أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - جاسم المطير - مسامير 758 عراقنا في عصر الديمقراطية والدولار ..!














المزيد.....

مسامير 758 عراقنا في عصر الديمقراطية والدولار ..!


جاسم المطير

الحوار المتمدن-العدد: 1039 - 2004 / 12 / 6 - 08:49
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


يمكن القول بأن الفلسفة التي تسيطر على الشارع العراقي في الوقت الحاضر ليست يسارية ولا يمينية ، لا ماركسية ولا إسلامية ، لا سنية ولا شيعية ، لا كردية ولا عربية ..!

ترى ماذا إذن .. بماذا صار الفرد العراقي يتفلسف هذه الأيام ..!

أقول وأنا واثق من قولي بمستوى ثقتي بتصريحات وزير الكهرباء منذ عام وربع ..! بأن الإنسان العراقي حاله مثل حال الإنسان الخليجي والهولندي والحبشي والماليزي لم يعد يؤمن إلاّ بقيم المتعة والسياحة وشراء المواد الكهربائية والالكترونية التي تنتجها كل يوم المعامل اليابانية والكورية والأمريكية والتايوانية ..!

كل الناس يركضون نحو الاستهلاك .

بعض البيوت تجد أمامها سيارتين وأكثر ، خاصة بيوت القادة ..!

في كثير من البيوت تجد ثلاجتين وأكثر ،

في الكثير من العائلات رغبة جامحة لامتلاك ستلايت عدد 2 وأكثر..!

ولدى آخرين رغبة في امتلاك ثلاثة طباخات وتسع سخانات ..!

أما تلفون البايل والموبايل فيمتلكه كل فرد في العائلة صغارا وكبارا تماما مثل الرغبة في امتلاك المسدسات الأوتوماتيكية ..!

كثير من الرجال صاروا يمتلكون نساء مثنى وثلاثا ورباع .. وبعضهم يملكون أيضا بأيمانهم ثلاثة من العشيقات وبقدرهن من العاهرات ..!

بسبب هذه الرغبات الجامحة أصبح المعيار الأساسي لتقييم أي مواطن في العصر الديمقراطي الجديد بعد أن أطلت عليه حرية التجارة وحرية التعبير معا ..! صار المعيار الأساسي لقيمة المواطن العراقي هو مقدار ما يملك ومقدار حرية كفيه في الأخذ والعطاء ..! إذا كانت شركتك كبيرة أو الشركة التي تمثلها كبيرة فأنك ستحتل مكانة كبيرة في العراق الجديد وسيكون صوتك مسموعا في العراق الديمقراطي الحديث ..! لأنك رجل مهم وعظيم ونزيه ..! لأنك مناضل قديم وفهيم ..!لأنك معارض مستقيم عليم ..! لا تهتم يا أخي على مقدار رصيدك البنكي مهما علا لان أحدا لا يسألك من أين حصلت على الفلوس فكلها فلوس حلال حتى ولو كانت مسروقة من خزائن الرئيس المخلوع المسكين أو أن مصدرها من أمير خليجي أو من وكيل في البنتاغون ..!

من يملك مليونا من الدولارات فأنه يساوي مليون ..!

يستقبلك السيد الوزير على رأسه ،

يستقبلك رئيس الحزب ليضمه في بطن عينيه ،

ويستقبلك رئيس العشيرة بالأحضان في مقدمة الديوان ،

ومن يدري ربما يستطيع المليونير أن يتزوج وزيرة أو وكيلة ..!

يا ويل الفقير الذي لا يملك غير عشرين دولارا فأنه لا يساوي في العصر الديمقراطي الجديد غير خمسة دولارات ..! العامل المفصول لا أحد يرد على عرائضه حتى فرّاش الوزارة لا يقابله ..!

الملايين الفقراء الأربعة الذين يستجدون معاشاتهم من بلديات الدول الغربية لا أحد في الحكومة المؤقتة يعتبرهم من فصيلة البشر ..!

رئيس وزراء الحكومة المؤقتة يقابل أصحاب الملايين من العراقيين المعارضين له في الأردن ولا يتذكر وجود 70 ألف عراقي من العراقيين المسحوقين ..!

العراقيون في صحراء رفحة منسيون لأنهم فقراء الله..!

