العلماء يأخذون خطوتهم الأولى نحو تخليق حياة من أصل غير عضوي

مازن فيصل البلداوي

الحوار المتمدن-العدد: 3493 - 2011 / 9 / 21 - 20:12
المحور: الطب , والعلوم
    

في مقالات وفيديوات مترجمة سابقة كنّا قد تطرقنا الى توضيح الطرق الجديدة التي اتبعها العلماء وعلى الخص علماء البيولوجيا لتخليق الحياة في المختبر،الا ان جميعها كان يرتكن الى الأبتداء بخلايا او أصول عضوية،وبالطبع كان الأمر وعلى الرغم من انه يعد أنجازا علميا وثمرة بحوث طويلة في هذا المجال،الا انه قوبل من قبل المتدينين والمؤمنين بنظرية الخلق الآلهي بالأعتراض والأستهزاء من قبل بعضهم حيث تم وصف البحوث ونتائجها على انها اعتمدت على أصل عضوي،ولم يأت العلماء بشيء خارج السياق العام ليثبتوا مايتدولونه حول الأصل المبهم للخلق او التحول من العناصر الغير العضوية الى العضوية ومن ثم الوصول الى الخلية وبعدها الى الكائن الحي.
والبحث المترجم اليوم هو بحث مختلف ويعطي أشارات واضحة بأن العلم وأبحاثه ماضية على طريق المعرفة خلافا للجمود والتقوقع وهذه البداية هي:

صحيفة الساينس ديلي
15/9/2011
ترجمة:مازن فيصل البلداوي

أفاد علماء البايولوجي في جامعة غلاسكو بأنهم قد أخذوا خطوتهم الأولى نحو (تخليق الحياة) من مواد كيمياوية غير عضوية تؤدي الى انشاء مساحة جديدة على مسار(البايولوجيا غير العضوية). يقول البروفيسور لي كرونن المسؤول عن توثيق بحوث الكيمياء في كلية العلوم والهندسة بأنه وفريقه قد قاموا بعرض طريقة جديدة لصنع خلايا حية من أسس كيميائية غير عضوية،أذ يقول ان كل أشكال الحياة على الأرض تتمثل من أساس بيولوجي عضوي مثل(الكاربون على شكل او بصيغة الأحماض الأمينية،النيوكليوتيدات وهي عناصر بناء الـ دي أن أي/آر أن أي-البروتينات،السكريات،الخ)، ولكن عالم الحياة اللاعضوي يعتبر جامدا ولاحراك فيه! ان مانحاول القيام به هو خلق خلايا حية تقوم بالأنقسام والتطور بنفسها والذي سيؤدي بها الى الحياة وتستطيع تسميتها....بايولوجيا غير عضوية.
أنه لمن الممكن ان تكون هذه الخلايا منغلقة اذا ما استطاعت صناعة اعضاء داخلية لها تقوم بالسيطرة على مرور المواد والطاقة خلالها، وهذا يعني القيام بعزل عدة عمليات كيمياوية في داخل الخلية نفسها والأمر أسبه بما يحدث في الخلايا الحية ذات الأساس العضوي.،ويضيف الباحثون بأن الخلايا تتمكن ايضا من تخزين الكهرباء وبهذا فهي قابلة للأستخدام الفعلي في كل التطبيقات الدوائية كمتحسسات او محاصرات لردود الفعل الكيميائية،وان هذا البحث هو جزء من مشروع للبروفيسور كرونن حول اثبات ان(الخلايا من أصل غير عضوي نستطيع ان تنقسم وتتكاثر وتتطور بنفسها) مثل شبيهتها المنحدرة من أساس او أصل عضوي كاربوني.
ان هذا البحث مازال في خطواته الأولية نحو هدفه الا ان البروفيسور كرونن متأكد من أمكانية تحقيقه،فهو يضيف قائلا:ان الهدف الأعظم هو بناء او تصنيع خلايا كيميائية معقدة لها خصائص تشابه خصائص الخلايا الحية والتي من الممكن ان تساعدنا في فهم كيفية انتاج الحياة ولأستخدام هذا البحث لأستحداث تقنية جديدة معتمدة على التطور في عالم المادة وهو نوع من انواع التقنية الحية في علوم الحياة اللاعضوية.ان البكتيريا هي من الأحياء الدقيقة البدائية أحادية الخلية تمت صناعتها من مواد كيميائية ذات أصول عضوية! اذا لماذا لانستطيع صناعة احياء دقيقة من أصول كيميائية غير عضوية وندعها اتتطور بنفسها.
ان النجاح الذي سيحققه هذا البحث سيعطينا دلائل وأشارات مدهشة حول تطور الحياة ويوضح لنا بأنها ليست عملية بايولوجية فقط! فأنها ستعطينا المعنى بان احتمالية وجود حياة ذات أصول غير كاربونية قد تكون موجودة وهنا سنعيد ترتيب افكارنا عن التصميم.
خلاصة:
يعتبر عنصر الكاربون هو العمود الفقري للحياة،اذا ان مادة الكاربون وجزيئاته بأواصرها الأربعة تشكل اساسا لأشكال الحياة بواسطة اتحادها مع الأوكسجين والهيدروجين والنتروجين، حيث يعتبر الأساس الذي تقوم عليه البيولوجيا الكونية حيث تقول.......أينما وجد الكاربون فأن أحتمالية وجود الحياة ستكون كبيرة هناك! وحيث يشكل الكاربون جزءا أساسيا في الخلايا الحية وعناصر جزيئاتها من بروتينات، والأحماض النووية الحاملة للشفرة الجينية والكاربوهيدرات التي تخزن الطاقة والدهون، ومن هنا نستطيع فهم مدى أهمية عنصر الكاربون في حياتنا.
ان البحث أعلاه وعلى الرغم من اننا طرحنا الفكرة الأساسية له، الا انه يعتبر بحق واحدا من الأبواب الكبيرة التي ستفتح آفاقا جديدة جدا على المسار العلمي ومن الطبيعي ان تأخذ وقتها، الا ان الوصول الى نتائج قريبة سيجعل امكانية المضي قدما اسرع وأكبر.

تحياتي

#مازن_فيصل_البلداوي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات