أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعيد رمضان على - رسائل إلى ميسون














المزيد.....

رسائل إلى ميسون


سعيد رمضان على

الحوار المتمدن-العدد: 3486 - 2011 / 9 / 14 - 20:50
المحور: الادب والفن
    


رسائل إلى ميسون
مقطع من رواية

في ليل الصحراء, تكون النجوم أشد لمعانا.. وهناك أجدك متألقة بين النجوم، وأنت متشحة بسمرتك المتألقة، في ظلام الليل ، فكأنك تنيرين نجوم السماء ..
سمرتك, التي تظهر تناسق جسمك الرشيق ,وعينيك هاتين العجيبتين , ملؤهما فرحة وحياة ..ترتسم الآن في ذهني طلعتك كأنها موسيقى خالصة, فتمنحني قوة تعينني على تحمل ليلى الطويل.
في ليل الصحراء يخفق قلبي بك.. ويهمس بحروف أسمك.. وها أنت تتألقين بالبهاء أكثر وأكثر في كل يوم يمر على وجودك في قلبي..
جوهرة أنت ساكنة في أعماقي, تشرقين فيه كنور الصباح.. !
نما حبك كنبتة صغيرة, حتى تحولت لشجرة تطول السماء, اكتسبت لحما ودما, فكيف انزع شجرة حبك من قلبي, وقد أصبح لها حق البقاء, والحياة, وحق الوجود في المكان.. ؟؟
تشعلين النار بروحك الجميلة, مانحة الدفء في الليل البارد ، تضيئين عالمي. وتنثرين الجمال في كل ما حولك كورد الربيع.. فأي روح أنت وأي جمال ؟؟ هل ولدت من خيوط الضوء كأنك ألف لؤلؤة ؟
في ليل الصحراء .. أتذكر همساتك , وعيناك تلك الجميلتين تحدقان في الفراغ. بشرود, كنجمتين, واقفتين, على حافة ظلام, ترتقب شيئا مجهولا.. ربما نورا يظهر في حياتك, كحلم يهفو كالنسيم بين حناياك .. وربما طموحا يخفق بأمل ..!
في ليل الصحراء استشعر عواطفك .. كأنني أتلمس نبضات قلبك.. في ذلك الوجه الأسمر .. وجهك رأيت أشياء كثيرة .. رأيت مشاعر فتاة يضطرب قلبها ، وصدرها يعلو ويهبط بعذوبة جمال الحياة ..فتاة تبحث عن سعادة تغمرها، وتشعرها بأنها محبوبة حبا حقيقيا جياشا ..
وفى ليل الصحراء أرى السحب الرمادية وهى تسير بهدوء في السماء .. ثم تنفرج عن نجم يظهر متألقا في الظلام, أتأمله فأجده أنت يا نجمتي.. فلا شىء غيرك له مثل هذا النور .. ولاشى غيرك له مثل هذا البهاء .. أتأملك فأجد حبي الذي لا يفنى.. حبي الصابر أبدا ..
آه .. إن بسمتك لن تغيب أبدا.. وفى كل فجر .. وفى كل ليل تظهر لي بسمتك كأجمل حنو في الدنيا..
وفى ليل الصحراء, أتخيلك وقد مددت أعضاء جسدك المتعب على السرير, بعد طول جهاد وتعب في يومك, مسترخية ومستغرقة في النوم وأنت تداعبين الأحلام.. فأرسل لك قبلة من مكاني .. قبلة اشترط عليها أن لا توقظك أو تقلق منامك.. ثم أراقب القبلة والنسمات الرقيقة تحملها حتى تضعها على شفتيك الرقيقتين المضمومتين كأوراق الزهرة.. فما أكرم الليل الذي يجعلني أسبح في خيالك على أجنحة السحر..
ما أكرم ليل الصحراء الذي يمنحني السعادة مختلطة بالألم.. مع الأرق والهواجس التي تجتاحني كنار محرقة.. انهض من الفراش وأخرج أجلس وحدي في الظلام, وقلبي يخفق بأمل لم يتحقق.. أمل بقربك على الدوام .. أنظر لنجوم السماء باحثا عن نجمتي التي هي أنت... وأسأل : هل سيأتي الزمن الذي سنفترق فيه ثم تطوى أيامنا النسيان ؟؟
أتخيلك تطلقين ضحكتك السعيدة الطلقة من أعماقك .. ضحكة ترن بداخلي كالموسيقى التي يتردد صداها في فضاء الكون .. فيرقص على أنغامها قلبي ..
وفى ليل الصحراء, يكون الأرق.. فأتخيلك بجواري مغمضة عينيك وغارقة في نومك فأظل أتأملك طول الليل متمنيا أن أكون هناك في كل أحلامك.. أتأمل شفتيك وخديك ...وأتأمل صدرك وهو يعلو ويهبط مع تنفسك, من انفك الصغير كأنه يستنشق رحيق الدنيا..
أستيقظ من الخيالات والأوهام وأنصهر من الألم ..فشروق الشمس ليس كغروبها .. وأنت الجميلة أبدا .. كزهرة البنفسج التي تتفتح على الحياة.. تشبهين شروق الشمس وأمامك حياتك الطويلة تتطلعين إليها بأمل..
أما أنا فأشبه غروب الشمس.. ضوء يشحب وينزوي ثم يأتي الظلام..
وسيأتي اليوم الذي سأسقط فيه كما تسقط أوراق الشجر وقت الخريف
ستضيع أيامي ويختفي زمني .. وأصبح مجرد ذكرى في قلب من يحبني إذا كان هناك فعلا من يحبني .. !!!
وفى ليل الصحراء أضحك بألم من سخرية الدنيا.. لأن الفتاة التي امتلكت قلبي لا استطيع العيش معها.. أضحك بعذاب من سخرية الحياة .. لأن الفتاة التي استولت على كياني لا استطيع الاقتراب منها أو الابتعاد عنها .. فهل هذا هو العذاب الذي أصبح قدري .. ؟!!
أعيش مكتفيا بحبك في صمت, أتأملك من بعيد وأستمتع بخيالك في خلوتي بعيدا عن العيون المتطفلة .. والقلوب المتحجرة, التي تضع على الحب قيودا, وتنظر إليه باشتباه كأنه مجرم.. ثم تغرق في سباتها المتحجر .. !
يطغى الشعور بوحدتي على ليلى .. أنا البعيد أبدا والمنسي أبدا .. ولا يوجد أحد معي سوى ظلام الليل ونجوم السماء، والهواء الساكن الذي يحيط بـــى ويكاد يسحقني .. حينها استحضر صورتك, وأنت تتحركين كطائر يحلق في سماء الأحلام بنشوة.. فيفرح قلبي.
ظهرت في حياتي الموحشة كنجمة الصبحية بسمرتك المغلفة بالسحر الغريب .. فابتسمت لي وضحكت معي وشاكستينى, دون أن تعرفي أنك كنت تداوى جراحي .. وتمنحيني لمسة من حنانك وتخرجيني من هاوية مظلمة .. بطلعتك البهية التي يشرق النور معها كأنه أكسير الحياة الذي روى قلبي فأعاد إليه الحياة من جديد .
أنت البيت وأنت الحب .. وأنت الأحلام وخفقات الفؤاد ..
أنت كل شىء من أول البدء حتى الانتهاء ...
--------------------

