أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - ناصر عجمايا - صوريا وحلبجة صورتان لجريمة واحدة















المزيد.....

صوريا وحلبجة صورتان لجريمة واحدة


ناصر عجمايا

الحوار المتمدن-العدد: 3484 - 2011 / 9 / 12 - 19:41
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


جريمة صوريا اقترفت ضد شعبنا العراقي ، وتحديدا (الكلداني ،الكردي) المكونين الأساسيين في قرية صوريا ، قضاء زاخو ، محافظة دهوك ، القرية المتعايشة سلميا ، رغم الاختلاف الديني والقومي ، كأنهما عائلة واحدة ، متماسة تتقاسم الضراء قبل السراء ، هموم ومآسي وويلات ، الى جانب الافراح والمسرات والمناسبات ، يتقاسمان كسرة خبز وكليجة الاعياد ، واللبن والجبن والزراعة ، وحتى الضحية والضيوف ، التي كانت تزور القرية ، بما فيهم ثوار كردستان ، منذ نشوء ثورة ايلول التحررية ، كانت صوريا تحتوي على 42 عائلة تسكن 42 بيتا ، شائت الصدفة ، ام هكذا كانت النسبة متساوية تماما ، بين المكونين الكردي والكلداني ، ولكل واحد منهما 21 بيتا (عائلة) ، لكن المختار ينتخب عن طريق الاقتراع ، شائت الحكمة ان يكون كلدانيا ، كونه يحمل صفات قيادية واضحة ، لادارة القرية ومعالجة مهامها وحل مشاكلها ، كان بمثابة الاب لعائلة صوريا ، محترم من ساكني القرية ، ومن القرى الاخرى المحيطة بها ، يمتاز بالحكمة والشهامة والعمومية وكل الصفات التي تخدم الانسان والقرية معا ، كان المعني هو خمو مروكي الملقب بابو الشهيدة ليلى البطلة.
مأساة الابادة الجماعية لصوريا وقعت في 16-09-1969 ، في زمن البعث الفاشي ، الذي مارسها القزم الوحشي ، عبدالكريم الجحيشي ، كضابط متعطش للقتل وسفك الدماء الطاهرة ، وقتل كل ما هو حي بما فيها الحيوانات والنباتات ، ناهيك عن البشر ، لفقراء شعب القرية المتطلعين ، نحو العيش البسيط بمرارة الظروف ، وبناء حياة اقتصادية واجتماعية في القرية ، تليق بالعيش على المال الحلال ، بدمهم وجهدهم ، جسدهم وتعرقهم النابض ، قاهرين كل ما يعيق طريقهم ، بعملهم الانتاجي الزراعي نباتيا وحيونيا ، للوصول الى الاكتفاء الذاتي النسبي ، لكن تلك الوحشية والهمجية ، للاسف قلبت الموازين القرية وعيشها المستقر ، فهجرت شعبها ، بعد قتل الغالبية المسالمة ، مسيحية ومسلمة ، كلدانية وكردية ، شيبة وشبيبة وطفولة ، حلت الكارثة لابناء القرية ، بعد تضحيات شعبها بتلقيهم انفال صوريا ، بضحاياها البشرية ، التي تجاوزت 50 شهيدا ، وزعت على اهل العائلة الواحدة (صوريا الكردية الكلدانية) واهاليها لحد الان ينتظرون ، من حكومتي الاقليم والمركز انصافهما ، وتعديل اوضاعهما من الوجهتين المعنوية والاقتصادية ، ونقول صراحة ، ما حل بالقرية ، مهما قدمت لها لا يعوض ، والمآسي والويلات والدماء والهدم والعذاب ، الذي مورس عنفا وقتلا ودمارا والتشرد من القرية ، لا يمكنه ان يعوض شعبنا في صوريا ، لكنه مطلوب انسانيا وحياتيا ، وكتاباتنا المتواصلة ، ساهمت منذ سنوات ، ولحد اللحظة بقدر ما ، كواجب فكري وثقافي ، مطلوب من الجميع دون منّة ، لايصال جزء بسيط ، من هذه القضية المعقدة انسانيا للمعنيين ، لكن .. وللاسف العلاج لا زال يراوح ، في طريقه لاصحاب القرية المعنيين ، رغم التفاتة المسؤوليين في كردستان العراق مشكورين ، وهنا نتسائل الى متى يتم انصاف هؤلاء المظلومون يا ترى؟؟!!
علينا ان نذكر شعبنا ، نحن واثقون تماما ، لو توفرت الاسلحة الكيمياوية عند الجحيشي ، لما تردد باستخدامها أبدا ، والدليل وحشيته وممارسته ، بالقتل الجماعي لابناء وبنات وشيوخ وشباب القرية ، من دون ان يستثني احدا ، بما فيه رجل الدين الزائر للقرية ، حيث مارس كل ما هو متيسر ، من اسلحة آلية وشخصية ضد شعب صوريا ، هاجم الجميع بوحشية ، اوقفهم كالاصنام ، واعدمهم مسالمين حفات لا حولة ولا قوة ، بل سلموا قدرهم للاجرام ، بما فيها الكائنات الحية ، نباتا وحيوانا وانسانا ، وعليه الجريمة جريمة لا يمكن فصلها وافرزها ، مهما كانت كبيرة ام صغيرة ، لان الممارسة واحدة والفعل الواطي الاجرامي واحد ، مذكرين الجميع ان الجرحى لم يتم اسعافهم ، تركوا ينزفون حتى فقدانهم للحياة ، اليست هذه شبيه بانفال حلبجة يا ترى؟؟!!
لاننسى ان للقرية مواقفها الشجاعة ، في مساندة ودعم الحركة التحررية الكردية ، لرفدها بابنائها الذين قاتلوا ، الحكومات الاستبدادية البعثية والعارفية ومن ثم الفاشية البعثية ، كان لهم حضورهم ونضالهم ، في الخط السياسي للبارتي ، مثال وليس الحصر هرمز مروكي ، الذي سبق والف كتاب عن صوريا ، ودورها في الحركة التحررية الكردية ، بالاضافة الى مساهماتهم الوطنية الفاعلة ، في خدمة الوطن العراقي عموما .. اننا نضع امام الخيرين من ابناء الحكومتين الاقليم والمركز ، لانهاء ملف صوريا البطلة ، لاحياء شأن ودور ابنائها وبناتها ، وسبق لي شخصيا مطالبتي في كل عام ، واكرر واقول مرات ومرات لجعل صوريا ، نموذجا للتعايش السلمي ، بين مكونات كردستان والعراق ، وانصاف الشعب المظلوم اينما تواجد في ارض العراق الطيبة ، بايجاد حلول عملية وموضوعية بناء ، لارساء اسس ديمقراطية ، تعي حقوق الناس وتنصف اوضاعهم ، وتعالج مشاكلهم الحياتية ، ومصائبهم التاريخية ، عبر الانظمة الفاسدة والمفسدة ، والاستبدادية الفاشية المتعجرفة ، التي دمرت شعبنا ووطننا ، ولا زال شعبنا يعيش اوضاع استثنائية ، تجاوزات فردية وحتى جماعية ، يتلقاها بمرارة هنا وهناك ، بلا راقب ولا رقيب على فعل دنيء اجرامي ، حتى خارج المسائلة القانونية ، بالاضافة الى اساليب الاحتيال على القانون نفسه ، مختلف الطرق والاساليب الملتوية ، منعا لتنفيذ القانون ، ناهي عن الروتين القاتل الممارس ، ضد احقاق الحقوق وتغييبها وبطلان فاعليتها ، ان اوجاع ومآسي ودماء ودموع وهدم وتنكيل لصوريا ، لا تقل اهمية مما اصاب حلبجة 1988 ، بل الفرق هو عامل الزمن للحدث ، فكلتاهما جرائم بشعة ضد الانسانية وضد الحوان والنبات معا ، فهل من منصف يا ترى؟؟!!
(الكرة في ملعب ، الحكومتيين الاقليم والمركز معا ، ايهما يجيد تنفيذ الواجب الانساني ؟؟!!)
نقترح الالتقاء مع اهالي الضحايا في صوريا ، ودول العالم اجمع ، وغالبية الناجين من الموت المحقق في حينها ، هم الآن في مدينة ملبورن - استراليا ، للاستماع منهم واليهم ، وما يرونه مناسبا لهم ولعوائلهم ولقريتهم ، المفروض ان تكون نموذجية عصرية متطورة ، من جميع النواحي ، الدراسية والصحية والاجتماعية ، وتولي لها الدولة ، اهتمام خاص وعناية فريدة ، ونصب تمثال خاص الى (ليلى) البطلة ، تلك الشابة الجريئة ، التي قاومت الجلاد وفعله المشين ، محتفظة باياديها الطاهرتين ، في الدفاع عن شعبها وقريتها ، انها بحق اسطورة القرية المناضلة ، التي اثبتت وجودها على الارض العراقية الطاهرة ، شابة تستحق التقييم والتقدير والاحترام.



