أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - طلال الشريف - لا أحد سيذهب للأمم المتحدة















المزيد.....

لا أحد سيذهب للأمم المتحدة


طلال الشريف

الحوار المتمدن-العدد: 3487 - 2011 / 9 / 15 - 08:31
المحور: القضية الفلسطينية
    


عجلة السلطة الفلسطينية سارت بعيداً في نفوس الفلسطينيين، وخاصة الكبار ، أو الذين وجدوا أنفسهم كباراً، الذين تلهو في مشاريعهم الشخصية، وخلافاتهم، والشروخ المستحدثة علي خلفيات الحكم والنفوذ، وكأن حالهم يقول، بأن الوضع ستاتيكو أو status Q ، لن يتغير، وتناسوا جميعا في عمق خلافاتهم حركة المجتمع، ومارسوا السياسة بأبشع صورها وقذارتها، وكان ديدنهم من يستطيع الظفر بمكانة، فسوف يندفع إلي المقدمة، والموقع، ورغد العيش،بدل التفكير في الصراع، وكيفية إدارته، في الوقت الذي ارتبكت الرؤية السياسة حول قضيتنا في نفوسهم، وكلما فشلوا في خيار ذهبوا إلى خيار أعوص كردة فعل ودون إنضاج وتوحد حول ما يذهبون إليه، ولذلك تدمر إسرائيل كل ما نبنيه في فلسطين بشكل متواصل.

خطوة الذهاب للأمم المتحدة تحيرني تماما كما الخطوة التي حيرتني وحيرت المحللين في حينها وهي انسحاب إسرائيل الأحادي الجانب من قطاع غزة، الذي كانت قد تهيأت فيه البيئة جيداً، لما حدث بعده، من وصول حماس عبر الانتخابات إلي مركز القوة الأول، رغم معرفة، الأمريكان، والإسرائيليين، بنتائجها، ومن ثم جاء بعدها الانقلاب، ووصلنا لما وصلنا إليه من بوزان بمعنى الكلمة،وانكشاف لقدراتنا وأخلاقنا وسلوكنا المشين وعلاقاتنا مع بعضنا ومع الشعب المضطهد في غزة ورام الله .. والذي لم تستطع إسرائيل فعله، فعله القادة المجرمين بحق الشعب الفلسطيني.
نعم كان انسحابا إسرائيليا بدون ترتيبات حقيقية على ما كان يسمى أوسلو ولذلك لم تجر خطوة الانسحاب في الضفة هذا أولا وثانيا حماس أقامت الدنيا ولم تقعدها بأن الانسحاب تحقق على يديها، تماما كما ادعت بأن لديها مستمسكات تدين الآخرين عند الانقلاب، ولكن لم نر شيئا من علامات النصر سيما في الانسحاب من غزة ولا في حرب غزة ، لأنه ببساطة فرض الإسرائيليون شروطهم على الحالة الحمساوية والآخرين كما يحدث بما سمي هدنة... كلام ودعاية وذر الرماد في العيون تماما كما يحاول من يفعل في زفة الذهاب للأمم المتحدة التي لم ولن تحدث.

كما قلت أيها السادة الكرام ليس الموضوع أننا كنا ضد الانسحاب فلا يوجد فلسطيني ضد الانسحاب ولكن كانت اتفاقيات على مناطق كما يعرف الجميع أ،ب،ج وكان الطرفان يتفاوضان وينسقان كما اتفاق أوسلو وفجأة قرر شارون الانسحاب الأحادي ودون طلب من السلطة، ولكن لحسابات خاصة بإسرائيل و شارون وثغراته وفخاخه الكثيرة ، يبدو أن المطلوب كان الوصول إلى "حالتنا التي وصلنا إليها " في فلسطين، إحدى تجليات شارون.

