أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الجبار منديل - سيناريوهات ليبيا من خلال تجربة العراق














المزيد.....

سيناريوهات ليبيا من خلال تجربة العراق


عبد الجبار منديل

الحوار المتمدن-العدد: 3493 - 2011 / 9 / 21 - 21:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كاتب هذه السطور عمل استاذا في جامعة بنغازي في ليبيا للفترة (1993ـ1996) قبل ان ينتدب الى الجامعات الاردنية . لذلك فقد عرق المجتمع الليبي عن كثب . فشخصية الليبي هي شخصية البدوي الطيب ولكن ولكن المعتز بشخصيته وعشيرته وبعده . وهو يضع العشيرة قبل البلد . والسؤال الاول الذي يوجه الى الليبي الاخر عند التعارف لاول مرة هو السؤال عن عشيرته في الخريطة السياسية على عكس العراقي مثلا . فالعراقي كان يفعل ذلك في العشرينات والثلاثينات ولكن ابتداء من خمسينات القرن الماضي اخذ ينظر الى الواقع السياسي من خلال موقعه هو سواء الموقع الوظيفي او الطبقي او الاجتماعي .

المواطن الليبي بعد ان انهارت الدولة في الوقت الحاضر زاد من تمسكه بموقعه العشائري ودور عشيرته على خارطة ليبيا والثورة الليبيه . ولا شك ان هناك تباينا في موقف العشائر من الثورة الحالية . بعضها ايدها بقوة وبعضها بفتور او وقف منها موقفا سلبيا . وقد انعكس ذلك على الافراد من منتسبي العشائر .

لا توجد في الوقت الحضر دولة في ليبيا بالمعنى المفهوم للدولة . بل توجد عشائر تبحث عن دور لها في الدولة الجديدة ونجد مرة اخرى ضرورة المقارنة مع وضع العراق بعد سقوط النظام السابق . فمع ان الدولة قد انهارت في العراق الا ان هناك كانت توجد قوة احتلال . . وعلى الرغم من جهل وغباء قوات الاحتلال وعدم قدرتها على فهم الواقع العراقي واعداد العدة لما بعد انهيار الدولة الا انها قوة موجودة في الشارع وتفرض نفسها على الواقع السياسي والامني اضافة الى وجود تيارات سياسية عراقية متبلورة كمعارضة .

في ليبيا الحالية لا توجد تيارات سياسية ولا توجد قوة سياسية من اي شكل عدا ثوار القبائل والمدن وبعض القوى السلفية مع غياب اي تنسيق بين هذه القوى حتى داخل المجلس الانتقالي . ولكن بعد الانتصار النهائي وبداية البحث عن خارطة طريق المستقبل تبدا التجاذبات حول دور وحصة كل منطقة او قبلية في مستقبل البلد . وليبيا بلد مترامي الاطراف قياسا الى العد الضئيل من السكان لذلك فخطر انعزال او انفصال قبيلة ما او منطقة ما لاي سبب من الاسباب يبقى قائما . فاذا ما رات احدى هذه الجهات ان حقها في كعكة السلطة لا تتناسب مع دورها في الثورة او مع حجمها وعدد افرادها فانها سوف تنشق وتمزق اللحمة الموحدة . كما ان ارضاء الجميع في مجتمع لم يتعود بعد على الحوار الديمقراطي هو امر في غاية الصعوبة . ومما يزيد ايضا من جسامة الاخطار التي تتهدد وحدة ليبيا هو ان الاطاحه بالسلطة السابقة كانت عن طريق ثورة شعبية بكل معنى الكلمة ولكن بدون قيادة موحدة مما يعني ان كل جهة مشاركة بل كل مدينة وكل عشيرة وكل فرد يرى ان دوره كان كبيرا جدا وان ما حصل عليه من مكاسب في السلطة مقابل ذلك لا يتناسب مع ما بذله من جهود وتضحيات . ومن تعود استعمال السلاح طيلة فترة الثورة يصعب عليه الاقلاع عن عادة الحوار بالسلاح في حالة نشوب اي خلاف مع اي طرف من الاطراف او مع كل الاطراف . نعتقد انه سوف تكون من المهمات العاجلة والخطيرة مهمة تشكيل السلطة المركزية والجيش المركزي والامن المركزي . فطوال اكثر من اربعين عاما لم يكن هناك جهاز دولة في ليبيا بالمعنى المفهوم بالعالم كما لم يكن هناك جهاز اداري او وحدات ادارية واضحة . فمثلا لم تكن هناك وزارات او محافظات او بلديات او اي تقسيمات ادارية . كانت توجد فوضى ادارية كاملة . الشيء الوحيد الموجود هو (قائد الثورة) الذي ينكر انه رئيس دولة او رئيس جمهورية او رئيس وزراء اضافة الى ما يسمى بالمؤتمرات الشعبية وهي تجمعات لممارسة حوار الطرشان طيلة العام من دون طائل .

