أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالرحمن القلعاوى - إستفاقة














المزيد.....

إستفاقة


عبدالرحمن القلعاوى

الحوار المتمدن-العدد: 3493 - 2011 / 9 / 21 - 08:26
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كان الوقت بعد الفجر بقليل ولكن كان هناك نشاط فى ذلك المسجد , فالمصلين لم يغادروا بعد منهم من يسبح بحمد ربه ومنهم من يقرء فى مصحف واخرون يجتمعون حول اميرهم يتهامسون فيما بينهم الا ان تعالى صوته قليلا قائلا "فلتحضروه لى" وكانت نظرة واحدة منه تكفى حتى هم الجميع بالانصراف حتى دون ان يطلب منهم .
جالس فى غرفته ممسكا بسبحته والعرق يسيل على جبينه , عيناه ثابتاتان على باب غرفته وكأنه ينتظر زائر , وهنا دق الباب وسقطت من يديه السبحه وانتفض كما لو صعقه تيار كهربى , تسائل فى صوت حاول مستبسلا ان يبدو شجاعا ولكنه خرج خافتا "من الطارق؟" , أجابه"هلم يا بطل , الإمام فى انتظارك" , قال مرتجفا "حالا" .
هو فى مقتبل العمر , شاب وسيم المظهر كانت لديه تلك اللحية المترددة بين الإعفاء و الإنتحار , كانت قصيرة مقارنة بلحاء الآخرين , بملابسه المدنية الحديثة التى تختلف عن الجلاليب من حوله تستطيع القول انه حديث الانضمام اليهم .
بخطوات مُتثاقلة اتجه الى المسجد , خلع نعليه ودخل وألقى التحية على الأمير الذى ابتهل عند رؤية الشاب وبادله التحية وبادر الأمير بالحديث
الأمير : هل تعلم ما انت مقدم على فعله ؟ انه لامر جليل ان تخدم دينك اولا ووطنك ثانيا
تُعانى شفتا الشاب كى ترسم ابتسامة مزيفة ولكنها لم تخدع هذا الأمير الكهل الذى شعر بخبرته ( أنه ليس أول شاب حديث الانضمام يتعامل معه ) تردد الشاب فاستفاض قائلا
الأمير : هل تعلم ما فى انتظارك ؟ انها الجنة بخيراتها ونعمها التى لا تُحصى , ستجد الخمر الطيب والحور العين و و و
وأسترسل اميرنا الجليل فى الشرح لدرجة ان عيناه ادمعتا وأجهش باكيا مع كل تفصيلة , بدئت عينا الشاب تكتسب الثقة , وارتسمت على شفتاه ابتسامة حقيقية توقفت اوصاله عن الارتعاش , عادت الى وجهه الحياة وأخذته الحماسة فقاطع الأمير قائلا
الشاب : يا سيدى مادمت تتشوق الى الجنة لهذه الدرجة فلتقم انت بالعملية
الأمير : ماذا ؟ ومن يُعد الشباب بعدى للكفاح ؟
الشاب : أنا يا سيدى , فمن الظلم أن تكون انت بوابتنا للجنة رغم اشتياقك اليها
وتجادلا كثيرا حتى علم الأمير ان الشاب لا يريد الانتحار , وعلم الشاب ان الامير لا يريد الجنة
وهنا قال الأمير متجهما : اذن لن تقوم بالعملية
الشاب فى هدوء : لا يا سيدي
نادى الأمير على اتباعه وقال لهم لتأخذوه للخارج وأقيموا عليه حد الله , فهذا الكافريأبى الجهاد فى سبيل الله , اقتادوه الى الخارج واحنو رأسه ارضا , وقبل ان يفصل السيف رأسه قال له الأمير
الأمير : أرايت فى كلا الحالتين ميت , أليس من الافضل ان تموت بطلا ؟
رد الشاب : على الأقل يا سيدي الآن سأموت وحدى دون أزهق ارواح أخرى
وهنا اعطى الأمير الاشارة لتنهى حياة الشاب دون ان يدرى بأى ذنب قتل



#عبدالرحمن_القلعاوى (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وفى النهاية انتصر إبليس
- الشيطان بين الأسطورة والواقع
- احترس .. الأديان ضارة جدا بالصحة وتؤدى الى الوفاة


المزيد.....




- مجلس الإفتاء الأعلى في سوريا.. مهامه وأبرز أعضائه
- الرئيس بزشكيان: نرغب في تعزيز العلاقات مع الدول الاسلامية ود ...
- ضابط إسرائيلي سابق يقترح استراتيجية لمواجهة الإسلام السني
- المتطرف الصهيوني بن غفير يقتحم المسجد الأقصى
- اكتشافات مثيرة في موقع دفن المسيح تعيد كتابة الفهم التاريخي ...
- سياسات الترحيل في الولايات المتحدة تهدد المجتمعات المسيحية
- مفتي البراميل والإعدامات.. قصة أحمد حسون من الإفتاء إلى السج ...
- إسرائيل تكثف غاراتها على غزة وتقصف المسجد الإندونيسي
- استقبلها الآن بأعلى جودة .. تردد قناة طيور الجنة TOYOUR EL-J ...
- منظمة: 4 من كل 5 مهاجرين مهددين بالترحيل من أميركا مسيحيون


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالرحمن القلعاوى - إستفاقة