|
أردوغان وتصدير حلم الخلافه الخفي للمصريين؟!
عبد صموئيل فارس
الحوار المتمدن-العدد: 3485 - 2011 / 9 / 13 - 16:23
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
هذه الايام تحفل القاهره بزيارة رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان علي رأس وفد رفيع المستوي يضم اكثر من 300 رجل اعمال ونخبه كبيره من وزراءه داخل حكومته الحاليه وقد استقبل من قبل التيار الاسلامي كأنه احد الغزاه القادمين لمصر والذين هم اجداد اردوغان من ارباب الدوله العثمانيه
ولد أردوغان في 26 فبراير 1954 في إسطنبول. لأسرة من أصل جورجي أمضى طفولته المبكرة في ريزة على البحر الأسود ثم عاد مرة أخرى إلى إسطنبول وعمرهُ عاماً.نشأ أردوغان في أسرة فقيرة فقد قال في مناظرة تلفزيونية مع دنيز بايكال رئيس الحزب الجمهوري ما نصه: "لم يكن أمامي غير بيع البطيخ والسميط في مرحلتي الابتدائية والإعدادية؛ كي أستطيع معاونة والدي وتوفير قسم من مصروفات تعليمي؛ فقد كان والدي فقيرًا" .أتم تعليمه في مدارس "إمام خطيب" الدينية ثم في كلية الاقتصاد والأعمال في جامعة مرمرة.
ام 1998 اتهُم أردوغان بالتحريض على الكراهية الدينية تسببت في سجنه ومنعه من العمل في الوظائف الحكومية ومنها الترشيح للانتخابات العامة بسبب اقتباسه أبياتاً من شعر تركي أثناء خطاب جماهير يقول فيه:مساجدنا ثكناتنا قبابنا خوذاتنا مآذننا حرابنا والمصلون جنودنا هذا الجيش المقدس يحرس ديننا
لم تثنِ هذه القضية أردوغان عن الاستمرار في مشواره السياسي بل نبهته هذه القضية إلى كون الاستمرار في هذا الأمر قد يعرضه للحرمان للأبد من السير في الطريق السياسي كما حدث لأستاذه نجم الدين أربكان فاغتنم فرصة حظر حزب الفضيلة لينشق مع عدد من الأعضاء منهم عبد الله غول وتأسيس حزب العدالة والتنمية عام 2001.منذ البداية أراد أردوغان أن يدفع عن نفسه أي شبهة باستمرار الصلة الأيديولوجية مع أربكان وتياره الإسلامي الذي أغضب المؤسسات العلمانية مرات عدة، فأعلن أن العدالة والتنمية سيحافظ على أسس النظام الجمهوري ولن يدخل في مماحكات مع القوات المسلحة التركية وقال "سنتبع سياسة واضحة ونشطة من أجل الوصول إلى الهدف الذي رسمه أتاتورك لإقامة المجتمع المتحضر والمعاصر في إطار القيم الإسلامية التي يؤمن بها 99% من مواطني تركيا خاض حزب العدالة والتنمية الانتخابات التشريعية عام 2002 وحصل على 363 نائبا مشكلا بذلك أغلبية ساحقة. لم يستطع أردوغان من ترأس حكومته بسبب تبعات سجنه وقام بتلك المهمة عبد الله غول. تمكن في مارس عام 2003 من تولي رئاسة الحكومة بعد إسقاط الحكم عنه.
