|
طباعة القرآن والمحافظة على البيئة
جهاد علاونه
الحوار المتمدن-العدد: 3490 - 2011 / 9 / 18 - 20:24
المحور:
الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر
قررتُ أن أجد لنفسي داخل البيت وظيفة لم يسبقنِ إليها أحد وهي وظيفة(صديق للبيئة) لذلك قررت أن أكون صديقا للبيئة وبعثت للبيئة بطلب الصداقة فوافقت البيئة على طلب الصداقة وأول شيء فعلته هو منع دخول أكياس النايلون البلاستيكية إلى بيتي..وهل تعلموا بأن صناعة كيس النايلون يستغرق ثانية واحدة أما تحلله ورجوعه إلى أصله يستغرق آلف سنة على أقل احتمال واريد بذلك أنا لا أقبل بأن أحمل أكياس النايلون إلى بيتي...وقررتُ منع دخول القرآن إلى بيتي إلا الكترونيا(أستغفر الله) حتى لو كان مجانا لأنني أستطيع قراءته على شاشة الكمبيوتر بقراءاته السبع أو العشر فلماذا إذن أتعبُ نفسي وأُتعب المطابع في طباعته, وصدقوني يا جماعة الخير أن قراءته على ألنت أو الكمبيوتر أسهل وأفضل من قراءته كنسخة ورقية وذلك من حيث المعنى واللغة والتفسير.
وكلما أدخل مأتما أو بيتَ عزاءٍ أجد في أغلبيته أناساً يقومون بتوزيع القرآن بعشرات وبمئات النُسخ عن روح المرحوم والمُتوفى بمختلف الأشكال والأحجام والأوزان والعرض والطول والسماكة بين ورق يلمع وورق ثقيل وبنفس الوقت لا تعود مخرجاته بالنفع على عموم الناس إذا ما قسنا ذلك بعدد التجاوزات على أخلاق روح العصر الذي نحن به أو خلافا لِما ينشده الموزع آملا من أن يؤثر القرآن على حركة سير المجتمع وبالذات على الأفراد والجماعات ,وأغلب الكذابين هم من أصحاب اللحى الذين يقومون بتوزيع الكتب السلفية التي لا يقتنع فيها أحد بناء أو قياسا على حجم المحكومين بالجنح الجنائية والأخلاقية بين نصب واحتيال ,وأغلب أولئك من المسلمين إذا اعتبرنا أن الموضوع مقارنةً بكبرى الديانات التي يمارسها البشر على وجه الكرة الأرضية وهنالك ملحوظة أخرى وهي أن المحكومين أغلبهم محكومون بسبب ما يمارسه الدين من ضغط على المجتمع والناس , وأنا شخصيا دخلتُ ذات مرة مطبعة القرآن في المدينة المنورة وشاهدت حجمها وحجم الشاحنات التي تنقل نسخا بالآلاف لا وبل بالملايين لتوزيعها بشكل مجاني على حساب (طويل العمر )كثر الله خيره ..
