أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طالب المحسن - ساعات














المزيد.....

ساعات


طالب المحسن

الحوار المتمدن-العدد: 3496 - 2011 / 9 / 24 - 10:13
المحور: الادب والفن
    


طالب المحسن
لم يبق لنا سوى التصفيق ونحن نقرأ قصة النعمان بن المنذر ملك الحيره مع الشيخ الطائي الذي أكرم وفادة النعمان حينما تاه الاخير في العراء وهو في رحلة صيد، ومر زمن كان للطائي حاجة فذهب للنعمان الذي تذكره ولكن للاسف فقد وصل الطائي في يوم بؤس النعمان، وتلك الساعات يحل فيها على القادم الموت. توسل الطائي بأن يعود الى بيته لقضاء أمور خاصة به وقد ضمن عودته أحد رعية النعمان

وفعلا عاد الرجل ثانية للقاء مصيره بعد أن حاول النعمان قتل ضامنه، لكن بعد إطلالة الطائي توقف النعمان عن فعلته وهو يقول ما أدري أيكما أكرم وأوفى، أهذا الذي نجا من السيف وعاد إليه أم هذا الذي ضمنه وأنا لا أكون ألأم الثلاثة ، وهكذا ترك النعمان ساعاته من بؤس ونعيم وكنا نشعر بجمال القصة ولم يقف أحدنا ساعتها ليقول أي دكتاتور وطاغية هذا النعمان الذي يقتل كما يشاء لمجرد أنهم أتوه في ساعات نحسه .
ألف العراقيون تبدل المزاج والمثل الشعبي (ساعاته براحاته) يصف السلوك الإنساني مجرد تابع للمزاج وهو عكر معظم الأوقات، وراح المتظلمون من الناس يقدمون طلباتهم وقت صفو المسؤول لكي ينعموا بموافقته، فإياك أن تراجع مسؤولا وهو منزعج لأن مزاجه ساعتها هو الحاكم .
كان على القاتل بعد أن تحسس مسدسه وكاتم صوته أن ينظر إلى ساعته ليتأكد من دقة موعده مع الضحية وحين أتم جريمته قال الناس كل يموت بساعته رغم معرفتهم بأن ساعة الضحية كانت بتوقيت قاتلها.
كل ساعات أمانة بغداد عاطلة وكأنها تمعن بإيقاف زمن بغداد وإبقائها متربة ومتخلفة وكأن سنابك خيل المغول قد داستها تواً .
كل ساعات الدوائر عاطلة لأن لا قيمه للزمن في بلدنا والناس تقف بالطوابير بانتظار تواقيع لا معنى لها مثل الساعات المعلقة تماما .
ساعة بقرب الحبيب وأعطيني من وقتك ساعة هي أغاني الحب التي كنا نسمعها ، حلت محلها أغاني العقارب رغم إن العقرب هي أحد مكونات الساعة!!
ساعة الولادة ثقيلة ومؤلمة لكن الأمهات يسمونها الساعة السهلة لأنها ساعة تفضي إلى ميلاد إنسان جديد قد يكون التغيير على يديه ، قولوا آمين ، إلا أن مستشفياتنا الاهلية لا تريدها ساعة سهلة بل تريدها ساعة قيصرية لان الفائدة الاقتصادية من الولادة الطبيعية لا تكاد تذكر مقارنة بالولادة القيصرية!! وهكذا بعد سنين سوف تحمل الامهات الجديدات ندبا في بطونهن كذكرى أبدية من مستشفياتنا الاهلية.
الجسد له ساعته أيضا، هورمون النمو يفرز ليلا بينما الكورتزون يفرز صباحا، الدورة الشهرية لها توقيتاتها، النوم والاستيقاظ، هورمون الميلاتونين الذي يفرزه الجسم الصنوبري الموجود في الدماغ الذي يفرز ليلا فقط ،فضوء الشمس والضوء الصناعي يوقف إفرازه فبذلك طول ساعات التعرض للضوء يمنعنا من الاستفادة من هذا الهورمون المهم جدا كمنظم للوقت وقدرته على جلب النوم وتقليل الاضطرابات النفسية والذهنية وكونه مضاداً للسرطان والشيخوخة والاكسدة والرغبة الجنسية،وحين تولى الملك غازي عرش العراق كان خجولا في حضرة النساء وقد استشار طبيب العائلة المالكة الدكتور سندرسن باشا الذي أوصاه بوضع نظارات سوداء على عينيه لكي تمنع دخول الضوء لعينيه وبذلك تعطي مجالا للميلاتونين لإفرازه ومن ثم تأثيره بتقليل الاضطرابات النفسية !!.
