|
صناعة الضمير
سامي كاب
(Ss)
الحوار المتمدن-العدد: 3491 - 2011 / 9 / 19 - 15:35
المحور:
المجتمع المدني
صناعة الضمير
عندما يموت الضمير في داخل الانسان يتحول الانسان الى مجرم ينتهج الاجرام كشريعة حياة ويتعامل مع الجريمة كانها امر طبيعي مهما كان على مستوى من الثقافة والعلم كما ويرى انه فوق القانون والمعايير الاخلاقية والاجتماعية المحيطة بل ويحتقر المثل والقيم الانسانية الطبيعية ويتحول الى متسلط فوقي اناني نرجسي متغطرس موت الضمير هو مرض نفسي له اسباب كثيرة منها بيئية ومنها وراثية والسبب الرئيسي يبقى عدم الرعاية السليمة في التربية وعدم التنشئة الطبيعية منذ الصغر الضمير هو محصلة تطور الانسان ورقيه جسديا وعصبيا فهو تجسيد نفسي لحالة الرقي والتطور ينتج عنه الاخلاق والقيم والسلوك الحضاري المتميز برقيه ومن صفات هذا السلوك الحب كصفة رئيسية واولية وغلافا يحوي كل الاخلاقيات الداخلية فنجد داخل غلاف الحب العطف والحنان والرقة واللطف والرحمة والشفقة والانس والميل الاجتماعي والمودة والرعاية والاهتمام بالانسان وتقديره واحترامه وتكريمه واعزازه هذه الاخلاقيات ناتجة عن حركة حيوية داخل جسم الانسان وكيانه الراقي المتطور تلك الحركة اللتي تحتوي مركبات كيماوية طبيعية تشكل عناصر تدخل في تفاعلات حيوية لتنتج مركبات تتحكم بسلوك الانسان لتعطي مدلول الضمير اصبح الضمير هو نتاج صناعة جسم الانسان من خامة الطبيعة اي مادته المودعة به بفعل تكوين الطبيعة له ككائن حي وبفعل البيئة المحيطة به وتاثيراتها عليه وبفعل حراك ذاته وعمليات التنمية والتطوير المبرمجة والتدريب والتمرس والترقية ويعتبر دور الجهاز العصبي بقيادة الدماغ هو القيادي في هذه المسالة لانه مسؤول عن البرمجة والتوجيه والتحكم بالسلوك وطريقة التفاعل مع الوسط المحيط والبيئة وبهذا يكون الدماغ هو الضابط للضمير والقائد والموجه والمسؤول المباشر وعليه فانه لكي يحصل الانسان على ضمير نقي وطبيعي وسليم وراقي عليه ان يصنعه بطريقة متطورة وذكية ومركزة ونموذجية وعلمية ومنطقية آخذا بعين الاعتبار كل متطلبات الواقع الحياتي المحيط وتاثيراته وحيثياته على الفرد والمجتمع والاهداف الانسانية اللتي من اجلها يمارس حياته الانسان في هذا الظرف الزماني والمكاني من تاريخ الوجود البشري بمعنى ان يكون الضمير مصنوعا وممنتجا ومخرجا بسلوك غير منفصل عن التاريخ السابق وعن الواقع وعن المجتمع المحيط وعن الانسان نفسه كفرد يشكل جزءا من الضمير الاجتماعي العام والغرض من كل هذا كي يكون الضمير الفردي بمثابة اللبنة المتلائمة مع بناء الضمير العام للمجتمع ذو المواصفات اللتي فرضتها حركة تاريخه الحضاري وبيئته الحياتية وواقعه المعاش الاني ومشتقبله المؤمل والمهدوف وعلاقة ذلك كله بالبشرية عموما وبالطبيعة والكون المحيط من هذا المفهوم صار يتوجب على من يصنع الضمير ان يحضر كافة ادوات الصناعة التقنية عالية الجودة ومادة الصناعة الخام النقية المرنة المطواعة التعدينية وان يحضر ارقى البرامج واشملها كي يستعملها في طريقة الصناعة وان يكون على قدر عال من المسؤولية في صناعته وان يرسم الاهداف ويحددها كنماذج قبل الصناعة والانتاج كي ينتج نتاجا متقنا وبما ان الصناعة كلها تتم داخل كيان الفرد الانسان بمكوناته الجسد والعقل والنفس اذن المسالة تدور في هذا السياق تحديدا وبنظرة بسيطة دون تعقيد او فلسفة نقول الجسد السليم والعقل السليم والنفسية السليمة تنتج ضميرا سليما واذا كانت هذه المركبات الاساسية الجسد والعقل والنفس متطورة وراقية ستنتج ضمرا متطورا وراقيا وهو ما نسعى اليه كي نحصل على بناء متكامل متطور وراقي يشكل ضمير المجتمع من لبنات متطورة وراقية كل لبنة تمثل الضمير الفردي لكي نطور ونرقي الجسد كمركب اساسي في صناعة الضمير علينا بالاهتمام به ورعايته من ناحية النظافة والترتيب والرياضة والحركة والتنسيق والتهذيب والتغذية الطبيعية السليمة والبيئة المحيطة والتدريب المتواصل والعناية بصحته للمحافظة عليه في افضل حال دون امراض او علل وان يكون في قمة مستوى الصحة والعافية والقوة والحركة والتفاعل والنشاط والفاعلية اما مركب الجهاز العصبي المتمثل بالدماغ فيلزمه التطوير بالاعتناء بالصحة العصبية غذائيا وتدريبيا ذهنيا وترقية فكرية من خلال برامج علمية تطويرية تنموية تختص بالجهاز العصبي اضافة الى التثقيف والتعلم والاضطلاع