أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد حسين يونس - بدعه ، ضلالة ، نار و تغييب لعقل الامة















المزيد.....

بدعه ، ضلالة ، نار و تغييب لعقل الامة


محمد حسين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 3495 - 2011 / 9 / 23 - 17:31
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في القاموس المحيط (( بدع الشىء : اخترعة لأعلي مثال )) و بدعة بكسر الباء و تسكين الدال و فتح العين (( الحدث في الدين بعد الاكتمال )).. وهكذا عندما يقف شيخ الزاويه ليقول أن كل بدعة ضلالة فهو يوقف اى اجتهادات لاحداث- حتي- أبسط التعديلات علي دينه بعد ان اكتمل .. اما السامع خصوصا اذا كان يفك الخط مثلي فسيفهم أن اختراع الاشياء لأعلي مثال هو الضلالة و أن عليه اذا كان مؤمنا حقا أن يتوقف عن اى اختراع يضعة أصحاب اللحي خارج قائمه مسموحاتهم .. و الا أصبح مصيره النار .
لا أعرف بالضبط كيف قفز ت هذه المقوله لتصبح كلمة الافتتاح لمعظم خطب وعاظ الزوايا .. و لا أسباب أو أصل تداولها و لكنني أهتم جدا بتأثيرها علي المستمعين الخاشعين يستمعون لمردديها- خصوصا الشباب منهم- الذين أصبحوا يكررونها دون فهم عندما يواجههم العالم بالجديد الذى يعتبرة مشايخهم بدع .. الديموقراطيه بدعه ، الليبراليه ، الانتخابات ، حقوق الانسان ، عمل المرأة ، الفنون ، الموسيقي ، كل حياتنا بدع تؤدى الي النارلانها جاءت في رأيهم بعد اكتمال الدين كما أرادة لنا ربه و نبيه .أما بالنسبه لمن يفك الخط فالموقف أسوأ بكثير ان التعليم الحديث المبني علي القراءة و الكتابة بدعة لان الرسول صلعم كان أميا و لم يكن في زمنة هذة العلوم الرياضيه كالجبر و الهندسه العصيه علي الحفظ و الاستظهار ،الطبيعة ،الاحياء ،الجغرافيا، التاريخ الا ما ذكر نصة في صحيح الدين ,باختصار أى شكل من أشكال اعمال العقل أو التفكير... كذلك فان العمل علي الالات أو استخدامها بدعة , و دراسة المنطق و الفلسفة ضلاله لانه قد يؤدى الي بدع ، و استخدام السيارة ، الطيارة ، التليفون ، الكهرباء ، دورات المياة ، الكومبيوتر .. كلها بدع .. و بدعة البدع هذا الانترنيت اللعين و الفيس بوك الذى يجب الا أترك زوجتي أمامه دون محرم .
الجمله التي اختارها كهنة الزوايا لفرض ارادتهم علي جمهورهم من الاتقياء دونا عن باقي المقولات مثل النظافه من الايمان ، الدين المعامله ، التوصية علي سابع جار،أنتم أدرى بأمور دنياكم ، اطلبوا العلم و لو في الصين، الكذب خطية الخطايا ،لا كهانة في الاسلام .. و باقي الايجابيات التي كنا نتعلمها صغارا .. توحي بسوء نيتهم المبيتة و تعمد وقف نمو ملكه الابداع عند المسلمين وحصرها في حفظ و اتباع أسلوب حياة أصبح بعد الفي سنه غير مناسب أو وارد استخدامه في مجتمعات صارت تعيش في زمن أخر.
اذا تخيلنا أن شابا تقيا يريد أن يصبح نموذجا في مجتمعه قد اتبع مقولة خطباء الزوايا هذه فماذا سيعمل .. أولا سيقف حائرا بين ما هو ديني اى يخص الدين و فروضه و أوامرة و نواهيه و ما هو دنيوى .. ثم ما هو مذكور في صحيح الدين و ما هو مدسوس علية عبر الاف السنين و قد يصل الي أن عليه ترك المدرسه و الجامعة المدنيه و الالتحاق بالجامعه الدينية الازهريه .. وهناك أيضا لن يجد الا تعليمات معلبه و رؤيه محددة عليه حفظها كما هي دون نقاش لانه لازال مبتدأ لا يحق له الفتوى.. بعد فترة سيجد أن هناك أحكام عديدة في الدين قد تم نسخها و عليه دراسة الناسخ و المنسوخ ، أسباب النزول و رأى الفقهاءالذين اختلفوا اختلافا بينا في شرح و تفسير نفس الموضوع و كل منهم يقدم حججه و براهينه من واقع القرآن الكريم و الاحاديث الصحيحة و شرحة لمفردات لغة اندثر التعامل بها منذ عدة قرون .. ثم سيجد أن حتي القرآن الكريم قد تم الاختلاف علي سورة و اياته و ان قرآن (علي ) يختلف عن قران (عثمان) فاذا ما تبحر قليلا فسيجد أن كليهما قد كتب دون نقاط علي الحروف مما يعطي شبهه الاختلاف عن الاصل بل سيجد أن بعض السور غير مترابطه مما يعني أن أجزاء منها قد حذف أو لم يدون و أن ما يتلوة الشيعه- متعددة الفروع و المذاهب- من القرآن يؤكد خطأه السنه المتعددة المذاهب أيضا وسيحاولون التعميه عليه ليظل مخلصا لتعاليم مذهبه و وصايا أساتذته و الا لن ينجح أبدا ويحصل علي ترخيص الوعظ .. فاذا ما ترك الدراسه و قرر أن يتعلم منفردا فسيجد أن طه حسين قد طرد من الازهر لانه قد ناقشهم و خالد محمد خالد طرد من هيئة كبار العلماء لانه قد حاول تقديم قراءة عصريه للدين و أن كلاهما قد سبقاة وا كتشفا مدى بدائيه التعليم الديني وأن نصر حامد ابو زيد قد عوقب لانه حاول تشغيل مخه في مفهوم النص وأن هناك حربا لا هواده فيها لكتم انفاس القمني و أن الدكتور النجار يدعي دون بينه أن كل العلم موجود في النص المقدس و أن مصطفي محمود قد جعل من كتاب المسلمين موسوعه علميه معاصرة لم تترك صغيرة أو كبيرة الا وذكرتها دون أن يقدم الا افلام المركز الكاثوليكي في القاهرة .
