أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - حسن العمراوي - الدعاية السياسية في التاريخ المغربي الوسيط : الدعوة الموحدية نوذجا الحلقة 01















المزيد.....


الدعاية السياسية في التاريخ المغربي الوسيط : الدعوة الموحدية نوذجا الحلقة 01


حسن العمراوي

الحوار المتمدن-العدد: 3491 - 2011 / 9 / 19 - 03:57
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


الدعاية السياسية في التاريخ السياسي المغربي الوسيط : الدعوة الموحدية نموذجا
الحلقة 01
# إن أي دعوة لم تتبنى مطالب الجماهير فمصيرها الفشل لا محالة , ومن ناحية أخرىلا جدوى على الإطلاق في اي دعوة مهما كان نبل اهدافهاإن لم تستندعلى الجماهير المناصرة لها # محمود اسماعيل الحركات السرية في الاسلام.ص61

سنحاول من خلال هذه المقالة التاريخية ان نستكشف الآليات السياسية والوسائل التي اعتمدها العقل السياسي المغربي خلال العصر الوسيط للدعاية السياسية اثناء قيام الحركات الثورية وظهور الدول وسقوطها وذلك لفهم هذا العقل وأشكال إشتغاله تاريخيا, وسوف اعتمد نموذج الدعوة الموحدية خلال القرن السادس الهجري /12 ميلادي وذلك لما فرضته وما تزال من جدال سياسي وفكري وفقهي على الباحثين من تخصصات مختلفة ثم للحنكة السياسية التي تميز بها منظرها المهدي بن تومرت.
من المناسب بادئ ذي بدء ان اعرف الدعاية السياسية’ بالرغم من انه من الصعب منهجيا ومعرفيا التأصيل التاريخي للمصطلح ورصدتطوره عبر الزمن قبل ان يصبح علما قائما بذاته له قواعده ومفاهيمه ومناهجه لكن أقول وكتعريف اجرائي بسيط ان الدعاية السياسية هي ذلك المنفاخ الذي يستعمله الحداد ليبقى جمره ملتهبا ؟؟؟ انها مجموعة من الشعارات والوسائل والاساليب.... التي تعتمدها كل الحركات السياسية للدعاية قصد تمرير افكارها او كسب مشروعيتها او مهاجمة خصومها او هدم وعي سياسي قديم وتاسيس وعي جديد... افكيف استطاع زعيم الدعوة الموحدية من مواجهة خصومه السياسيين؟؟؟ وكيف عمل على كسب قاعدة جماهيرية لثورته للا طاحة بالحكم المرابطي ؟؟؟؟ وكيف صنع كارزميته ليتحول من راع بسيط في قبائل هرغة المصمودة الى زعيم ملهم قائد للغرب الاسلامي خلال القرن 6 الهجري / 12 الميلادي , تلك أسئلة وغيرها سنحاول النبش فيها ومحاولة الإجابة عنهاحسب ما توفر لنا من مادة تاريخية.
لا تقدم لنا المصادر التاريخية رغم كثرتها معلومات ضافية عن شخصية محمد بن تومرت قبل رحيله الى المشرق اللهم إشارات قليلة ومتناثرة هنا وهناك لا تسمح لنا بتكوين صورة تاريخية دقيقة عنه حيث تجمع على انه كان يلقب باسفو - بالامازيغية -او الشعلةبين اقرانه وكان مواظبا على طلب العلم, الا ان شخصية بن تومرت ستفرض نفسها على المؤرخين إثناء عودته من المشرق و هو حاملا لمشروع سياسي كبير وهذا ما جعل احد الباحثين- أحمد المحمودي :- ندوة ادب الرحلة كلية الاداب مكناس 1993- يعتبر ان رحلته الى المشرق كانت رحلة سياسية أكثر منها فكرية/ فقهية-
بعد رحلة طويلة وشاقة دامت حوالي 14 سنة رجع ابن تومرت الى موطنه الاصلي وهو محملا بعلم كبير سوف يوظفه لخدمة مشروعه السياسي الطموح’ وفي ذلك يقول أبن خدلون #وانطوى هذا الإمام راجع الى المغرب بحرا متفجرا من العلم وشهابا واريا من الدين#
1/الرحلة الى المشرق ومحاولة البحث عن وضع اعتباري او رأسمالي رمزي لمجابهة المشروع المرابطي :

