علي شايع
الحوار المتمدن-العدد: 3487 - 2011 / 9 / 15 - 08:32
المحور:
المجتمع المدني
من نافلة القول إن من العار قصف الآثار. ولعلّ الاعتداء على الأثر حدث لا يشمل الماضي فحسب، بل كلّ الأزمنة الإنسانية، لأنه مُلك لها، خاصة حين يكون لتلك الآثار تأثيرها في التاريخ. والحديث عن دول الآثار والنفائس لابد أن يمرّ على اسم سوريا؛ ارض الأولين وصاحبة أول عاصمة في الوجود.
اليوم تناقلت وسائل الإعلام صيحات المعنيين بالتاريخ بسبب تعرض الآثار في بعض المدن السورية إلى القصف من قبل قوات الجيش المشارك بقمع الاحتجاجات، لتنقل خبراً مفجعاً يؤكد إن آثاراً سورية تتعرض للدمار.
بين وقت وآخر أكتشف مجدّداً معلومات لم أكن أحسب إنها دقيقة إلى هذا الحد في تعيين جغرافيا سوريا ودورها في أن تكون ممرّاً حضارياً موصلاً بين آسيا وأوربا، وبعمق تاريخي يمتد لمليون سنة عبر توثيق أثري دقيق. الآثار المشيرة لهذا التاريخ موجودة في سوريا ومدقّقة بمباركة اليونيسيف.
ربما لتحليل ما مرّ أعلاه ووضع رأي خاص عن ما يدور في سوريا عموماً لابد من كشف مغامرة هذا النظام ورهانه الخاسر سلفاً بترك أرض المعركة رماداً شاهداً على فضائع مروعة، مضافاً لما يختفي تحت هذا الرماد من خسائر مادية ومعنوية لسكان تلك الأرض الممتدة قداستها لخطوة أول قدم مرّ عليها قبل مليون سنة.
الموقف في سوريا كشفه الرئيس الروسي دميتري مدفيديف باعترافه في تصريح أخير بوجود انتهاكات للنظام السوري، لكنه بدا غامضاً في وضع مبرّر لرفضه القرارات الأممية الخاصة بالوضع السوري لتكون رسالة صارمة وواضحة للنظام. روسيا تعارضها وكذلك الصين.. وأتساءل باستغراب وتعجّب: لم يا ترى تتنكّر موسكو وبكين لحقوق الشعوب، متخلّية عن مساندتها، رغم اعترافها بأحقيتها في الحرية وتقرير المصير؟.
يذكّرني الوضع السوري والتقارب الروسي منها بالفترة التي سبقت سقوط نظام طاغية العراق المدان صدام، أيام كان يخرج على الإعلام أفراد من الأسرة الحاكمة، متحدثين عن خطط ومشاريع سياسية واتفاقات لشراء مواقف دول. أتذكر تصريحاً معلناً قال فيه (عدي صدام حسين) مخاطباً أعضاءً من الدولة:"عليكم أن تدركوا بدقة لمن تمنحوا الجومة (الكومة)!.. مشيراً إلى مبالغ رشوة طائلة لشراء المواقف.
أخشى إن يكون للنظام السوري رشاوية وعطاياه الشبيهة؟.
انتبهوا إنها ثروات الشعب السوري وحياته كأمة تمدّ جذور سنواتها حد المليون.
#علي_شايع (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