أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جمال الهنداوي - الدولة مطالبة..














المزيد.....


الدولة مطالبة..


جمال الهنداوي

الحوار المتمدن-العدد: 3495 - 2011 / 9 / 23 - 23:57
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


تثير الاحداث المؤسفة التي رافقت حادثة النخيب الاليمة الكثير من الجدل هذه الايام –وبنحو مقلق-عن ماهية العلاقة التي تربط بين ابناء الشعب العراقي وعن طبيعة التعايش المستقبلي بين مكونات الوطن واطيافه وعن الاطار الجامع التي يجب ان نتقدم به الى الآخر القابع فيما وراء الحدود والذي يتابع نفس هذا التدافع وان كان بقلق اقل..
والمقلق في هذا الجدل انه يبدو انه قد حسم امره تجاه تثبيت صورة العراق على انه اطار قسري لجمع خليط من الاقوام والمتبنيات المتنافرة على ارضية وواقع الخلاف الداخلي المستمر مما يقدم المناخ الملائم لكل هذا الانحراف الذي نرتطم به يوميا نحو المنعطفات العنصرية والطائفية والقبلية بسلاسة ويسر تتعارض مع الممارسة الطويلة للتعايش والتواشج المستند على وحدة الدين والتاريخ والجغرافيا.
ومثل هذا الخلل للرؤية الوطنية الجامعة يكون اكثر تطرفا وانغلاقا عند الحديث عن الوجهة الحضارية المستقبلية وعن الهوية التي نودّ أن نُعرف بها..وفي الاجابات على الاسئلة الحائرة حول من نحن، وما هو تاريخنا المشترك، وماذا يجمعنا حالياً، وما هو الرمز او الخطاب الذي يعبر عن كينونتنا الوطنية ..والاهم الى أين نحن ذاهبون.
لم يكن من المنتظرأن تصل الأوضاع الحالية إلى ما وصلت إليه من تأزيم لولا ذلك الاسراف في كل تلك الشعاراتية والتحشيد «الإيديولوجي» المركبة تركيبا قسريا على الواقع العراقي والتي اعتمدت الانغلاق والتقوقع والتريب المستمر من الآخر المختلف فرعيا كأساس مكين لتحليل طبيعة الوضع والعلاقات على الارض. والمؤسف ان هذا التوجه ليس ممارسة تختص بها قوى المعارضة بقدر تمددها وشمولها لفئات مشاركة محسوبة على السلطة..
الخطورة في هذا التوجه الذي اصبح يقترب من الممارسة اليومية تكمن في تذبذبه المتعدد الاتجاهات بناء على معطيات وتحولات الاحداث الاقليمية والدولية وتجاوزه لمصالح وتطلعات وآمال الشعب العراقي –حتى لدى الاطراف التي تدعي احتكار الخطاب والتمثيل الفئوي –نحو تغليب مطامح ومطامح واجندات قوى وكيانات خارجية تجد مصلحتها في استمرار التناقض بين مكونات الشعب العراقي الواحد..
قد يكون مخرجاً-ومبرئاً-للبعض احالة الاحتقانات الطائفية والايديولوجية التي يعاني منها المجتمع الى كونها ناتجا عرضيا لنشاطات بعض الاحزاب والتيارات السياسية او للممارسات الاعلامية المغذية للتقاطع الفئوي وتغليب الاطار النمطي للمجتمع ..ولكن هذا لا ينفي انه سيكون من الاجحاف الشديد نقل هذه الامور من خانة العوارض الى المسببات..
فلن نكون مجانبين كثيرا للصواب لو توجهنا باللوم الى الهيكلية السياسة واسلوب ادارة العملية السياسية في العراق ضمن اطارها المؤسسي في الدولة، وتهاونها في تحصين المجتمع من انعكاسات هذه العوارض والتفلتات على المجتمع والحياة العامة والى هذه الدرجة من السوء الاقرب الى التخريب المتعمد..
وان الدولة مطالبة في ان تزامن جهدها الامني في محاربة قوى التطرف والارهاب مع مناهضة الخطاب الافنائي المتطرف المتصاعد من جميع القوى والكيانات السياسية رغم تباين طروحاتها ورؤاها ومتبنياتها الايديولوجية..
ان الدولة مطالبة بتخليق واستنباط الوسائل التي تحقق الاندماج بين جميع اطياف الشعب واعلاء الشعور بالمواطنة الحرة الجامعة ..بدلا من الانحدار نحو الانتماءات الطائفية والعرقية المشظية لمجمل التاريخ النضالي المشترك لقوى الشعب ضد الديكتاتورية والاستبداد وسياسات الاقصاء والتهميش والاستئثار..وعلى الدولة ان تكون الوعاء الحاضن للجميع ..وان تحافظ على مسافتها من الجميع ..وان تكون الخيمة التي يستظل بها الجميع..
نعتقد ان الأوان لم يفت بعد على ان ننفتح على إمكانات التواصل مع بعضنا بعضا..وان الدولة ما زالت في الموقع الذي يؤهلها للمبادرة في اعلاء مبدأ سيادة القانون وحل الخلافات عن طريق احترام الدستور والاحتكام اليه واشاعة ثقافة مناهضة لممارسات القوى المعادية للحرية والديمقراطية وحقوق الانسان والتي تجد في عتمة الغبار التي يثيرها التعثر الرسمي في حل التناقضات السياسية وسيلة مثلى للامعان في سياسات التشهير والتشطير عن طريق اشاعة العنف والتخريب والتحريض وانتهاك حقوق المواطنين و تحشيد الكتابات المتطرفة التي تحاول ربط مجريات الأوضاع الداخلية بما يدور حاليا على المستوى الإقليمي أو العالمي.
واننا نستطيع من خلال الحوار والمكاشفة والاحتكام الى الآليات الديمقراطية والدستورية ..ان نعمل على معالجة المتعلقات والمخلفات التي ما زالت تحتاج الى الكثير من البحث والدراسة المعمقة والواعية والمستندة الى الوضوح والشفافية والطرح الحر الشجاع..وليس عن طريق اللجوء الى استخدامات الامكانات المجتمعية والمؤسسية في ادارة النزاع والصدامات السياسية..فان مستقبل العراق لا يحتاج الى تشييد المزيد من جدران الايديولوجيا السميكة فيما بيننا..بل الى القليل من الحب ..



