|
الحد بين الخط الثوري و الخط التحريفي الإنتهازي بمنظمة -إلى الأمام
الأماميون الثوريون
تيار ماركسي ـ لينيني ـ خط الشهيد زروال
(Alamamyoun Thaoiryoun)
الحوار المتمدن-العدد: 3487 - 2011 / 9 / 15 - 14:44
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
استمرارا في محاربتنا للتحريفية الإنتهازية في الحركة الماركسية اللينينية المغربية ننشر هذا المقال للمناضل الماركسي اللينيني "الحسين امال" ، الذي يعتبر أحد أعمدة الصراع ضد التحريفية الإنتهازية ل"حزب النهج الديمقراطي" ، و هذا المقال يوضح بجلاء دور قيادة هذا الحزب الديمقراطي البورجوازي الصغير في تحريف الخط و الإستراتيجية الثوريين لمنظمة "إلى الأمام".
الأماميون الثوريون
الحد بين الخط الثوري و الخط التحريفي الإنتهازي بمنظمة "إلى الأمام"
تحل الذكرى الأربعون لتأسيس المنظمة الماركسية اللينينية المغربية "إلى الأمام" في ظل وضع حافل بالدينامية في صفوف الماركسيين اللينينيين المغاربة خاصة في أوساط الشباب ، و يؤطر هذه الحركة هاجس التغيير الثوري بعد 30 سنة مضت كبلهم فيها الخط التحريفي الإنتهازي ، الذي عمل منذ نشأته في نهاية 1979 على محاربة الخط الثوري للمنظمة بعد اغتيال الشهيد القائد عبد اللطيف زروال ، الذي كرس جهده لبناء الخط السياسي و الأيديولوجي للحزب الثوري المغربي تلعب فيه منظمة الثوريين المحترقين دورا هاما ، و كان اختياره من طرف المناضلين الثوريين كأول أمين عام لهذه المنظمة في 1974 حدثا تاريخيا عظيما قام بالحد بين الخط الثوري الذي يستوجب "نظام الطاعة الحديدي" كما يقول لينين ، و الذي يتطلبه بناء الحزب البروليتاري " ... حزب ثوري كفء حقا ليكون حزب الطبقة المتقدمة المدعوة إلى إسقاط البورجوازية و تحويل المجتمع كله" ، و بين الخط التحريفي الإنتهازي الذي نمى بسرعة فائق بعد عشر سنوات من النضال الثوري للمنظمة ، و قام النظام القائم باغتال الشهيد القائد زروال قبل أيام من انعقاد المؤتمر الأول للمنظمة بعد وضع الأسس التنظيمية للحركة الماركسية الينينية الثورية.
و استمر المناضلون الثوريون خارج السجون في تنفيذ ما تم تسطيره في القانون الداخلي للمنظمة إلى حدود اعتقالات 1976 التي أتت على ما تبقى منهم خارج السجون ، و الذين عملوا على تأجيج الصراع من داخل المعتقلات السرية لإرغام النظام القائم على إجراء محاكمة علنية لهم كمطلب أساسي سنة 1977 ، و خلال هذه المحاكمة عمل المناضلون الأوفياء للخط الثوري على إبراز مواقفهم من جميع القضايا التي تهم مصير الشعب المغربي بما في ذلك قضية حسم السلطة السياسية ، مما أعطى للمنظمة نفسا جديدا تجلى في إبراز العلاقة بين الحزب و الزعماء و الطبقة و الجماهير باعتبار "إلى الأمام" منظمة ثورية ، الشيء الذي جعل النظام القائم يصدر أحكاما قاسية ضدهم في محاولة للقضاء عليها و بالتالي القضاء على الحركة الماركسية اللينينية الثورية المغربية ، و كان للإضراب عن الطعام البطولي داخل السجون لسنة 1977 الذي استشهدت خلاله الشهيدة سعيدة المنبهي أثر كبير في ثني النظام القائم عن العديد من الممارسات القمعية ضدهم داخل السجون.
لقد استعان النظام القائم بالخطط الإمبريالية و الصهيونية لقمع منظمة "إلى الأمام" بعدما استسلمت منظمة "23 مارس" أمام القمع الشرس الذي لحق الماركسيين اللينينيين ، من أجل ضرب أسس الحركة الماركسية اللينينية المغربية باعتبارها جزءا لا يتجزأ من الحركة العمالية الثورية العالمية ، و كان من بين خطط النظام القائم محاولة اختراق المنظمة من الداخل عبر خلق خط تحريفي انتهازي لتدميرها بواسطة أعضائها بعدما عجز عن ذلك بالوسائل القمعية المختلفة ، و اشتعل الصراع الأيديولوجي و السياسي من داخل السجن و بالمنفى قادته "أروستقراطية عمالية" كما أطلقها إنجلس على الإنتهازية في صفوف الحركة العمالية البريطانية ضد الخط الثوري للمنظمة ، التي عملت على وضع شعار "بناء الحزب الثوري تحت نيران العدو" في المساومة من أجل الخروج من السجن ، و قد قاد الخط التحريفي الإنتهازي حربه ضد المناضلين الثوريين الأوفياء للخط الثوري للمنظمة وصل أوجه بعزلهم داخل السجن.