كثيرة هي الدراسات التي شككت في الرحلة التمرتية الى المشرق وما ميزها من طابع اسطوري احيانا , لكن ما يهمنا هنا هو كيف وظفها ابن تومرت في دعايته الساسية , يخبرنا ابن القطان في كتابه نظم الجمان ص 74 ان اعيان قبلية هرغة المصمودية التي ينتسب اليها ابن تومرت هم الذين طلبوا منه السفر الى المشرقهدف استكمال تكوينه الديني لمجابهة الخصم المرابطي’ وهكذا تشير المصادر التاريخية ان الرحلةالدينية / السياسية مكنته من التكوين على يد كبار فطاحلة العلم انذاك وعلى رأسهم االغزالي والذي دعا له بان تكون نهاية الدولة المرابطية على يده كعقاب إلاهي على احراق المرابطين لكتابه #احياء علوم الدين # وبدون نقاش عقيم حول صحة اللقاء من عدمه حيث تتضارب روايات المؤرخين في هذا الصدد الا ان ما يهمنا هو كيف وظف زعيم الدعوة الموحدية ذلك في دعايته السياسية ضد خصمه اللدود, فالمشرق ظل في المتخيل الشعبي عبر التاريخ الوسيط محط الهام حيث الخلافة الاسلامية والمراكز العلمية وكبار المشاييخ.. والحواضر الاسلامية الكبرى.... وهي كلها عناوين كبرى كان يبحث عنها الزعيم الموحدي لايجاد موقع له وسط الخريطية السياسية المغربية انذاك حيث سوف يحاول شرعنه مناهضتة للمشروع المرابطي من خلال الوضع الاعتباري الجديد له كفقيه كبير تلقى العلم على اكبر المشاييخ في المشرق الاسلامي واطلع على الجفر وما يتيحه له ذلك من معرفة الكثير من الغيبيات؟؟؟

- العودة الى المغرب ومحاولة تعقيد المشروع السياسي :عبر رفع شعار الامر بالمعروف والنهي عن المنكر
يمكن الجزم ان مختلف الحركات السياسية الوسيطية رفعت هذا الشعر - الامر بالمعروف والنهي عن المنكر في بداية دعوتها لمناهضة السلطة القائمة ,الى درجة ان الاستاذ عبد المجيد النجار يرى انها القاعدة التي ارتكزت عليها الدول الوسيطية بالمغرب أثناء قيامها, فالامر بالمعروف والنهي عن المنكر هذا الشعار الديني في ظاهره والسياسي في مضمونه وظف احس توظيف للكشف عن عيوب السلطة القائمة واستقطاب الجماهير وطرح بديل لها للتجاوز مادامت غير قادرة علىاحقاق الحق واقامة الشرع ؟؟ وهكذا وبعد
عودته من رحلته العلمية / السياسية حاول الزعيم الموحدي تقعيد مشروعه السياسي باعتبار الممارسة معيار الحقيقة والواقع هو المحك الحقيقي لاي تجربة نظرية, حيث تخبرنا مختلف المصادر التاريخية ان ابن تومرت نصب نفسه منذ طريق عودته من المشرق كفقيه كبير يامر بالمعروف وينهى عن المنكر في كل مكان حل به , وبعد وصوله لمراكش اعترض موكب اخت الامير المرابطي علي بن يوسف وصفعها وأسقطها من ظهر دابتها بدعوى عدم ستر وجهها ؟؟ حسب شهادة النويري في كتابه نهاية الأرب في فنون الادب ص397 كما رفض تأدية التحية للامير في المسجد وانكر عليه تعطيل ركن الامر بالمعروف والنهي عن المنكر.؟؟؟؟؟
وقد كان ابن تومرت يعرف جيدا ان الدولة المرابطية تعيش ازمة هيكلية عميقة خاصة في عهد الامير علي بن يوسف الذي ظهرت في بلاده مناكر كثيرة وتم اهمال امور الرعية غاية الاهمال على حد تعبير عبد الواحد المراكشي في كتابه المعجب ص 261
الا ان نسف مشروعية الدولة لن تتم له الا عبر نسف نسقها الايديولوجي/ الفقهي عبر شن حملة دعائية ضدها فاتهم المرابطين بالكفر والتجسيم ونعتهم بالحشم والزراجنة - طير لونه ابيض وصدره أسود- وذلك لكسب مشروعية الثورة ضددهم, وما دام ان الدولة المرابطية تقوم على المذهب المالكي ومادام ان الفقهاء هم الساعد الايديولوجي الايمن لها فقد حاول الزعيم الموحدي اقصائهم وا ظهار عقمهم الفكري عبر المناظرات العلمية التي عقدها في كل مكان نزل به حيث وجدهم على حد تعبير عبد الواحد المراكشي في المعجب ص 270 #قوماصياما من من جميع العلوم النظرية خلا علم الفروع # فأفحمهم بمناضراته وسجاله الكلامي وكشف عن عجزهم الفقهي وعدم قدرته على مواكبة التحولات , مما جعله يكسب الكثير من الانصار والمريدين ويسطع نجمه في الاوساط الشعبية # فلا يراه احد الا هابه وعظم أمره# عبد الواحد المراكشي م س ص269 الى درجة ان احد الفقهاء المرابطين ---مالك بن وهيب- امر السلطان المرابطي علي بن يوسف بقتله وحذر من الخطر الذي يمكن ان يشكله على كيان الدولة في حالة تركه طليقا نفس المرجع ص270.
يتبع
الحلقة الموالية سوف نحاول من خلالها متابعة مسار الدعوة التمرتية ومختلف الشعارات التي رفعها زعيمها للاستقطاب السياسي والدعاية ضدخصمه المرابطي والتفاف الناس حوله
لتشكيل قاعدة للثورة.



