حامد الزبيدي
الحوار المتمدن-العدد: 3494 - 2011 / 9 / 22 - 01:59
المحور:
حقوق الانسان
حكاية موظف (م00000)
هذه الميم قد تكون مكرود او ان تكون مسكين او ميت00رغم انه ما زال يوقع يوميا في سجل الدوم الصباحي ونهاية الدوام 00فيما مضى كان شابا يافعا يحلم بالزواج من حبيبته والعيش معها تحت سقف الاستقرار والامان بعد ان تمنحه الدولة قطعة ارض او شقة وعندها ستملأ ضحكات الاطفال المكان ضجيجا وحياة 00مضت السنين مسرعة تتسرب من بين اصابعه بين دعوة للجيش الشعبي وبين الالتحاق بالخدمة العسكرية وسط صخب اناشيد الحرب وقوافل الشهداء لدرجة انه لم تطلق في زواجه الزغاريد احتراما للحزن الذي ملأ الحياة 00يركض ليلحق بسنوات عمره التي تجري امامه 00فهو مقاتل في الجبهة ورب اسرة وموظف 00 والمطلوب منه ان يواصل ابنائه دراستهم وان يوفر لهم الرزق والامان 00 وسط الكم الهائل من الموت والدمار00 فكا ن يتراوح جهده بين النجاح قليلا والفشل كثيرا حيث لم يتقن اويتعلم لغة السوق كما كان يتقنها الجهلة والاميين وكان كثيرا ما يسمع كلام العتب والتوبيخ من زوجته والناس المقربين 00وقد نسي وعض على الجراح فصورة ابنائه ونجاحهم هي الهدف الكبير الذي نذر نفسه له 000ويمضي حمار عمره يجتر السنين 00فلقد كبر الابناء وزادت الهموم وضعفت قدرته وزحفت عليه الامراض تفتك في جسده المتعب فلقد نتف الزمن ريشه 0وحتى البكلة التي كانت عنوان شبابه وزهوه فلقد اختفت وحلت محلها صلعة كبيرة0000 اما هو فرغم السنين ما زال يحلم ببيت صغير وراتب يكفيه ذل السؤال وبصباح تشرق فيه الشمس ويسمع صوت فيروز يملأ المكان ويبعث الحب والحياة 00لا يطرق مالك الدار الباب ليهدده بالاخلاء والرحيل ولا يسمع فيه صوت المذيع وهو يتقأ بيانات الحرب 000ابو محمد 00ابو محمد00 اكعد وصلنا للدائرة 00يستيقض من حلمه 0يفرك عينيه ويردد مع نفسه (صار 25 سنة ونفس الحلم يتكرر)00يترجل من الكيا وينظر في وجوه الموظفين الجدد ويلمح ذلك الامل والبريق في عيونهم 000يتذكر حاله قبل 25 سنة فيجد انه منذ ذلك الوقت كان ميتا ولكن اعلان وفاته كان00 مؤجلا0000
حامد الزبيدي
#حامد_الزبيدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