|
لانسحاب الأمريكي من العراق : هل أعاد للعراقيين الأمن والحرية ليغادروا العراق... !!!
خالد ممدوح العزي
الحوار المتمدن-العدد: 3492 - 2011 / 9 / 20 - 12:54
المحور:
السياسة والعلاقات الدولية
الانسحاب الأمريكي من العراق : هل أعاد للعراقيين الأمن والحرية ليغادروا العراق... !!! الانسحاب الأمريكي من العراق : اصدرا الرئيس الأمريكي براك اوباما قراره الشهير بالانسحاب من العراق، وتم تنفيذه في أواخر أب أغسطس من العام الحالي ،حسب الاتفاق المعهود والذي تم الموافقة عليه في الكونغرس الأمريكي وأفاءا بوعده الانتخابي،عندها احتلت الشاشات الكبرى خطاب الرئيس وخطت الجرائد كلامه بعناوين كبيرة و صوره كانت في المقدمة، احتل هذا الخبر كل الوسائل الإعلامية في الخبر العاجل الذي كان محطة أنظار جميع الإعلاميين والسياسيين، لكن الخبر الذي كان معاكسا لهذا الخطاب بإخبار الدماء والأيام الدموية التي بدأت تعصف وتفتك بشعب العراق، بعد توقفها لفترة صغيرة بالرغم من أن هذه الإخبار التي تعودنا عليها يوميا من خلال النقل المباشر أو من خلال الصحف المكتوبة التي تفجاءنا يوميا،لان العراق أصبح ساحة للرعب التي تفوق فيها على أفلام هوليود وحتى بوليود الهندية" ،لقد أضحى العراق فلما أمريكيا بحق بعد عملية الغزو والاحتلال لهذا البلد الذي يعتبر نقطة إستراتجية في الحسابات الجيو_ سياسية العالمية،لقد أصبح نقطة لألعاب الأمم الكبيرة التي دفع الشعب العراقي الثمن الكبير،بكافة أطيافه العرقية والمذهبية ،ثمن باهظا لهذه المغامرة البشعة،لكن الأمريكي فجئنا من خلال انسحابه المسرع قبل المدة المحددة في نهاية آب أغسطس ،انسحبت القوات المقاتلة من العراق وتم تقليص الجيش الأمريكي إلى اقل من 50 ألف جندي ،يؤمنون المصالح الأمريكية في العراق ويسعدون الجيش العراقي غي الوقوف على "رجله كما يطلق بالعربي الدارج".فان مهم الجيش أصبحت لوجستيه وتدربيه وأمنية وانتهت مهمته القتالية ،عندها بداء الانسحاب الإعلامي من العراق بعد أن سيطر الخبر العراقي على كافة الشاشات التلفزيونية وصفحات الجرائد قبل الانسحاب الحقيقي والفعلي للقوات الأمريكية ،بعد إن أصبح الخبر العراقي طوال الفترة السابقة للاحتلال يحتل المركز الأول من حيث تسلسل الإخبار العالمية. فالانسحاب الإعلامي للشركات الإعلامية ووكالات الإخبارية الأجنبية،ليس لانتهاء الإخبار الدموية التي نرها يوميا في الإخبار و الخبر العجل ،وإنما بسبب الخوف المستقبلي لتدني الوضع الأمني التي أنتجه هذا الانسحاب دون توفير كل المقومات الفعلية للدولة العراقية والقوية التي كانت سببا أساسيا في عملية احتلال العراق وبناء الديمقراطية التي تركوها يتيمة إمام الصراع الطائفي والمذهبي التي نرى أثاره اليومي من خلال الحالة الدمية التي تسيطر على المدن العراقية كافة،لنرى معا تأثير الوجود والانسحاب العراقي على المجتمع العراقي والشعب نفسه من خلال النواحي التالي : 1-من الناحية السياسية: ذهب الأمريكي من العراق وفقا للنظرية الإيديولوجية"البراغماتيكية "غير مباليا للنصر والهزيمة، غير مهتما للديمقراطية التي جاء من اجلها ،تاركا البلد والشخصيات السياسية في خلاف ومأزق سياسي ،لقد ادخل الأمريكي على القاموس السياسي كلمات سياسية جديدة لم تكن تعرف سابقا لعامة