أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - الفيتوري بن يونس - من مفكرة ثورة 4 : اعلام القذافي رأسا على عقب














المزيد.....

من مفكرة ثورة 4 : اعلام القذافي رأسا على عقب


الفيتوري بن يونس

الحوار المتمدن-العدد: 3484 - 2011 / 9 / 12 - 11:52
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


ربما لو كانت الظروف تختلف لكانت إطلالتي الأولى على صفحات الحقيقة نوع من الترحيب أو التقريض أو حتى ربطا للماضي بالحاضر بالحديث عن ذكريات طفولية مشوشة مع حقيقة الأيام الخوالي لم يبق مشعا منها في الذاكرة سوى سخرية النيهوم ومناكفاته وتمرد الفاخري وقلقه.
ولكن لأنها – الحقيقة - كانت في ولادتها من جديد إفرازا لثورة شعب قهر كل مستحيلات الواقع وكذب كل تنظيرات الساسة لينتفض كالعنقاء من رماد القهر ، كان علي أن أتجاوز كل كلمات الإطراء وعبارات المجاملة وادخل رأسا صلب موضوع أصابني بالقلق ونغص فرحتي المشوبة بالترقب وهو الخطاب الإعلامي للثورة مقروء ومسموعا إذ بدا وهو ليس بمعذور تحت أي مبرر نسخة كربونية من إعلام النظام بل أكثر سوء منه خطابا إما محتكر للحقيقة لا يقبل وجهة النظر الأخرى بل ينعت أصحابها بالخيانة مستخدما مصطلحات تنحط بكل أسف أحيانا إلى درك السوقية أو ديني تعبوي مغرق في الأخروية قافزا فوق حقائق الواقع في تناقض عجيب مع ذاته قبل أن يكون مع منطلقات الثورة التي انبثق عنها و أولها الحرية والتعددية الفكرية ومن التزيد القول بأن أول أبجديات الحرية الحوار وقبول الآخر مهما كان متناقضا معنا في الرؤية الفكرية والموقف السياسي بل مهما كان موقفه منا و إلا لما كنا مختلفين عن النظام في شيء ويكون إعلامنا هو إعلامه رأسا على عقب على رأى الصادق النيهوم رحمه الله على صفحات الحقيقة ذات يوم عندما كتب "الحاج الزروق رأسا على عقب ".
أقول هذا رغم أنني اعرف جيدا أن الإعلام احد أهم أسلحة المعركة أي معركة بدوره التعبوي وقد يكون إعلام الثورة يتمثل هذا الدور في خطابه وان كان يعتقد ذلك من باب حارب عدوك بسلاحه فأجزم انه مخطئ لسبب بسيط وهو أن هذه المقولة لا تمت إلى الحقيقة بصلة ، فالحقيقة هي أن تحارب بسلاحك أنت .
ولو فعلنا واتسق خطابنا مع أهداف ثورتنا وجسدها سلوكا فاعتقد انه سيكون أكثر نجاعة باعتبار أن كثيرا ممن مازالوا مرتبطين بالنظام خوفا منا سيطمئنون على حياتهم على الأقل إذ قرروا التخلي عنه وهم قل عددهم أو كثر يمثلون جزء لا يتجزأ من الشعب الليبي فعلوا ما فعلوا إما إيمانا و اقتناعا بالشعارات المرفوعة أو رغبة بشرية في الاستفادة سلطة أو ثروة أو ولاء قبليا أو حتى من اجل لقمة عيش وهو على كل حال حقهم المشروع.
بقي أن أعرج في خاتمة هذه الإطلالة على علو نبرة الخطاب الديني في إعلام الثورة على ما عداها خاصة مسموعا وهو أمر وان أمكن لي ولغيري تفهمه من الناحية التعبوية للدور الذي لعبه الدين في ما حققه العرب من انتصارات ارتكانا إلى إلهية مصدره وأبدية وعوده ، إلا أن ذلك في الوقت نفسه يسبب للآخر قلقا أو على الأقل نوعا من اللبس في هوية الدولة التي نريد وهو ما عبر لي عنه أكثر من صحفي أوروبي جاء بالإضافة إلى التغطية الإعلامية للثورة و أحداثها لتكوين انطباعات عن المستقبل سينقلها حتما للرأي العام وقبل ذلك لمراكز صنع القرار في بلده
ونقطة للنهاية أقول أن الدين لله والوطن للجميع وبالتالي فليبيا للجميع وبالجميع ومن اخطأ أو أجرم فهناك قانون نحيله بمقتضاه إلى منفذيه إن لم يسعه عفونا و إيانا ومصادرة الحريات تحت شعار لا صوت يعلو فوق صوت المعركة الذي تجرعنا مرارته مرارا.



الفيتوري بن يونس
7 مارس 2011
ملاحظة : الحقيقة احدى ابرز الصحف الليبية في الستينات ومطلع السبعينات اغلقها القذافي بعد انقلابه بفترة وكان ابرز كتابها الصادق النيهوم وخليفة الفاخري وقد نشر هذا المقال في عددها رقم صفر بعد عودتها للصدور مع انبلاج ثورة فبراير



#الفيتوري_بن_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من مفكرة ثورة 3 : مازال الحوار اكثر الحاحا
- ثورة فبراير وجهنا المشرق
- المستحيل ليس ليبيا
- مصر : فيضان النيل وغثاء السلطة
- ديكتاتورية الاجتثاث واقصائية الحل
- كنيسة القديسين : فتنة قبرها المواطنة
- تونس : سؤال الكيف واجابة العبرة
- الفضائية المقترحة : حوار لاتصادم
- مقاصد الشريعة والعمل المدني
- الانتخابات المصرية : لعبة على المقاس
- لنتحاور بحب
- مؤسسات العمل الأهلي مرة أخري: نظرة استشرافية
- مؤسسات العمل الاهلي في الوطن العربي
- نعم لتقنين الخمر في ليبيا
- نصر حامد ابوزيد : وداعا ايها الفارس النبيل
- غزة - اسطنبول : مأزق الخطاب العربي
- ريال مدريد - برشلونة ومفهوم قبول الاخر
- حديث سياسي بعيد عن السياسة
- نصر حامد ابوزيد : لا لإطفاء الشموع
- مصر – الجزائر المباراة التي أزالت الأقنعة


المزيد.....




- رقمٌ قياسيّ لعملة فضية نادرة سُكَّت قبل الثورة الأمريكية بمز ...
- أهمية صاروخ -MIRV- الروسي ورسالة بوتين من استخدامه.. عقيد أم ...
- البرازيل.. اتهام الرئيس السابق جايير بولسونارو بالضلوع في مح ...
- اكتشاف عمل موسيقي مفقود لشوبان في مكتبة بنيويورك
- وزيرة خارجية النمسا السابقة: اليوم ردت روسيا على استفزازات - ...
- الجيش الإسرائيلي يوجه إنذارا إلى سكان الحدث وحارة حريك في ال ...
- أين اختفى دماغ الرئيس وكيف ذابت الرصاصة القاتلة في جسده كقطع ...
- شركة -رايان- للطيران الإيرلندية تمدد تعليق الرحلات الجوية إل ...
- -التايمز-: الغرب يقدم لأوكرانيا حقنة مهدئة قبل السقوط في اله ...
- من قوته إلى قدرة التصدي له.. تفاصيل -صاروخ MIRV- الروسي بعد ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - الفيتوري بن يونس - من مفكرة ثورة 4 : اعلام القذافي رأسا على عقب