أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمود محفوري - نحو تحرير ولبرلة التفكير في المجتمع السوري واقامة ديمقراطية اجتماعية حقة














المزيد.....

نحو تحرير ولبرلة التفكير في المجتمع السوري واقامة ديمقراطية اجتماعية حقة


محمود محفوري

الحوار المتمدن-العدد: 1037 - 2004 / 12 / 4 - 09:37
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


من العدل أن نتفهم أن النظر الى الليبرالية في مجتمعات سادتها الشمولية ستتجاذبها وجهتي نظر الأولى وجهة نظر روج لها النظام الشمولي وفحواها أن بمقدوره تقديم حلول لكل شيء وأنه يمتلك ناصية الحقيقة ومعارفها بشكل دائم، وذلك ما يقوده بشكل تلقائي الى الخروج على مفاهيم العقل السليم، الذي يسلم بشكل بدهي أن كل الحقائق والمفاهيم متغيرة وتغيرها يحمل الغرابة أحيانا، بل يصعب تشريحه والولوج الى كوامنه دون بحث عميق وجهود مضنية وتضحيات بالجهد والمال والوقت واستخدام أساليب خلاقة جديدة خارجة على المألوف.
أما وجهة النظر الثانية فهي وجهة نظر من يرفضون أو يتطلعون الى الخروج على هذه الآلية اللاهوتية في التفكير التي افترضت أن كل مسألة نقيسها بمقاييس موضوعة سلفا ثابة تقريبا وكأنها غير قابلة للتغيير، وبالتالي نجد لها جوابا ضمن اطار ما هو معتمد. فوجهة النظر هذه ترى أن في كل خروج على النمطية القياسية في التفكير والمعايرة تلك هو تحرر من آليات التفكير والمعالجة الضارة وقفزة جديدة لفكر المجتمع وميكانزماته في بلاد سادها فكر شمولي باتجاه تطوير فكر متحرر خلاق يساهم بشكل فعال في ايجاد حلول لمشاكل مستعصية في السياسة والمجتمع والثقافة والاقتصاد. ان تحرير آليات التفكير الاجتماعي مقدمة ضرورية لأي انطلاقة حضارية تقود الشعوب نحو الانعتاق من الاضطهاد الفكري والساسي والظلم الاجتماعي والحرمان الاقتصادي، نحو تكريس ديمقراطية اجتماعية قائمة على العدالة وتكافؤ الفرص. ان ذلك يحاكي القفزة التي صنعها الفكر التقدمي الليبرالي في أوروبا عندما واجهت الاقطاع كفكر وطريقة حياة واسلوب انتاج وأخلاق و .......
حقا ان تحرير الفكر الاجتماعي لمجتمعات كاملة من طريقة قياسية ميكانيكية الى طريقة تسمح لكل فرد أن تتداعى أفكاره ومحاكماته كيفما يشاء بغض النظر عن مدى صحة وسلامة هذه المحاكمات والأفكار لهو قفزة عظيمة ستكون لاحقا نتنائجها الابداعية كبيرة وتعود على المجتمع بنتائج كبيرة أيضا. هذه الطريقة معتمدة في نطاق الابداع الفكري تحت اسم "العصف الدماغي" التي تستخدم لايجاد حلول نوعية لمسائل تواجه العلم والاقتصاد والتكنولوجيا، والأحرى بنا أن ندفع الجميع الى اعتمادها في مواجهة مشاكل الحياة اليومية. انه اسلوب التفكير الليبرالي الذي تولد في اوروبا بشكل طبيعي تراكمي نتيجة لتطور قوى ووسائل الانتاج والتي فرضت توسيع سوق تصريف البضائع وتأمين المواد الأولية والخبرات والأموال والذي لخصه شعار "دعه يعمل دعه يمر" و "الدين لله والوطن للجميع". بنتيجة هذه العملية الاجتماعية الاقتصادية وعوامل أخرى هامة نتجت أوروبا متعددة القوميات التي نراها اليوم.
