أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جمال الهنداوي - فتوى الشيخ البراك..ارتهان الدين بارادة السلطان














المزيد.....

فتوى الشيخ البراك..ارتهان الدين بارادة السلطان


جمال الهنداوي

الحوار المتمدن-العدد: 3496 - 2011 / 9 / 24 - 23:26
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كأنه النيل..وكانه الفرعون العتيق نفسه جالسا اعلى التل راميا بالطرائد الحية لكهنة المعبد المضمخين بالشبق الممض لامتصاص رحيق الحياة.. ولكأنها نفس تلك اللهفة العليلة لصيحات المريدين الخاشعين لنعمة الاله الزائفة على وجوه سادتهم باحثين عن مسيح ما ليصلب من جديد محملين اياه ساديتهم وتناقضهم مع الحياة والفكر الحر المنفتح في حفلات صاخبة من الصراخ واللعن والتكفير..كأنه النيل..لكنه بلا ماء ولا خير يتفتق من بين ثنايا مسيره الخالد..بل اخاديد غائرة متغضنة في وجه التاريخ والكرامة الانسانية حفرتها الكراهية والنبذ والاقصاء وصيحات الخشب المسندة بزعيقها ولحاها وجلاليبها وورعها الملتبس برفض الآخر والعدائية المطلقة مع حق الحياة..
تكاد المؤسسة الدينية الوهابية تلامس قاع الحضيض باطراف اصابعها..بل قد تكون غاصت فيه الى الركب من جراء مثل هذه الفتوى التي تلتبس الدين بارادة السلطان والتي اطلقها رجل الدين السعودي المتشدد الشيخ عبد الرحمن البراك بـتكفير الكاتب السعودي عبد العزيز السويد واعتباره ملحدا ووصفه بالضال والمطالبة بمحاكمته....
فاننا كنا قد نفهم الامر على انه من بعض تفلتات فضيلة الشيخ واحدى مبادراته في محاربة الفكر الحر او اي اشارة لمحاولة تحسس الارض تحت اقدام العباد لولا تمددها لتشمل الصحافة السعودية التي وصف حالها بـ"المزري" وانها" حرة إلا في كلمة الحق"و"تمجد الأقزام اللئام الذين لا تجني الأمة منهم إلا ضياع الأوقات والأخلاق. وتستقطب أقلام المفتونين بتغريب الأمة"..فمثل هذه الاقوال تحيلنا فورا الى ما قد يدل على حسم الحكم السعودي لامره تجاه المزيد من التضييق على ما تبقى من ممارسات خجولة لبعض الحريات وان فضيلة الشيخ هنا لم يكن سوى مخلبا صغير في منظومة التوحش والافتراس السلفية ضد الفكر وحرية التعبير..
لسنا في علمية الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك..والاهم هو اننا لسنا في محضر الحاجة لمثل هذا العلم..وبالتأكيد..اننا لا نمتلك ذلك الهوس البائن الجلي المتكرر في اطلاق عبارات التقريع والتأنيب والتكذيب والتجهيل والاتهام..والاهم..التكفير وتأليب الرأي العام على الآخر المختلف(فرعيا)..ولكننا وباستخدام نفس امكاناتنا المتواضعة نجد ان الشيخ قد حمل الامور ما لا تحتمل في هجومه على الكاتب السويد وانه كان ينظر الى الابعد بكثير من صفحات جريدة"المدينة"وهو يعلن ان ضرر الصحف السعودية على الأمة أكبر من نفعها..وان دعوته الكاتب ورئيس التحرير "للتوبة إلى الله واستغفاره " قد تكون اقرب الى الدعوة الصريحة للحجر على الصحافة السعودية ووضعها تحت الوصاية المباشرة لمحاكم التفتيش السلفية..
كما ان تزامن هذه الفتوى مع الامر الملكي العاجل "المصحوب بما وصف بالامتعاض الشديد"بالإيقاف الفوري لرئيس تحرير "المدينة" والكاتب السويد والتحقيق معهما على خلفية نشر المقال لما يمثله من "تجاوز على ثوابت العقيدة".قد يشير الى ان غيرة الشيخ على تلك الثوابت كانت بتوجيه مباشر من الجهات العليا ولا تعد الا حلقة من مسلسل طويل قد لا يكون للشيخ فيه الا دور الصافرة التي ستطلق المزيد من الاجراءات العقابية تجاه الاقلام الصحفية السعودية التي قد تنحرف قليلا عن كتابات الحمد والثناء والدعاء بطول العمر للسلطان..
كما ان تلك السرعة في الاستجابة لتك الفتوى بالذات وتجاهل فتاوى اخرى قد خلت لفضيلة الشيخ استهدف بها اسماء لبعض طوال العمر والجاه قد تشير الى ان بعض الكتابات التي نشرها الكاتب –رغم محدوديتها-وتحدث بها عن بعض مظاهر الفساد هي السبب الاول لتلك الغضبة السامية وليس الخوض في "المفهوم المدني للالوهية"..خصوصا وان الكاتب كان اكثر تأدبا مع "الذات الالهية"و"ثوابت العقيدة"من فضيلة الشيخ الذي وضع نفسه في موضع الاله في القدرة على كشف الصدور والاطلاع على النوايا ..
دلائل كثيرة ومؤشرات قد تتباين في منطلقاتها واتجاهاتها ولكنها لن تؤدي بنا الا الى طريق واحد هو ان مشكلة السعودية العضال تكمن في نظامها السياسي اولا ..وان المؤسسة الدينية ما هي إلا صورة للعلاقة المعقدة ما بين سلطان يفتقد للوسائل الشرعية في الحكم وبين شعب في موقع الاتهام الدائم بالسؤال عن هذه الشرعية المفقودة..وان المواطن السعودي رغم هدوءه النسبي وتماشيه المنضبط في تماس مع الحائط الرسمي لا يزال مشروع هدف محتمل للنظام وفي محل تشكيك دائم في ولاء لسلطة غير مقتنعة هي نفسها بصلابة الارضية التي تقف عليها ..
وهذه المؤشرات وان كانت تدل على ان النظام في وضع دفاع مأزوم امام الاقلام الحرة من الكتاب والصحافيين ولم يعد امامه الا التهديد بالقتل والعنف، ومهاجمة معارض الكتاب، والأندية الأدبية، وشنّ الغارات الإعلامية المصحوبة باناشيد الغزو والجهاد على مواقع الإنترنت وبريد المثقفين العرب. الا انها تشير ايضا الى ان الامور ما زالت بعيدة عن خواتيمها في ارض الحرمين..وان المؤسسة الدينية ستظل سيفاً مسلطاً على الشعب، وسلطة متضخمة في يد الحكم ..ووسيلة لخنق الشعب بحبال الدين المسيس..ما دام النظام يستشعر الحاجة اليها لتكفير المخالفين .. وفي حشد العنف ضدهم..وانه بدون الشعور بالرغبة والارادة الشعبية الحرة في التغيير ..فان ليل المملكة سيبقى طويلا..ولن يكون هناك فجر قريب..



