|
أختلف مع رأي أياد علاوي .. كأن عمر و موسى وإيران وغيرهم يعرفون مدى خطورة طلب سحب متعددة الجنسيات في الوقت الراهن
مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب
(Moustafa M. Gharib)
الحوار المتمدن-العدد: 1039 - 2004 / 12 / 6 - 08:30
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لست متجنياً إن قلت أنى اختلف مع رأي رئيس الوزراء السيد أياد علاوي فيما يخص الوضع الأمني واستقراره في العراق وشاهدي القوي هو ما حدث ويحدث بعد تصريحاته حول هذه المسألة التي أصبحت هاجس جميع العراقيين وأصدقائهم وبخاصة أولئك الذين يحرصون على نجاح العملية السياسية وتحقيق الانتخابات في ظروف أمنية أن لم نقل جيدة جداً فعلى الأقل حسنة يستطيع فيها المواطن تحقيق رغباته في الأداء بصوته في حرية ودون خوف أو تضيق من أحد حتى وان كان ممثلاً في السلطة الحالية وهو هاجس أخر ينتاب المخلصين من أبناء العراق. لا شك أن تداعيات الأوضاع في الفلوجة والرمادي والموصل واللطيفية كان ومازال محط اهتمام الجميع بما تشكله هذه المناطق من قوى بشرية واتساع جغرافي لا يمكن تجاوزه أو الشطب عليه، فالأحداث التي كانت قد سبقت الحرب على الإرهاب في الفلوجة بقت شاهدة للعيان. أن هذه المدينة العراقية الصغيرة قد أصبحت قاعدة لفلول النظام السابق وجماعات إرهابية تحت مسميات عديدة ظهرت في الميدان فجأة وبدون سابق إنذار وهي تتلبس أثواب الدين والفتاوى الجهادية من علماء ورجال دين كانوا للأمس القريب خدماً للنظام وساكتين كالشيطان عن الحق فيما يخص الشعب الفلسطيني واحتلال الأراضي الفلسطينية والاعتداءات المتكررة على المجسد الأقصى الذي يعتبر أحد المقدسات لجميع المسلمين.. هؤلاء الذين يتمشدقون بالدين والتقوى ما زالوا يعتقدون انهم يستطيعون بفتاواهم أن يعيدوا العراق إلى سابق عهده الظلامي القديم وهو أمر لا يمكن تقبله من الشعب العراقي.. أما تداعيات الأحداث الأخيرة في الفلوجة و وبعض المدن الأخرى فقد أظهرت مدى اتساع المخطط الذي كان قيد التنفيذ عند انسحاب القوات المتعددة الجنسيات وعدم استكمال تكوين المؤسسات الأمنية وكأن الداعين لانسحاب هذه القوات وفي مقدمتهم عمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية الذي كان صامت صمت القبور عما كان يجري في العراق زمن النظام الارهابي الشمولي وإيران وغيرهم وهم يعرفون مدى خطورة هذه الدعوة إن نفذت حيث ستكون الحرب الأهلية وما تخلفه من ويلات ومآسي وخراب ودمار يصيب جميع العراقيين بدون استثناء.. النتائج التي أفرزت ما بعد احتلال الفلوجة وتخليص أهلها الرهائن من برائن ازلام النظام وجميع القتلة من الجماعات السلفية الإرهابية وفي مقدمتهم جماعة الزرقاوي أثبتت انهم ما زالوا يتمتعون بنوع من الحرية، حرية التحرك والإمكانيات المادية والبشرية فضلاً عن الرهط المتخفي منهم في مؤسسات الدولة الحديثة وبخاصة في الشرطة وقد نسميهم بالرهط الخامس إذا صح التعبير، واكبر برهان على صدق ما نرمي إليه مسلسل التفجيرات والاغتيالات والاقتحامات الأخيرة الذي راح ضحيته العشرات من الأبرياء وما لحق من دمار لمؤسسات الدولة وكذلك الشرطة والحرس الوطني العراقي. ان الذي يطلع على مجريات الأمور ونتائجها في الفلوجة يصيبه الذعر والهلع وبخاصة تلك الأعمال اللاإنسانية واللاأخلاقية التي كانت تمارس هناك ضد من يقف ضدهم من المواطنين في وعلى ما يبدو أن هذه السياسة قد اتبعت في جميع المناطق التي سيطروا عليها بقوة السلاح والإرهاب ولهذا عاثوا فساداً فيها.. أقول الهلع والذعر ونحن نتذكر ماضيهم خلال حقبة حكمهم الدموي الذي استمر 35 عاماً، تلك الفترة البغيضة التي كانت محط إدانة جميع الخيرين والشرفاء ليس في العراق فحسب وإنما في العالم كله. قد يصطدم الإنسان بالعدد الكبير الذي هيأ للحرب الأهلية وهو 53 ألف عضو فرقة وشعبة جميعهم مسلحين ويتمتعون بحرية الحركة والدعم المالي الذي يتدفق عليهم من عدة جهات وبخاصة من أولئك الذين سرقوا الملايين وهربوا إلى البلدان المجاورة.. هؤلاء القتلة الذين كانوا يتفننون في أذية الإنسان العراقي والتلذذ بتعذيبه أقاموا في هذه المدينة الصغيرة عالماً للجريمة المنظمة لكي يعيدوا التاريخ إلى الوراء.. فاقموا أقبية لتعذيب الناس الذين يختلفون معهم حيث عثر فيها على دماء الأبرياء منهم ، وعلى الأقراص المدمجة التي تصور عمليات الإعدام ذبحاً كم كانوا يفعلون في السابق، والعثور على أقفاص ليست