|
بل الوقوف على ارض الواقع يا رفيق هادي
باسل سليم
الحوار المتمدن-العدد: 1038 - 2004 / 12 / 5 - 08:56
المحور:
في نقد الشيوعية واليسار واحزابها
"لو اقتضت مصالح الناس أن يقولوا عن المربع مستطيل لفعلوا ذلك " لينين -في الحرب صوت المدافع أعلى من صوت الحقيقة-
قلت في بداية مقالتي عن أزمة الحزب الشيوعي العراقي ( ما زلت اعتقد انها ازمة وهو امر يخاف بعض الرفاق من مجرد التفكير فيه ) أن لي اسبابي الشخصية التي تدعوني لمحاولة البحث في الحرب على العراق وموقف الحزب الشيوعي تحديدا .. فأنا شخصيا من الذين فرحوا بزوال صدام حسين من الحكم في نفس الوقت الذي لم استطع ان اتقبل فكرة الاحتلال مثلي مثل الكثير من الناس والشيوعيين . ليس حبا في نظام البعث، فأنا لم اتلق أي من عطاياه كي أختصر الطريق على تخيلات الرفيق ( ابلغ من العمر 30 عاما واعتاش من عملي لا كتابتي ) ولا كرها للعراقيين ( فقد عملت مع اللاجئين العراقيين في الاردن كاخصائي نفسي واجتماعي واعرف عذاباتهم ) فهم لم يكن لهم دور في هذه الحرب سوى انهم ضحايا المطرقة والسندان ، النظام من جهة والاحتلال من جهة أخرى حيث الاحتلال هو المطرقة التي بحثت عن أي سندان كي تعزز مصالحها . .
كما لا أنكر أن ما تفضل به الرفيق فيه اجابة على بعض الاسئلة التي سألتها واشكره على التفضل علي بالاجابة على اسئلة ارى انها محورية لم يجب عنها الرفاق لا في جريدة الطريق ولا في أي مكان آخر ربما لأن الرفاق" الشيوعيين العراقيين لديهم مهمات نضالية ، أنبل من مهمة ألإنشغال بالرد على بعض الكتابات الحاقدة" فأنا قد اوضحت في مقالتي أنني لا اعرف الاجابات كافة كما انني اسعى للحوار لا للشتيمة والطعن والتخوين ..
وهو ما لم يبخل به علي الرفيق مشكورا ، الا انه لم يبخل علي أيضا بما اعتدنا عليه في اغلب حواراتنا من الضرب تحت الحزام حيث يقول في احدى الفقرات :" وإنما عرفت أيضاً أن أكثر مساطر أليساريين والقوميين العرب لاتنفع لولوجها" فهو يضمن أن ما قلته سابقا ليس الا مسطرة لا تنفع لولوجها وهي عبارة لم تساعدني عربيتي على فهمها . ربما لانه واثق من أن مساطر العراقيين تنفع لولوجها اما مساطر العرب فلا . !!!
وهو يضيف شارحا اسباب قصوري عن الفهم قائلا " فلربما لم يطلّع كثيراً على ملابسات القضية العراقية ، أوتناساها ، سهواً ، أو لربما (لخبطت دماغه) الفضائيات العربية المقاومة لتطلعات الشعب العراقي ، فهي التي باتت تصوغ تصورات المواطن العربي في أيامنا هذه". وهو يجزم هنا أن الفضائيات العربية كافة مقاومة لتطلعات الشعب العراقي واشكر الله انه لم يقترح علي أي القنوات استطيع مشاهدتها كي تخبرني الحقيقة (ربما يقترح قناة الحرة ) ، واقول للرفيق أن اطلاعي على ما يسميه " ملابسات القضية العراقية" هو من خلال جريدة الحزب الشيوعي العراقي وادبيات الاحزاب الاخرى كما انني اطلع على جميع التقارير الاخبارية الغربية تحديدا وخاصة البي بي سي فلا تخف يا رفيق، وانا اعرف ايضا اين تقودني بوصلتي .
ولجهله بخلفيتي لم يقترح انني من اعوان النظام البائد مثلما لم اتهم الحزب الشيوعي العراقي بالعمالة، لكن عن علم . ويضيف " فضحايا النظام الساقط أكثر من مجموع ضحايا كل الأنظمة العربية الإستبدادية والأقل إستبدادية ، مضافاً إليها كل ضحايا الصهيونية " وكأن الضحايا يمكن ان يكونوا ارقام للمباهاة بهم وتعدادهم واستخدامهم لتبرير المواقف السياسية وهو أمر لا اجده الا منسجما مع انظمة القمع كافة وخصوصا نظام البعث وانت ادرى مني بذلك .
