|
ورقة للنقاش، الخط الامامي لتجميع اليساريين و المجموعات الشبابية الجذرية في سوريا
غياث نعيسة
الحوار المتمدن-العدد: 3491 - 2011 / 9 / 19 - 22:13
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
غياث نعيسة ورقة للنقاش من اجل تجميع اليساريين و المجموعات الشبابية الجذرية
الخط الامامي
في خضم الانتفاضة الشعبية التي تشهدها بلادنا منذ منتصف اذار 2011 ، التي تهدف من خلالها الجماهير الشعبية السورية الى الخلاص من الدكتاتورية ومن اجل الحرية و الكرامة و المساواة والعدالة الاجتماعية، و تقدم على هذا الطريق اعظم الالام و التضحيات الكبيرة ، بسبب العنف و القتل الذي تتغول فيهما الدكتاتورية في مواجهتها للاحتجاجات و النضالات السلمية للجماهير السورية. بالرغم من عظمة التضحيات هذه و وحشية العنف الدكتاتوري الا ان جماهير شعبنا العظيم مستمرة في ثورتها السلمية حتى تحقيق اهدافها المذكورة. و ان كانت بداية انطلاقة انتفاضة جماهير شعبنا قد تميزت بعفويتها ، لكنها بدأت مع الوقت في تنظيم نضالاتها و صفوفها وفي تشكيل هيئاتها القاعدية الكفاحية. في الوقت نفسه بدأت اطياف من الناشطين السياسيين المعارضين و احزاب المعارضة السورية في طرح رؤاهم للخروج من "الازمة" و محاولة توحيد مواقفها تجاه السلطة الاستبدادية و بدأت تبرز لجان تنسيقية و لجان تحضيرية و مجالس وطنية و غير ذلك من الهيئات في الداخل و الخارج. ادى اختلاف المواقف من الانتفاضة الشعبية المستمرة في مواجهة الدكتاتورية الى شرخ و اصطفافات جديدة داخل القوى السياسية وفي صفوف المثقفين و الناشطين تراوحت ما بين مؤيدين و منخرطين فيها و اخرين مترددين او حياديين او مشوشين و اولئك الذين اصطفوا صراحة مع الدكتاتورية وشملت هذه الاصطفافات الجديدة كل التيارات الايديولوجية القومية و اليسارية والليبرالية والاسلامية. اضفت الثورة الشعبية حيوية جديدة في المجتمع على كل الصعد و اعادت الروح اليه ، و نزل الى ساحة الفعل السياسي جيل شاب منتفض و متحمس لقضايا بلاده و عاشق للحرية ، و في هذا الجو العام من النهوض السياسي و الفكري لمجتمعنا ، برزت تجمعات عديدة لجيل شاب متحسس لقضايا الحرية و الديمقراطية الجذرية و اليسار عموما ، دون ان يكون اسير ايديولوجيا يسارية محددة او منظومة فكرية جامدة ، و تفتحت هذه المجموعات اما عن قوى سياسية يسارية قائمة رغم صغر عددها او عبر تخلى الشباب المنتفض عن قيادات احزابه التي تدعي انها يسارية بينما هي في واقع الحال حليفة للدكتاتورية و شريكة لها، او جيل جديد تماما. هذا الجيل الشاب المنتفض لا يفكر باليات تقليدية على صعيدي المفهوم التنظيمي او الفكري ، و لأنه برز في اتون الانتفاضة الشعبية و النضالات الجماهيرية و يتبنى مطالبها بالخلاص من الدكتاتورية و بناء مجتمع و دولة يقومان على الحرية و الديمقراطية و المساواة و العدالة الاجتماعية و فصل الدين عن الدولة. فان غالبية هذا الجيل الشاب المنتفض لا تجد نفسها معنية بتشكيل هيئات او لجان للحوار مع السلطة الدكتاتورية او ايجاد مخارج "لازمتها" ، فموقفها جذري في ديمقراطيته وفي التزامه بأهداف الانتفاضة الجماهيرية. وان كان من الضروري التشديد على مدى اهمية اقامة تحالف للقوى الديمقراطية عموما في مواجهة الدكتاتورية، كشرط لتحقيق الانتقال الديمقراطي المنشود ، فإننا نرى ايضا ، و في سياق الدينامية الثورية الجارية ، اهمية تجميع المجموعات الشبابية الديمقراطية الجذرية و اليسارية المتفرقة في اطار واسع يسمح لها بالحفاظ على تلويناتها من جهة ، و العمل المشترك و المشاركة بفعالية في كافة النضالات الجماهيرية و السياسية ،من جهة اخرى. و يقوم على قاعدة احترام التنوع و قواعد العمل الديمقراطي داخله و خارجه ، و هيكيلية تنظيمية فضفاضة تتجنب التراتبيات البيروقراطية الثقيلة، لكنها بشكل تسمح له بالنشاط الموحد و المؤثر و الفعال ،و يكون هذا التجمع منفتح على كل النشطاء و المجموعات التي تشاركه الرؤية للانخراط فيه. و نطلق على نواة هذا التجمع اليساري الواسع اسم " الخط الامامي". و المبادئ العامة الاساسية التي تحكم هذا التجمع اليساري الواسع : انه يتبنى الاهداف الكبرى للانتفاضة الشعبية السورية من اجل الحرية والديمقراطية والكرامة و العدالة الاجتماعية، و يلتزم بالانخراط في كل النضالات الجماهيرية من اجل هذه الاهداف لانه يرى ان الدينامية الثورية للانتفاضة الشعبية تندرج في سياق بناء الديمقراطية من الاسفل ، و تبنيها الجماهير بتضحياتها اليومية