#جمال_الهنداوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدولة مطالبة..
- مستبد عادل على عربة اطفاء مسروقة..
- الموقف الايراني..والتعاطي العربي المطلوب
- نهاية حلم خلجنة الممالك العربية..قد يكون في جدة
- لا تضحك كثيرا سيدي الجاسر..
- لم تقاوم طرابلس..كما بغداد..وكما ستكون البقية..
- هنيئا لكم الحرية..
- ميناء مبارك..قد لا يكون كبيرا بما يكفي..
- مصداقية الغرب على محك الثورة السورية
- البيان السعودي..وضوح الخطاب وارتباك النوايا
- احداث لندن..ونحن
- سيف السلفية..يرتفع في وجه الشعوب
- لا جمل مفيدة في رسائل اردوغان..
- خيط من المؤامرة..بين العباسية والتحرير
- لم يعد امام العالم الا التضامن مع الشعب السوري..
- الثورة الليبية تبدأ بالتهام ابنائها..
- الدراما..وتسييس التاريخ
- اعتداءات النرويج..فرصة للتفكر..
- ويظل الوعي الشعبي خارج حسابات قوى الاستبداد السلفي
- هل من معذرة يا بنغازي..


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جمال الهنداوي - فتوى الشيخ البراك..ارتهان الدين بارادة السلطان