أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رائد شما - ضبابية الثورة















المزيد.....

ضبابية الثورة


رائد شما

الحوار المتمدن-العدد: 3487 - 2011 / 9 / 15 - 08:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مجزرة الحمير
كنت أظن أن كل الحمير هم بغريزتهم من الموالين لبشار الأسد، لكن بعد مشاهدة الفيديو الرهيب والذي يقوم فيه عناصر من الجيش بتصفية عدد كبير من الحمير رمياً بالرصاص تأكدت بأن لا أحد الآن خارج دائرة الشبهة.
ما الهدف من هذا الفيديو ؟ وما السر في توقيت تسريبه ؟ هل هو لترهيب الحمير من خطورة الانشقاق في هذه المرحلة والثمن الباهظ لهذا القرار؟ هل سنشهد في الأيام القادمة يقظة لدى معشر الحمير يكونون فيها لاعباً أساسياً يرفس النظام الرفسة القاتلة؟ هل نحن أمام مرحلة حاسمة ولنسميها حمار طروادة؟ بأي حال من الأحوال أتمنى من بقية الحمير أن يتعظوا قبل فوات الأوان ...

ضبابية الثورة
لا بد من أن تتحول أي حركة سلمية إلى العنف في لحظة معينة. حالة الاطمئنان التي يعيشها النظام من أن الشعب سيستمر بتلقي الرصاص بصدورعارية وما يرافقه من صمت دولي غريب تجاه ما يحدث في سوريا ،سيولد عاجلاً أم آجلاً لدى البعض حالة من الإحباط تدفعهم للعنف. العنف هنا سيكون وسيلة للتعبير عن الغضب. الأمل الوحيد أن يقع انشقاق "حقيقي" في الجيش وهذا الشيء لن يحصل على المدى القريب طالما النظام مازال متماسكاً والمجتمع الدولي- بما فيه دول الجوار- لم يحسم أمره بالتخلص من النظام.
مازلت أجد أن "الخوف" من الفوضى هي ما سوف يدفع الدول العظمى للتحرك جدياً لإزاحة بشار، لأن الفوضى ستجعل حدود اسرائيل مكشوفة لبلد لديه حدود مع العراق و يوجد فيه أكثر من 600 ألف لاجئ فلسطيني.
الأمر الذي أخشاه من هذا العنف المحتمل والفوضى هو أن يكون مرده الانتقام والثأر وليس التحرر وأن يكون هذا العنف مدفوعاً لإرضاء أجندات خارجية. طالما كنت أتمنى أن يكون هذا العنف محصوراً بين العسكريين المنشقين والنظام أي أن يترك المدنيين على الحياد. لكن بعد أن أصبح لدينا على الأرض مجموعتين منشقتين (وهما الجيش السوري الحر ومجموعة الضباط الأحرار) أصبح لدي تخوف ممن يقف وراء هؤلاء سيما بعد أن دار بيني وبين أحدهم وهو السيد مهيب الطائي (رقيب منشق) جدل على صفحة أحد الاصدقاء في الفيسبوك حول مغزى وضعه لصورة صدام حسين وزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن في حسابه. فكان جوابه أن هؤلاء هم أبطالنا! وأن الشهيد صدام حسين هو من دافع عن البوابة الشرقية للأمتين الإسلامية والعربية من خطر أعداء الأمة من الصفويين المجوس "الإيرانيين". وكان ردي بأنه رغم إلمامي الضعيف بالجغرافية فإن إيران "الصفوية" تمتلك حدود مع كثير من الدول، وبوابة الأمة الإسلامية الشرقية هي مع الصين والهند.
يحق للسيد الطائي الإعجاب بحرية طاغية "ديموقراطي" تسبب بتدمير العراق كصدام، وبطولات لم تجلب على الأمتين الإسلامية والعربية سوى الخراب والذل والقتل كبطولات أسامة بن لادن. لكن يحق لي أن لا استبشر الخير والحرية من أمثاله. كما يحق لي أن أرفض الدخول في حرب ضد إيران تلبية لمصالح من يدفعون له فواتير هاتف الثريا. أنا ضد النظام الإيراني في قمعه لشعبه ودفاعه عن إجرام نظام بشار الأسد. ولكني أحترم الشعب الإيراني ودينه وتاريخه العظيم. وأريد هنا أن أذكر المتخلفين والذين لا يعتبرون إيران من "الأمة" الإسلامية بأن أغلب علماء ومفكري المرحلة الذهبية لهذه الأمة كانوا من فارس الحضارة والتاريخ ولم يكونوا عرباً رُحّل.
لا فرق كبير لدي بين من ينشق عن الجيش السوري ليخدم مصالح وأجندات خارجية لا ناقة لنا فيها ولا جمل وبين من يقتل الأبرياء كالوحش بدم بارد. الأول قاطع طريق مرتزق والثاني قاتل مأجور.
تركيا وإيران دولتان محوريتان في المنطقة يتصارعان على تقاسم القطيع العربي النائم. وجولة أردوغان الأخيرة في الدول العربية وتصريحاته الرنانة ضد اسرائيل تكشف بوضوح عن سعيه لاستغلال الوضع الحالي لمد نفوذه في المنطقة تحت عباءة الإسلام . دور تركيا لن يكون لمنافسة دور اسرائيل أو احتوائها وإنما لتكميل هذا الدور وتنفيذ ما عجزت عنه اسرائيل.