الشاب المجتهد بعد طول عناء في دراسة الكتب الصفراء و البيضاء سيجد أنه لم يعرف صحيح الدين الذى جعل من الابداع ضلاله .. وسيتحول اما الي دجمة يردد دون فهم ما يمليه عليه مشايخ الزوايا المعينين بواسطه وهابية السعوديه و يعيشون في خير احساناتهم أو يحصر دينه داخل قلبه و جامعة ويندمج في عصرة بعقليه زمنه فيصبح مصيرة في رأيهم في النار .
وأد تفكير الامة و الحرص علي استهلاك صيغ معلبه منذ الاف السنين عمل ضد الطبيعه الانسانيه حتي لمن ينادون به ففي النهايه- عدا اطلاق لحيتة و اصطناع بقعه سوداء علي جبهته- فان خادم الزاويه سيستخدم نتاج العلم و التكنولوجيا المعاصرة ليصل صوته في الاذان و دروس الفجر و المغرب عبر الميكرفون أو التلفزيون أو المأذنه التي كلها من اختراعات ما بعد استكمال الدين .. هذا الرجل( خادم الجامع ) سيركب الاوتوبيس أو السيارة الخاصة و سيستخدم التليفون و الكتب المطبوعة و سيستمع الي القرآن من الكاسيت اى لا فكاك له من المعاصرة حتي لو انه اعتزل في بقعة نائيه مع مريديه سيضطر للذهاب الي الطبيب و استخدام الدواء بعد أن أصبح بول الابل و الحبة السوداء لا تجدى .. ان تجاهل كل هذه المستجدات نوع من انواع المكابرة الغير مفهمه .. ان زمن بدايه الرساله يختلف عن زماننا و التهديد بالضلاله و النار عمل عدواني علي المستمع و المجتمع ككل يحاسب عليه قائله بترويع الامة.
ادانة الابداع حتي في مناقشه قضايا الدين في ضوء مستجدات العصر تحول مع مرور الزمن الي عاهه سلوكيه لدى المجتمعات المتشبهه بمجتمعات الخليج و السعوديه بمعني انتقال كل السلوكيات السلبيه التي يعاني منها مجتمع راكد ساكن لا يتطور يعتمد علي اموال الحجاج و عوائد البترول الي شعب فقير كالصومال فيتحول لديهم الدين الي كبح اى تطور او جديد و ينهار المجتمع يوما بعد يوم ليصبح ما نراة عليه من عوز و اندثار مجاعي .. الغريب ان هذا لم يؤد الي تعديل السلوك بل زاد من الاعتماد علي التسول .. المجتمعات الاسلاميه عبر التاريخ صادفت هذا الذى نراة اليوم بأعيننا يتم في الصومال و افغانستان و غزة.. حتي في زمن مجد الامبراطوريه العباسيه كان هناك من يموتون جوعا أو مرضا بالالاف بما في ذلك مصر .
تعطيل الفكر الابداعي و التعليه من الحفظ و التكرار و الاعادة لما تم في سالف الازمان مخدر طويل المفعول فمن يقع تحت تاثير ادمانه لا ينجو منه الا قليلا فهو يغذى صاحبه بمجموعه من الافتراضات الميتافيزيقيه غير الملموسه عن قدرة الكهنه و رجال الدين علي الحديث نيابه عن اللة سبحانة و أنهم الأدرى بمصلحة المواطن و علية أن يتبعهم ليملأوا خزائنهم بالذهب و روحه بالرضي في أمل ما بعد الممات .
الدين كما يقدمه هؤلاء العاجزون و الذى يوقف الابداع لانه ضلالة و الذى يخيف من يحاول الخروج عن النص بأن مصيرة جهنم هو أداة كبح حركة المجتمع و تطوره و مع ما يحدث حولنا من حركة سريعة للعالم فلا مهرب من الاندثار اذا استمر تأثيرهم .. ان مقارعة هؤلاء هي حياة أو موت هي التحول الي طريق المعاصرة أو الاستسلام لسكون و ركود للعقل.. العضو الذى يميز الانسان عن باقي الكائنات ..أفلا تعقلون .
تغييب العقل عند مسلمي الوهابيه و أذنابهم- حتي بالرغم من مليارات الدولارات التي تنفقها- عمل ضد الدين نفسه و سيؤدى الي أن يخرج من المنافسه مع علوم العصر و هو الامر الذى تنبهت له جميع الاديان و حاولت أن تجد صيغا حديثة لعلاقة أتباعها بالعلم و المنطق و الفلسفه و لقد حققت معظمها نجاحا ادى لتطور مجتمعاتها الا هؤلاء المصرين علي أن الابداع في عمومه خطيئه فاذا ما أصبح فنا أو فلسفة أو علوم حياة فانه كفر يؤدى لجهنم لذلك يقف المسلم حائرا هل الاستنساخ حلال أم حرام !! هل نقل الاعضاء حلال ام حرام !! هل معرفة ما تحمله الانثي في بطنها حرام !! هل اسقاط الامطار في مكان و وقفها عن أماكن اخرى تدخل في ارادته سبحانه ام أنه مسخر العلم لتحقيقها !! ..
التمزق ما بين معطيات الكهنه و الواقع المعاش علاقة صراع دائم و مستمر يتقدم فيها المجتمع الذى يشجع الابداع علي التراث و هكذا فرجال الدين في مصر و من يدعون أنهم المتحدثون الرسميون باسم الرب هم الخطر الاساسي علي انتفاضه كانت تأمل أن تتحول لثورة تلحق بقطار المعاصرة و تخرج بالمنطقه من ظلمات القرون الوسطي و مقاومتهم أصبحت فرض عين علي كل من يريد لبلدة الخير



