سلطان الرفاعي
الحوار المتمدن-العدد: 1038 - 2004 / 12 / 5 - 08:32
المحور:
حقوق الانسان
رسالة ابنتي لين
إلى أبى
أبى ليس ككل الاباء هو رجل مختلف متميز ،عندما تنظر اليه تدرك انك امام انسان غير اعتيادي ،ملامحه ملامح امير شرقي هارب من قصص الزير وابو زيد،فجبهته مرتع للشمس عيناه بلورتين سمريتين تقرأ من خلالهما سريرة روحه ثغره،انفه ،كل شيء في أبى له جمال خاص محبب للقلوب ،لو ترى مشيته كيف يمشي والشمس تغيب خلف ظله ولو تسمع ضحكته التي تعطي للحياة معنى اجمل كيف كنت ستفكر ألان.
أبى الذين اعتقلوك أناس جهلة فهم لا يعلمون أن ما من قوة تستطيع احتجاز عبق الرياحين وان ما من قانون في العالم يمنع ضحكتك البريئة من الوصول إلى القلوب.
اعتقلوك وسرقوا فرحة عمري،فرحتي بأن أكون أم للمرة الأولى ،لو يعلموا كم انتظرت طيلة تسعة اشهر ،وكم حلمت بيوم ولادتي لأدركوا شناعة الجرم الذي ارتكبوه عندما زرعوا في حلقي اكبر غصة بغيابك مع اجمل فرحة بولادة طفلي،اتعلم يا ابي أن الجرح الذي شقوه في جسدي اتسعت مساحته حتى بلغت أضعاف مساحة جسدي ،لو تعلم من كم جرح نزفت ،وكيف أصبحت الحياة في عيني لوناً واحداً قاتماًُ ،وكيف صدف أن الشمس بهتت ألوانها ،أصبحت الشوارع حزينة ،والوجوه دون معاني ،وفقدت الحياة روحها ،ورغم هذا أنا محكومة بالأمل وأحلم بكل لحظة اسمع فيها جرس الهاتف أو الباب بقدومك.أريدك أن تعرف شيئا هو أنى الآن بالذات اشعر فيك واسمع صوت نفسك،واعلم انك تفكر في نفس الدرجة ،كما اعلم انك تعرف بأني لن أنساك أو أتهاون بفعل اي شيء لأراك مجددا .
لياليك الموحشة يا أبى في ظلام زنزانتك قسمت ظهري ،أضافت إلى قلبي نوعا جديدا من الألم الذي لا يتوقف لا في الليل ولا في النهار
لين
#سلطان_الرفاعي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