أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - أيمن الدقر - حالة فصام..














المزيد.....

حالة فصام..


أيمن الدقر

الحوار المتمدن-العدد: 1039 - 2004 / 12 / 6 - 08:30
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


اليوم، وقد كان خيار سوريا الدخول في اقتصاد السوق، مما يعني أن الأمر قد حُسم (حسب تصريحات المسؤولين) وأن اتفاق الشراكة السورية الأوروبية أصبح واقعاً وافقت عليه جميع الجهات بعد أن استغرقت المناقشات والحوارات بين المفاوضين (السوريين والأوروبيين) حوالي عشر سنوات مرت خلالها أحداث سياسية متسارعة أثرت بشكل أو بآخر بتلك المفاوضات ونتائجها..
اليوم وبعد أن حسم الأمر أصبحت الكثير من الأمور الأخرى بحاجة إلى حسم سريع خاصة وأن الاتفاقية لم تتحدث بخطوطها العريضة عن طبيعة النظم السياسية أو نوعيتها، إذ إن الخطوط العريضة تتناول عادة الغاية والأهداف، لكنها من خلال تفصيلاتها تفرض واقعاً مغايراً لما هو عليه الواقع السوري الحالي، من حيث الأنظمة والقوانين المعمول بها، فسوريا ومنذ ثورة الثامن من آذار اختارت الخط الاشتراكي لسياساتها الاجتماعية والاقتصادية، وأكدت على ذلك في دستورها الذي طرح للاستفتاء بعد الحركة التصحيحية بأن البعث العربي الاشتراكي( قائداً للدولة والمجتمع) وبناء عليه فإن معظم العمل في التجارة الحرة قد يكون كافياً للاتهام بمعاداة النظام الاشتراكي والخروج على إرادة الجماهير التي اختارت الاشتراكية طريقاً لها.
إن اتفاقية الشراكة (السورية – الأوروبية) في تفاصيلها تعني فتح الباب للمنافسة التجارية الحرة وفتح الأسواق وإزالة الحواجز الجمركية وغيرها إلى آخر ما هنالك من مفاهيم للعمل التجاري وفقاً لقوانين اقتصاد السوق الحر، وهذا يعني (كتحصيل حاصل) استغناء الدولة عن دورها في السيطرة على الاقتصاد وإدارة دفتة، وذلك دون أن يصدر قرار سياسي حيث كانت الدولة في السابق منتجاً وتاجراً ومصدّراً ومستورداً ومستهلكاً، فغدت الآن تعمل بجدية للانفتاح على دول العالم، فالظروف الدولية والإقليمية قد فرضت نفسها على جميع دول العالم مهما كانت طبيعة النظم السياسية فيها، فكان من الطبيعي أن تصبح الكرة في ملعب القطاع الخاص والمشترك والعام الاقتصادي.
إذن فاتفاق الشراكة (السورية الأوروبية) فرض حالة (فصام سورية) بدأت بالظهور بين (طبيعة النظام الاشتراكي وطبيعة اقتصاد السوق) إذ يبدو التناقض واضحاً فيما بين الطبيعتين، وحالة الفصام هذه بتصورنا تحتاج إلى قرار سياسي يتخذه البعث لإيجاد حل لها، فكيف سيتحرك رجال الأعمال وأصحاب الفعاليات الاقتصادية ضمن هذا التناقض؟ فأغلب الأعمال التجارية حسب (اقتصاد السوق) تبدو مخالفة للأنظمة الاشتراكية، ويمكن إحالة أي صناعي أو تاجر أو صاحب أي نشاط اقتصادي إلى المحاكم السورية بسبب مخالفته (للنظام الاشتراكي) في حين أن ما قام به هو من صلب أصول العمل في اقتصاد السوق الذي اختارته الحكومة وحسمت الأمر اتجاهه!.
نحن لسنا بصدد الوقوف مع أو ضد أي من النظامين، ولكن يبدو أن حلاً سريعاً نحن بحاجة إليه لإلغاء التناقضات التي فرضت نفسها على السياسة والاقتصاد، وجعلت كل واحدة منهما في واد، في حين أن العلاقة بينهما جدلية لا يمكن فصل إحداهما عن الأخرى.
إن الحل المطلوب هو قوننة التحول التدريجي باتجاه اقتصاد السوق.



#أيمن_الدقر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مؤتمر البعث القادم
- أمريكا ونحن.. موسم الهجرة إلى السؤال!
- ساميو شعب الله المختار
- ثلاثية السياسة والإدارة والاقتصاد
- القانون المهزلة
- حـكي مجــانيـن
- همسة حب للحكومة
- سقوط ورقة التوت الأخيرة
- الوزير الفهيم
- سفاراتنا
- من أجل المواطن وليس من أجل لصوص الفساد
- يوم مع وزير سابق
- تداعيات ديمقراطية
- حديث ودي ممنوع من النشر
- هل نذهب إلى الحج؟
- التفكير بصوت عال
- قانون الطوارىء
- النكتة الواقع
- الأحزاب والرقابة
- الإصلاح بين التنظير والتفعيل


المزيد.....




- خبراء عسكريون يدرسون حطام صاروخ -أوريشنيك- في أوكرانيا
- النيجر تطالب الاتحاد الأوروبي بسحب سفيره الحالي وتغييره في أ ...
- أكبر عدد في يوم واحد.. -حزب الله- ينشر -الحصاد اليومي- لعملي ...
- -هروب مستوطنين وآثار دمار واندلاع حرائق-.. -حزب الله- يعرض م ...
- عالم سياسة نرويجي: الدعاية الغربية المعادية لروسيا قد تقود ا ...
- إعلام: الجنود الأوكرانيون مستعدون لتقديم تنازلات إقليمية لوق ...
- مصر.. حبس الداعية محمد أبو بكر وغرامة للإعلامية ميار الببلاو ...
- وسائل إعلام: هوكشتاين هدد إسرائيل بانهاء جهود الوساطة
- شهيدان بجنين والاحتلال يقتحم عدة بلدات بالضفة
- فيديو اشتعال النيران في طائرة ركاب روسية بمطار تركي


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - أيمن الدقر - حالة فصام..