أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - العفيف الأخضر - رسالة لأوردوغان















المزيد.....

رسالة لأوردوغان


العفيف الأخضر

الحوار المتمدن-العدد: 3494 - 2011 / 9 / 22 - 21:57
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


رسالة لأوردوغان:
قُدْ مشروع مصالحة الإسلام والعلمانية
"نحن للأمة في أمور دينها وأنت للأمة في أمور دنياها"
قالها عبد الله ابن عمر وأبو هريرة لمعاوية عندما تولى الخلافة
أخي، رجب طيب أوردوغان، كم كنت موفقاً في مصر وتونس عندما دعوت أقصى اليمين الإسلامي السياسي فيهما،المعادي للديمقراطية والعلمانية،إلى التسليم بأن:"الحرية والديمقراطية والعلمانية لا تتناقض مع الإسلام".لكن الإخوان المسلمين في مصر رفضوا،على لسان صلاح أبو اسماعيل وعصام العريان، مشروعك كما رفضته في تونس"النهضة"على لسان رئيسها الدائم، راشد الغنوشي،الذي قال رداً على سؤال عن رأيه في مشروعك بأن:"النهضة لا تستنسخ تجارب الآخرين"،هو الذي يحاول استنساخ التجربة الإيرانية ويفتخر بأنه "تلميذ خميني".
لكنك بتلك الكلمات القليلة المضيئة دشنت مشروع القرن في أرض الإسلام،الذي تتلهف عليه النُخب بما في ذلك شباب الإخوان المسلمين في مصر وشباب النهضة في تونس وشباب وشيوخ الإصلاحيين في إيران،الذين ضاقوا جميعاً ذرعاً بتعصب قادتهم الديني وانغلاقهم على روح العالم الذي نعيش فيه. بفضلك غدا الإسلام قادراً أخيراً على التصالح مع الحداثة بما هي مؤسسات ديمقراطية وعلمانية،ودساتير وقوانين وضعية، وقيم إنسانية وعلوم عصرية محايدة إزاء الدين.بل وتحمي الأديان من محاربة بعضها بعضاً ومن تدخل الدولة في مجال الأديان الخاص بها، كما فعلت العلمانية الإسلامية منذ الخلافة الأموية إلى الآن.مما جعل تاريخ الإسلام محكوماً بجدلية لعينة:سيطرة السياسي على الديني في دولة العلمانية الإسلامية وسيطرة الديني على السياسي في الدولة الدينية الإسلامية كما هو الحال اليوم في إيران وربما غداً في تونس ومصر وليبيا !.وحدها علمانية الدولة ،أي حيادها إزاء الأديان، تنهي سيطرة السياسي على الديني وسيطرة الديني على السياسي بالفصل بينهما بسلام.
الإصلاح الديني في أرض الإسلام،بالفصل بين الديني والسياسي كما في تركيا،مازال ينتظر قائداً استثنائياً وشجاعاً وذا إشعاع إسلامي ودولي مثلك،ودولة ديمقراطية علمانية ترعاه مثل تركيا الأوردوغانية ،وإلى تنظيم دولي يسهر على نشره في أرض الإسلام.
حددت في حديثك في التلفزيون المصري معالم العلمانية المطلوبة في أرض الإسلام،مؤكداً على أن:
1- تعريف العلمانية جاء في دستور 1982 التركي:"تقف الدولة العلمانية على مسافة متساوية من جميع الأديان"، قائلاً:"من حق كل شخص أن يكون متديناً أو ضد الدين(...)لكن الدولة تتعامل مع الجميع بمسافة متساوية"؛
2-:"الدولة العلمانية لا تنشر اللادينية لكنها تحترم جميع الأديان"؛
3-"أمنيتي هي أن يتضمن الدستور المصري الجديد[وأتمنى بدوري أن يتضمن الدستور التونسي]نصاً يؤكد على أن الدولة تقف على مسافة متساوية من جميع الأديان"؛
4-"إذا بدت الدولة بهذا الشكل فإن المجتمع كله سيعيش في أمن وأمان؛حتى اللاديني يجب أن تحترمه الدولة،كما يجب عليه هو أيضاً أن يحترمها"؛
5-"أتمنى على الشعب المصري أن يأخذ فكرة العلمانية من هذه الزاوية التي طرحتها،وأتمنى أن يدور نقاش في مصر حول هذا الأمر ونستطيع أن نتبادل الأفكار والتجارب(...)"؛
تلخيصاً نحن نحتاج إلى العلمانية في أرض الإسلام لحاجتين حيويتين:أ- الحاجة إلى أن تكون العلاقة الوحيدة التي تقيمها الدولة مع مواطنيها على أساس الانتماء حصراً إلى الوطن وليس إلى الدين أو الطائفة أو القبيلة إلى غير ذلك من الانتماءات الجزئية؛ب:الحاجة إلى حصر تدخل الدولة في المجال العام،أي في كل ما خص علاقات المواطنين بمؤسساتها،وحصر الدين في المجال الخاص لكل جماعة من جماعات المؤمنين الذين يمارسون بكل حرية،في ظل الدولة العلمانية،حرياتهم الدينية المكفولة بمواثيق حقوق الإنسان وغيرها.
أخي رجب طيب أوردوغان،مناقشة اقتراحك البناء في الإعلام مرغوب،لأنه سيؤدي إلى توضيح مبادئ ورهانات العلمانية وإلى تبديد المخاوف اللامعقولة من العلمانية التي روّج لها في أرض الإسلام،خاصة في مصر وتونس والسعودية ،غلاةُ الإسلاميين.لكن هذا النقاش الضروري،حتى لا يكون موسميا ثم يطويه النسيان،ينبغي أن تؤسس له أنت بنية تنظيمية تسهر على رعايته ونشره بين النخب والجمهور في العالم الإسلامي تعميماً للفائدة.
توجد اليوم دوليتان إسلاميتان:"الدولية الإسلامية" التي يقودها الإخوان المسلمون وهدفها هو"إعادة الخلافة والتطبيق الكامل للشريعة" كما يقول راشد الغنوشي الذي يبررها قائلاً:"العمل الإسلامي العالمي رمز لوحدة الأمة وهي تعوض الخلافة وقتياً"(الغنوشي،استراتيجية الحركة الإسلامية،18 يوليو 2002،العربية). الدولية الثانيةهي:"الصحوة الإسلامية"التي يقودها أقصى اليمين الاسلامي السياسي الإيراني والتي عقدت مؤتمرها الأول في طهران (18سبتمبر 2011)؛ وهدفها المعلن خوض صدام الحضارات بالجهاد في"دار الحرب" المتجسدة في "الشيطان الأكبر[=أمريكا]"و"الشيطان الأصغر[=فرنسا+أوربا]".
هدفا الدوليتين جنونيان:إعادة الخلافة ، وهذا فانتزم ماضوي لا مستقبل له؛و"الجهاد إلى قيام الساعة(...) إلى أن يقتل المسلم آخر يهودي"،كما يقول حديث موضوع، وهذا فانتزم إجرامي يتعارض مع حاجة البشرية الموضوعية إلى عالم قوامه الاعتماد المتبادل L’interdépendance :أي منظمات،من الأمم المتحدة إلى المحكمة الجنائية الدولية،تقوم بضبط الميول الطاردة Les tendances centrifuges للاعتماد المتبادل.
بين هاتين الدوليتين العقيمتين،بقي فراغ يتطلب الملء،أي بقي دور يبحث عن بطل:هو دولية تضم القوى السياسية - الاجتماعية الديمقراطية والعلمانية الحية في أرض الإسلام ، وهي:"دولية مصالحة الإسلام والعلمانية" تجسيداً لمشروعك التاريخي:"الحرية والديمقراطية والعلمانية لا تتناقض مع الإسلام"، الكفيل بحماية شعوبنا من احتمال السقوط في الحروب الداخلية والخارجية التي تترصدها .
لا أحد غيرك بقادر على المبادرة إلى تجسيد هذا المشروع في تنظيمٍ وقيادته بنجاح.فأنت تتمتع بالشجاعة السياسية الغائبة في أرض الإسلام،وبالشعبية وبالمصداقية في تركيا، وفي العالم الإسلامي والعالم ،وبالرؤية البعيدة النظر لمصلحة شعوب أرض الإسلام التي تحتاج اليوم إلى:"الحرية والديمقراطية والعلمانية" وصناعة قرارها بالمعاهد العلمية لتلتحق بقاطرة الحضارة العالمية التي تركتها منذ قرون تنتظر متثائبة على رصيف التاريخ!.