وهنا أيضا لسنا ضد الذهاب للأمم المتحدة لعدم قناعتنا بحقوقنا، لا، ولكن لأن الإسرائيليين صامتون عن رد فعل موازي للفعل الفلسطيني، وليقيننا بأن قيادتنا من الضعف بمكان للذهاب نحو خطوة كهذه، تحتاج أول ما تحتاجه إلى وحدة شعبنا ومشاركته الشاملة وليس مزاج شخص أو فريق، ولقناعتنا بهدف الذهاب كما قالوا هو العودة للمفاوضات التي لم تنتج طوال عقدين من الزمن، هذه المرة من جهلنا نحاول الرجوع للمفاوضات على حساب عدم الرجوع والعودة إلى أراضينا الأصلية، أما إذا كانت هذه الخطوة للعودة للانتفاضة الكبرى فهذا يمكن أن يكون مقنعا،

المسائل لا يحسبها الإسرائيليون كما في جنوب لبنان سادتي في السياسة لابد من معرفةِ إستراتيجيةِ للتحليل، فغزة والضفة للعلم هي مشكلة داخلية إسرائيلية، وليست كجنوب لبنان وسيناء ومناطق أخرى، هكذا يفكر الإسرائيليون، وأما نحن فلا نميز طبيعة الصراع أصلا، فنحسب الاحتلال لجنوب لبنان مثل الاحتلال لغزة أو الضفة .. لا وهذا بالمناسبة هو مربط الفرس في دايلما الصراع وجهل سياسيينا.

ماذا فعل الانقلاب، انه ليس ثورة، الثورة لها صفات وقواعد، لماذا انقلبت حماس في غزة وفي الضفة لم تنقلب؟ أليس الانقلاب هو هذا الشرخ الذي دمر الشعب الفلسطيني، وكذلك، لماذا لم يثر الشعب بل حركة حماس فقط؟ أليس الثورة بكل الشعب وتحتل السلطة الثائرة كل الوطن؟ وإلا تصبح عند عصيانها على جزء من الوطن هو " تمرد " أو انقلاب فاشل، وهذا ما دمر البلد والشعب والقضية ولو كانت حماس حكمت الضفة في حينها لكانت ثورة، ولم تؤد للدمار الذي نحن فيه.

وما تفعله القيادة بزفة الذهاب للأمم المتحدة هو حق أريد به باطلا للهروب من اقتراب عاصفة الربيع الفلسطيني نتيجة ما فعلوا جميعهم من أخطاء وديكتاوتورية واضطهاد لشعبنا.

ويبقي السؤال الأهم، كيف يفهم الفلسطينيون الربيع العربي؟ وكيف سيتعاملون مع التغيير الجديد لقواعد لعبة التغيير التي قد تفوتهم ؟ رضوا بذلك، أم لم يرضوا به. وهل سيتعاطون مع الحالة الجديدة، بوضوح ونضج، أم يدفنون رؤوسهم في الرمال؟ ويعيدوا تكرار عدم فهم الثورات العربية التي داست أنظمة عربية مشابهة تماما لحكامنا في الضفة وغزة الذين أعاقوا التحرر والحرية وتعاملوا مع شعبنا بقسوة.

هي الانتفاضة السلمية / الثورة الكبرى على كل الهاربين منها في غزة ورام الله وتل أبيب تقوم الدولة ونحافظ على حق العودة ويندحر الاحتلال بإرادة الشعب .. كل الشعب .. فلا تضيعوا الوقت لعودة لمفاوضات فاشلة أو كذبة مقاومة أفشل .. فلن تتوحد الصفوف إلا بانتفاضة الشعب العارمة تسقط في طريقها كل الظالمين والفاشلين، فمن قام بالتمزيق غير قادر على التحرير .. انتفاضة الثورة الكبرى على مجمل الحال هي الحل الوحيد،

قبل الصعود إلى سفينة المستقبل والربيع الفلسطيني، لابد أن تضع عدة وأدوات وفرقاء الحكم والقادة الفاشلين في سلة المهملات كي لا يشكلوا عائقا للحركة المجتمعية الناهضة للحراك والثورة، وتخفيف الحمل الزائد عن سفينة المستقبل.

