أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - نصارعبدالله - الخجول والصفيق !














المزيد.....

الخجول والصفيق !


نصارعبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 3491 - 2011 / 9 / 19 - 22:14
المحور: سيرة ذاتية
    


لم يقدر لى أن أعرف الراحل الدكتور خالد عبدالناصر معرفة وثيقة لكننى التقيت به مرتين أو ثلاثا فى مطلع الثمانينات من القرن الماضى، كانت إحداها فى نادى أعضاء هيئة التدريس بجامعة القاهرة عندما كنت واحدا من المعقبين على محاضرة ألقاها ـ رحمه الله ـ عن الجدوى الإقتصادية لمشروع مترو الأنفاق الذى كان العمل به فى ذلك الوقت جاريا على قدم وساق ، ....فى تلك السنوات الزاهرة من تاريخ نادى هيئة التدريس ...أعنى فى مطلع الثمانينات كان مجلس إدارة النادى مكونا من مجموعة من الأساتذة من ذوى الإتجاهات الوطنية المستنيرة الذين نجحوا فى تحويل النادى إلى قلعة حقيقية من قلاع الوطنية والإستنارة ...وعلى أيديهم ازدهرت الندوات الأسبوعية التى كانت تتناول قضايا الفكر والفن والثقافة جنبا إلى جنب مع هموم الإقتصاد والسياسة التى لم يستطع أن يفلت من إيقاعها اليومى أى مثقف جقيقى سواء داخل الوسط الأكاديمى أو خارجه .. أشهد لتلك الندوات أنها فى مجملها كانت على مستوى رفيع سواء من حيث مستوى المتحدثين (وكان خالد عبدالناصر فى محاضرته سالفة الذكر واحدا منهم) أو مستوى المحاورين والمعقبين والنشطاء الذين تألقت من بينهم إذ ذاك أسماء أذكر منها : أحمد الأهوانى وسعيد النشائى وشادية الشيشينى ( كلية الهندسة ) ، حسن نافعة ومصطفى كامل السيد ونادية أبوغازى ( كلية الإقتصاد والعلوم السياسية )، سيد البحراوى وأمينة رشيد وهالة فؤاد ( كلية الآداب)، محمد عامر وليلى سويف (كلية العلوم)، عواطف عبدالرحمن ( كلية الإعلام )، محمد أبو مندور ( كلية الزراعة )،...وأسماء أخرى كثيرة غابت عن ذاكرتى لكن أصداء حواراتها وآرائها باقية لا تزال...،أما المرة الثانية فقد كانت عندما قام نادى هيئة التدريس بجامعة القاهرة بتوجيه الدعوة إلى جميع أعضاء هيئات التدريس بالجامعات المصرية لحضور مؤتمر للتضامن مع الشعبين اللبنانى والفلسطينى فى أعقاب الغزو الإسرائيلى للبنان، وقد قام حزب العمل يومها مشكورا باستضافة المشاركين فى مقره بحدايق القبة ، ..وحين ذهبت للمشاركة كانت قاعة المؤتمرات بالحزب ممتلئة تماما فيما عدا مقعدين فى أحد الصفوف الخلفية جلست على أحدهما وظل الآخر شاغرا ، وبعد أن بدأ المؤتمر بقليل دخل خالد عبدالناصر وراح يتفحص الصفوف الممتلئة باحثا عن مكان ، حينئذ أشرت إليه بيدى أن هناك مكانا ، فجاء وجلس شاكرا ، وفى هذه اللحظة لمحه رئيس المنصة أستاذنا الدكتور إبراهيم صقر ـ رحمه الله ـ فأعلن للحاضرين أنه قد شرفنا الآن بالحضور الدكتور خالد عبدالناصر نجل الزعيم جمال عبدالناصر وحينئذ دوت القاعة بالتصفيق الحاد ..نظرت إلى خالد فرأيته قد وقد علت وجهه أمارات الخجل والإرتباك...قلت له : قم لكى ترد على تحية الزملاء ..تردد قليلا ثم نهض واقفا وأشار بيده محييا زملاءه لثوان معدودة ثم جلس وخجل الدنيا بأكملها مرتسم على وجهه ...قفزت إلى ذاكرتى هذه الواقعة حين طالعت خبر رحيله ..ووجدت نفسى بحكم السياق مدفوعا إلى المقارنة بين هذا النموذج المتواضع الخجول وبين نموذج آخر سوف أطلق عليه وصف "الصفيق" وهو نموذج لا ينفرد به بلد عربى واحد لكنه للأسف الشديد نموذج متكرر فى الكثير من الأنظمة العربية ( الجمهورية) المعاصرة حيث تجد الأغلبية الساحقة من المواطنين يكرهون الإبن وأباه ويسألون الله فى كل لحظة أن يأخذهما معا ... ومع هذا تجد الإبن ( وهو ذو شخصية طاردة منفرة فى معظم الأحيان ) ...تجد الإبن وقد فرض نفسه على وسائل الإعلام فرضا حيث تعد عنه البرامج وتكتب التقارير وتجرى معه اللقاءات والحوارات، كما تجده رغم وطأته الثقيلة على النفس وقد فرض نفسه فرضا على الجماهير بشكل مباشر حيث تعقد من أجله المؤتمرات والندوات التى يتكلم فيها عن فكره الجديد وعن رؤياه للمستقبل مع أنه ـ على الأرجح ـ يعلم أن جميع المستمعين فيما عدا قلة ضئيلة من المنتفعين ـ يؤمنون إيمانا عميقا بأن المستقبل سوف يكون أفضل كثيرا بدون سيادته!!..لحسن الحظ أن الجماهير العربية التى صفقت طويلا لنموذج الوطنى المتواضع الخجول هى ذات الجماهير التى أزاحت وسوف تزيح من كل شبر من ربوعها وإلى الأبد ـ إن شاء الله ـ نموذج المتغطرس الصفيق .
[email protected]



#نصارعبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على هامش محاكمة مبارك
- لماذا لم يقدم مبارك إلى المحاكمة
- الثغرة القانونية المفزعة
- أفلاطون والديموقراطية
- المضروبون الأربعة
- تلك الرغبة الخبيثة
- الذين هنأوا مبارك!!
- حساب الرئيس لنفسه
- عن المخلوع والمقتول
- حدث فى عام 1997
- تساؤلات دستورية
- عن التعديل والتأسيس
- هل تنحى الرئيس فعلا ؟؟
- معارك مبارك الأخيرة
- انتفاضة الورود
- الوجوه الغائبة (2)
- هذه هى الأسباب
- أسئلة الكارثة
- الوجوه الغائبة
- فودة: حوارات وذكريات


المزيد.....




- بوتين يكشف عن معلومات جديدة بخصوص الصاروخ -أوريشنيك-
- هجوم روسي على سومي يسفر عن مقتل شخصين وإصابة 12 آخرين
- طالب نرويجي خلف القضبان بتهمة التجسس على أمريكا لصالح روسيا ...
- -حزب الله-: اشتباكات عنيفة بالأسلحة الرشاشة والصاروخية مع ال ...
- لبنان.. مقتل مدير مستشفى -دار الأمل- الجامعي وعدد من الأشخاص ...
- بعد 4 أشهر من الفضيحة.. وزيرة الخارجية الألمانية تعلن طلاقها ...
- مدفيديف حول استخدام الأسلحة النووية: لا يوجد أشخاص مجانين في ...
- -نيويورك تايمز- عن مسؤولين: شروط وقف إطلاق النار المقترح بين ...
- بايدن وماكرون يبحثان جهود وقف إطلاق النار في لبنان
- الكويت.. الداخلية تنفي شائعات بشأن الجنسية


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - نصارعبدالله - الخجول والصفيق !