ويقوم سنويا (أهل الخير) بتوزيع القرآن مجانا على حسابهم أو شراءه من السعودية ومن المكتبات الخاصة ولا يوجد منزل إلا وبه من أربع إلى خمس نسخ مختلفات الأحجام وتخيلوا معي كم هي عدد النُسخ المنتشرة في العالم وفي داخل المنازل ولنتخيل جميعنا مليار ونصف مسلمٍ في العالم في منزل كل واحدٍ منهم أكثر من أربع نسخ من القرآن مع معلومة خطيرة وهي أن في كل منزل من منازل المسلمين لا بد وأن تجد به مريضا يعاني من الفصام أو الاكتئاب أو ضغوطات الحياة وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن القرآن لم يغير حياة الناس بل على العكس ما زالت الجرائم والقضايا تزداد يوما بعد يوم وما زالت البيوت الإسلامية تُخرج سنويا إما سجينا وإما مريضا نفسيا مع وجود أكثر من 45 محطة إذاعية فضائية كلها تتحدث عن الدين دعوةً وإرشاداً, ولنقارن عدد المسلمين في العالم مع عدد النُسخ ولنعيد وزن النُسخ سنجد بأننا نحرق الأشجار والغابات من أجل كتاب واحد لا يعود بالنفع على المواطن بل على العكس الفساد ينتشر والثورات تجتاح معظم العواصم والمدن العربية المطالبون بالإصلاح, وأكثر الدوائر الحكومية بل أغلبها جميعا يوجد في داخلها مسجد أو مسجدين للصلاة بحيث يترك الموظف المراجعين أمام مكتبه ريثما ينهي صلاة الظهر أو العصر وبنفس الوقت الفساد الحكومي منتشر على يد المصلين والسرقات بالمئات وبالألوف وبالملايين هذا عدى الكذب والبلطجة والزعرنه عند كبار الموظفين.. ولنضرب عدد ما يقرؤونه من آيات أثناء الصلاة بعدد الأوقات التي يصلونها سنجد بأننا أكبر شعب في العالم يمارس النفاق وهذا الرقم في عدد المسلمين في العالم الذين يملكون ملايين النسخ فكم ستكون النتيجة حين نعرف ونتأكد بأن كل تلك النسخ عبارة عن أشجار اقتلعناها بحجم غابة تبلغ مساحتها مساحة نيويورك أو واشنطون أو القاهرة أو الجزائر وبحلول عام 2050ميلادي من المحتمل أن لا تبقى أي غابة أشجار نصنع منها الأشياء الضرورية أو لمدنا بالأكسجين, وهذا التصرف يسيء إلى سمعتنا ويجعلنا نتأكد بأننا فعلا أعداء للبيئة وذلك ليس كرها في القرآن ولكن لأن كل الناس تمتلك منه أربع وخمس نسخ وبنفس الوقت لا يؤثر على أخلاقيات الناس والدليل هو أن أكثر المحكومين في العالم بقضايا مخلة بالشرف وبالذات في داخل الولايات المتحدة الأمريكية هم المسلمون في الدرجة الأولى من حيث الديانات أي أن البوذيين تواجدهم في السجون أقل من المسلمين وكذلك السيخ وعبدة الشياطين وعبدة الفرج وعبدة القرود السود وعبدة الاتجاهات الفلسفية المتعددة ولو أجرينا استطلاعا حقيقيا سنجد أن أصحاب اللحى الطويلة هم أكثر أناس مكروهين في المجتمع الإسلامي وليس من السهل الوثوق بهم والناس شعارهم (فيش حدى ألعن من الشيوخ)... وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أننا فقط نساهم في قلع الأشجار وحرق الغابات ولا نساهم في تغيير أنفسنا من الداخل وذلك أيضاً حين ننظر إلى النصابين والمحتالين لنجد أغلبيتهم من الذين يحملون في جيوبهم نسخة من القرآن صغيرة الحجم وفي بيوتهم خمسة نسخ تزن جميعها ما يقرب من 4 كيلو غرام من الورق إلى خمس كيلوات ولنضرب هذا الرقم في مليار ونصف المليار, علما أن بإستطاعت المسلم أن يُحمل القرآن الكترونيا لكي لا يؤثر على البيئة ...وعلى المنظمات البيئية العالمية اليوم أن تراقب تجارة الورق وبيعها للمسلمين ليُطبع عليها القرآن دون أن تعود مخرجات حفظه وتعلمه بالخير على عموم المواطنين والكتب الأكثر مبيعا في العالم يجب على الدولة أن تفرض عليها رسوما إضافية نظرا لأنها أساءت عن عمد إلى البيئة وهذه الكتب التي في مكتبتي تساوي شجرة كبيرة قطعها تجار الورق وصنعوا لي منها ولك ولكل الكتاب أوراقا لنكتب عليها أو لنمارس عليها جريمة قطع الأشجار وتوسيخ البيئة واستنفاد الأكسجين,و من جراء حبي للكتب طوال العمر كان وما زال فعلا جريمة يعاقب عليها القانون, ولو قلنا بأن فلان من الناس اخذ فأسه واحتطب شجرة كبيرة ليستدفئ منها شتاء حين يحرقها أفلا تكون أنانية؟!وأنا مثل الذي يستدفئ على الخشب أو ينام على سرير مصنوعاً من الخشب وشعرتُ بأنني أُمارس جريمة يعاقب عليها القانون والحل أن نوقف توزيع القرآن بملايين النسخ والصحف الورقية والكتب الورقية, لنصبح أصدقاء للبيئة وخصوصا منع تداول الأكياس البلاستيكية وذلك حفاظا على البيئة وأن تكون المنشورات كلها إلكترونية بما فيها القرآن.
