مؤيد عبد الستار
الحوار المتمدن-العدد: 1038 - 2004 / 12 / 5 - 08:27
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
تابعت بعناية مقالات الدكتور احمد ابو مطر عن زيارته لكردستان ، وتاتي اهميتها من كونه كاتب فلسطيني عاش ودرس في العراق ورحل فيما بعد الى دمشق واخيرا استقر في اوسلو مثله مثل العديد من العراقيين الذين اختاروا المنافي او اجبروا على الرحيل اليها.
في حديثه عن زيارته الاولى لكردستان ، ودخوله من بوابتها الحدودية ابراهيم الخليل، يستعيد ذكرى مدينته الفلسطينية الخليل وحرمها الابراهيمي ، وكأن قدر الفلسطيني ، مرتبط بقدر الكردي ، الذي تتشابه بينهما الاوطان والبلدات والاسماء.ومن جميل مقارنته في الحدود بين الاستقبال الجميل الذي وجده في اول نقطة كردية ، والصعوبات التي عاشها قبلها، فمع الشاي والشوكولاته التي يقدمها له حرس الحدود ، والترحيب الحضاري الذي لمسه ، يعقد مقارنة لافتة ، لها صداها في مستقبل السفر والسياحة الى كردستان.
ولاتفوت مطر ملاحظة تطور مدينة السليمانية ، وزيارة معتقل التعذيب الكريه ، في المدينة والذي حوله الانسان الكردي الى ملعب لتسلية الاطفال ونزهة الكبار.
وتاتي زيارته لحلبجة ليستذكر من خلالها جرائم النظام الصدامي الذي قصفها بالاسلحة الكيمياوية، فقتل الالاف من ابنائها الابرياء. ويقارن بين حلبجة ومذبحة دير ياسين التي راح ضحيتها نحو اربعمائة فلسطيني، والتي تدرس في المدارس العربية باعتبارها من الجرائم البشعة ، ويتساءل فيما اذا كان في المناهج الدراسية العربية مكان لماساة حلبجة التي راح مايزيد على الخمسة الاف كردي شهيدا فيها. وهو لعمري تساؤل بليغ نتمنى ان يتحقق على الاقل في المناهج الدراسية في العراق.
واظن اني سبق و التقيت السيد احمد ابو مطر في دمشق عام 1986، وكان يومها يدير دار صبرا وشاتيلا ، وكنت اروم طبع كتابي اجراس الرحيل ، الذي حالت صعوبات النشر المعروفة على طبعه في دمشق ، فطبع فيما بعد بلبنان. واذا بي التقي به بعد كل هذه السنوات على صفحات صحيفة الاتحاد الغراء يكتب عن كردستان بصدق ونزاهة.
تحية لاحمد ابو مطر واتمنى ان يتردد الاخوة الكتاب العرب وغيرهم على كردستان ليروا ويكتبوا مايشاهدون ليطلع القارئ والمواطن العربي على حقيقة الكرد وكردستان.
واتمنى ان توجه الدعوة من قبل المنظمات الكردية للعديد من الفنانين والمسرحيين والتشكيليين والموسيقيين والسينمائيين ليكونوا على دراية من حقيقة المشاعر الكردية والاوضاع في كردستان، فان العلاقة الحقيقية مع الشعب الكردي هي امتياز مع المبدعين والفنانين والصحفيين الذين يستطيعون نشر ونقل مايشاهدون لشعوبهم.
#مؤيد_عبد_الستار (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