لماذا لم تنجح الثورة إلى الآن
سياسة "فرق تسد" التي مارسها حافظ الأسد طوال ثلاثة عقود واستمر فيها ابنه بشار عقداً آخر، تركت لدى السوريين (الموالين أو المعارضين) شرخا كبيراً مرده إلى الشك والتشكيك وعدم الثقة. جميع أفراد الشعب من برهان غليون إلى حمدو المجنون يريدون أن يقدموا مبادرة وأن ينقذوا سوريا وأن يقودوها وحدهم في هذه المرحلة التاريخية. ربما عن حسن نية وربما عن أنانية مفرطة المهم هو أننا أبعد ما نكون عن اتفاق إن لم يكن توافق. هذا الأمر أثر سلباً على نجاح الحراك الشعبي في اسقاط الأسد.
بحسب لينين: "لكي تنجح أي ثورة يجب أن تتوافر ثلاثة عوامل : الأول أن تكون النخبة الحاكمة فقدت الرغبة أو القدرة على الحكم. الثاني أن تحصل الثورة على شرعية داخلية. الثالث هو أن تحصل على شرعية خارجية".
إذا حاولنا أن ننطلق من هذه العوامل لنحلل ما يجري في سوريا نلاحظ أن النخبة الحاكمة ما زالت متمسكة بدموية بالسلطة. الثورة بحد ذاتها لم تنجح باستقطاب الأغلبية الساحقة من السكان وفاعليتها متمركزة في مناطق معينة (درعا، ريف دمشق،حمص، حماه،وإدلب، وأجزاء من اللاذقية وبانياس ودير الزور..) مع غياب جزئي أو كلي لباقي المناطق. كما تسود الثورة الصبغة الدينية إن لم نقل الطائفية بسبب انحصارها في مناطق "سنية"، إذاً الثورة إلى الآن لم تنجح بأن تمثل كل السوريين.
الشرعية الخارجية مفقودة تماماً لعدم قدرة الثوار بالداخل أو ما يسمى معارضة بالخارج على الخروج بمبادرة توحد الشارع ضمن جبهة واحدة مضادة للنظام السوري.
السؤال المهم هنا هل ستستطيع المظاهرات في حمص وحماه ودير الزور وغيرها والتي بدأت تفتر في الآونة الأخيرة اسقاط النظام؟ الجواب لا. النظام مازال قادراً على الصمود والعقوبات "اللطيفة" وحدها لن تسقط النظام طالما دمشق وحلب ما تزالان خارج المعادلة. العقوبات هي برأيي محاولة لإعطاء النظام وقت أطول وأثرها سيكون أكبر على الشعب من النظام ومثال ذلك صدام حسين الذي لم تمنعه العقوبات والحظر الجوي من الاستمتاع بسيكاره الكوبي إلى أن وصلت الدبابت الأميركية إلى بغداد.النظام نجح في إقناع الأقليات وأغلبية الشارع السني في دمشق وحلب بأن الثورة ذات صبغة طائفية خطيرة وما يخشاه هذا الشارع أن تكون هذه الثورة ليس للتحرر من الديموقراطية وإنما لتصفية حسابات قديمة تدفع البلاد ليس إلى حرب أهلية وإنما إلى التقسيم. في نفس الوقت نفسه الثورة ما تزال عاجزة عن إقناع "الصامتين" بقبولها ولا تملك استراتيجية لذلك. ليس الهدف من هذا القول الدلالة بأن النظام القمعي يمتلك شعبية كبيرة بين هذه الشرائح المحايدة بل هو للقول بأن هناك أخطاء قاتلة مستمرة ممن يمتلكون تأثيراً في الشارع أو لنقل بصراحة ممن يحركونهم.
مشكلة الثورة ليست كونها سلمية أو غير سلمية إنما مشكلتها هذه الضبابية والغموض وعدم الوضوح والذي سيجعل من نجاحها أمراً مكلفاً وغير مضمون النتائج.
أنا مع أي قواد ينهض بهذه الثورة أوعاهرة تسحق بخصرها هذا النظام وتدخله إلى شبق التاريخ... لكني حتماً لن أكون مع الحمقى والسفهاء وقطاع الطرق.
الثورة هي الحلم وهي فرصتنا التاريخية لنبني سوريا حرّة كريمة.... أرجوكم لا تقتلوا هذا الحلم ولا تضيعوا هذه الفرصة.... لا تنسوا لون دماء الشهداء....
لكم سوريتكم ولي سوريتي



