أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - هيثم محسن الجاسم - خريفنا ماكان ربيعا ولكن ممكن ...














المزيد.....

خريفنا ماكان ربيعا ولكن ممكن ...


هيثم محسن الجاسم

الحوار المتمدن-العدد: 3484 - 2011 / 9 / 12 - 23:18
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    




يحسب السواد الاعظم من العراقيين ان الربيع العربي خرج من معطف الخريف العراقي وانا المظلل مثلهم صدقت بتلك الافكار الناصعة البياض ثم استحالت مع الزمن الى صفحة رمادية كالحة لفحتها سموم انفاس اسنه وكريهة للحالمين بسلطان وهيلمان العراق .
ومن غدر الزمان ان أمتطى العرش نفر اصطادتهم شباك امريكا والتقطتهم من مستنقعات الارض لترميهم في احضاننا غرباء وصدقنا دعواهم بان ولائهم غير منقطع للعراق وأمناهم وأمنونا .
وامسكوا الكراسي المهجورة التي خلفها طغاة الامس بقبضات دبقة خشية الانفلات والعودة لمزبلة كانت جنة يوما اغبر ابدلها الاحتلال بجنة العراق المترامية الافاق في غفلة من اهله وابنائه الذين سامهم الطاغية سوء العذاب فذبلوا ووهنوا وياسوا وتقبلوا حتى السم الرعاف ليواصلوا الحياة واعتقدوا جازمين انها ساعة الخلاص من العذاب المقيم .
وترنحت من وهن وثقل لايطاق حملني به الزمان وانا ارى الحر ذليلا والذليل متسلقا وثريا وواثقا ان لاعودة للمزبلة التي كان يرتع فيها مع الراتعين . وان بركات الاحتلال الامريكي خالدة حيث انتشلتهم ونظفتهم وعلمتهم الايات وسرها ليخطبوا بنا نحن الجهال وعودا خاوية باسم الحرية والديمقراطية والتغيير وصدقنا ان الساعة قائمة لامحال وفعلها الزمان واستبدل الله الفجرة والطغاة بالفجار والمنافقين والدجالين واكلة لحم الميت الذين التم شملهم في بغداد وكانت ساعة اللقاء في مجلس الشيطان وقرروا واد مستقبل العراق جهارا بمذبح المحاصصة الطائفية ومبايعة الاحتلال علنا باسم الديمقراطية والحرية . ونحن نتلذذ ببركات الاحتلال التي يمنحنا اياه من اموالنا السائبة لمن هب ودب باسم عدم اهلية القادة الجدد لاادارة البلاد الذي جاءوا على ظهر الدبابة الامريكية من الشتات لايجيدون من حكم البلاد وحكم الشعب بالطرق الحديثة شيئا.
ودارت الساعة بعكس الاتجاه وذهل العراقيون الذين لم يعتقدوا يوما ان الساعة ستدور الى الوراء . وخاض السفهاء والشواذ والقتلة والمتسلقين من المنافقين واراذل الناس في السياسة واصبح حتى شق ساقية للمياه الاسنة سياسة ودارت الايام والليالي وشح المطر واستغاث الناس وصاحوا واستصرخوا ومامن مغيث لهم لامن بعيد او قريب بل زادوهم قادتهم الجدد حطبا فوق نار الاحتلال .
واستفاق السواد الاعظم من العراقيين يوم احرق البوعزيزي نفسه وكلهم اعتقاد ان فعل النبيذ العراقي قد بدا مفعوله في البلاد العربية وصدقوا مثلهم اشاعة الخلاص من الطغاة وهذا التونسي الاصيل ثمل واحرق نفسه في ساحة عامة طلبا للحرية والخلاص من ظلم الانظمة العربية وكانت الشرارة الاولى في عصر العولمة .
ومرت الايام والليالي وتحقق حلم البوعزيزي بالحرية واذابت ناره الثلج الازلي الغافي على الجبل العربي وراحت السيول العارمة تحطم الحدود والحواجز والمصدات للانظمة العربية الدكتاتورية وانهارالسد العالي واحترقت بنغازي بنار البوعزيزي لتنبعث من تحت الرماد حرة وشامخة ولازالت النار تحرق بالبلاد العربية لتعيد صنع الانسان العربي الجديد .
وتصور العراقيون كل ذلك بفعل الخريف العراقي . واستفاقوا لحظة اكتشفوا ان الربيع تورق فيه جروح وتضحيات الشهداء وليس المغدروين الذين قتلوا بايدي الارهابيين القذرة في سوق المساومات للاحزاب السياسية الغير شرعية التي حوسمت عرش العراق وحتى اهله كأي كعكة حلوة المذاق يقطعوها بسكين الاحتلال ثملين حتى النخاع وسادرين بغيهم نهبا وفسادا وباذان صماء لكل نداء يخرج من افواه ضحاياهم ابناء العراق .
عندها ايقن السواد ان الخريف لايشبه الربيع ابدا وان امريكا قد ظللتهم باحابيلها الشيطانية ولم تات لتحررهم من طاغيتهم بل حضرت بحديدها وبارودها لتولي عليهم من باعة الضمائر وطالبوا الثراء والهيلمان والسلطان وان الشعب غافل ومشغول بنفسه من ازمة لازمة ويقدم التضحيات تلو الاخرى بين الغدر الارهابي الى اهمال المؤسسات للخدمات وتوهموا ان الشعب في سبات لايستفيق الا ليجد نفسه مثلا اراد الله ان يضرب به كاهل الكهف ليكنوا عبرة للعالمين .
ولان العراق الصابر والصامد لايستسلم ابدا للعاديات والمغيرات عليه من مصائب الولاة والطغاة . يبقى الامل ان يستفيق الشعب من غفلته وحلم الحياة في ظل الاحتلال بامان وطمئنانينه او في كنف الاحزاب اللاوطنية ويعود الى اصله ونزعته الطبيعية للعيش بكرامة وكبرياء ويواصل السعي بكل والوسائل المتاحة لتغيير الاوضاع وتصحيح المسار واصلاح الخراب الذي لحق بالبلاد في كل مفصل من مفاصل الدولة عند ذلك من الممكن ان نقول ان الخريف العراقي صار ربيعا بدماء شهداء التغيير الثابتون في ميادين التحرير .



