصحفية اسمها ماري دوبوك وقد احتجزت في مطار القاهرة لان اسمها مدرج على قائمة "المتهمين بالاساءة لمصر ". هذه الصحفية في الواقع قد نشرت مقالات تهاجم فيها سياسة البطش ضد عمال مصر وتوضح دور عمال مصر في الثورة التي اسقطت نظام حسني مبارك الوحشي والفاسد. وقد قالت "أثبت النظام الجديد أنه نظام قمعي بشكل متزايد إزاء الحركة العمالية الجديدة والنتيجة النهائية لم تتضح بعد". و"الحكومة الانتقالية والمجلس الأعلى للقوات المسلحة أثبتا عدم التزامهما فيما يخص معالجة المظالم الاجتماعية والعمالية ونيتهما المبيتة لقمع الاحتجاجات العمالية". و "ورغم أن الاحتجاجات العمالية لا تزال متواصلة في مصر، فإن رد العسكر على هذه الاحتجاجات يشمل ترهيب المضربين، وتعرض الناشطون الذين يدينون سياسات الجيش إلى الاعتقال والتعذيب منذ شباط الماضي".
ما يهمني قوله الان ان الثورة المصرية التي فجرها العمال المضربون في معامل غزل المحلة والاعتراضات الثورية المليونية التي فجرتها الطبقة العاملة والكادحين والفقراء والشباب المحروم والتي اسقطت النظام القمعي والفاسد والاجرامي لا يمكن ان يوقف عجلتها حفنة من جنرالات العسكر الذي حموا الانظمة القومية على مدى عقود واطلقوا الاكاذيب حول "الجيش سور للوطن". ان قادة الجيش والمجلس العسكري الحاكم هو رأس حربة قوى الثورة المضادة في مصر وهي الان العدو السافر لنضال الجماهير وثورة عمال مصر وشبابه وشاباته، وان نضال شعب مصر مازال قائما ولم ينته بعد. علينا نحن في العراق ان نتذكر جيدا هذا الدرس. يجب عند نجاح ثورة جماهير العراق وعماله وشبابه وشاباته في اسقاط حفنة الفاسدين والمجرمين والارهابيين الشروع فورا في تحطيم آلتهم القمعية: اجهزة الجيش والشرطة وميليشياتهم. ليس ثمة شك حول الموضوع. الجيش ليس جهاز "وطني". الجيش ليس لحماية الوطن ضد المحتل. ان بشار الاسد ونظامه الوحشي يدوس على وجوه الثوار السوريين بالجزم. ان الجيش والشرطة هي اجهزة لسحق رؤوس الجماهير وحماية النظام والطبقة الطفيلية الحاكمة. يجب ان نتعلم الدرس من ثورة مصر وتونس وليبيا ولا نسمح لهم بعد الثورة بابقاء اداة القمع بيدهم والادعاء بان الجيش يقف الى جانب الجماهير. سيزينون دباباتهم بالورود واغصان الزيتون ولكن سيديرون سبطانات مدافعهم نحو حشود الجماهير حالما يسيطرون على الاوضاع. واحدة من اهم النقاط التي على الجماهير ان تتعلمها في هذه الاوضاع هو الشروع الفوري بتشكيل مجالس الجماهير في كل انحاء العراق. وحين نجاح الثورة واسقاط النظام يجب ان تندفع هذه المجالس لتحطيم آلة السلطة القمعية؛ الجيش والشرطة وكل الميليشيات الرسمية وغير الرسمية وتحطيمها كليا وتسليح المجالس الجماهيرية محلها.
ان ابقاء السلاح في ايدي الجيش والشرطة هو كمن يشهر فوهة مسدس محشو على رأس الثورة نفسها.
#عصام_شكري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