الشعب العراقي "كانتخاب ،ائتلاف، تشكيل حكومة ،انتخابات ،صراع داخل البرلمان ، وداخل الكتل نفسها الخ... 2- على الناحية الثقافية : لقد دخل على العراق مصطلحات جديدة من خلال استعمل اللغة الانكليزية،لكونها لغة التواصل بين المحتل وعامة الناس ،دخول الآلات الحديثة التي تم جلبها من الخارج كالهواتف النقالة ،والكمبيوتر ،والبليردو ،واللباس الأمريكي "المبرقع بذل الجيش"، وجبات الأكل السريعة، والوشم على الأجسام،فكل هذه الحالات سوف تبقى إلى فترة طويلة تعيش داخل الشعب العراقي التي تسمى ثقافة الغرب المحتل وتأثيرها الكبير في جيل الشباب،لقد تراجع المستوى العلمي نتيجة الحالة التي يعيشها العراق ،وتراجع الجامعات العلمية في العراق نتيجة خوف الكوادر العلمية وغياب الشباب منها، فأصبحت جامعات بغداد والبصرة ومدارس العراق ومكتباته ومراكزه الثقافية كافة في حالة خوف دائم ومتزايد من خلال الحالة الأمنية الهشة وسيطرة العنف على الشارع . 3- من الناحية الإعلامية: بالرغم من الحالة التي وصل بها الإعلام من خلال الانفراج الديمقراطي الذي انعكس على حرية الإعلام وتحريره من الجمود الذي عاش به طوال الفترة الماضية،في خلال هذه الفترة التي مضت تم تجهيز العديد من الفضائيات المختلفة لكل أطياف الشعب العراق ولكل مناطقه ،وكذلك الجرائد المتعددة والمختلفة من سياسية واقتصادية واجتماعية ودينية،فاتت بالمئات،دون سيطرة الرقيب عليها وفرض المقص الذي يقص كل ما يحلى له من مقالات ،لكن الخروج الأمريكي المسرع كان له انعكاسات كبيرة على التغطية الإعلامية للخبر العراقي،لكون الوكالات والمؤسسات الإعلامية الكبرى بدأت بالخروج مع خروج الأمريكي من العراق، فالإعلام قلق فقط من الحالة الأمنية القادمة على الدولة،فان الغياب ألقصري عن العراق ليس لتراجع الخبر العراقي الذي سيطر على كل الوسائل الإعلامية،محتلا المرتبة الأولى، فالتراجع لهذه الوسائل ليس لوجود نقاط" نقاط ساخنة " في العالم أهم من العراق،ولكن وضع الإعلاميين في العراق بالوقت الذي كان يحسوا بوجود الأمريكي عامل أمان لهم أما اليوم بقوا لن يكونوا وحدين يواجهون مسيرهم بيدهم ،لذا قرر الإعلام تخفيف وجوده من العراق ،مما أدى هذا إلى صرف تعسفي للعديد من عمالهم والباقي ذهبوا إلى مناطق حامية من اجل العمل وتامين كوت حياة، هؤلاء العلامين 4-من الناحية الأمنية: لا يزال العراق في نقطة الخطر المتزايد نتيجة الهجمات الدموية التي أضحت تسيطر على كل الشاشات الإعلامية والصور تغطي كل الصحف اليومية،فالأمن لا يزال غائب عن العراق بسبب الصراعات السياسية الفوقية والإقليمية التي يدفع ثمنها الباهظ المواطن العراق،فالصراع على تشكيل الحكومة بين الإطراف العراقية يزيد من قوة العابثين بالأمن،من خلال المشهد السياسي الذي يعيشه العراق وشعبه،حكومة تصريف أعمال ،رئيس افقد الصالحية ،وبرلمان عاجز عن اتخاذ أي قرار رسمي ،فالمشهد السياسي ينذر بموت سريري للمؤسسات الدستورية والنقابية مما يساعد أكثر فأكثر على الفلتات الأمني والعبث بحياة الدولة والمواطنين،دون استقرار امن لا استقرار اجتماعي أو اقتصادي أو سياسي. 