أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن - زارا صالح - حول اشكالية مفهوم ( التدخل الخارجي في سوريا )














المزيد.....

حول اشكالية مفهوم ( التدخل الخارجي في سوريا )


زارا صالح

الحوار المتمدن-العدد: 3485 - 2011 / 9 / 13 - 10:23
المحور: اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن
    


شهدت سوريا في العقود الخمسة الماضية غيابا للحياة السياسية في ظل السيطرة المطلقة لحزب البعث وادواته الامنية فتحول ( الوطن ) الى سجن كبير شوهت فيها ثقافة الانسان السوري ( المتلقي ) نتيجة ادلجة الحياة السياسية في ظل البرباغاندا العروبية-القومية-الشعاراتية لوسائل الاعلام الرسمية, فترسخت مصطلحات ومفاهيم مشوهة مازالت متداولة الى يومنا هذا بين النخب السياسية والثقافية جراء تلك الببغائية والتفكير النمطي حول العديد من القضايا. عموما فان عمليات المسخ ( الغسيل الدماغي ) كانت نتيجة حتمية لسنوات عديدة من التكرارفي دولة الاستبداد والعيش في ظل الارهاب والخوف فمثلا هناك من أبناء الشعب السوري من يردد اسم( حافظ الاسد ) عفويا عندما يتم الحديث عن رئيس الدولة, وكيف لايكون ذلك اذا علمنا بان التلفزيون السوري( كمثال ) كان يبرمج لعقود بنفس الاسم والموسيقى ومقدم البرنامج الذي يظل قائما على عمله حتى لحظة مماته ( قد يكون في احدى حلقات البرنامج ), هذا مثال بسيط اوردناه ناهيك عن كافة أمور وتفاصيل الحياة في سوريا الذي تعرض لهذا المسخ الممنهج.
يتعرض الشعب السوري اليوم الى حملة ابادة وجرائم بحق الانسانية على يد هذا النظام الذي اغتصب الوطن منذ البداية واغترب عنه أي ان هذا النظام لاينتمي اليه خاصة اليوم وهو يحلل دم شعبه ويقتله وهذا يلغي صفة الانتماء الى هذا البلد,بل يعتبر جسما غريبا وعدوا خارجيا بكل المعايير وهو يمثل ( التدخل الوحشي الخارجي ),علما بان هذا النظام هو الذي حور مصطلح الدعم الدولي ( التدخل الخارجي ) واصبح ذلك مرتبطا بمفهوم ( الوطنية والسيادة ) في العقل الباطني وحسب مقاييس النظام ويتم التعاطي معه غريزيا,وهذا ما احدثت اشكالية كبيرة لدى نخب المعارضة السورية وكيفية تناولها لمفهاهيم ( الحماية الدولية- الدعم الدولي –التدخل الخارجي لحماية الشعب الاعزل و....). والسؤال الهام الذي يطرح نفسه الان وفي ظل هذا العدد الهائل من الشهداء يوميا واصرار النظام على خياره العسكري ولن يتراجع عنه ابدا وفي المقابل فان الشعب السوري ايضا لن يتنازل عن حريته ويعيشها يوميا تحت ازيز الرصاص,
اذا كيف سيتم التعاطي مع هذه المعادلة الغير متكافئة من اجل حقن دماء الابرياء والخروج باقل الخسائر والتسريع في عملية اسقاط هذا النظام؟؟
ان سلمية الثورة السورية قد احرجت بالفعل المجتمع الدولي ( رغم تحركه الخجول والمتأخر في تعاطيه مع الملف السوري ) ولكن الذي ساهم وبشكل غير مباشر في ذلك هو ببغائية القوى السياسية المعارضة وبشكل ميكانيكي وتكرار مقولة ( نحن ضد التدخل الخارجي ) دون توضيح وفهم لحقوق الشعوب ومبدأ الوطنية والسيادة والتزامات الامم المتحدة ومجلس الامن ومجلس حقوق الانسان لكي يبادروا سريعا لحماية المدنيين والشعب الاعزل من جرائم القتل الوحشي خاصة بعد قرار النظام باعلان النفير العام في الجيش والبدء بحرب استنزاف طويلة المدى. في حين نرى البعض الاخر يطلب نجدة دول اقليمية ( مثل تركيا ) ولايعتبره تدخلا خارجيا بل مساعدة من صديق , علما بان تركيا دولة محتلة لاراضي سورية مثلها مثل اسرائيل فالطرفان محتلان فلماذا واحد منهم صديق والاخر عدو؟؟
اذا نحن امام مغالطات سياسية وفكرية موروثة عن ثقافة النظام و بحاجة لاعادة تصحيح ودراسة وتجاوز لهذا المسخ الثقافي لمنظومة العقل السياسي والمجتمعي لتواكب هذه الثورات الشبابية ضد الاستبداد فكرا ومنظومة ثقافية.



#زارا_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حقوق الكرد في سوريا بين الضبابية والانكار
- ما هو سر هذا التهافت التركي على احتضان المعارضة السورية


المزيد.....




- من معرض للأسلحة.. زعيم كوريا الشمالية يوجه انتقادات لأمريكا ...
- ترامب يعلن بام بوندي مرشحة جديدة لمنصب وزيرة العدل بعد انسحا ...
- قرار واشنطن بإرسال ألغام إلى أوكرانيا يمثل -تطورا صادما ومدم ...
- مسؤول لبناني: 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية عل ...
- وزيرة خارجية النمسا السابقة تؤكد عجز الولايات المتحدة والغرب ...
- واشنطن تهدد بفرض عقوبات على المؤسسات المالية الأجنبية المرتب ...
- مصدر دفاعي كبير يؤيد قرار نتنياهو مهاجمة إسرائيل البرنامج ال ...
- -استهداف قوات إسرائيلية 10 مرات وقاعدة لأول مرة-..-حزب الله- ...
- -التايمز-: استخدام صواريخ -ستورم شادو- لضرب العمق الروسي لن ...
- مصادر عبرية: صلية صاروخية أطلقت من لبنان وسقطت في حيفا


المزيد.....

- مَوْقِع الحِوَار المُتَمَدِّن مُهَدَّد 2/3 / عبد الرحمان النوضة
- الفساد السياسي والأداء الإداري : دراسة في جدلية العلاقة / سالم سليمان
- تحليل عددى عن الحوار المتمدن في عامه الثاني / عصام البغدادي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن - زارا صالح - حول اشكالية مفهوم ( التدخل الخارجي في سوريا )