أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطب , والعلوم - نبيل حاجي نائف - التفكير الأولي والتفكير بالتفكير















المزيد.....

التفكير الأولي والتفكير بالتفكير


نبيل حاجي نائف

الحوار المتمدن-العدد: 3486 - 2011 / 9 / 14 - 00:02
المحور: الطب , والعلوم
    


الأفكار والتفكير
تنشأ الأحاسيس (أوالأفكار الأولية ) نتيجة تيارات كهربائية عصبية ترسلها المستقبلات الحسية بكافة أشكالها الخارجية والداخلية , وبعد معالجتها في بنيات الدماغ , فهي نتيجة خصائص التيارت والمجالات كهرطيسة العصبية التي تجري في الدماغ . وخصائص الأفكار وتأثيراتها وقواها ناتجة عن خصائص التيارات الكهربائية والمجالات الكهرطيسية العصبية . وتأثير الأفكارعلى المادة وقواها الفيزيائية , هي ناتجة عن هذه الخصائص .
فقوى الفكر التي أدهشت الإنسان هي ناتجة عن استخدام خصائص وقوى الكهربائية الكهرطيسية ذات المشأ العصبي , وهذه القوى يعتبرها الكثيرون قوى غير مادية , ولكن الآن ونتيجة تطور الفيزياء وباقي العلوم تعتبر المادة والكهرباء والمجالات الكهراطيسية هي ذات أصول واحدة ويمكن أن تتحول إلى بعضها البعض الأخر .

إن الكثير من الكائنات الحية تفكر نتيجة أحاسيسها, فهي تعالج المدخلات الحسية وتقوم بالاستجابات المناسب لها , وكذلك تقيمها وتصنفها وتضعها في ذاكرتها , وتتعلم الكثير من الأمور , ولكنها لا تستطيع أن تعالج أفكار تمثل الأحاسيس أو الأشياء , فليس لديها لغة مثلنا يمثل فيها كل شيء , تمكنها من ذلك . لقد راى البعض أن التفكير من دون لغة صعب أو غير ممكن عندما أخذت طريقة تفكيرنا المتطورة كمثال للتفكير .

عندما تنظر إلى الشجرة وتحس تأثيراتها , شكلها , وأوانها , ورائحتها . . الخ تكون في هذه الحالة تشعر وتفكر بأحاسيسك . وهذا ما تملكه كافة الحيوانات الثديية .
ولكن بعد أن تغادر الشجر وتنتهي الأحاسيس بها , يمكنك أن تستعيد أو تتذكربشكل إرادي تلك الشجرة وما أحدثت فيك من أحاسيس وتأثيرات , وهذا على الأغلب لاتملكه كافة الكائنات الحية .
ماهو الفرق بين هتين الحالتين , الإحساس والتفكيرالمباشر به من جهة , وتذكر هذا الإحساس بعد حدوثه من جهة أخرى , أي إعادة أضرام الشعور بالأحاسيس السابقة بشكل إرادي وليس نتيجة التداعي .
وكذلك ما الفرق بين تناول الطعام وما يحدثة من أحاسيس , وتصور أو تذكر أو التفكير في تناول الطعام وما يحدثه من أحاسيس . ممارسة الحب , وتصور أو التفكير في مما رسة الحب .
عيش المشكلة أو المصيبة , وتصور أو التفكير في المشكلة أوالمصيبة . عيش التفوق والنجاخ , وتصور الفوز والنجاح . عيش الآلام والأوجاع , تصور الآلام والأوجاع , وما الفرق بين زيارة بلد والسياحة فيها , وبين مشاهدة ذلك في السنما أو التلفزيون , أو تذكر زيارة سابقة وما جرى فيها . ما الفرق بين سماع لحن أو أغنية , وبين تذكر أو تصور سماع لحن أو أغنية . ما هي خصائص كل من هذين الوضعين , أيهما أشد تأثراً أو أشد قوة ؟ وأيهما أجمل وأحلى ؟
هناك فروق بالدرجة والمسوى والطبيعة
فأنا عندما أقرر الذهاب في رحلة , أمرّ بتصورات لأحاسيس وانفعالات كثيرة قبل حدوث الرحلة , وهذه تؤثر على أحاسيسي عند حدوث الرحلة فعلاً وتتفاعل معها .
هل الترقب والتوقع لأحاسيس معينة ثم حدوثها , هل يزيد أو ينقص من تأثيرها ؟ وهل يغير من تأثيراتها ؟ الظاهر نعم يغير .