#محمد_حسين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاسلامجية و تدمير آثار مصر
- عريان بين ذئاب .. صديقي بالعراق
- مليونية ما بعد زيارة القدس
- لن أغفر للاخوان ما فعلوة بمصر.
- ادعاءات الفرزدق و عجز ما بعد الهوجه
- في انتظار .. قرن من السبات الوهابي.
- الاخوان المسلمين ..ارهاب باسم الدين.
- الاسطورة المصاحبه لميلاد الانبياء
- حقوق الانسان .. ام حقوق الرب.
- تعاظم موجات الكراهيه علي بر مصر
- مصر ..في قبضه المبتسرين
- مصر ..لن تكون جنتهم الموعوده
- حثالة البروليتاريا ..تطلق لحاها
- أكفل قرية في الصعيد.. خلط فكرى شديد .
- سقوط الميتافيزيقيا
- ((لا أعرف شيئا عن سر الاله))
- النبوءة
- ميدان التحرير .. منطقة منكوبة
- أهذا .. هو الطوفان !!
- انقلاباتنا العسكرية داء مستوطن


المزيد.....




- الجيش السوري يسقط 11 مسيرة تابعة للجماعات التكفيرية
- بالخطوات بسهولة.. تردد قناة طيور الجنة الجديد علي القمر الصن ...
- TOYOUER EL-JANAH TV .. تردد قناة طيور الجنة بيبي على القمر ا ...
- أنس بيرقلي: الإسلاموفوبيا في المجتمعات الإسلامية أكثر تطرفا ...
- عمال أجانب من مختلف دول العالم شاركوا في إعادة بناء كاتدرائي ...
- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال الإسرائي ...
- أجراس كاتدرائية نوتردام بباريس ستقرع من جديد بحضور نحو 60 زع ...
- الأوقاف الفلسطينية: الاحتلال الإسرائيلي اقتحم المسجد الأقصى ...
- الاحتلال اقتحم الأقصى 20 مرة ومنع رفع الأذان في -الإبراهيمي- ...
- استطلاع رأي إسرائيلي: 32% من الشباب اليهود في الخارج متعاطفو ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد حسين يونس - بدعه ، ضلالة ، نار و تغييب لعقل الامة