|
السمنة.. سلوك المدمن؟..
فواد عيسى
الحوار المتمدن-العدد: 3496 - 2011 / 9 / 24 - 23:26
المحور:
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
في المجلة الطبية العلمية الألمانية لنقابة الأطباء في هامبورغ التي صدرت بتاريخ 10/9/2011 ورد في مقال جديد عن السمنة كتبه الدكتور ب. كلرمان B.Kellermann الأخصائي في أمراض الأعصاب .. جاء فيه أن الإدمان على الأكل موجود منذ مئات السنين ولم يجري فيها اعتباره إلا ظاهرة بسيطة ، لكنها في الواقع تفتح مجالا وأبوابا للوقاية والعلاج. وبعض المعلومات التي كانت مؤكدة فقدت مع الوقت. مع العلم أن هذه المعلومات لها أهمية أساسية للوصول للعلاج. فعلى سبيل المثال في مقال صادر من منظمة الصحة العالمية لعام 1972 خاص بالأمراض النفسية يذكر: تحت عنوان اضطرابات الأكل أن مرض الرغبة الشديدة في الغذاء إلى جنب مرض فقدان الشهية. في عام 1983 كتب علماء الأمراض النفسية بخمان M.Bachmann و رورH.Röhr في مجلة العلاج النفسي ملخصاً : أن المقارنة بين الشراهة والنهم في الأكل وفقدان الشهية والإدمان على الكحول: أن الأكل والجوع هما عاملا الإدمان ولهما خاصية كخاصية المدمنين على المخدرات. وفي سنة 1992 ورد في كتاب الإدمان تحت موضوع اضطرابات الأكل وصف فيها فقدان (الشهية والشره المرضي والسمنة) كونها من الماضي. منذ سنوات قليلة توسعت نطاق البحوث في المجالات التي ذكرت وخاصة في الولايات المتحدة وكذلك بعض العلماء الألمان بينوا اهتمامهم بهذا الموضوع. وفي سنة 2008 تحدثت عالمة النفس جانا براس في الشاريته طارحة نتائج البحوث العصبية الحيوية أن قوة الإدمان على الأكل هو يعادل نصف الإدمان على الجنس وسدس الإدمان على المخدرات. أن للسمنة مخاطر كبيرة على الصحة وزيادة كبيرة في التكاليف وقد ذكر العالم النفسي البروفيسور اشبتسر أن مرضى السمنة والمتعاطين للمخدرات يمتلكون آلية مشتركة.. وهذه السلوكية المرضية تؤدي في النهاية إلى شكل من أشكال السلوك المدمن ويجب تقييم هذا الشيء والتعامل معه. وفي دراسات لاحقة ذكر بتاريخ 32/9/2010 لمنظمة التعاون والتنمية الدولية حول موضوع (البدانة و اقتصاديات الوقاية) أن النتائج مروعة بخصوص زيادة المخاطر الصحية وتكاليف العلاج وكذلك زيادة أعداد المصابين في الدول المتقدمة. من ناحية ثانية تظهر في المطبوعات والنشرات العامة وصفات عديدة لفقدان الوزن وأكثرها غير فعال، ولا يؤدي لتحقيق نتائج ايجابية. الإدمان على الطعام والميل نحو نوع محدد من الأكل والغذاء مثل الاستهلاك المفرط للحلويات والسكر اعتبر في عام 1936 مثل آفة المخدر خاصة عند الأطفال. وهذا يخص أيضا حالة المدخنين وشاربي الكحول في مرحلة الإقلاع وترك التدخين والمشروب والحالة الشديدة التي تلازمهم لتناول الأكل المرافقة لتركهم السكائر والكحول. التجارب اليومية تبين أن الأكل مثل المخدر له مفعول التهدئة ويدفع للانبساط والبهجة والشعور بالراحة والوئام والسلام الداخلي. وهذا الشيء مضاد للاكتئاب مؤقتاً وبعدها يعود لحالة من الشعور المعاكسة . هذا يعني أن الإفراط في الطعام له مفعول وهمي.
قوة العادات..
المعروف أن بعض الناس يتمتعون أثناء تناولهم للطعام والآخرون يلتهمونه التهاماً كأنهم ينهون بهذه الطريقة واجباً مفروضاً عليهم وبعضهم يتركون الطعام بعد الشعور بالشبع وآخرون يواصلون التهام الطعام لحين الشعور بامتلاء المعدة وكل ذلك له علاقة بمراكز في الدماغ تتحكم عبر دوائر معقدة بهذه المشاعر والعادات.. وفي الحالات المستعصية تظهر العلاجات الجراحية كضرورة لأيقاف والحد من عمل المعدة وإنقاذ حياة المرضى وهذا يظهر موقع ودور المعدة في موضوع سلوك المدمن على الطعام.. (لابدّ لي من تناول الطعام حتى أن أتيقن حقاً أني شبعت.. أو القول أكل الكثير أفضل من الأكل القليل).. هذا في الوقت الراهن في الإطار الأوربي ضار عموماً...