#ناصر_عجمايا (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المالكي وتناقضاته السياسية والادارية ، الى متى؟!
- شكر لموقع تللسقف وللاخ روميو هكاري
- لا.. يا أسامة النجيفي لا تعزز الطائفية ، وتشوه وجودنا القومي ...
- مسلسل قتل شعبنا لم ينتهي ، والمزايدات السياسية مستمرة!!
- ملاحظاتنا على برنامج الحزب الشيوعي العراقي
- التيار الديمقراطي ومتطلبات المرحلة!
- رحلتي الى سان ديكو(7) الأخيرة
- رحلتي الى سان ديكو(6)
- رحلتي الى سان ديكو(5)
- رحلتي الى سان ديكو(4)
- المالكي وعلاوي فقدا صوابهما حبا بالسلطة والمال!!
- رحلتي الى سان دياكو(3)
- كلنا معك يا هناء أدور
- رحلتي الى سان تياكو(2)
- فعلا.. لا حزب شيوعي عراقي داخل البرلمان
- رحلتي الى سان تياكو(1)
- المستجدات والحلول الموضوعية وآفاق المستقبل
- المؤتمر الكلداني الآول بين الطموح والواقع (3-الاخيرة)
- المؤتمر الكلداني الآول بين الطموح والواقع (2)
- المؤتمر الكلداني الآول بين الطموح والواقع (1)


المزيد.....




- العلماء يكتشفون سر -اليوم المثالي-
- السلطات المصرية تغلق عيادة ابنة أصالة نصري
- في أول خطاب له منذ رحيله.. بايدن ينتقد إدارة ترامب
- عصير فاكهة يخفف من التهابات القولون التقرحي بنسبة 40%
- آبل تطور نماذج جديدة من نظارات الواقع الافتراضي
- -مفاجآت تعكس أرفع درجات الكرم-.. سيئول تشيد بتعامل الشيباني ...
- دراسة تحذيرية.. خطر حقيقي في مراتب نوم الأطفال يهدد نمو أدمغ ...
- نائب أوكراني يدعو ترامب للتحرك فورا ضد زيلينسكي قبل -تقويض م ...
- هيئة بحرية بريطانية تبلغ عن تعرض إحدى السفن لحادث اقتراب مشب ...
- أشعة CT تحت المجهر.. فوائد تشخيصية مقابل مخاطر صحية محتملة


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - ناصر عجمايا - صوريا وحلبجة صورتان لجريمة واحدة