كما أن الرفيق يحاول النيل من كل ما قلته من خلال القول "وكيف لشخص يدعي أنه شيوعي ـ ولا أشك بذلك" وهو تشكيك ذكي ، واقول للرفيق انا لا ادعي انني شيوعي بل أحاول ان اكون كذلك لأيماني أن كون المرء شيوعيا يتطلب الكثير من التضحيات بدءا من التضحية بالتعنت وادعاء الحقيقة . ثم يتهمني بانني اتباكي على آثار العراق دون الانسان العراقي وهو أمر غير صحيح فقد ضربت الامر مثالا على الطريقة التي ترك الاحتلال للعابثين بأن يطالوا كل المؤسسات العراقية وقام بحماية وزارة النفط .
اما اجابتي على سؤالك المتعلق بما اذا كانت الجرائم المرتكبة بحق العراقيين من خيال الرفاق فهو بلا قاطعة معتبرا السؤال محاولة لوضعي في خانة لا انتمي لها وهي طريقة في الرد لا ارى إلا انها تعبر عن آلية دفاع نفسية مبررة لكن تستحق اعادة النظر من الرفيق .
ثم يتابع الرفيق على طريقة أهل السلف قائلا : " أماألإنقسامات التي يمكن أن يثيرها قرارنا ، فدعوها لنا" على اعتبار انه مالك الحقيقة المطلقة لكن وفي لمحة سريعة يتفضل علينا بالقول " وسنكون سنداً لكم في نضالاتكم بالتأكيد، كما كنا دوماً" ومع الشكر للرفيق على السند الذي سيقدمه لنا عندما نتفضى لنضالاتنا وهو امر لا انكره عليه لكن كيف يمكن لمن لا يملك أن يعطي ، كيف يريد الرفيق أن يصدر لنا مساندته وهو لا يريد من أي كان حتى التفكير في العالم وما يجري فيه وكأن العراق في المريخ ...
لكن الرفيق يوضح لنا مجموعة من المواقف التي اشكره عليها عندما يضيف " نعم هناك جدوى من إشتراكنا في الحكم" " حتى في ظل ألإحتلال ـ المحكوم بإتفاقيات مع ألأُمم المتحدة والحكومة المؤقتة" واتسائل ما معنى ان يكون الاحتلال محكوما باتفاقيات مع الامم المتحدة وهو لم يلتزم بما طالبته به الامم المتحدة سابقا من عدم خوض الحرب، وكيف يمكن له ان يكون محكوما من قبل الحكومة المؤقتة وهي تؤمن " أن المقاومة السلمية هي الشكل المناسب في ظروفنا الملموسة" ثم يدعوني بالاشارة الى المقاومة النبيلة التي لا اعتقد بوجود حامل حقيقي لها الا انها ممثلة في مواقف الناس البسطاء الرافضين للاحتلال والذين تم قتلهم من قبل الدبابات الامريكية في الفلوجة . وللتوضيح وللحق لا بد من القول : انني لم ولن اقف في حياتي مع اية مقاومة تستهدف المدنيين الابرياء ، بل انني لا اؤيد أي مساس بالعراقيين على اختلاف مواقفهم وارى ان ذلك لن يكون الا سببا في تعميق الازمة ، وأنا من المؤمنين بقاعدة حرمة الدم الوطني وهو امر تبنته كافة الفصائل الفلسطينية مثلا رغم جميع الخلافات ( انظر تصريحات الشهيد أحمد ياسين على حرمة الدم الفلسطيني ) ، لأن من يستهدفون الناس ( انظراخبار اليوم المتعلقة بالتفجيرات الجديدة ) لن يقف الناس الا ضدهم.
