أزمة البنك -الوطني- و-بيت التمويل- وفضيحة المشتقات المالية

خالد المطيري

الحوار المتمدن-العدد: 3490 - 2011 / 9 / 18 - 12:44
المحور: المجتمع المدني
    

لا يختلف اثنان في الكويت على أن الاقتصاد الكويتي يمر بأسوأ فتراته رغم ملاءته المالية وقدرته على التصدي للأزمة العالمية ونعني هنا بأسوأ فتراته ما نشهده من فضائح متوالية تهز عرش اقتصادنا الوطني فمن فضيحة فيصل العيار الذي أفلس الخطوط الوطنية للطيران وضيع حقوق موظفيها وتبرأ منها ذاهبا للمنافسة وكأن شيئا لم يحدث على الخطوط الجوية الكويتية ليفلسها هي الأخرى إلى فضيحة البنك الوطني وبيت التمويل والتعامل بالمشتقات المالية للمودعين دون علمهم .
وهنا المسألة تحتاج لتدقيق فالبنكان الوطني و"بيتك" رغم أنهما نفيا تعاملها بالمشتقات ومجازفتهما بأموال المودعين إلا ان التهمة لازالت لاصقة بهما خصوصا وأن جريدة السياسة التي نشرت خبر المشتقات قالت أن لديها من الاثباتات والأدلة ما جعلها تنشر هذا الخبر وهي متيقنة منه كل التقين .

الأمر الأخر أن المصرفيين والماليين والخبراء المختصين بالشؤون الاقتصادية قالوا ربما جاءت فضيحة الايداعات المليونية التي سمع بها الكل قبل مدة في الكويت والتي اتهم فيها عدد من النواب بأخذ الرشوة نتيجة خوف البنكين من فضيحة المشتقات وعليه اراد البنكان أن يغطيان على فضيحة المشتقات بتحويل الايداعات المليونية للنيابة .

وهناك سؤال ملح يطرح نفسه بخصوص الايداعات المليونية : لماذا الآن؟ أيعقل أنه لم تكن هناك ايداعات مليونية في المجالس النيابية السابقة ؟ وسؤال أخر : لماذا تأخر البنكان في تحويل هذه الايداعات للنيابة اصلا وتعليمات المركزي واضحة بأن يعرف مصدر كل ما يزيد عن 3 آلاف دينار تودع في البنوك والبحث عن المصدر فكيف بملايين توضع في حسابات ولا يكشف عنها إلا عن طريق جريدة القبس ومن ثم تقوم البنوك بخطوة التحويل للنيابة ؟ أليس في الأمر ما يثير الريبة تجاه البنك الوطني وبيت التمويل .. بلى أن وراء الأكمة ما ورائها .

الغريب أن نسمع بعض الاصوات الشاذة تتهم أطرافا أخرى في النزاع لا تمت للموضوع بصلة محاولة صرف الانتباه عن القضية الاساسية (فضيحة المشتقات والايداعات المليونية) فهناك من يتهم الحكومة وهناك من يتهم بعض اطراف الاسرة الحاكمة وهناك من يتهم بعض التجار وأنها عملية تكسير عظم بين غرفة التجارة وملاك جريدة القبس أو بين ملاك القبس وبين من يقفون خلف الايداعات المليونية .

وهناك في العالم العنكبوتي على "تويتر" من يتهم بعض رجال الأعمال بالوقوف خلف هذه القضية مثل اتهامهم لأحد اباطرة الاقتصاد الكويتي الحاج (محمود حيدر) لمجرد أن احد وسيلته الاعلامية "الدار" قد نشرت الخبر .. وهذه في الحقيقة تهمة باطلة فكل الوسائل الاعلامية نشرت الخبر وكل المواقع والمنتديات تغنت به فلماذا التركيز على محمود حيدر تحديدا هي لعبة وحرب تلعبها اطراف قذرة تحاول دائما الزج برجال الكويت الشرفاء في المعمة لتشويه سمعتهم وصورتهم النزيهة والجميلة والحقيقة كنت قد كتبت عن خطورة اقحام الطائفية في المواضيع الاقتصادية وحذرت مرارا من هذه الخطوة ولكن لا حياة لمن تنادي .

هل يتصور هؤلاء الصغار ماذا سيحدث في الاقتصاد إن غضب محمود حيدر مثلا وقام بسحب رؤوس امواله من السوق واستثمرها بالخارج ؟ ألم يفكر هؤلاء الاقزام أن آلاف الأسر تعيش من شركات وعقارات ومؤسسات محمود حيدر ؟ ألم يفكروا أن الأعمال الخيرة والانسانية التي يقوم بها من أجلهم قد تتوقف وهو الذي لم يقصر في خدمة مجتمعه على الاطلاق ومعروف بالايادي البيضاء وبكرمه السخي جدا ولا يفرق بين سني وشيعي .

دائما اشدد على ابعاد الطائفية عن الشؤون الاقتصادية وعدم الهجوم على شخص بقامة محمود حيدر لمجرد انه يخالفنا المذهب دون سند او دليل قانوني عليه أو حتى اثبات أنه قام بمخالفة واحدة فالرجل سمعته أشد بياضا من السحاب وعليه أقول للساعين للفتنة ولخراب ودمار اقتصادنا الوطني ( لا يضير السحاب نباح الكلاب) ولكل امرئ ما نوى .

اقتصادنا يمر بأزمات خطيرة والأزمة الاخيرة ازمة المشتقات ستجعل من سمعة مؤسساتنا المصرفية والمالية على المحك وثقة العملاء بالبنوك ستهتز وسرية المعلومات كذلك لن تكون حقيقية بعد كل ما شهدناه وسمعناه فالرجاء كل الرجاء الابتعاد عن التصيد في الماء العكر ولنجعل القانون يأخذ مجراه .

#خالد_المطيري (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات