وفاء جمال
الحوار المتمدن-العدد: 3491 - 2011 / 9 / 19 - 22:15
المحور:
حقوق الاطفال والشبيبة
كان يدق وكان قلبي يطير من شدة الفرح أحيانا ووأحيانا خوفا وإكتئابا أنه جرس المدرسة ...............
عندما كنا أطفال صغار وذهبنا للمرة الأولى للمدرسة بملابسنا الجديدة وقلوبنا التي تحمل كل الأفراح والآمال كنا نتخيل أن هذه الحياة الجديدة حياة جميلة ووردية فكانت تتلاحق أرجلنا في سباق مع أهلنا كى نصل لهذا العالم الجديد بسرعة ...............داخل جدران مدرستنا الصغيرة من ترك أثر إيجابي في حياتنا وسنظل نذكرهم بكل الخير ولا ننسى أسماءهم أبدا وهناك البعض ممن كانت معاملته سيئة وبيده عصا تضرب على أصابع صغيرة فيشعر الصغير أن أصابعه قد تحطمت وقلبه قد أنكسر .........وقتها دكنا نحلم بأن يدق جرس المدرسة لنخلص من عذاب هذه الحصة ويأتي اليوم الثاني ونفس الحصة فيدب الخوف بالقلوب من سماع صوت الجرس
كانت النية حسنة في كل الأحوال فما كان غرض المدرس إلا مصلحة التلميذ وكنا نعي الدرس الذي علمه لنا الآباء جيدا فنقف للمعلم تبجيلا..................مضت الأيام ومازلنا نحترم معلمينا ونذكرهم بكل الخير ونعطي العذر لمن أساءوا إلي طفولتنا البريئة لأنهم شدوا من أزرنا ولكن بطريقة خاطئة .
اليوم يضرب الجرس ولا أدرى ماشعور تلاميذ اليوم إلا أنني لا أيقن أن الشعور قد أختلف ، طفل اليوم لا يحتاج للعقاب الجسدي الذي يزول أثره بمجرد زوال الألم وبرغم بقاء أثره في شرخ نفسية الطفل إلا أن العقاب المعنوى الوقتى للطفل في صغره له شديد الأثر في تربية الأطفال
لماذا لا نغير أسلوب وطريق التعلم وخاصة في مرحلة الروضة أو ماقبل المدرسة فنعلم الطفل أن يحترم نفسه أولا فيحترم القواعد المعمول بها في المدرسة ويحترم زملائه ويحترم مدرسيه ويحترم جدران مدرسته وأثاثها وحديقتها
نغرس في روحه الفضائل المختلفة من الصدق والأمانة وإحترام الآخر ونبذ التعصبات ، نعمل على إكتشاف مواهبه التي ستعينه على مواصلة حياته الطبيعية وبداخله مصالحة مع نفسه ومع مجتمعه ومع الآخرين وخاصة لو بنينا في تلك المرحلة علاقة طيبة بين المدرسة والأسرة عن طريق مجالس الآباء والرحلات والحفلات ...........
نجعل العقاب هو حرمان الطفل من نشاط محبب لمدة دقائق تقل أو تكثر حسب ما أرتكبه من خطأ فينشأ وهولا يحتاج وقتها للعقاب الجسدي ويسمع جرس المدرسة في كل مرة فيدق قلبه فرحا وتهليلا.........................
#وفاء_جمال (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