أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - كاظم حبيب - !إذا كان الإرهاب والموت لا يوحدان القوى الوطنية والديمقراطية, فمن سيوحدها؟ صرخة نازفة















المزيد.....

!إذا كان الإرهاب والموت لا يوحدان القوى الوطنية والديمقراطية, فمن سيوحدها؟ صرخة نازفة


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 1040 - 2004 / 12 / 7 - 08:43
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


الموت يخطف يومياً عشرات الناس الأبرياء في وطني الحبيب المستباح من قبل قوى الإرهاب الدولي المتوحشة, من درا?ولات عربية إسلامية متطرفة متعطشة ومصاصة للدماء الزكية للعراقيين من مختلف القوميات والأديان والمذاهب, ومن مختلف الأحزاب والقوى السياسية, ومن الحرس الوطني والشرطة والدفاع المدني, من النساء والرجال والأطفال. إنها الجرائم البشعة التي ترتكب يومياً وفي كل ساعة في العراق باسم الإسلام والقومية العربية. أشلاء متناثرة في كل مكان, أطفال وصبايا وصبيان مقطوعي الرؤوس والأيدي كانوا لتوهم قد تركوا المدرسة متوجهين إلى بيوتهم وكراساتهم وكتبهم يحملونها بأكف قطعت فتناثرت واختلطت بدمائهم, عمال توقفوا لتوهم عن عملهم المضني وغادروا ليتمتعوا بقسطً من الراحة في أحدى مقاهي المدينة لتناول خبز يومهم فتغمس بدمائهم بدلاً من الجبن والتمر والشاي, ?يشمر?ة كردستانية عراقية شجاعة توجهت إلى مدينة الموصل لتستبدل نوبة حراسة قام بها رفاقهم ال?يشمر?ة قبل ذاك فتفجرت فيهم سيارة مفخخة تحمل اسم الإسلام السياسي المتطرف, تحمل اسم الجبن والغدر والعدوان والعنصرية السامة, فتناثرت جثثهم في الشارع وتركوا خلفهم عائلاتهم التي كانت تنتظرهم في كل لحظة ورفاقهم الذين ودعوهم قبل سويعات, وآخرون سقطوا جرحى ينزفون دماً عجز الدكتاتور الظالم عن قتلهم أثناء هيمنته الجائرة على العراق وحروبه الغادرة ضد شعب كردستان العراق, جنود وشرطة من القوات العراقية المشكلة حديثاً التي تبذل جهداً لحراسة الوطن المستباح ومنع المخربين من قتل حلم الأجيال الراهنة والقادمة بحياة ومستقبل وعراق أفضل, تقتل يومياً وتذبح بطرق شتى ... سيبقى الدم يسيل أيها السيدات والسادة يا ممثلي الأحزاب والقوى السياسية العراقية ويا وزراء ما دمنا لا نعرف قيمة هذا الدم المسال على ارض العراق.. وسيبقى المجرمون يصولون ويجولون في العراق ما دمنا بعيدين أيها السيدات والسادة عن اللقاء في طريق مشترك نسير فيه مشواراً طويلاً ... وسيبقى الجراد الأصفر يقضي على الزرع والضرع ما دامت قضايانا الصغيرة وأهدافنا الحزبية الضيقة تمنعنا حتى عن رؤية الموت الأصفر يخطف أبناء شعبنا ويقترب من كل منا... بفرقتنا عجزنا عن إسقاط النظام الدكتاتوري وولينا أمرنا آخرين ليقوموا بالمهمة التي نعاني اليوم من تداعياتها... فهل نبقى متفرقين لينهش الوحش الكاسر بلحوم بنات وأبناء شعبنا ويمتص دماؤهم لأن كلاً منا يطمح بمكان خاص تحت شمس العراق دون أن يفكر بمكان للآخر بجواره ... سيبقى الجرح ينزف يا سيداتي يا سادتي ما دمنا عاجزين عن رؤية الواقع العراقي ومشكلات الشعب والوطن.. ما دمنا غارقين في الذاتية .. وما دمنا نفكر بذهنية العطارين والبقالين لا بذهنية السياسي الحكيم الواعي لمشكلات شعبه ووطنه.. هناك من ينزف دماً وهو مرمي على قارعة الطريق وقد أصابته شظايا الإرهاب الدموي, ولكن هناك من ينزف قلبه دماً بسبب ذاك النزيف وبسبب الألم الذي يحز في النفس بسبب الصراعات التي ما تزال تسيطر على ممارساتنا السياسية اليومية دون أن ندرك عظم المسؤولية التي يتحملها كل منا إزاء الوطن المستباح... يا سيداتي يا سادتي الكرام في الوطن المستباح نحن ننزف دماً حقا فكفوا عن صراعاتكم الحزبية والمذهبية البائسة وتوجهوا شطر الشعب لمساعدته على مواجهة الإرهاب المتفاقم الذي تغذيه قوى الشر والجريمة في العراق والدول العربية ودول الإقليم والعالم الإسلامي .... إن مصداقيتكم مطروحة للامتحان وسيلفظ الشعب كل من يحاول أن يزرع الخلاف في العراق بدلاً من زرع المحبة والاتفاق ومواجهة الموت بيد واحدة, ولكني سنحني الشعب إجلالاً لمن يعمل ويردد قول الشاعر كاظم السماوي:
وإذا تكاتف الأكف فأي كف يقطعون
وإذا تعانقت الشعوب فأي درب يسلكون! ً
وفي مقابل هذا الموت الجامح والحزن العميق الذي يلف المجتمع في الوطن العراقي, ترتفع الهلاهل العاهرة والقهقهات الشامتة والفرحة بهذا الموت الزاحف على العراق من جهات غير قليلة داخل العراق والدول العربية والدول الإسلامية وغيرها.. يرتفع نعيق الغربان الجائعة لجثث الموتى من بعض الفضائيات التي ترتسم البسمة على وجوه مروجي أخبارها ومديري ندواتها وهم ينقلون أرقام المزيد من القتلى بسبب السيارات المفخخة وقنابل الهاون والصواريخ وغيرها ويتمنون المزيد منها للعراقيات والعراقيين ... إن الأجر مدفوع لقتلة الشعب العراقي ولمروجي أخبار القتلة, سواء بالنقود أم بولوج الجنة!, تماماً كما وعدهم السحرة الكذابون الذين يقفون خلفهم مروجين لهم "سحر الاستشهاد في سبيل الله!" من خلال قتل النساء والرجال والأطفال من أبناء الشعب العراقي.. إنهم بعض أعضاء هيئة علماء المسلمين وأعضاء في الجماعة الدينية السعودية وأعضاء في الجماعة الدينية اليمنية وأعضاء في الجماعات الإسلامية الأخرى في أفغانستان وباكستان والسودان .. وغيرها.. إنهم جماعة أسامة بن لادن وأنصار الإسلام والزرقاوي وجماعات متطرفة أخرى...
لن نستطيع إيقاف طاحونة الموت التي يشغلها الإرهابيون ما لم نجد لغة مشتركة بين الأحزاب والقوى السياسية العراقية, لن نقضي على ينابيع الإرهاب ما لم نشد لحمة الشعب في مواجهة المجرمين القتلة, وما لم نضعه يقف بصرامة وحزم أمام مسؤولياته ويقطع الطريق عليهم, وما لم نجد الوسيلة المناسبة لتعزيز الثقة المتبادلة بين الشعب والأحزاب السياسية القائمة, وما لم يعترف بعضنا بالبعض الآخر وبمصالحه وحقوقه المشروعة. لن يكون العراق لهذه الطائفة أو تلك, أو لهذا الدين أو ذاك أو لهذه الجماعة الفكرية أو تلك, أو لهذا الحزب أو ذاك. العراق للجميع ويسع الجميع ويمكنه أن يطعم الجميع. العراق, عراق العرب والكرد والتركمان والكلدان والآشوريين, ولا يمكن أن يكون إلا كذلك. عندما تتمتع القوميات المختلفة بحقوقها المشروعة, وعندما نبدأ بالتفكير بمصالح الشعب اليومية وعندما يجند الشعب نفسه لمواجهة المصاعب التي تواجهه, عندها سيكون الشعب مستعداً للدفاع عن هذا الوطن وسيضحي كل فرد فيه من أجله سلامة واستقلال وسعادة الشعب والوطن.
نحن أمام فترة عصيبة من تاريخ العراق الجديد ولا يمكن أن نغض الظرف عن المشكلات التي يعاني منها الشعب ويقتل على أيدي الإرهابيين. علينا أن نحتكم للعقل والمنطق والضمير ونتحرى عن اللغة المشتركة بين القوى والأحزاب السياسية العراقية لمواجهة الوضع الراهن. وليس من طريق للخروج من هذا المأزق إلا بوحدتنا وتضافر جهودنا ونشاطنا المشترك لمواجهة أعداء الشعب, وهي الضمانة الأكيدة لانتصار الشعب. إن النداء موجه إلى الجميع, فهل من مستجيب؟
برلين في 5/12/2004