#حسن_العمراوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماهي الدولة الديمقراطية ....؟؟؟؟؟
- في الحاجة على مراكز الإنصات والتوجيه والوساطة المدرسية بالمؤ ...
- التحضير للمؤتمر الثالث للإشتراكي الموحد مشروع ارضيات ج2
- الإشتراكي الموحد التحضير للمؤتمر الثالث مشروع ارضيات ج3
- الإشتراكي الموحد التحضير للمؤتمر الثالث مشروع ارضية ج4
- الإشتراكي الموحد : التحضير للمؤتمر الثالث مشاريع أرضيات 1
- الإشتراكي الموحد الإستعداد للمؤتمر الثالث مشروع ارضية ج5
- دفاعا عن الممانعة... دفاعا عن الجمعية المغربية لحقوق الإنسان
- أي مستقبل للعمل التطوعي في ظل العولمة؟؟؟؟
- وثيقة مرجعية للحزب الإشتراكي الموحد حول الإصلاحات الدستورية
- في التعريف بتيار الخيار اليساري الديمقراطي القاعدي
- هل يحق للسياسي في السياق المغربي أن يتكلم اصالة عن نفسه ونيا ...
- الموارد الطبيعية بالمغرب : اي مستقبل ينتظرها؟؟؟؟؟؟
- من أجل مواجهة ثقافة النسيان : مقاومة ايت عطا للاحتلال الفرنس ...
- هل تستخلص الامبريالية الامريكية العبرة من درس الحرب العالمية ...
- من اجل مواجهة ثقافة النسيان : محمد بنعيسى ايت الجيد نموذجا ( ...
- معلمة تاريخية مهددة بالسقوط : فهل من مرمم؟؟؟؟؟؟


المزيد.....




- القبض على -سفاح صيدنايا- ومقتل شجاع العلي في سوريا
- زيارة مثيرة للجدل: رئيس المخابرات العراقية يلتقي أحمد الشرع ...
- ماذا نعرف عن تعيينات الحكومة الانتقالية السورية الجديدة؟
- حقائب مهجورة وزجاج على الأرض.. هكذا بدا مطار صنعاء الدولي بع ...
- بولندا تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي والتركيز على ا ...
- الدرك المغربي يداهم قرية ويحرر 19 شخصا كانوا محتجزين في ظروف ...
- شولتس يعلن اتفاقه مع ترامب على تنسيق المواقف بشأن النزاع في ...
- ريابكوف: موسكو ترى مؤشرات على انطلاق سباق تسلح جديد بالفعل
- الحوثيون يقصفون مجددا مطار بن غوريون
- أوروبا 2024.. هزيمة استراتيجية التصعيد


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - حسن العمراوي - الدعاية السياسية في التاريخ المغربي الوسيط : الدعوة الموحدية نوذجا الحلقة 01