#العفيف_الأخضر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنقذوا تونس من -حزب التخريب-
- تفاوضوا مع الساعدي القذافي
- رسالة إلى القضاة: لا تخضعوا لقانون الغاب
- الرسالة )3( إلى مانديلا
- الرسالة (2) إلى مانديلا
- رسالة إلى مانديلا:
- رسالة إلى القذافي:استجب لنصيحة أردوجان وارحل
- رسالة إلى الجميع:ماذا فعلت بأمك يا عدو المرأة؟
- لماذا لم تكشف لشعبك صناع مآسيه؟
- ثورة الشعب على الثورة
- تونس جريحة فلا تجهزوا عليها
- هل لأقصى اليمين الإسلامي مستقبل؟
- من أجل تونس متصالحة ومستقرة:نظام رئاسي؟
- توسيع دائرة النظام أم توسيع دائرة العنف؟
- إلى العلمانية الإسلامية أيها العلمانيون
- كيف تردون على تحديات المشروع الطالباني؟
- رسائل تونسية : هل من حل للتضخم الحزبى؟
- رسائل تونسية:استقلال القضاء هو ُلبّ الديمقراطية
- رسائل تونسية:المصالحة الوطنية أو المجهول!
- هل الدولة السلطوية ضرورة تاريخية؟


المزيد.....




- القائد العام لحرس الثورة الاسلامية: قطعا سننتقم من -إسرائيل- ...
- مقتل 42 شخصا في أحد أعنف الاعتداءات الطائفية في باكستان
- ماما جابت بيبي..استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي وتابعو ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن مهاجتمها جنوب الأراضي المح ...
- أغاني للأطفال 24 ساعة .. عبر تردد قناة طيور الجنة الجديد 202 ...
- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - العفيف الأخضر - رسالة لأوردوغان