امام ليبيا طريق طويل لان تكون دولة موحدة فيها قانون ومن دون تمييز بين فرد واخر سواء على اساس المنطقة او القبيلة او المدينة او الدور الذي قام به في الثورة .



#عبد_الجبار_منديل (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصر ...الاطاحة بالدكتاتورية ام الاطاحة بهيبة الدولة !
- الثورات العربية .. المقدمات والنتائج مصر انموذجا
- حزب) ابو فرهود( يحارب الفساد المالي
- تركيا( اردوغان) العثمانية تسعى الى قيادة العالم العربي
- الشباب يصنعون الثورات والسلفيون يجنون الثمرات
- في انتظارالحكومة العراقية صيف ساخن جدا!
- الملك فيصل الاول وعرش (الباديشاه) العثماني
- هل تحول الغرب من قوة استعمارية الى قوة لتحرير الشعوب ؟!
- تقييم الثورات العربية- الواقع والافاق-
- فوضى الشعارات في العراق ساهم في عدم تحقيق الاهداف
- ما يحدث في مصر حاليا سوف يحدد ما يحدث في العالم العربي مستقب ...
- التعليم العالي على مفترق طرق ... اما الاصلاح او الخراب
- طغيان (الاخ الاكبر)في المحافظات العراقية
- المظاهرات السياسية في مدينة الديوانية خلال عقد الخمسينات من ...
- الدولة البخيلة
- تزايد شراسة الصراع بين السياسيين العراقيين
- المظاهرات السياسية في مدينة الديوانية خلال عقد الخمسينات من ...
- المظاهرات السياسية في مدينة الديوانية خلال عقد الخمسينات من ...
- السياسيون العراقيون لايمارسون اللعبة الديمقراطية بامانة!!
- التفاوت في الدخل المالي بين العراقيين واثره على مستقبل النظا ...


المزيد.....




- بيانات جديدة وتراشق بين بوسي شلبي وورثة محمود عبدالعزيز
- بوتين: قوات كييف انتهكت مرارا وتكرارا قرار وقف الضربات على م ...
- بوتين: روسيا تدعو كييف لاستئناف المحادثات المباشرة دون شروط ...
- قبيل جولة جديدة من المفاوضات إيران تحذّر: لن نتراجع عن حقوقن ...
- فرض إغلاق شامل على 150 ألف شخص لعدة ساعات بعد انتشار سحابة س ...
- نواب فرنسيون يحيون في الجزائر ذكرى مجازر 8 مايو عام 1945
- احتفالات النصر.. فشل الغرب بعزل روسيا
- الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي يزور جمهورية الشيشان ال ...
- بوتين يجري 14 مباحثات على هامش احتفالات عيد النصر
- حين تتمرّد الآلات.. موجة حوادث مروّعة حول العالم تكشف الوجه ...


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الجبار منديل - سيناريوهات ليبيا من خلال تجربة العراق