يمكننا اعتبار التفكير بالأحاسيس التي تستدعى من الذكرة إرادياً هو شكل أولي من التفكير بالتفكير , و بنشوء اللغة المحكية لدينا تطور التفكير بالأحاسيس ليصبح تفكير بكلمات ترمز للأشياء وغالبية الأمور حياتنا , وكان تأثيرالحياة الاجتماعية ونشوء اللغة المكتوبة ونشوء الثقافة وتطورها , هو الذي سمح لقدرتنا على التفكير بالأفكار وجعلها متطورة بهذا الشكل .
فالذي سمح لنا أن نفكر في تفكيرنا هو اللغة بالإضافة للحياة الاجتماعية التي أنشأت الثقافة , ولولا اللغة لما كنا نستطيع أن نفكر في تفكيرنا وتميزنا عن باقي الكائنات الحيّة في طريقة وأسلوب تفكيرنا .
إذاً أهم العوامل التي سمحت لنا التفكير بالأفكار هو امتلاكنا للغة محكية ومن ثم مكتوبة متطورة . طبعا بالإضافة لوجود الذاكرة اللغوية المتطورة - وإمكانية نسخ الأفكار أو تذكرها - والتراسل بين فصي الدماغ - واستعمالنا التغذية العكسية أو جدل الأفكار - فهم عوامل أساسية أيضاً .
إن الاستدعاء الإرادي لفكرة ( أو إحساس ) لإعادة معالجتها هو الذي يسمح بالتفكير بالأفكار . وأيضاً رصد أفكار الآخرين والتفكير فيه هو بمثابة تفكير بتفكيرهم , وهذا ما أدى إلى تطور وتوسع قرات ومجالات التفكير بالتفكير .
فللغة دور أساسي وهام في نشوء قدرتنا على التفكير بالتفكير , ويمكن اعتبار تصور كيفية حدوثه هو بمثابة تفكير بالتفكير , وأن الجدل الفكري الذاتي هو تفكير بالتفكير . والتفكير بالتفكير هو الذي وسع وعينا وميزنا عن باقي الكائنات الحية المتطور والتي تفكر بطريق جيدة ولكنها لا تملك لغة متطورة , لذلك لا تستطيع التفكير مثلنا .

فنحن البشر نتيجة اللغة والتواصل والعلاقات الاجتماعية والثقافة , أصبحت غالبية التأثيرات علينا تتأثر بما يخزن في ذاكرتنا من أحاسيس وأفكار وعواطف وانفعالات وإيحاءات وتوقع وترقب وآمال , نتيجة الثفافة المتوارثة , وصارت تلك التأثيرات تفوق كثيراً تأثيرات الأحاسيس المباشرة . مع أن في بداية حياتنا تكون الأحاسيس المباشرة هي المؤثرة فقط , وبالتدريج يتم التسجيل القوي والهام في ذاكرتنا نتيجة الحياة الاجتماعية والثقافة .

فالمقصود بالتفكير بالتفكير هو رصد أفكارنا والتفكير فيها أي التفكير بأفكار مرمزة بكلمات ( وفي الأساس التفكير يشبه التذكر ويعتمد عليه , فالتفكير هو شكل من التذكر مع حدوث استجابات فكرية متسلسلة في نفس الوقت ) , ولا يمكننا فعل ذلك إذا لم تمثل هذه الأفكار ببنيات فكرية لغوية ( أي أفكار مرمزة) يجري استدعاؤها من الذكرة والتفكير فيها ( يمكن العودة لمقال . الدماغ " لدينا " كيف يفكر . ) , فنحن نستطيع رصد أحاسيسنا أثناء حدوثها أو استدعاء صور لها من الذاكرة بعد حدوثها , أي نستطيع التفكير بها أكان أثناء حدوثها , أوعند استدعاء صور أو تسجيلات لها من الذاكرة .
ونحن نستطيع تمثيل أي شيء بكلمة ترمز إليه , فنحن نستطيع بواسطة اللغة تمثيل أي شيء بكلمات حتى العواطف المفاهيم المعقدة مثل العدالة والأخلاق . . . الخ .
ونحن في تواصلنا وتعاملاتنا مع بعضنا نعتمد بشكل أساسي على الكلمات وهي رموزالأفكار أي نتعامل بالأفكار.
فالثقافة والأدب القصص والروايات والشعر, وكافة العلاقات البشرية تستخدم أو تعتمد بشكل أساسي على التفكير بالأفكار .

