|
هل أن صدام السجين الوحيد في سجون منطقتنا ؟؟
حمزة الشمخي
الحوار المتمدن-العدد: 1038 - 2004 / 12 / 5 - 08:33
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
قبل أيام زار وفد من منظمة الصليب الأحمر الدكتاتور صدام بسجنه في بغداد وبعد أن أعلن الصليب الأحمر عن الزيارة ، إهتمت وبشكل إستثنائي وسائل الاعلام المختلفة ، العراقية والعربية والأجنبية بهذا الخبر ، وكأن الدكتاتور صدام هو السجين الوحيد الذي يقبع في سجون أنظمة الاستبداد العربية والإقليمية ، وأن سجونها خالية من المعتقلين المناضلين الذين يطالبون بالخبز والحرية لشعوبهم . هذه الأنظمة التي بنت وتبني سجونا جديدة لإن سجونها إمتلأت بالمعتقلين من أبناءشعوب منطقتنا دون أن يلتقي بهم أحد منذ سنين . ومن الغريب بالأمر أن وسائل الاعلام ومنها القنوات الفضائية العربية ، أسرعت بلقاء ممثلي الصليب الأحمر أو من ينوب عنهم ، وعقدت اللقاءات مع البعض مما يسمى بالمحللين السياسيين ، لكي يسألوا هؤلاء عن الوضع الصحي والنفسي والظروف المحيطة بالمجرم صدام في سجنه ، وهل بعث أو إستلم رسالة من عائلته ؟ وهل تحدث معكم عن إحتياجاته ؟ وكيفية طبيعة التعامل معه في السجن ... الخ من الأسئلة ؟؟ . علما أن هذه الزيارة الخامسة للصليب الأحمر منذ أن سحبوا صدام من حفرته ، فعلا إنها مهزلة المهازل .. أن يجري كل هذا الاهتمام بمجرد زيارة لدكتاتور أرعن قتل ودمر وأعدم الآلاف من أبناء شعبنا ، وملأ الأرض قبورا بلا شواهد والتي تسمى اليوم بالمقابر الجماعية . هذا الدكتاتور الذي درس وإطلع على تاريخ وتجارب من سبقوه من الحكام المجرمين ، حيث أبدع وتفنن بالقتل ، وبناء سجون الموت العلنية منها والسرية ، والتي لم تستطع يوما أن تزورها هذه المنظمة الدولية ، الصليب الاحمر ، والتي من واجبها أن تهتم بالانسان وحقوقه في كل العالم دون تمييز والتي تزور صدام اليوم باسم حقوق الانسان . أين كانت هذه المنظمة من حقوق الانسان في العراق ؟؟ عندما كان هذا المجرم يحكم العراق باجهزته الامنية الخاصة وعصاباته السرية ؟ أين كانت وسائل الاعلام والقنوات الفضائية العربية هذه من جرائم العصر التي إرتكبت بحق الانسان على أرض الرافدين ؟؟ من قبل حفنة من المجرمين الذين إستولوا على السلطة بالضد من طموحات وتطلعات ورغبات ومصالح شعب العراق ، وإستمروا بالحكم عشرات السنين الى أن هربوا في 9 نيسان 2003 . لماذا لم تسمع هذه المنظمة الدولية وبعض وسائل الاعلام مطالبات ومناشدات قوى المعارضة العراقية قبل سقوط الدكتاتورية ؟؟ عندما كانت تفضح وتكشف عن أعمال وجرائم هذا النظام ، الموثقة بالادلة القاطعة والبراهين الساطعة ، بل العكس من ذلك كانوا لا يسمعوا ولا يروا إلا صورة النظام القبيحة ، بل أن البعض من هذه القنوات الفضائية يطبل ويمجد لماثر ( قائد الامة ومنقذها ) الاجرامية وبطولات حروبه العدوانية ، غير مبالين بالانسان العراقي وحقوقه المشروعة في الحياة . فعلى هؤلاء اليوم من صليب أحمر ووسائل إعلام بدل أن ينشغلوا بمجرم أصبح من الماضي وينتظر مصيره المعروف ، أن يزوروا سجون الأنظمة ويكشفوا عن وسائل وأساليب التعذيب الجسدية والنفسية .... وأن يطالبوا باطلاق سراح كل المعتقلين الذين قدموا حياتهم من أجل سعادة شعوبهم لا من أجل مصالحهم الشخصية، كحكام هذه الانظمة الاستبدادية .
#حمزة_الشمخي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
كانت ولاتزال المعركة مع القتلة .. وليست مع الفلوجة وأهلها
-
من واجب العراقيين ... أن يفضحوا هؤلاء
-
المطلوب عراقيا .. لغة الحوار بدلا من لغة التهديد والانسحاب !
...
-
آل ثاني وبوقهم قناة الجزيرة مع الجميع .. إلا العراق وشعبه !!
-
لن يسكتوا صوت الحزب الشيوعي العراقي باغتيال الشهيد سعدون
-
هل ان البعثيين من ضحايا صدام ايضا..؟؟؟
-
إبن الناصرية الشهيد الشيوعي السيد وليد السيد إبراهيم في الذا
...
-
ألف وردة حمراء .. الى الحوار المتمدن
-
المقابر الجماعية .. تعود الى السومريين !!
-
اليسار العراقي .. والمهمات الراهنة ..
-
بعد هذه الكتابة (من الزرقاوي الى عطوان,القرضاوي,بكري والمسفر
...
-
من الزرقاوي ... الى عطوان , القرضاوي , بكري والمسفرالتوجه ال
...
-
أسئلة..عراقية خاصة الى بوش ؟؟؟
-
!!فرح ..... ( الجزيرة والعربية ) من حزن العراقيين
-
ديمقراطية ... الدم والموت
-
انظمة القمع العربية لم تستطع ايقاف حوارنا المتمدن ..
-
هل يعلن عن موت صدام قبل محاكمته ..؟؟؟
-
!!البعثي تايه عبدالكريم ..ونظرية ما ادري ....ما اعرف
-
!!!وزير اليوم ..... صدامي الامس
-
!!!مقاومتان
المزيد.....
-
تفجير جسم مشبوه بالقرب من السفارة الأمريكية في لندن.. ماذا ي
...
-
الرئيس الصيني يزور المغرب: خطوة جديدة لتعميق العلاقات الثنائ
...
-
بين الالتزام والرفض والتردد.. كيف تفاعلت أوروبا مع مذكرة توق
...
-
مأساة في لاوس: وفاة 6 سياح بعد تناول مشروبات ملوثة بالميثانو
...
-
ألمانيا: ندرس قرار -الجنائية الدولية- ولا تغير في موقف تسليم
...
-
إعلام إسرائيلي: دوي انفجارات في حيفا ونهاريا وانطلاق صفارات
...
-
هل تنهي مذكرة توقيف الجنائية الدولية مسيرة نتنياهو السياسية
...
-
مواجهة متصاعدة ومفتوحة بين إسرائيل وحزب الله.. ما مصير مفاوض
...
-
ألمانيا ضد إيطاليا وفرنسا تواجه كرواتيا... مواجهات من العيار
...
-
العنف ضد المرأة: -ابتزها رقميا فحاولت الانتحار-
المزيد.....
-
فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال
...
/ المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
-
الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري
...
/ صالح ياسر
-
نشرة اخبارية العدد 27
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح
...
/ أحمد سليمان
-
السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية
...
/ أحمد سليمان
-
صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل
...
/ أحمد سليمان
-
الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م
...
/ امال الحسين
المزيد.....
|