أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - أشرف محمد مجاهد مصطفي - الحوار الثاني ... كيف نبدأ ؟!..














المزيد.....


الحوار الثاني ... كيف نبدأ ؟!..


أشرف محمد مجاهد مصطفي

الحوار المتمدن-العدد: 3491 - 2011 / 9 / 19 - 22:44
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    


الحــوار الأسري ليس حــواراً عـادياً كحـوارات الساسة والمثقفين، فالحـوار داخل الأسرة يجب أن يكون دافئـاً عميقـاً، هدفه تعميق المحـبة والود والوفـاق، حـوار لا غالب فيه ولا مغلوب، يجب أن يكون حواراً صادقاً ينضج ما في النفوس من نوازع الخير والأمل في حياة هادئة سعيدة.

ولكن كيف يكون هذا الحوار في أوقات الشدة والضيق والغضب، أوقات التنازع والتناحر والخصام، فأوقات الوئام والتفاهم عادة ما يكون الحوار فيها هادئاً ناعماً رصيناً، أما في غيرها فلا مجال إلا للاتهامات وإلقاء اللوم بالتقصير والعناد، وأحياناً نصل لحالة الصمم، فلا أحد من طرفي الحوار يريد سماع الآخر.

كثيراً ما نري طرفي الحوار الأسري المتمثل في الزوج والزوجة هادئاً ناعماً وأحياناً حالماً خلال فترة الخطبة والأعوام الأولي من الزواج، ثم سرعان ما تزداد الضغوط المالية والنفسية، وتزداد تداخـلات الأهـل والأقـارب، فينقلب الحـوار الهـادئ الناعم إلى حـواراً صاخباً متداخـلاً من أطـراف شتي، يزيد من سخونته واشتعاله، وقد يصـل لانقطـاعه وانفصـاله، وهذا ما ذكرنا به القرآن الكريم في قوله تعالي " وََقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنكُم مِّيثَاقاً غَلِيظاً" سورة النساء /21 ليذكر طرفي الحوار أنه ليس حواراً عادياً، بل أن العلاقة أعمق وأكثر ارتباطاً بهذا الميثاق الغليظ، الشديد القوي المتشابك، حواراً ليس كمثله حوار، حوار العقل والقلب والجسد.

فإذا ما وصلنا إلى تنافر طرفي الحوار وابتعاد كل منهما عن الآخر، وتجنب اللقاء والحديث، وأصبحت الكلمات والمشاعر جامدة يابسة، لا تعرف طريق المحبة والود، والشعور المتبادل بوجود عوائق وسدود تعيق استكمال ما جمع بينهما منذ سنوات، إذا ما واصل كل طرف الاهتمام بحياته الشخصية، بعيداً عن الطرف الآخر، بالأفكار والرؤي والأفعال، فقد حان حتمية وضرورة كسر هذا الصمت، لإذابة هذا الجمود وتحطيم تلك الحواجز والسدود لاستكمال ما بداه معا حفاظاً على الأسرة.

لذلك فالبدء في تغيير المفاهيم مع حسن النوايا لكلا الطرفين يساعدان على البدء من جديد في طي صفحة الخصام، فالخضوع في القول وتجنب الاتهامات والغلو في ذكر العيوب والتقصير في الواجبات، وعدم الدخول في تفاصيل صغيرة بغرض الجدال والنزاع، قد يسهم في إذابة جليد تلك العلاقة الفاطرة، كما أن ذكر المحاسن وتذكر الأيام الخوالي وعلاقتهما في بداية الطريق يساعد كلا الطرفين على عبور تلك الحواجز واستمرار ما تبقي بين الطرفين من ود واحترام وتفاهم.

فمن أكبر الخطايا الزوجية التي يقع فيها طرفي الحوار هو التجاهل والكبر والتعالي واجتناب الآخر، ريثما إذا كانت تلك الصفات في أحداهما متجذرة بشخصيته، فلا مناص من إذابتها ومعالجتها بتفهم موقف الشريك الآخر.

والبدء من أحد الطرفين لا يعني التنازل والخضوع أو التهاون، بل أن العناد والكبر والغرور، هو ما قد يدمر العلاقة الزوجية تدميراَ نهائياً، إذ لم يراعي كلا الطرفين أن ما يقدمه للآخر من ود وكلمة طيبة وإيثار يعد مكرمة في ميزانه، وحكمته وقدرته عن الطرف الآخر.

وليتذكر كلا الطرفين أن الأسرة هي اللبنة الأولي التي أوجدها الله لأعمار هذا الكون، إذا لم تكن تلك اللبنة قوية وممتاسكة تواجه الأعاصير والمحن والصعاب بشئ من الحكمة وإيثار النفس، فأن التفكك والضياع والحسرة ستصيب أفراد تلك الأسرة، الطرفين والأبناء، ومن ثم باقي البشر ...



#أشرف_محمد_مجاهد_مصطفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- الإدارة الأمريكية توضح جهودها لـ-تهدئة التوترات- بين تركيا و ...
- عائلات فلسطينية ترفع دعوى على الخارجية الأمريكية بسبب دعمها ...
- نهاية أسطورة الاستبداد في المنطقة
- -ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني ...
- -200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب ...
- وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا ...
- ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط ...
- خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد ...
- ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها ...
- طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا ...


المزيد.....

- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2) / عبد الرحمان النوضة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2) / عبد الرحمان النوضة
- دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج ... / محمد عبد الكريم يوسف
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج / توفيق أبو شومر
- كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث / محمد عبد الكريم يوسف
- كأس من عصير الأيام الجزء الثاني / محمد عبد الكريم يوسف
- ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية / سعيد العليمى
- الشجرة الارجوانيّة / بتول الفارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - أشرف محمد مجاهد مصطفي - الحوار الثاني ... كيف نبدأ ؟!..