5- من الناحية الاجتماعية: والتي تعتبر هذه الحالة هي الأهم بالنسبة إلى موضوعنا،لان الحالة الاجتماعية في العراق هي التي تفوقت على كل الحالة التي لم يستطيع الاحتلال الأمريكي منذ احتلاله للعراق،من خلال الحالة السيئة التي تركها على شعب العراق وعلى العراق نفسه ،خرج الأمريكي تارك وراءه 6 مليون يتم من الأطفال التي أضحت مشردة بسبب قتل الأهل، أكثر من 2 مليون امرأة واغلبهم من الفئات الشابة الذي تعصف بهم الدنيا وتجعلهم الحياة عرضة لكل الشبهات التي تحتم بهم نتيجة الحالة الذي لايزال يمر بها العراق ،مليون ونصف شهيد من العراقيين ،فم الذي يحاسب على قتل هؤلاء ،أكثر من 3 مليون جريح وهنك العديد من العاهات الدائمة التي تسيطر على الشباب العراقي 4,5 أربعة ونصف مليون عراقي هجروا قصرا من في الداخل والى الخارج "سورية والأردن "،لا نتكلم عن العراقيين الذي هاجروا إلى الخارج وأسقطت الجنسية عنهم .لقد سقطت على ارض العراق مليين الأطنان من القذائف التي تركت أثارها الحقيقية على الشعب العراقي وأجياله التي لا تزال تصيبها التشويه الجسدي إثناء الولادة ،لقد القيا على العراق 55 مليون قنبلة عنقودية تحولات معظمها غالى ألغام أرضية تفتك يوميا بالأطفال والشيوخ . إضافة للمشاكل الأخرى التي يعاني منها العراق وسكانه مثل الكهرباء التي لايراها العراقي في ظل حرارة تبلغ 50 درجة مئوية ،والماء الملوثة والصرف الصحي ،والطرقات، وظهور عصابات الخوه المالية التي فرضتها حالة البطالة داخل الشباب ،الذي بداء يسلك طرق سلبية نتيجة تردي الحالة الاقتصادية"المخدرات وعصابات التزوير والتهريب والانحرافات كتجارة الرقيق الأبيض والسيارات والدخول في متاهات الحركات التي تؤدي إلى ممارسة إعمال ارهبية تستغل النساء والرجال "،وأيضا الخراب التي يسيطر على كل المدن العراقية إثناء هذه السنوات التي مكث الاحتلال على صدر الشعب العراقي. فالأمريكي ترك الشعب وترك العراق وترك الديمقراطية تتخاطب في بلد لم يستطيع تشيك حكومة دون ضغط القوى الإقليمية ،ومجلس النواب الذي انتخبه الشعب العراقي أضحى معطلا دون استخدام صلاحياته الدستورية وهذا الشلل الدستوري أدى إلى غياب مهمة رئيس الدولة،فالخرج الأمريكي ترك العرق وشعبه في مهب العاصفة ولكن ربنا سبحانه وتعالى هو الذي يتكفل بهذا الشعب والبلد. كل هذه المشاكل التي تم استعراضها فهل يمكن ان نعتبر بان الاحتلال قد انتهى أثاره ونقطة على السطر بسبب هذا الخروج للقوات المقاتلة الأمريكية ،سؤال يستطيع الجواب عليه كل عراقي يعيش هذه الحالات التي تم استعراضها،من خلال الوقفة مع الذات أولا وأخيرا. لكن حالة الانسحاب الإعلامي التي أدت إلى خروج اكبر كمية من الإعلاميين والمراسلين الميدانيين والانتقال إلى مناطق أخرى للعمل فيها من قبل هذه الوكالات لا يعني بان الخبر العراقي لم يعد في مكان الأهمية التي عملت عليها هذه الوكالات وإنما الخوف الحقيقي من المجهول الذي ينتظر العراق بسبب الحالة الأمنية وعدم سيطرة الدولة على الأرض وغياب عنصر الأمان في بلد لا يزال يعاني من الصراعات الطائفية والعرقية بسبب الاحتلال والتي أصبحت هذه الحالة مفروضة على العراق وشعبه . د.خالد ممدوح العزي صحافي وباحث إعلامي، ومختص بالإعلام السياسي والدعاية . [email protected]
#خالد_ممدوح_العزي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
دراسة: العلاقة الروسية الإسرائيلية الجديدة ومدى تأثيرها على
...
