أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - شخصيات فى حياتى : بورتريه للأستاذ أديب














المزيد.....

شخصيات فى حياتى : بورتريه للأستاذ أديب


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 3493 - 2011 / 9 / 21 - 08:24
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بورتريه للأستاذ أديب
طلعت رضوان
عملتُ فترة من حياتى بوزارة المالية. وكان أ. أديب رئيسى المباشر. وعلم من ملف خدمتى أننى أعمل بالإعدادية. فكان كلّما رآنى أقرأ فى كتاب يقول لى بلهجته الصعيدية المحببة ((لما إنت غاوى جرايه (قراءة) كدا ذاكروخد الثانويه)) كانت القراءة الحرة قد تملّكتنى. فلم أهتم بالحصول على أية شهادة. خاصة وقد نشرتُ بعض القصص والمقالات فى المجلات منذ أواخرالستينات من القرن العشرين. لم يقتنع أ. أديب بوجهة نظرى فكان يُضيف ((الشهاده ح تحسن من وضعك الوظيفى. وبعد ماتاخد الشهاده إجرا (إقرأ) روايات زى ما إنت عاوز)) .
كان إلحاح أ. أديب وضغط أسرتى ونصائح أصدقائى مثل الأديب الكبيرجميل عطيه إبراهيم بداية التفكيرفى المسألة. وبالفعل حصلتُ على الثانوية العامة. وقلت لنفسى إنه كابوس وانزاح . ولكن أ. أديب ظلّ يُحدّثنى عن أهمية المؤهل الجامعى. خاصة لو دخلت كلية التجارة أو كلية الحقوق (وهما المؤهلان المعتمدان بالوزارة) ومن عجائب المصادفات أننى كتبتُ فى إستمارة الرغبات كلية الآداب كرغبة أولى ، فوافق مكتب التنسيق على كلية الحقوق .
.....
بعد انتهاء العمل كنا (نتمشى) من ميدان لاظوغلى الى ميدان التحرير. وكنا نخترق شوارع باب اللوق لشراء الاحتياجات المنزلية. وبعد شهرين من استلامى العمل جاءت ذكرى مولد النبى محمد (ص) وعندما وقفتُ لشراء حلاوة المولد ، فعل أ. أديب مثلى قلت له مداعبًا ((إنت بتجامل نى.. موش كدا ؟)) قال ((أجاملك دا إيه ؟ دى عاده متعودين عليها كل سنه)) وعندما جاء شهر رمضان اشترى مثلى (ياميش رمضان) ولما أبديتُ دهشتى باح لى بما كنتُ قد قرأته فى الكتب ، فقال إن زوجته تصوم عشرة أيام فى شهررمضان من الفجرحتى المغرب مثل المسلمين. وأنها تعشق السيدة زينب وتذهب الى ضريحها كما تذهب لزيارة السيدة العذراء .
.....
كان أ. أديب يعانى من الضغط المرتفع مع مشاكل فى القلب. وعندما أجريتُ عملية جراحية زارنى فى المستشفى ومعه علبة شيكولاته. خرجتُ من المستشفى فزارنى فى البيت. لم أكن أنتظرهذه الزيارة أو أتوقعها. فهو زارنى فى المستشفى. وهو مريض بالقلب وأنا أسكن بالطابق السابع بدون أسانسير(وهو يعلم ذلك) ولما عاتبته على هذه المشقة التى تكبّدها ضحك وقال ((بيقولوا إن طلوع السلالم بيقوى القلب)) ثم أخرج مظروفًا ودسه فى كفى وقال ((كل الموظفين بيسلموا عليك وبيتمنوا لك الشفا)) عرفتُ فيما بعد أن أ. أديب هو صاحب الفكرة ومنفذها .
....
فى يوم شعرأ. أديب بالتعب. ذهبتُ معه الى العيادة الطبية الخاصة بالوزارة. بعد أن نظر الطبيب فى جهازالضغط قال له ((إنت إزاى خرجت من بيتك ؟ وإزاى مشيت على رجليك ؟)) ثم طلب له سيارةالإسعاف. فى السيارة كنتُ أنظراليه وأفكرفى كلمات الطبيب. وما تأثيرها على المريض الذى راح فى شبه غيبوبة. قرّرطبيب المستشفى حجزه تحت الملاحظة. خرج بعدها مع تعليمات بالراحة والعلاج وإجازة لمدة أسبوعين. زرته فى بيته مرتين. وفى المرة الثالثة أمسك كفى وضغط عليها بقوة وقال بصوت جمع بين الوهن والوضوح ((طلعت يا حبيبى.. إنت بالنسبه لى زى أخويا ابن أمى وأبويا.. أنا حاسس إنى مروّح وموش راجع تانى.. وصيتك العيال وأمهم)) عندما خرجتُ من منزله مشيتُ كثيرًا. كنتُ أفكرفى كلماته الأخيرة ، وأتمنى أن يتغلب على المرض وأتخيّله وهو فى المكتب كما فى المرات السابقة. عندما ذهبتُ الى الوزارة فى الصباح طلبتنى السيدة زوجته تليفونيًا. لقد صدق حدس أ. أديب عندما قال ((أنا حاسس إنى مروّح وموش راجع تانى)) .
*****



#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شخصيات فى حياتى - بورتريه للست أم نعناعة
- النص المؤسس ومجتمعه
- طه حسين : الأعمى الذى أنار طريق المبصرين
- الوجه الآخر للمبدع الكبير سليمان فياض
- الأصوليون وحدود الدولة وأمنها القومى
- الترانسفير بين مصر وفلسطين وإسرائيل
- المرجعية الدينية وآليات حكم الشعوب
- الأصولية اليهودية والعداء للسامية
- الترجمة عن العبرى وعقدة التطبيع الثقافى
- الهوية بين الولاء للوطن والولاء للدين
- الأديان لسعادة البشر أم لتعاستهم ؟
- جامعة الاسكندرية والأصولية الإسلامية
- المفكر الكويتى أحمد البغدادى : التنوير بلا تزوير
- فؤاد زكريا والعلاقة بين العلمانية ونقد الأصولية الدينية
- أهمية محاكمة البشير وأعضاء من حكومته كمجرمى حرب
- خليل عبد الكريم ومجابهة اصولية الإسلامية
- لماذا تغطية التماثيل بالشمع وليس تدميرها ؟
- الثورة ومخاطر غياب الحس القومى
- دعوة لقراءة كتاب (من هنا نبدأ) بعد 60 سنة من التراجع
- عبد المتعال الصعيدى : أزهرى خارج السياق


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - شخصيات فى حياتى : بورتريه للأستاذ أديب