بعد توليه رئاسة الحكومة عمل على الاستقرار والأمن السياسي والاقتصادي والاجتماعي في تركيا، وتصالح مع الأرمن بعد عداء تاريخي، وكذلك فعل مع يونان، وفتح جسورا بينه وبين أذربيجان وبقية جمهوريات السوفيتية السابقة، وأرسى تعاونا مع العراق وسوريا وفتح الحدود مع عدة الدول العربية ورفع تأشيرة الدخول، وفتح أبوابا اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا وثقافيا مع عدة البلدان العالمية، وأصبحت مدينة إسطنبول العاصمة الثقافية الأوروبية عام 2010، اعاد لمدن وقرى الأكراد أسمائها الكردية بعدما كان ذلك محظورا، وسمح رسميا بالخطبة باللغة الكردية
أردوغان وجائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام
منحته السعودية جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام (لعام 2010 - 1430 هـ). وقال عبد الله العثيمين الأمين العام للجائزة إن لجنة الاختيار لجائزة خدمة الإسلام التي يرأسها ولي العهد السعودي الأمير سلطان بن عبد العزيز اختارت أردوغان لقيامه بجهود بناءة في المناصب السياسية والإدارية التي تولاَّها، "ومن تلك المناصب أنه كان عمدة مدينة إسطنبول حيث حقَّق إنجازات رائدة في تطويرها. وبعد أن تولَّى رئاسة وزراء وطنه تركيا أصبح رجل دولة يشار بالبنان إلى نجاحاته الكبيرة ومواقفة العظيمة؛ وطنياً وإسلاميا وعالمياً". وقد تم منحه شهادة دكتوراة فخرية من جامعة أم القرى بمكة المكرمة في مجال خدمة الإسلام بتاريخ 1431/3/23 هـ
اردوغان الذي يتخذ مواقف بطوليه شكليه مع الحليف الاكبر في المنطقه وهي اسرائيل جاء الي مصر بعد ان قام بتخفيض التمثيل الدبلوماسي لاسرائيل واشار الي طرد السفير ولكن علاقات تركيا باسرائيل تمتد لاكثر من ذلك بكثير فهناك علاقات عسكريه وتجاريه وسياحيه وعمليات الشد هذه ليست إلا محاولة كسب تاييد اسرائيلي لتركيا في محافل دوليه في امور سياسيه اخري
وبمحاولته في نفس الوقت زيارة مصر بهذا الشكل فهو رساله لاسرائيل ايضا انه قادر علي كسب الشارع المصري سواء بمواقفه او حتي بحضوره وزيارة مصر الاولي بعد قيام الثوره المصريه وتقديم بعض الاستثمارات وما الي ذلك تركيا اكثر المستفيدين من التوتر الحادث في مصر سياسيا فاغلب شركات السياحه العالميه المتعاقده مع الحكومه المصريه عقب اي توتر يحدث داخليا تتم نقل افواجها الي تركيا مباشرة ثم ان الاسستقرار السياسي هناك يعطي تركيا ثقلا دوليا اكثر والاتراك يعلمون جيدا انه لا استغناء عن علاقتهم باسرائيل ولن يستطيعوا ذلك فمفتاح البوابه الشرقيه للاوروبيين يكمن في تاييد الولايات المتحده وحليفتها في المنطقه اسرائيل
زيارة اردوغان لمصر تحمل خفايا احلام اردوغان الغير ظاهره والقابعه في عقله الباطن كونها مرتبطه بعقيدته الدينيه الاسلاميه وهو ما وضح خلال زيارته ونزوله الي مطار القاهره مع حلفاءه من الاخوان المسلمين وزيارته الي المؤسسات الدينيه في اعتقادي هدف الزياره الاول هو تغذية حلم الخلافه وتصدير مفهوم الدوله الدينيه الذي هو الضربه القاتله لمصر الحديثه فهو يرأس حزبا حاكما الان في تركيا له توجهات اسلاميه لكنه ينادي بعلمانية الدوله ولا يستطيع ان يحيد عن هذا ولكنه جاء الي مصر يصدر لها الدوله الدينيه ويغذي التيارات المناديه بذلك لآسقاط مصر دوليا وحضاريا فالكل اجتمع علي ان سلاح قتل المصريين يكمن فيما يعتقدون ويدينون ولا عزاء في وطن تحت رحمة المتمشيخين
#عبد_صموئيل_فارس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
جمعة تصحيح المسار والضرب علي الاوتار؟!
-
غسل الجريمه بإسم الدين؟!
-
مزاد مفتوح علي باب الوطن
-
هل ستكون الديمقراطيه طريقا للديكتاتوريه؟!
-
هكذا ستتجه مصر ؟!
-
هل مصر علي أبواب موجة إرهاب جديده ؟!
-
العسكر يسقطون دولة القانون في مصر؟!
-
بعض الاقباط عن غير قصد يدشنون حالة الانعزال ؟!
-
ماذا لو حشدت الكنيسه الاقباط لمدنية الدوله؟!
-
في رمضان صراع بين الدوله الدينيه والمدنيه!
-
في جمعة وحدة الصف الريال سيطر علي الميدان؟!
-
مشاهد داخل مجمع محاكم زنانيري؟!
-
الثوره المصريه بين موقعتي التحرير والعباسيه ؟!
-
ثلاثة مشاهد في التحرير؟!
-
الآن يتم تطبيق سيناريو البلطجه للانقضاض علي الحكم؟!
-
العسكر من تحية الشهداء الي الوعيد بأصبع السبابه؟!
-
قريبا مبارك الرئيس الراحل ؟!
-
الحلقه الاخيره في نظام مبارك
-
إنقذوا نقابة المهندسين المصريه؟!
-
صمت الغزوات للانقضاض علي أم الحضارات؟!
المزيد.....
-
طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال
...
-
آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|