-
قناة الرأي السورية: صوت ألقذافي من عاصمة الممانعة ...!!!
-
سورية وروسية: مافيا تدعم مافيا، والشعب السوري قرر الموت واقف
...
-
دراسة علمية اكاديمية الإعلام اللبناني بين الدعاية السياسية و
...
-
الشعب يطالب بحماية دولية،والنظام وضع سورية في نفق مظلم يؤدي
...
-
روسيا و ملف إيران النووي: في ظل الخلافات الإيرانية – الأميرك
...
-
فايز كرم :أزمة القضاء اللبناني .
-
الفضائيات العربية والمغتربين ...
-
فشل مستقبل عملية السلام في الشرق الأوسط... والمحطة القادمة م
...
-
الحراك السوري: ثورة مستمرة بالرغم من شلالات الدم،والأسد يخوض
...
-
دراسة علمية أكاديمية :الصراع السياسي السني –الشيعي، العلني م
...
-
القضاء السوري في مواجهة جديدة مع النظام العالمي
-
سمر يزبك السورية: تتمرد على أقليات النظام وأمراضه الطائفية،
...
-
الإعلام والشبيحة : تزوير الحقائق وفبركة الأفلام ...!!!
-
دراسة علمية قدمت الى الهيئة الاسلامية للرعاية في صيدا-
-
الخبر العربي في الإعلام الروسي المرئي ...!!!
-
سورية: حماس الشباب تلهب الساحات وتسقط مغامرات النظام، وتربك
...
-
غورباتشوف :عشرين عام على انهيار الإمبراطورية السوفيتي، أب-أغ
...
-
ليبيا الجديدة: انتصار الثوار وهزيمة روسيا...!!!
-
روسيا البيضاء والغرب:
المزيد.....
-
هوت من السماء وانفجرت.. كاميرا مراقبة ترصد لحظة تحطم طائرة ش
...
-
القوات الروسية تعتقل جنديا بريطانيا سابقا أثناء قتاله لصالح
...
-
للمحافظة على سلامة التلامذة والهيئات التعليمية.. لبنان يعلق
...
-
لبنان ـ تجدد الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت
...
-
مسؤول طبي: مستشفى -كمال عدوان- في غزة محاصر منذ 40 يوما وننا
...
-
رحالة روسي شهير يستعد لرحلة بحثية جديدة إلى الأنتاركتيكا
-
الإمارات تكشف هوية وصور قتلة الحاخام الإسرائيلي كوغان وتؤكد
...
-
بيسكوف تعليقا على القصف الإسرائيلي لجنوب لبنان: نطالب بوقف ق
...
-
فيديو مأسوي لطفل في مصر يثير ضجة واسعة
-
العثور على جثة حاخام إسرائيلي بالإمارات
المزيد.....
-
افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار
...
/ حاتم الجوهرى
-
الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن
/ مرزوق الحلالي
-
أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا
...
/ مجدى عبد الهادى
-
الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال
...
/ ياسر سعد السلوم
-
التّعاون وضبط النفس من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة
...
/ حامد فضل الله
-
إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية
/ حامد فضل الله
-
دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل
...
/ بشار سلوت
-
أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث
/ الاء ناصر باكير
-
اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم
/ علاء هادي الحطاب
-
اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد
...
/ علاء هادي الحطاب
المزيد.....
|