وبكل أنانيةٍ وحباً للذات فعلت في الليل كلُ ما يفعله أي رجل ولكن لم أشعر بالسعادة كالتي يشعرُ فيها الرجال بعد أن يفعلوا فعلتهم أو جريمتهم,ونهضت من نومي كما ينهض كل الرجال ولكن بقيت في البيت أعاني سكرات الألم لأنني لا أملك لا عملا خاصا أعملُ به ولا وظيفة حكومية أذهبُ إليها فلذلك. فدخلت غرفة أمي ثم خرجت منها بعد عشر دقائق إلى غرفة نوم الأطفال دون أن أشعر بالسعادة وجلستُ إلى جانبهم وتمنيت لو أنني ما زلتُ طفلا صغيرا تمشط أمي لي شعري وتغسل لي وجهي وتلبسني حذائي وتُطبطبُ بيدها على صدري إذا أردت أن أنام ومع كل ذلك لم أشعر بالسعادة علماً أنني أصبحت صديقا للبيئة منذ ساعتين أو ثلاث ساعات لقد كنتُ طوال الوقت أنتقلُ من غرفة إلى غرفة لاعتقادي بأنني هنا سأكون سعيدا أو هناك في الغرفة المجاورة فمرة أعود إلى سريري ألإنفرادي الذي لا ينام فيه أحد غيري ولا يشاركني فيه لا إنسية ولا جنيةٌ ومرة أذهب إلى غرفة الضيوف فأجلس فيها معتبرا نفسي ضيفا على نفسي علما أنني لم أشعر بالسعادة داخل منزلي , وحين قفلتُ عائدا إلى سريري شعرتُ كأنني في زنزانة متنقلة مصنوعة من الخشب ثم شعرتُ بأنني رجل أناني يحب نفسه كثيرا أكثر من حبه للبيئة لقد شعرتُ بأنني ظالم ساهمت في قلع الأشجار التي صنعوا لي منها سريرا أنام عليه فنزلتُ من على السرير كما ينزل أي خطيب سياسي عن منبره ونمت على الأرض لكي أقنع نفسي بأنني لست عدوا للبيئة وبأنني سعيد في حياتي واتهمت كل إنسان ينام على سرير من الخشب بأنه عدو للبيئة وللإنسانية واستغربت كثيرا كيف يشعر الرجال بالسعادة حين يفعلون ما يفعلونه ليلا أو نهارا!! وكيف أنا لم أشعر في السعادة!!وكيف ببعض الناس تنام على الأسرّة المصنوعة من الخشب وينهضون من نومهم سعداء دون أن يشعروا بأنهم ساهموا في قطع الأشجار التي تمدنا بالأوكسجين؟؟, ثم صحوتُ من نومي ووقفت أمام المرآة بعد الاستحمام بالماء البارد وهذه أول مرة لي في حياتي أستحمُ فيها بالماء البارد كانت القشعريرة قوية ثم ارتجت كل عظامي من برودة الماء وخرجتُ من الحمام كما دخلته لم يتغير على وجهي أي شيء لأن الأفكار ما زالت هي الأفكار معششة في مخي والشكوك والظنون تخرج من عيوني ومن تحت أكمام قميصي وتكاد الظنون والشكوك أن تقتلني ولأول مرة في حياتي أشعر فيها بأن دخول الحمام مثل الخروج منه وذلك بعكس الناس وبعكس المثل القائل (دخول الحمام مش مثل الخروج منه) فأنا لوحدي كسرت القاعدة ودخلت الحمام وخرجتُ منه كأنني لم أفعل أي شيء, ولم أكن سعيدا في الاستحمام وشعرتُ بأنني ساهمت في نقص مردود المياه والجفاف في العالم ومن ثم بكيت بدمعة خفيفة وتأسفتُ جدا على الماء الذي هدرته على الأرض ظنا مني بأنني سأكون سعيدا حين أهدر 20 لترا من الماء البارد على جسدي وهذه بحد ذاتها أنانية كبيرة ومفرطة لأن بعض الناس يتمنون لترا من الماء