علاقة التفكير بالأفكار بظهور الوعي الراقي المتطور لدينا .
عندما قال ديكارت : " أنا أفكر إذاً أنا موجود " فهو كان يفكر بالتفكير وبشكل متطور يعتمد على ثقافة متطورة , وهذا لا يستطيعة أي كائن حي غير الإنسان الذي يملك ثقافة متطورة , فهذا الإنسان يكون مدرك وواعي لأبعاد الوجود وأبعاد " أناه أو ذاته " .
إن " أنا أفكر " تتضمن التفكير في الفكير أو رصد التفكير , لأنّ الأنا التي هي ناتج تفكير يرصد التفكير وتفكر فيه , أي تفكر بالتفكير . فنحن الوحيدين من بين الكائنات الحية الذين يمكننا أن نفكر في تفكيرنا ونرصده .
لذلك مفهوم " الأنا " و إدراك الذات والوعي المميز والواضح لها , غير موجود لدى كافة الكائنات الحية , ربما ينشأ وعي بسيط لذاتها عندما يربها الأنسان فترة طويلة ويتعامل معها باللغة , فيعطيها أوامر ويتلقى منها أوامر , وتشكل رفقة وصداقة معه .



#نبيل_حاجي_نائف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أمنّا الحياة
- محاولة لفهم الأسس العصبية للأحلام
- كيف نشأت أنظمة الحكم الديمقراطية ,وكيف نطورت.
- نحن البشر كيف نفكر
- العلم أم الفن
- حل لغز - سبعة -
- كيف نبنى أحكامنا .
- الإيحاء وغسيل الدماغ
- الإعلام الورقي والإعلام الإلكتروني
- غريزة المعرفة . الفلسفة من منظور العلم
- العبقرية والإبداع لا تورث
- محاولة لفهم لغز الوعي
- دور ووظيفة الدين
- دماغ الإنسان , كيف يفكر أسس التفكير السببي والمنطقي لدينا
- العلم والفلسفة والفن
- الإرادة , الحرية , السلطة
- نظرة مختلفة للواقع
- المعرفة , والوجود
- الطبع والشخصية
- السوبرمان قادم


المزيد.....




- 6 عادات يومية تدمر صحة دماغك وتسبب الزهايمر.. كيف تؤثر سماعا ...
- حقائق هامة عن الفلورايد في مياه الشرب والملح ومعجون الأسنان ...
- أغرب الأمراض النفسية ..حرامى فى بيتى..اضطراب يوهمك باحتيال أ ...
- 8 نصائح لممارسة الرياضة في الهواء الطلق فى فصل الشتاء
- بتفاصيل غير مسبوقة.. رصد اصطدام مجري يحدث انفجارا هائلا في ا ...
- فواكه منخفضة السعرات الحرارية تفيدك خلال رحلتك لإنقاص الوزن ...
- أغاني لولو للسنة الجديدة.. تردد قناة وناسة 2025 Wanasah TV ع ...
- أسباب السعال المستمر بعد الإصابة بنزلة البرد.. متى يجب زيارة ...
- لا تهمل هذه النصائح مع تناول الحبوب الكاملة
- مفاهيم طبية.. أنواع العلاج الهرمونى وكيف يستخدم مع السرطان ...


المزيد.....

- هل سيتفوق الذكاء الاصطناعي على البشر في يوم ما؟ / جواد بشارة
- المركبة الفضائية العسكرية الأمريكية السرية X-37B / أحزاب اليسار و الشيوعية في الهند
- ‫-;-السيطرة على مرض السكري: يمكنك أن تعيش حياة نشطة وط ... / هيثم الفقى
- بعض الحقائق العلمية الحديثة / جواد بشارة
- هل يمكننا إعادة هيكلة أدمغتنا بشكل أفضل؟ / مصعب قاسم عزاوي
- المادة البيضاء والمرض / عاهد جمعة الخطيب
- بروتينات الصدمة الحرارية: التاريخ والاكتشافات والآثار المترت ... / عاهد جمعة الخطيب
- المادة البيضاء والمرض: هل للدماغ دور في بدء المرض / عاهد جمعة الخطيب
- الادوار الفزيولوجية والجزيئية لمستقبلات الاستروجين / عاهد جمعة الخطيب
- دور المايكروبات في المناعة الذاتية / عاهد جمعة الخطيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الطب , والعلوم - نبيل حاجي نائف - التفكير الأولي والتفكير بالتفكير