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما الطريق لتحقيق الوحدة الوطنية العراقية في المرحلة الراهنة؟
- هل عصابات الإرهاب في العراق هم من مواطني شعبنا من أتباع المذ ...
- هل من حاجة لمعالجة جادة لقوى البعث في المجتمع العراقي؟
- هل يفترض أن يكون موعد الانتخابات محور الصراع أم سلامة ونزاهة ...
- هل من سبيل غير التحالف الوطني الواسع والقائمة الموحد قادرة ع ...
- من هم مصدرو إرهاب الإسلام السياسي المتطرف إلى جميع بلدان الع ...
- !العراق في معادلات الشرق الأوسط والعالم
- بعض الملاحظات حول مقال مكونات الطبقة الوسطى في العراق للكاتب ...
- هل ستكون تجربة محكمة الشعب درساً غنياً لمحاكمات عادلة للمتهم ...
- !كان القتلُ ديدنهم, ولن يكفوا عنه ما داموا يدنسون أرض العراق ...
- !!ليس العيب في ما نختلف عليه ... بل العيب أن نتقاتل في ما نخ ...
- ! ...أرفعوا عن أيديكم الفلوجة الرهينة أيها الأوباش
- لا تمرغوا أسم السيد السيستاني بالتراب أيها الطائفيون؟
- !بوش الابن والأوضاع السياسية في الشرق الأوسط
- هل من مخاطر محدقة بانتقال الإرهاب في العراق إلى دول منطقة ال ...
- ما هي الأسباب وراء لاختراقات الراهنة من قبل فلول النظام المخ ...
- إلى أنظار المجلس الوطني ومجلس الوزراء المؤقتين كيف يمكن فهم ...
- هل بعض قوى اليسار العربي واعية لما يجري في العراق؟ وهل يراد ...
- هل التربية الإسلامية للدول الإسلامية تكمن وراء العمليات الإر ...
- ما الهدف الرئيسي وراء الدعوة إلى محاكمة الطاغية صدام حسين ور ...


المزيد.....




- هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب ...
- حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو ...
- بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
- الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
- مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو ...
- مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق ...
- أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية ...
- حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
- تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - كاظم حبيب - !إذا كان الإرهاب والموت لا يوحدان القوى الوطنية والديمقراطية, فمن سيوحدها؟ صرخة نازفة