الحالة النفسية.. في نظرة جديدة كتب عالم الأمراض النفسية البروفيسور بولينك ـProf Büning 1998 أن المخ البشري لا يهمه إذا كانت الإثارة بواسطة المخدرات أو أية حوافز أخرى. ويعتقد العلماء أن مواد مختلفة أخرى يؤدي إلى الإدمان على سبيل المثال.. لعب القمار. من جهة أخرى قد يعني هذا أن العواطف قد تؤدي بدورها إلى الإدمان. الرغبة الشديدة في الغذاء..
الإدمان هو حالة خاصة لاضطراب نفسي ويمكن أن تكون للجينات عامل مساعد في خلق الرغبة الشديدة للغذاء.. سلوك الإدمان يؤدي بدوره إلى مخاطر إنسانية كبيرة وقد يؤدي إلى التعود وللإعادة الاتوماتيكية للتصرف.
الاستكشاف الذاتي والإدارة..
الامتناع التام على سبيل المثال عن الكحول أو الامتناع عهن تناول طعام معين مثل الوجبات السريعة مفيد جداً.. وهذا التحكم السلوكي لمدة أشهر يمكن أن يساعد عند المراقبة له.. أحد أعراض الإدمان هو الانتكاسة والمهمة الكبيرة لمعالجي هذه التطورات هي سرعة وتحديد وقت الوعي في التدريب على مراقبة السلوك.. ومن الأساليب العلاجية هو كتابة بروتوكول للمواد الغذائية المستهلكة وتحديد نوعيتها وأوقات تناولها.. هذا وقد لوحظ أن في زيادة الأشخاص الذين يستهلكون المخدرات يؤدي إلى زيادة عدد المدمنين.. أن زيادة ظاهرة السمنة موازية إلى التسويق والنمو الاقتصادي ونتائجها سلبية للأجيال القادمة... الفكر الاستهلاكي...
حتى قبل ثلاثين عاماً كانت معالجة المدمنين محصورة عند الفروع الاجتماعية وكان أخائي علم النفس مقتصرين فقط بعلاج المدمنين على المخدرات ونتائج الإدمان بها من الحالات العصبية. في عام 1999 وضعت معالجة المدمنين في كافة مجالاتها في يد أخصائي الأمراض النفسية وبدأ العلاج في محاولة إزالة الأسباب المؤدية له... وقد ظهرت في الآونة الأخيرة مسألة التدخل المبكر بالتركيز على العلاج التوجيهي بالحديث المباشر ـــــــــــــــــــــــــــ الدكتور فؤاد عيسى هامبورغ 20/9/2011
#فواد_عيسى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
برنامج التنسيق العلمي الألماني لإعادة بناء الجامعات العراقية
...
المزيد.....
-
مسؤول أمريكي: مؤشرات أولية على احتمال إسقاط طائرة أذربيجان ب
...
-
قناة عبرية تنشر تفصيلا جديدا قد لا يخطر على البال حول عملية
...
-
حكومة البشير في سوريا ما بعد الأسد.. من هم الوزراء وماذا نعر
...
-
موزمبيق: اشتباكات عنيفة بعد فرار 6000 سجين من سجن شديد الحرا
...
-
باكو تنطلق من فرضية صاروخ روسي أسقط طائرتها في كازاخستان
-
بعد هيمنة نظام الأسد عليه: لبنان يتطلع لعلاقات أفضل مع سوريا
...
-
هل إسرائيل قادرة على تدمير قدرات الحوثيين الصاروخية؟
-
نيويورك تايمز: أوروبا غير قادرة على فرض عقوبات صارمة على روس
...
-
إيران تعلق على اتهامها بالوقوف وراء الأحداث والاحتجاجات الأخ
...
-
هروب 6 آلاف سجين في موزمبيق وسط أعمال عنف عقب الانتخابات
المزيد.....
-
الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2)
/ عبد الرحمان النوضة
-
الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2)
/ عبد الرحمان النوضة
-
دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج
...
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج
/ توفيق أبو شومر
-
كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
كأس من عصير الأيام الجزء الثاني
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية
/ سعيد العليمى
-
الشجرة الارجوانيّة
/ بتول الفارس
المزيد.....
|