الا ان ما يدعوا البعض الى تخوينكم يا رفيق هو الصمت وترك الامور على الغارب ، لكم ان تتشفوا بالبعثيين كيف شئتم لكن أن تنشر الجريدة كلاما على لسان احدهم عن رغبته في شكر الرئيس الامريكي فذلك واعذرني على التعبير لا يعدوا الا ان يكون فصاما لا أكثر .. كما أن الرفيق يضع الحزب الشيوعي العراقي في كفة واحدة مع كل القوى الاخرى وهو يستمد من هذا التحالف سندا لدعم اصحية القرار الشيوعي ، لو قال لي الرفيق ان القرار بالتواجد في هذا التحالف جاء لتفويت الفرصة على الانتهازيين والمتعاونين مع الاحتلال لكان ذلك أرحم لكنه آثر " العزة بالاثم " . واشكر الرفيق على استعماله كلمة الاحتلال وهو امر تساءلت عنه في مقالتي حيث ان ملاحظتي تقول ( وهو امر لا دخل للفضائيات في معرفتي له ) أن ما سماه الرفيق بالاحتلال يسميه مجلس الحكم وادبيات الرفاق بالتواجد العسكري أو قوات التحالف. في النهاية ليعلم الرفيق أن موقعي في الكتابة هو موقع من يتمنى للعراقين العيش في وطنهم في ظل الديمقراطية والتصالح الوطني واحترام حقوق الانسان ، لا في ظل الديكتاتورية أو الامبريالية او الارهاب .
لا يفيد الكلام الكثير والجدل ان قام على قاعدة الصح والخطأ فقط، وانا لم آت هنا للمناكفة، والمفارقة المضحكة أن الرفيق يكتب من السويد وأنا افعل من بريطانيا ( بعيدين آمنين من الموت )
ان محاولة استيعاب ان من يكتبون يكتبون لانهم معنيون بهذا الشأن أو ذاك ايمانا منهم باهمية الحوار يوفر علينا الكثير من الطاقة .. كما ان الاخذ بالنصيحة على قاعدة أن المشاهد قد يرى ما لا تراه من الاخطاء ستوفر علينا الكثير من الجهد والالم غير المبرر . علينا ان لا ننسى ايضا أن " النظرية رمادية ، لكن شجرة الحياة خضراء دائما" " يا رفيقي... وشكرا
#باسل_سليم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حديث الليالي الطويل
-
نشر الجريدة الحزبية أم سقوط وطن: أزمة الحزب الشيوعي العراقي
-
الفلوجة واسلحة الدمار الشامل
المزيد.....
-
مسؤول عسكري بريطاني: جاهزون لقتال روسيا -الليلة- في هذه الحا
...
-
مسؤول إماراتي ينفي لـCNN أنباء عن إمكانية -تمويل مشروع تجريب
...
-
الدفاع الروسية تعلن نجاح اختبار صاروخ -أوريشنيك- وتدميره مصن
...
-
بوريسوف: الرحلات المأهولة إلى المريخ قد تبدأ خلال الـ50 عاما
...
-
على خطى ترامب.. فضائح تلاحق بعض المرشحين لعضوية الإدارة الأم
...
-
فوضى في برلمان بوليفيا: رفاق الحزب الواحد يشتبكون بالأيدي
-
بعد الهجوم الصاروخي على دنيبرو.. الكرملين يؤكد: واشنطن -فهمت
...
-
المجر تتحدى -الجنائية الدولية- والمحكمة تواجه عاصفة غضب أمري
...
-
سيارتو يتهم الولايات المتحدة بمحاولة تعريض إمدادات الطاقة في
...
-
خبراء مصريون يقرأون -رسائل صاروخ أوريشنيك-
المزيد.....
-
عندما تنقلب السلحفاة على ظهرها
/ عبدالرزاق دحنون
-
إعادة بناء المادية التاريخية - جورج لارين ( الكتاب كاملا )
/ ترجمة سعيد العليمى
-
معركة من أجل الدولة ومحاولة الانقلاب على جورج حاوي
/ محمد علي مقلد
-
الحزب الشيوعي العراقي... وأزمة الهوية الايديولوجية..! مقاربة
...
/ فارس كمال نظمي
-
التوتاليتاريا مرض الأحزاب العربية
/ محمد علي مقلد
-
الطريق الروسى الى الاشتراكية
/ يوجين فارغا
-
الشيوعيون في مصر المعاصرة
/ طارق المهدوي
-
الطبقة الجديدة – ميلوفان ديلاس , مهداة إلى -روح- -الرفيق- في
...
/ مازن كم الماز
-
نحو أساس فلسفي للنظام الاقتصادي الإسلامي
/ د.عمار مجيد كاظم
-
في نقد الحاجة الى ماركس
/ دكتور سالم حميش
المزيد.....
|