المستجيرون من حر العراق ببرد إيران لا شأن لأحد بهم لأنهم فقراء عباد الله ..!

صار المال هو النضال ..! هو الشيء المقدس في ظل العراق الديمقراطي الجديد ..! وراحت إلى الأبد القيم الأخرى :

هذا شاعر نزيه .. بم ..!

هذا كاتب مرموق .. طز ..!

هذا صحفي جيد ..بم ..بم ..!

هذا مناضل قديم ..طز طز ..!

هذا أكاديمي عاطل .. ! شو يعني ..!

هذا عالم ذرة ..! فش ..!

هذا وطني صادق وذاك من أصحاب المثل العليا وذلك رجل يدافع عن الحقيقة وغيره عالم تكنوقراط ..! كل هذه الصفات أصبحت مودة قديمة في العراق الجديد ..! قل لي كم تملك أقول لك نوع وظيفتك .. كلما ازدادت دولاراتك كلما علت وظيفتك ..!

أما أنتم أيها الفقراء فسوف ترثون بقعة من الأرض بعد موتكم ..!

والسلام عليكم ..!

عفوا نسيتُ أن أقول لكم : أن الآداب والفنون والصحافة والعلوم والثقافة غدت أموراً مضحكة إن لم يكن حامل شهادتها أو تجاربها من أصحاب المقاولات .. رئيسية أو ثانوية لا فرق ..! المهم أن يكون قادة البلد من المتحدثين اللبقين ولا بأس أن يكونوا من صنف الكلاوجية يحملون منطق الرأسمالية فقد انتهى العصر الذي كان الناس في ألمانيا وهولندا وفرنسا وبريطانيا وايطاليا وأمريكا يعتبرون رصيد البنك دلالة على النهب والاحتيال والاستغلال .. !!وصاروا الآن ينحنون أمام المليون دولار ..!

من المهم جدا أن يكون العراق الجديد ديمقراطيا ودولاريا ..!

إنه عصر الدولار ..!

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بصرة لاهاي في 5 – 12 - 2004



#جاسم_المطير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجراد والديمقراطية والضعف الجنسي ..!
- مواقع (إنترنتية ) من داخل العراق..!
- بعضهم يظن إن الختامَ ابتداءٌ ..!
- الدول الإسلامية حين يكتمل البدر ..!
- البروفيسورة المتصابية ..!
- قناة الشرقية .. هوسة يا ريمة ..!
- مسامير عن كلمة - لكن- وثيو فان كوخ ..!
- مسامير جاسم المطير 739
- مسامير جاسم المطير 736
- مسامير جاسم المطير 735
- مسامير - عن مقتل الفنان ثيو فان كوخ
- مسامير جاسم المطير 732
- مسامير جاسم المطير 731
- عن حرية المرأة مرة أخرى..
- مسامير جاسم المطير 730
- مسامير جاسم المطير 729
- مسامير جاسم المطير 728
- مسامير جاسم المطير 725
- مسامير أمنيات قبل الانتخابات ..!
- مسامير ما طار طير وارتفع ..!


المزيد.....




- تفجير جسم مشبوه بالقرب من السفارة الأمريكية في لندن.. ماذا ي ...
- الرئيس الصيني يزور المغرب: خطوة جديدة لتعميق العلاقات الثنائ ...
- بين الالتزام والرفض والتردد.. كيف تفاعلت أوروبا مع مذكرة توق ...
- مأساة في لاوس: وفاة 6 سياح بعد تناول مشروبات ملوثة بالميثانو ...
- ألمانيا: ندرس قرار -الجنائية الدولية- ولا تغير في موقف تسليم ...
- إعلام إسرائيلي: دوي انفجارات في حيفا ونهاريا وانطلاق صفارات ...
- هل تنهي مذكرة توقيف الجنائية الدولية مسيرة نتنياهو السياسية ...
- مواجهة متصاعدة ومفتوحة بين إسرائيل وحزب الله.. ما مصير مفاوض ...
- ألمانيا ضد إيطاليا وفرنسا تواجه كرواتيا... مواجهات من العيار ...
- العنف ضد المرأة: -ابتزها رقميا فحاولت الانتحار-


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - جاسم المطير - مسامير 758 عراقنا في عصر الديمقراطية والدولار ..!