الدائم على مناهل العلم والعلوم والمعارف والحصول على المعرفة وتعلم المنطق وفلسفة الحياة والتمرس على التفكير والنشاط الذهني والاكتشاف والبحث العلمي والابتكار والابداع والتطوير وبالنسبة لمركب النفسية فيلزم تدريب النفس على الحياة بامتلاك ارادة الحياة والجراة والاقدام على اقتحام الحياة وخوض غمارها وامتلاك القدرة على تحمل المسؤوليات والسير بالحياة بسلاح الامل والطموح والاهداف المرسومة والمبرمجة اضافة الى تعلم الحياة الاجتماعية اللتي تشمل الذكاء الاجتماعي والمنطق السلوكي التفاعلي الاجتماعي ومنطق التفكير الاجتماعي والاهداف المشتركة والحركة الجماعية وتعلم مسالة الانتماء والوفاء والاخلاص والمواطنة والصدق مع الجماعة وتحمل المسؤوليات الجماعية ووعي دور الفرد بالجماعة ووعيه اتجاه نفسه ووعي الحياة عموما وفهم معادلة الحياة بحقيقتها والتعاطي معها بالشكل الصحيح هذا الاعداد لمركبات صناعة الضمير يعتبر عملا ضروريا يجب القيام به قبل البدء في صناعة الضمير ثم ياتي دور البرمجة والتخطيط ووضع الاهداف والمواصفات المطلوبة البرنامج يجب ان يكون متوافقا مع مستوى التاهيل والاعداد الجسدي والعصبي والنفسي وكذلك طريقة الصناعة والانتاج فلا يكون مجديا او صحيحا ان يستعمل انسان يعيش في غابات الامازون برنامجا وطريقة لانسان يعيش في نيويورك وكما قلنا بان البرنامج وطريقة الصناعة يجب ان يكونا نتاجا تطوريا فعليا من واقع الحياة ذاتها والسياق التاريخي والموضوعي الاني والمستقبلي لها ومقومات العيش المتوفرة وطبيعتها وطبيعة العلاقات الانتاجية وطبيعة حركة الواقع ومعادلة الحياة اليومية وعناصر تفاعلها ومنتجاتها واتجاه سيرها وطبيعة الحركة الاجتماعية العامة ونوع المتطلبات الحضارية للانسان والقانون والنظام والدستور اللتي كلها تحكم حياة الانسان في الواقع ذاته والظرف القائم
#سامي_كاب (هاشتاغ)
Ss#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الاسلام منهج عدمي افنائي
-
منها خلقنا واليها سنعود
-
شكرا للانترنت
-
ليبيا ستكون دولة علمانية ديمقراطية حرة
-
عصفورتي بدور
-
الصراع الحضاري والصراع الديني في بلاد العرب والاسلام
-
المراة انسانة من حقها الحياة
-
السبب الحقيقي للارهاب
-
الجنس بين الحب والنكاح
-
معادلة الحياة
-
فوائد التعبير عن الذات
-
الانتقال الى مراحل التطور في الحياة
-
الحب سر البقاء للانسان
-
تحرير جسد المراة
-
مفهوم الحب والغريزة
-
صفات الله ليست كلها حسنى
-
ثقافة التواصل الاجتماعي بين الرجل والمراة
-
فلسفتي بالحياة
-
الحل هو لا اسلام بعد اليوم
-
المسلم افعاله لا تطابق اقواله
المزيد.....
-
ماذا يعني أمر اعتقال نتنياهو وجالانت ومن المخاطبون بالتنفيذ
...
-
أول تعليق من أمريكا على إصدار مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغال
...
-
الحكومة العراقية: إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتق
...
-
العفو الدولية: نتنياهو بات ملاحقا رسميا بعد مذكرة المحكمة ال
...
-
البيت الابيض يعلن رسميا رفضه قرار الجنائية الدولية باعتقال ن
...
-
اعلام غربي: قرار اعتقال نتنياهو وغالانت زلزال عالمي!
-
البيت الأبيض للحرة: نرفض بشكل قاطع أوامر اعتقال نتانياهو وغا
...
-
جوزيب بوريل يعلق على قرار المحكمة الجنائية الدولية بحق نتنيا
...
-
عاجل| الجيش الإسرائيلي يتحدث عن مخاوف جدية من أوامر اعتقال س
...
-
حماس عن مذكرتي اعتقال نتنياهو وغالانت: سابقة تاريخية مهمة
المزيد.....
-
أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال
...
/ موافق محمد
-
بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ
/ علي أسعد وطفة
-
مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية
/ علي أسعد وطفة
-
العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد
/ علي أسعد وطفة
-
الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي
...
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن
...
/ حمه الهمامي
-
تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار
/ زهير الخويلدي
-
منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس
...
/ رامي نصرالله
-
من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط
/ زهير الخويلدي
-
فراعنة فى الدنمارك
/ محيى الدين غريب
المزيد.....
|