لقد أصبحت منظمة "إلى الأمام" منذ بداية 1980 في قبضة الخط التحريفي الإنتهازي الذي أطلق شعار "إعادة بناء المنظمة" أو ما سمى ب"القيادة الثانية" من 1980 إلى 1985 ، داخل السجن و خارجه بالداخل و الخارج في مساومة انتهازية لحل الإصلاحية محل المنظمة الثورية و الإشتراكية الشوفينية محل الثورة الوطنية الديمقراطية الشعبية ، بعدما تم سريان حظر الإتحاد الوطني لطلبة المغرب لفسح المجال أمام الخط التحريفي الإنتهازي للإنتشار في أوساط الحركة الطلابية ، بعد اختطاف رئيسها عزيز المنبهي باعتباره قائد الحركة الثورية الطلابية من 1972 إلى 1976 و نفيه فيما بعد ، و الآن و قد أصبحت الشروط مواتية لإنجاح مهمة الخط التحريفي الإنتهازي الذي وضع أسس ما يسمى ب"النضال السياسي الديمقراطي " معلنا المساومة مع النظام القائم ، بعدما اختار التضحية بدماء الشهيدين الكبيرين زروال و سعيدة و عزل المناضلين الأوفياء للخط الثوري بالسجن و خارجه.
إن الذين يقودون اليوم الخط التحريفي الإنتهازي للمنظمة باسم استمراريتها يتسمون إما بكونهم عاشوا عدة أشهر فقط داخل "إلى الأمام" في مرحلة التأسيس قبل اعتقالهم من 1970 إلى 1974 ، و منهم من قدم نفسه للأجهزة البوليسية من كثرة الخوف و قلة التأطير و التكوين و يروج اليوم لثقافة حقوق الإنسان و النضال الإقتصادي ، و إما أنهم التحقوا بالمنظمة بعد تثبيت الخط التحريفي الإنتهازي من 1980 إلى 1985 و هم من دعاة الحداثة داخل النهج الديمقراطي ، لقد عمل غياب شرط "نظام الطاعة الحديدي" للمنظمة في سنوات التأسيس قبل اغتيال الشهيد عبد اللطيف زروال على انهيار أعضاء "إلى الأمام" أمام آلة القمع البوليسي ، مما سهل في بروز الخط التحريفي الإنتهازي داخل السجن و الذي قادته بورجوازية صغرى لم تتشبع بالفكر الماركسي اللينيني بعد ، و بقي بعض المناضلين الذين عايشوا التجربة الثورية للمنظمة من 1970 إلى 1976 يقاومون زحف الخط التحريفي الإنتهازي.
لقد دشن الخط التحريفي الإنتهازي مشروعه الذي يهدف لتدمير الخط الثوري لمنظمة "إلى الأمام" بالرضوخ لضغوطات النظام القائم الذي طالب منه مزيدا من التنازلات للفوز بحسن السيرة ، عن طريق خطط الإشتراكية الإمبريالية بفرنسا عبر زوجة أحد التحريفيين الإنتهازيين التي عقدت العزم على عقد وساطة الرئيس الفرنسي و النظام القائم بالمغرب ، و قام التحريفيون الإنتهازيون داخل السجن في سنة 1982 بإعداد لائحة لأعضائهم لطلب العفو كأول خطو في اتجاه ترسيخ الخط التحريفي الإنتهازي ، إلا أن الإنتفاضة الشعبية بمراكش و الشمال و التي عمت جل بقاع البلاد خاصة في صفوف الطلبة و التلاميذ في سنة 1984 و ما تلاها من اعتقالات و اغتيالات و استشهادات ، حالت دون إتمام الصفقة بعدما تأكد للنظام القائم أن الزمرة التحريفية الإنتهازية بالسجن و أذنابهم بخارجه لم تكن لهم أية سلطة على الخط الثوري للمنظمة ، و الذي انتشر بشكل كبير جماهيريا خاصة في صفوف الشبيبة الطلابية و التلاميذية ، و في محاولة لأنقاد ماء وجهه عمل الخط التحريفي الإنتهازي كلما في وسعه لإيقاف الإضراب عن الطعام الذي قاده المناضلون الثوريون داخل السجون ، و الذي استشهد خلاله الشهيدين مصطفى بلهواري و بوبكر الدريدي ليفشل مشروع العفو و يلتحق نفر من التحريفيين الإنتهازيين الجدد بالخط التحريفي الإنتهازي بالسجن بعد اعتقالات 1984 و 1985.