#رائد_شما (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من غيركِ
- الثورة السورية والوصاية التركية
- عن سلمية الثورة السورية
- سوريا الشباب
- حرب تطهير سوريا
- الشبل نطق
- في انتظار مانديلا السوري
- شكراً حمزة السوري
- سوريا الثورة - لماذا سيسقط النظام ولماذا ستنتصر الثورة
- سوريا الثورة... إلى أين؟
- لن يُنضِبَ رصاصكم دمنا
- اقتلونا برفق أيتها المخلوقات المسعورة
- الشهادة من أجل البقاء
- خطاب الأسد في مجلس عزاء الحرية
- درعا تكتب بالدماء شعراً
- سوريا على طريق الثورة....... بداية الطريق
- عذراً أحرار ليبيا الحبيبة... إنهم طيارو بشار الأسد وليسوا سو ...
- سوريا على طريق الثورة (3)..... كيف..لماذا... ومتى يثور الشعب ...
- صراع فكري مع الأخ -قائد- الثورة السورية محمد رحال
- سوريا.. على طريق الثورة... إن شاء الأحرار (2)- من وحي الفيسب ...


المزيد.....




- أمريكا تكشف معلومات جديدة عن الضربة الصاروخية الروسية على دن ...
- -سقوط مباشر-..-حزب الله- يعرض مشاهد استهدافه مقرا لقيادة لوا ...
- -الغارديان-: استخدام صواريخ -ستورم شادو- لضرب العمق الروسي ل ...
- صاروخ أوريشنيك.. رد روسي على التصعيد
- هكذا تبدو غزة.. إما دمارٌ ودماء.. وإما طوابير من أجل ربطة خ ...
- بيب غوارديولا يُجدّد عقده مع مانشستر سيتي لعامين حتى 2027
- مصدر طبي: الغارات الإسرائيلية على غزة أودت بحياة 90 شخصا منذ ...
- الولايات المتحدة.. السيناتور غايتز ينسحب من الترشح لمنصب الم ...
- البنتاغون: لا نسعى إلى صراع واسع مع روسيا
- قديروف: بعد استخدام -أوريشنيك- سيبدأ الغرب في التلميح إلى ال ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رائد شما - ضبابية الثورة