-* مقطع من رواية رسائل إلى ميسون



#سعيد_رمضان_على (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جمعة تغييب الوطن
- الثورة في مصر مصالح ومناصب ..!!
- الأطماع الصهيونية في سيناء
- هل يغيب الوطن من جديد ؟
- أحرار في بلد حر ..!!
- البدو، حق الهوية والمواطنة
- السينما المصرية والإعاقة
- هوامش على دفتر السفارة الإسرائيلية
- إسرائيل، ودعاوى الهزيمة
- موسى الدلح ، بدو سيناء والبحث عن حق المواطنة في مصر
- سيناء، وأوهام التعمير
- المجتمعات البدوية، تراث وثقافة
- مصر، بين الحواة والمهرجين
- سيناء، استراتجيات وخفايا
- سيناء تدفع ثمن الإهمال
- ملامح القهر والرفض في قصص سعودية
- الجسور الفلسطينية
- الحرب الأهلية بدأت بمصر
- تراث السلاطين في حكم الشعوب
- الثورة والسلاحف


المزيد.....




- مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 84 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
- إبراهيم نصر الله: عمر الرجال أطول من الإمبراطوريات
- الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
- يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
- معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا ...
- نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد ...
- مايكروسوفت تطلق تطبيقا جديدا للترجمة الفورية
- مصر.. اقتحام مكتب المخرج الشهير خالد يوسف ومطالبته بفيلم عن ...
- محامي -الطلياني- يؤكد القبض عليه في مصر بسبب أفلام إباحية
- فنان مصري ينفعل على منظمي مهرجان -القاهرة السينمائي- لمنعه م ...


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعيد رمضان على - رسائل إلى ميسون