و تستمر عشر سنوات من التحريفية الإنتهازية داخل السجن فبل أن تفوز قيادتها بالعفو في 1991 و يبدأ الحل العملي لمنظمة "إلى الأمام" ، الذي بدأت أطواره بما سمي ب"التجميع" في "ظل العمل العلني" عبر جريدة "الأفق" ، و استمرت هذه المرحلة أربع سنوات بين التحريفيين الإنتهازيين في كلتا المنظمتين الماركسيتين "إلى الأمام" و "23 مارس" ، و يتبين من جديد الخلاف بين قيادتهما حول من يقوم مشروع الإشتراكية الشوفينية في ظل الإصلاحية المقيتة ، و التحقت الزمرة التحريفية الإنتهازية المتبقية في السجن بالركب بعد عفو 1994 لتبدأ الأشواط النهائية للحل العملي لمنظمة "إلى الأمام" ، بعد صمود المناضلين الأوفياء للخط الثوري للمنظمة في وجه التحريفية الإنتهازية التي تسعى إلى إعلان حل "إلى الأمام" بشكل علني ، و يتم تأسيس "النهج الديمقراطي" باعتباره حزبا اشتراكيا ديموقراطيا تسعى قيادته للسيطرة على منظمة "إلى الأمام" لتزوير إرثها الثوري معلنة نفسها استمرارية لهذه المنظمة العتيدة.
#الأماميون_الثوريون (هاشتاغ)
Alamamyoun_Thaoiryoun#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تذكير بالمواقف الانتهازية لمن يدعون الاستمرارية لالى الأمام
-
الإستراتيجية الثورية لمنظمة -إلى الأمام- في مواجهة التحريفية
...
-
الإستراتيجية الثورية لمنظمة -إلى الأمام-
-
الورقة المسودة لمنظمة -إلى الأمام-
-
الثورة هي الاختيار الوحيد ضد النظام الفاشي التبعي
-
دحض أسس التحريفية الإنتهازية - أيديولوجيا و سياسيا و استراتي
...
-
دحض أسس التحريفية الإنتهازية - أيديولوجيا و سياسيا و استراتي
...
-
نقد الفكر التحريفي الإنتهازي ل-حزب النهج الديمقراطي- الجزء ا
...
-
لنرفع عاليا راية الماركسية اللينينية
-
من أجل فضح أفيون القوى التحريفية المضادة للثورة في المغرب !!
...
-
مساهمات بعض المناضلين الثوريين في الذكرى 41 لتأسيس المنظمة ا
...
-
في الذكرى 41 لتأسيس المنظمة الثورية الماركسية اللينينية الم
...
-
الإستراتيجية و التاكتيك من منظور المنظمة الثورية الماركسية
...
-
الشروط الموضوعية المساهمة في تأسيس منظمة -إلى الأمام-
-
لائحة أولية لوثائق منظمة إلى الأمام - المرحلة الثورية ما بين
...
-
الورقة الأطروحة لمنظمة -إلى الأمام-
-
الصراع مع التحريفية الإنتهازية تناقض أساسي
-
الوثائق الأساسية للخط الثوري لمنظمة -إلى الأمام-
-
لنرفع راية النضال الثوري عاليا ضد الكومبرادور و التحريفية ال
...
-
حلول الذكرى الأربعين لمنظمة -إلى الأمام-
المزيد.....
-
الأردن.. ماذا نعلم عن مطلق النار في منطقة الرابية بعمّان؟
-
من هو الإسرائيلي الذي عثر عليه ميتا بالإمارات بجريمة؟
-
الجيش الأردني يعلن تصفية متسلل والقبض على 6 آخرين في المنطقة
...
-
إصابة إسرائيلي جراء سقوط صواريخ من جنوب لبنان باتجاه الجليل
...
-
التغير المناخي.. اتفاق كوب 29 بين الإشادة وتحفظ الدول النامي
...
-
هل تناول السمك يحد فعلاً من طنين الأذن؟
-
مقتل مُسلح في إطلاق نار قرب سفارة إسرائيل في الأردن
-
إسرائيل تحذر مواطنيها من السفر إلى الإمارات بعد مقتل الحاخام
...
-
الأمن الأردني يكشف تفاصيل جديدة عن حادث إطلاق النار بالرابية
...
-
الصفدي: حادث الاعتداء على رجال الأمن العام في الرابية عمل إر
...
المزيد.....
-
عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية
/ مصطفى بن صالح
-
بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها
/ وديع السرغيني
-
غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب
/ المناضل-ة
-
دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية
/ احمد المغربي
-
الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا
...
/ كاظم حبيب
-
ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1)
/ حمه الهمامي
-
برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب
/ النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
-
المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة
/ سعاد الولي
-
حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب
/ عبدالله الحريف
-
قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس
/ حمة الهمامي
المزيد.....
|