في سبعينيات القرن الماضي هرب مجموعة من أصدقائي الى ايطاليا وهناك حصلوا على اعمال وذابوا في المجتمع باستثناء أحدهم ، بقي منعزلا في شقته وبدون عمل وبين الحين والآخر يرغب بالعودة بدعوى الحنين للوطن، وحين راسلته وطلبت منه الإجابة عن كيفية قضاء وقته أجابني مازحا إنه يبحث عن الدو مورو، والدو مورو هذا هو رئيس وزراء ايطاليا حينذاك وقد تم اختطافه من قبل مافيات ايطاليا الشهيرة . اليوم وبعد انقضاء مهلة 2400 ساعة لحكومتنا الرشيدة ولعدم وجود عمل جاد لها ، ولإصابتها بالضجر فإنها على غرار صديقي ستقوم بالبحث عن سبعة عشر مليار دولار ضائعة!! طبعا لن تجدها لأنها أيضا مصابة بالحنين لأوطانها، طبعا ليس العراق ، فالعراق غير موجود على قائمة الحنين لوزرائنا وسوف تنتهي فترة استيزارهم وساعتها سيجمعون غنائمهم ويقولون ساعة مباركه حين أصبحنا وزراء في العراق ويولّي كل منهم في طريق .
يقولون ان شارلمان ملك الإفرنج قد جفل من ساعة هارون الرشيد بل ان الجنود الافرنج حطموا هذه الساعه لاعتقادهم بوجود شياطين داخلها وكذلك فعل المأمون بأن أرسل ساعة أكثر تطورا من ساعة الرشيد الى ملك فرنسا ، ياترى أين الساعاتية من ذلك الوقت الى يومنا هذا أم انهم كما يقول قس بن ساعدة الإيادي : أرضوا بالمقام فأقاموا أم تركوا هناك فناموا !!.
في الازمنة الرديئة السابقة كنا نرتدي ساعات سويسريه أما الآن فقد اختفت الساعات السويسرية تماما وحلت محلها ساعات تباع بالكيلوات، وهكذا شيئا فشيئا يبدو إن ثمن آلة الزمن يقترب من الصفر ولو كان أنشتاين بيننا لتعجب من عبارتي وقد يفهمها بأن اقتراب الزمن من الصفر لا يحصل إلا باقتراب السرعة من سرعة الضوء ونحن فعلا تقترب سرعة الفساد عندنا من سرعة الضوء فعلام عجب أنشتاين ؟ وبموجب المفهوم الخاطئ للزمن فإن القذافي الخالي تماما من أية مؤهلات شأنه شأن زملائه والحريص على بناء أمجاد واهمة فإنه وأمام العالم يعلن: لقد حانت ساعة النصر، دون أن يسأل دماغه الغبي عن أي نصر وضد من؟
المثل يقول حتى الساعة العاطلة فإنها تشير الى الوقت وبدقة متناهية مرتين باليوم ، ويبدو أن الساعة العربية استعاد ت عافيتها في كل ساحات وميادين التحرير.
مدحت باشا بنى الطابق الثاني لبناية القشلة وكذلك بنى ساعة القشلة وقد استورد أدواتها من لندن ويبدو أن الانكليز طمعوا بساعتهم فدخلوا بغداد عام 1917 واتخذوا من بناية القشلة مقرا لهم ، وساعتهم القديمة بدأت تشير الى زمن الاحتلال البريطاني بدلا من العثماني وبدأت ساعة القشلة تشعر بألفة أكثر كونها تدق لصانعيها.
صدام الذي بنى ساعته من مخلفات حروبه الخاسرة، هذه الساعة كانت شاهدةعلى إعدامه.
إن الساعة كجهاز رغم جمالها الأخاذ إلا إن عقاربها لن ترحم أحداً.



#طالب_المحسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دولة الشعر الاسود
- سيطره بلا بالونات ملونه
- نخلة لكنها محنيه
- فراشات عراقية
- ست حياة
- صباح الخيل
- سلاما على المدارس
- رسالة الى الوطن


المزيد.....




- موسكو.. انطلاق أيام الثقافة البحرينية
- مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 84 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
- إبراهيم نصر الله: عمر الرجال أطول من الإمبراطوريات
- الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
- يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
- معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا ...
- نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد ...
- مايكروسوفت تطلق تطبيقا جديدا للترجمة الفورية
- مصر.. اقتحام مكتب المخرج الشهير خالد يوسف ومطالبته بفيلم عن ...
- محامي -الطلياني- يؤكد القبض عليه في مصر بسبب أفلام إباحية


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طالب المحسن - ساعات