#جمال_الهنداوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مستبد عادل على عربة اطفاء مسروقة..
- الموقف الايراني..والتعاطي العربي المطلوب
- نهاية حلم خلجنة الممالك العربية..قد يكون في جدة
- لا تضحك كثيرا سيدي الجاسر..
- لم تقاوم طرابلس..كما بغداد..وكما ستكون البقية..
- هنيئا لكم الحرية..
- ميناء مبارك..قد لا يكون كبيرا بما يكفي..
- مصداقية الغرب على محك الثورة السورية
- البيان السعودي..وضوح الخطاب وارتباك النوايا
- احداث لندن..ونحن
- سيف السلفية..يرتفع في وجه الشعوب
- لا جمل مفيدة في رسائل اردوغان..
- خيط من المؤامرة..بين العباسية والتحرير
- لم يعد امام العالم الا التضامن مع الشعب السوري..
- الثورة الليبية تبدأ بالتهام ابنائها..
- الدراما..وتسييس التاريخ
- اعتداءات النرويج..فرصة للتفكر..
- ويظل الوعي الشعبي خارج حسابات قوى الاستبداد السلفي
- هل من معذرة يا بنغازي..
- كأن ليس لنا ما يشغلنا..الا الكويت


المزيد.....




- -غير أخلاقي للغاية-.. انتقادات لمشرع استخدم ChatGPT لصياغة ق ...
- بالأسماء.. مقاضاة إيرانيين متهمين بقضية مقتل 3 جنود أمريكيين ...
- تحليل.. أمر مهم يسعى له أحمد الشرع -الجولاني- ويلاقي نجاحا ف ...
- مكافأة أمريكا لمعلومات عن أحمد الشرع -الجولاني- لا تزال موجو ...
- تفاصيل مروعة لمقابر سوريا الجماعية.. مقطورات تنقل جثث المئات ...
- يقدم المعلومات الكثيرة ولكن لا عاطفة لديه.. مدرسة ألمانية تض ...
- الجيش الإسرائيلي يستهدف مستشفيي كمال عدوان والعودة شمال قطاع ...
- قلق من تعامل ماسك مع المعلومات الحساسة والسرية
- ساعة في حوض الاستحمام الساخن تقدم فائدة صحية رائعة
- ماكرون يزور القاعدة العسكرية الفرنسية في جيبوتي ويتوجه إلى إ ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جمال الهنداوي - الدولة مطالبة..