للحيوانات إنما لحبس البشر فيها وتعذيبهم، واستخدموا بيوت الله للحرب والقتل وتجميع السلاح بدلاً من المحبة والسلام الذي نادى به الدين الإسلامي فكان 20 مسجداً تم استخدامها كمواقع قتالية أو مستودعات أسلحة.. كانوا يعيثون بالعباد بطرق الإرهاب والتهديد تحت طائلة الإعدام أو الاغتيال أو السجن في الأقبية أو تشويه السمعة وغيرها من الأعمال الإجرامية المنافية لجميع الأعراف الإنسانية والسماوية وبدون أي مسألة من ضمير، كل هذا من أجل أن تتسنى لهم الفرصة لكي يعمموا هذا الإرهاب على العراق والعراقيين انتقاماً منهم لأنهم لم يساندوا نظام القتلة الذي سقط بعد أو طلقة من قوات الاحتلال. اليوم وبعد المجزرة التي انتهت بهرب الكثيرين منهم هل ستنتهي أعمالهم؟ وهل سيتوقف إرهابهم وقتلهم وتدميرهم؟ أقول وبكل صراحة لا وألف لا فهؤلاء مستمرين وسوف يستمرون لفترات أخرى وهذا ما أشرنا له في العديد من المقالات السابقة.. و أكدنا أن السبب الرئيسي يكمن بعدم معالجة الأخطاء والنواقص في أداء قوات الاحتلال في السابق ومتعددة الجنسيات في الوقت الراهن وكذلك مواقف الحكومة من الـ 53 ألف عضو فرقة وشعبة ومن رجال المخابرات والأمن وفدائي صدام الذين تلطخت أيديهم بدماء العراقيين، وقلنا من ضروري متابعة الحرامية الذين سرقوا أموال الشعب وهي تعد بالمليارات حيث أصبحت قوة مادية وسند لهؤلاء القتلة المجرمين، كما أشرنا ضرورة الانتباه للذين يتم إعادتهم لوظائفهم من حزب البعث العراقي وهم بالآلاف وفرز المجرمين القتلة منهم وعدم الاعتماد عليهم، وطالبنا بضرورة تقليص جيش العاطلين عن العمل والتخفيف من الغلاء الفاحش والتلاعب بالأسعار الذي يدمر حياة الجماهير الشعبية الكادحة الفقيرة. وطالبنا، وطالبنا ولكن بدون جدوى. أقول وبكل صراحة اني اختلف مع رئيس الوزراء أياد علاوي لأن الأمن والاستقرار مازالا هاجس يقلق الجميع، والحالة ما زالت سيئة للغاية وعسى أن لا تصيب سير الانتخابات القادمة مقتلاً وهي ما يخشى المخلصين عليها من عدم الاستقرار، إضافة إلى التزوير بمختلف الطرق والأساليب حتى من جانب أولئك الذين يرددون على ألسنتهم " الديمقراطية والحرية واحترام الرأي الآخر " فلنا تجربة الأمس القريب خير برهان فكيف إذا كان التهديد والسلاح هما لغة ما زالت مستعملة بشكل كبير. وكيف إذا ما ظلت الأوضاع الأمنية غير مستقرة وسيئة للغاية!......
#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)
Moustafa_M._Gharib#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هل يفتح باب المرفأ يا بغداد ؟
-
وداعاً سيدتي... !
-
خطر الانشقاق حول الانتخابات لن يخدم العملية الانتخابية بل سي
...
-
هل انتصر تيار إبقاء القوات الأجنبية أطول فترة في العراق؟ وهل
...
-
خولة بالاستعارة
-
قناة الجزيرة الفضائية وسياسة تلويث العقل العربي...
-
الشهداء ورود حمراء تتساقط ولكن لن تموت..الحزب الشيوعي العراق
...
-
هجرت الاخوة المسيحيين العراقيين وتفجير كنائسهم فتنة أخرى للق
...
-
المالح الثابتة في كل زمان ومكان
-
لماذا اختيرت الفلوجة كقاعدة لارسال السيارات المفخخة وغيرها م
...
-
الفرق الشاسع بين موت صدام حسين وموت الشيخ زايد وياسر عرفات
-
تكرار الأحداث في التاريخ -مرة كمأساة ومرة ثانية كملها’ - حقي
...
-
المصالح المشتركة في كل زمان ومكان هي الاساس في التعامل التكت
...
-
القيامة الخاصة
-
رد على السيدة صون كول جابوك / تلعفر همزة وصل للسيدة صون كول
...
-
حماس الاسلامية الفلسطينية تريد تحرير العراق من ابنائه
-
التغييب القسري لمفهوم الانسان والايديولوجية بمفهومها الانسان
...
-
من يدري ؟
-
مقترح مسودة لائحة الجرائم العظمى لصدام والفقرة الخجولة حول ا
...
-
لا تنتظر
المزيد.....
-
بوتين: لدينا احتياطي لصواريخ -أوريشنيك-
-
بيلاوسوف: قواتنا تسحق أهم تشكيلات كييف
-
-وسط حصار خانق-.. مدير مستشفى -كمال عدوان- يطلق نداء استغاثة
...
-
رسائل روسية.. أوروبا في مرمى صاروخ - أوريشنيك-
-
الجيش الإسرائيلي: -حزب الله- أطلق 80 صاورخا على المناطق الشم
...
-
مروحية تنقذ رجلا عالقا على حافة جرف في سان فرانسيسكو
-
أردوغان: أزمة أوكرانيا كشفت أهمية الطاقة
-
تظاهرة مليونية بصنعاء دعما لغزة ولبنان
-
-بينها اشتباكات عنيفة بالأسلحة الرشاشة والصاروخية -..-حزب ال
...
-
بريطانيا.. تحذير من دخول مواجهة مع روسيا
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|