ليشربونه وأنا بكل وقاحة أهدر عشرين لترا على ألفاضي وهذا الإحساس جعلني أشعرُ بأنني لست سعيدا وبأنني حقيقة أستحق العقاب على تخريب البيئة والاعتداء على المياه التي هي أصلا من حق الأجيال القادمة,وخرجتُ من الحمام والسواد الذي يغطي وجهي ولوني منذ سنة تقريبا ما زال كما هو وما زال وجهي كأنه أسود اللون من شدة الغضب والحزن على مصيري ومصير أمة نبكي عليها جميعا وهي على قيد الحياة, ثم جلست أمام الحاسوب وفعلت كما يفعل أي مثقف كتبتُ بعض الرسائل أو بعض الردود على الرسائل التي تصلني على الياهو و(مكتوب) ولكن لم أشعر بالسعادة أبدا وكان شعوري وإحساسي بأنني أسرفت طاقة كهربائية زائدة في الوقت الذي تسعى به الأمم الراقية إلى توفير الطاقة نظرا لأن الطاقة ومصادر المياه والبترول من حق الجميع.
#جهاد_علاونه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
سائق فرشة
-
إلى الدكتورة وفاء سلطان
-
المدينة الفاضلة
-
لكي لا ننسى
-
خيانة زوجية أم زواج بالسر!
-
كلب متشرد وكلب بوليسي
-
اقرأ واستمتع
-
كلمات عربية أصلها رومانية ولاتينية
-
نظام الشورى الاسلامي
-
آخر الصرعات الفلسفية
-
أول 500 جامعة في العالم
-
ضاع الأمل
-
ليس ذنبي
-
تحيه كاريوكا
-
ايحاء الكلمة
-
مهارات لغوية
-
مي زياده2
-
مي زياده 1
-
حبر على ورق وكلام أفلام ومسلسلات
-
الاسلام والأمراض العقلية
المزيد.....
-
السودان يكشف عن شرطين أساسيين لبدء عملية التصالح مع الإمارات
...
-
علماء: الكوكب TRAPPIST-1b يشبه تيتان أكثر من عطارد
-
ماذا سيحصل للأرض إذا تغير شكل نواتها؟
-
مصادر مثالية للبروتين النباتي
-
هل تحميك مهنتك من ألزهايمر؟.. دراسة تفند دور بعض المهن في ذل
...
-
الولايات المتحدة لا تفهم كيف سرقت كييف صواريخ جافلين
-
سوريا وغاز قطر
-
الولايات المتحدة.. المجمع الانتخابي يمنح ترامب 312 صوتا والع
...
-
مسؤول أمريكي: مئات القتلى والجرحى من الجنود الكوريين شمال رو
...
-
مجلس الأمن يصدر بيانا بالإجماع بشأن سوريا
المزيد.....
-
-;-وقود الهيدروجين: لا تساعدك مجموعة تعزيز وقود الهيدر
...
/ هيثم الفقى
-
la cigogne blanche de la ville des marguerites
/ جدو جبريل
-
قبل فوات الأوان - النداء الأخير قبل دخول الكارثة البيئية الك
...
/ مصعب قاسم عزاوي
-
نحن والطاقة النووية - 1
/ محمد منير مجاهد
-
ظاهرةالاحتباس الحراري و-الحق في الماء
/ حسن العمراوي
-
التغيرات المناخية العالمية وتأثيراتها على السكان في مصر
/ خالد السيد حسن
-
انذار بالكارثة ما العمل في مواجهة التدمير الارادي لوحدة الان
...
/ عبد السلام أديب
-
الجغرافية العامة لمصر
/ محمد عادل زكى
-
تقييم عقود التراخيص ومدى تأثيرها على المجتمعات المحلية
/ حمزة الجواهري
-
الملامح المميزة لمشاكل البيئة في عالمنا المعاصر مع نظرة على
...
/ هاشم نعمة
المزيد.....
|