و كفاحها ومع تجلي بدايات تشكيلها لهيئاتها الديمقراطية، لذلك فاننا لسنا معنيين فقط بتحقيق مجتمع ديمقراطي يقوم على الديمقراطية البرلمانية التمثيلية ، بل اننا ندعو الى شكل اوسع من الديمقراطية التشاركية و الديمقراطية المباشرة. كي تستطيع الغالبية العظمى من الناس من ادارة شئون حياتها بنفسها و مباشرة. لقد برهنت الانتفاضة الشعبية الباسلة حقيقة ارتباط النضال الجماهيري من اجل التغيير الديمقراطي من الاسفل بالنضال من اجل التغيير الاجتماعي من الاسفل، ان تحقيق استقلالية النقابات و الرقابة و الادارة الذاتية العمالية و المهنية والفلاحية وغيرها وتوفير هيئاتها المستقلة عن الدولة شرط جوهري لتحقيق افضل اشكال الديمقراطية و العدالة الاجتماعية و توزيع اكثر عدلا للثروة الوطنية وتنمية انسانية تشمل غالبية السكان عوضا عن اقتصارها على قطاعات نخبوية او اقلية من المستفيدين. ندعو أيضا الى فصل الدين عن الدولة والسياسة باعتبار ان الدين شأن شخصي او مجتمعاتي ، و احترام كل الشرائع و العقائد الدينية للمؤمنين بها و توفير حرية ممارستهم لها، و نرفض اي تدخل عسكري خارجي في بلادنا لأنه لن يقدم لشعبنا لا ديمقراطية ولا حرية بل دمارا اكبر و تفتتا اعمق لمكونات مجتمعنا، كما تشهد على ذلك كل الامثلة القريبة من بلادنا و تلك البعيدة عنها، فالجماهير الشعبية السورية اليوم هي التي تمسك زمام مصيرها بيدها في انتفاضتها من اجل التخلص من الدكتاتورية، و لن تتخلى عنه لا لغازي و لا لمستبد . حيثما تكافح الجماهير من اجل الحرية و المساواة و الكرامة و العدالة الاجتماعية نحن نقف في صفوفها .
هذه الورقة الحوارية هي بمثابة مبادرة لتوحيد اليسار الملتزم بالثورة في سوريا، و لم تعالج الاليات الاجرائية لخطوات التوحيد المرجوة ، حيث سيتم تناولها من خلال الحوار و/ او بشكل منفصل لاحقا.
#غياث_نعيسة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
اللحظة الراهنة من الثورة السورية
-
النظام السوري : استراتيجية البقاء
-
حول الموقف من التدخل الخارجي في سوريا
-
سوريا: ثورة جارية
-
سورية : انها ساعة الحقيقة
-
الى الحاكم العربي..... ارحل
-
الفهم الماركسي للامبريالية اليوم
-
في اشكالية مفهوم الدولة...-المدنية الحديثة-
-
التنوير: قراءة اشتراكية
-
اليسار ، في التجربة والآفاق
-
الموقف الماركسي من -الظاهرة- الدينية
-
فلسطين .. الى أين؟ نهاية مشروع -الدولتين-
-
الاشتراكية أو البربرية ، دفاعا عن الماركسية الثورية
-
انتصار أوباما ، التقاط للمزاج العام الداعي لتغيير حقيقي - ال
...
-
على طريق الحل الاشتراكي للقضية الفلسطينية
-
بعض ملامح الصراع الطبقي في سورية
-
اليسار و اشكاليات المعارضة السورية
-
من اجل حريتكم وحريتنا .. في سوريا
-
الأزمة والنضالات الجماهيرية الناهضة في سوريا
-
اليسار وحركة مناهضة العولمة الرأسمالية - تحديات وافاق
المزيد.....
-
السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
-
الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
-
معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
-
طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
-
أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا
...
-
في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
-
طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس
...
-
السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا
...
-
قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
-
لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا
...
المزيد.....
-
المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية
/ ياسين الحاج صالح
-
قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي
/ رائد قاسم
-
اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية
/ ياسين الحاج صالح
-
جدل ألوطنية والشيوعية في العراق
/ لبيب سلطان
-
حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة
/ لبيب سلطان
-
موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي
/ لبيب سلطان
-
الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق
...
/ علي أسعد وطفة
-
في نقد العقلية العربية
/ علي أسعد وطفة
-
نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار
/ ياسين الحاج صالح
-
في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد
/ ياسين الحاج صالح
المزيد.....
|