#هيثم_محسن_الجاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من قتلني انا هادي المهدي ؟!!!
- ,وراء الاخبار -من يكفل الحريات والحقوق الدستور ام المسؤول ؟! ...
- وراء الاخبار - الفساد برنامج الاحزاب العراقية الموحد ؟!!!
- عشية قرار العفو عن الارهاب ؟!
- تشاؤمية المثقف العراقي من تردي المجتمع واستلابه سياسيا
- مفترق طريق في مسيرة العراق الديمقراطية
- عراق التغيير من حكومة (السلفة )الى حكومة (الجودلية )
- احياء الذكرى الثانية لرحيل الشاعر العراقي كمال سبتي في الناص ...
- ماذا بعد الخوف والشعور بالخطر ؟!
- التقسيم و القواسم المشتركة بين الفرقاء العراقيين
- شهادة قصصية جولة في عالم إبراهيم سبتي القصصي انطلاقا من أخر ...


المزيد.....




- لاستعادة زبائنها.. ماكدونالدز تقوم بتغييرات هي الأكبر منذ سن ...
- مذيع CNN لنجل شاه إيران الراحل: ما هدف زيارتك لإسرائيل؟ شاهد ...
- لماذا يلعب منتخب إسرائيل في أوروبا رغم وقوعها في قارة آسيا؟ ...
- إسرائيل تصعّد هجماتها وتوقع قتلى وجرحى في لبنان وغزة وحزب ا ...
- مقتل 33 شخصاً وإصابة 25 في اشتباكات طائفية شمال غرب باكستان ...
- لبنان..11 قتيلا وأكثر من 20 جريحا جراء غارة إسرائيلية على ال ...
- ميركل: لا يمكن لأوكرانيا التفرّد بقرار التفاوض مع روسيا
- كيف تؤثر شخصيات الحيوانات في القصص على مهارات الطفل العقلية؟ ...
- الكويت تسحب جنسيتها من رئيس شركة -روتانا- سالم الهندي
- مسلسل -الصومعة- : ما تبقى من البشرية بين الخضوع لحكام -الساي ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - هيثم محسن الجاسم - خريفنا ماكان ربيعا ولكن ممكن ...