اذهبوا أين شئتم .. فأنا ذاهب إلى الربيع العربي الحقيقي الذي غير الحال العربي رغم التعثر في مرحلة غبار الهدم للأصنام وطريق الديمقراطية اتجاه إجباري واحد فقط، ولن يعيق السير فيه بعض السيارات والشاحنات المخالفة للواقع والمنطق والمعادية لحضور العقل والديمقراطية.

بعد انجلاء غبار الهدم للأصنام سترون بعيون حاذقة كم هو جميل طعم الحرية والكرامة وكم هو قبيح وجه التاريخ الماضي .. غداً هو الزمن الذي لم نعشه من قبل يا شعب الحرية .. زمن العقل وليس النقل، زمن الكرامة وليس زمن الهمبكة الذي سحق كل ما هو جميل في حياتنا.

لا أحد سيذهب للأمم المتحدة .. والاستحقاق الحقيقي والملح للشعب الفلسطيني الذهاب فورا لانتخابات الرئاسة والتشريعي والوطني" النزيهة " والكف عن تدمير المجتمع والقضية وإلا فالحل هو إسقاط النظامين في غزة والضفة الغربية والاحتلال بالانتفاضة/ الثورة الكبرى السلمية المتواصلة على كل الحالة ومحاكمة كل المسئولين عما جرى، في سياق الربيع العربي الفلسطيني الديمقراطي.



#طلال_الشريف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شياطان الاعتراف وجن بائعي العودة .. والعفريت ميمون
- ربيع العرب وربيع فلسطين
- استعادة غزة مقابل عدم الذهاب للأمم المتحدة
- الشهيد د. منذر باسم قريقع يبتسم لطفليه
- لولا الملامة لقلنا الكرامة تتآكل
- لماذا وماذا وهل ؟؟
- التدحرج من إيرز إلى قناة السويس
- أبشع جريمة سياسية في حق الفلسطينيين
- الإباحية الجسدية والإقتصادية
- الخطاب المرتبك آيل للسقوط
- سلام الشرق الأوسط يحتاج إلى تغيير المعادلة
- يا حكامنا الزؤام .. هذا حرام
- على هامش لقاء الرئيس محمود عباس في برنامج -مباشر- LBC
- غزة رام الله اسرائيل لا لسياسة الأمر الواقع
- غزة لم تقل كلمتها يا رام الله
- أبو مازن والتاريخ وفانتازيا الحظ
- اتفاق مصالحة لمدة أسبوع
- الحراك الشعبي الشبابي في فلسطين واتفاق المصالحة
- الحلقة الثانية في حوار الحراك الشعبي الشبابي في فلسطين
- الحراك الشعبي الشبابي في فلسطين


المزيد.....




- الشرطة الإسرائيلية تحذر من انهيار مبنى في حيفا أصيب بصاروخ أ ...
- نتنياهو لسكان غزة: عليكم الاختيار بين الحياة والموت والدمار ...
- مصر.. مساع متواصلة لضمان انتظام الكهرباء والسيسي يستعرض خطط ...
- وزير الخارجية المصري لولي عهد الكويت: أمن الخليج جزء لا يتجز ...
- دمشق.. بيدرسن يؤكد ضرورة وقف إطلاق النار في غزة ولبنان ومنع ...
- المكتب الإعلامي الحكومي بغزة: القوات الإسرائيلية تواصل انتها ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 360 عسكريا أوكرانيا على أطراف ...
- في اليوم الـ415.. صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا الحرب الإس ...
- بوريل: علينا أن نضغط على إسرائيل لوقف الحرب في الشرق الأوسط ...
- ميقاتي متضامنا مع ميلوني: آمل ألا يؤثر الاعتداء على -اليونيف ...


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - طلال الشريف - لا أحد سيذهب للأمم المتحدة