الليبرالية في التفكير (أي تحريره) مقدمة ضرورية للتسامح تجاه الآخر الذي يفكر بشكل مختلف عني وتدريب لنفوس الناس لقبول هذا الآخر بعيدا التخوين والتكفير والاقصاء. انها شرط للمارسة الديمقراطية الحقة وممارسة التعددية الفكرية والفهم والممارسة. أليس السياسة "فن الممكن" فذلك يعني محصلة قوى متصارعة عديدة موجودة تتقاطع مصالحها وأهدافها أو تتعارض وهذا ضمنا يعني تقبل الآخر منذ عمق التاريخ فلما لا نكرس ذلك أسلوب حياة وتفكير؟
لكن الليبرالية في التفكير كآلية أساسية ديكارتية ترفض أية قيود على تفكير الانسان وآلياته مهما كانت امكاناته الفكرية والعقلية صغرت أم كبرت لا تعني أبدا اسقاطها على الاقتصاد واطلاق حرية النوازع الجشعة لحب التملك عند أصحاب الأموال ليستولوا على خيرات الشعوب، بل تعني اقتصادا حرا يخضع لقوانين ديمقراطية اجتماعية تحمي كرامة الانسان وحقة في حياة حرة كريمة توفر الكفاية للجميع وتضمن عدالة اجتماعية متطورة دائما ومتغيرة مع تغير الظروف المحيطة بالمجتمع.
لا يمكن لعاقل أن يفهم من الليبرالية في التفكير وما تعنيه من ديمقراطية الممارسة السياسية أن تعني اعادة انتاج ظروف وشروط اقتصادية واجتماعية مر عليها قرون من الزمن وولدت وطورت أنماطا من الادارة والاقتصاد طابعها الاساسي ديمقراطي اجتماعي يقوم على أساس بناء منظومة اقتصادية اجتماعية ثقافية أساسها العدالة الاجتماعية ومساعدة الطبقات الأقل حظوة أو الأكثر غبنا محققة تكافؤا في الفرص. فهذه تجربة العديد من الدول التي شهدت تطورا اجتماعيا واقتصاديا وعلميا وثقافيا ملحوظا بفضل تطبيق هكذا منظومة من الديمقراطية السياسية التي تحمي وتكرس التفكير الليبرالي الحر المنفتح الذي دفع بثقافة مجتمعاتها الى مواقع ريادية وتكرس نظام اقتصادي اداري يقوم على حرية اقتصادية تخدم منحى تعميق الديمقراطية الاجتماعية والعدالة التي تعني اشتراك جميع المواطنين في المنفعة من هذه الحرية الاقتصادية وتضمن حق الانسان في الحياة الحرة الكريمة.
بلا شك أنه لا يجوز أن يكون الاصلاح السياسي والاقتصادي في سوريا وسيلة لامساك أصحاب الأموال غير المشروعة بمفاصل الاقتصاد والسياسة والادارة والا لكانت هذه العملية مجرد عملية غسل الاموال. فاذا تكررت تجربة أوروبا الشرقية حيث من أثروا في الظل أو الظلام على حساب مصلحة الأوطان والشعوب قد استخدموا التغيرات التي رافقت اشاعة الديمقراطية في النظام السياسي ليستولوا على مقاليد الأمور بشكل أو آخر في هذه البلاد.
لمواجهة هذه المخاطر لا بد من تعاون شامل عريض يضم كل الوطنين الديمقراطيين لمواجهة هذه المخاطر ووضع عملية الدمقرطة في خدمة الشعب والوطن عامة وليس في خدمة فيئة قليلة.

د . محمود محفوري : رئيس المكتب السياسي في حزب النهضة الوطني الديمقراطي
www.alnahdaparty.com



#محمود_محفوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لنوظف الرأي العام السوري في خدمة التنمية والاصلاح
- تقدميون في التغيير الاجتماعي والاقتصادي وطنيون في الانتماء ل ...
- كي يصلح العطار ما افسد الدهر
- الإصلاح والديمقراطية في الشرق الأوسط والدولة الفلسطينية المو ...
- كلمات في الديمقراطية والليبرالية والعدالة الاجتماعية كما يرا ...
- دعوة لتآلف وطني يشمل الجميع


المزيد.....




- بوتين يكشف عن معلومات جديدة بخصوص الصاروخ -أوريشنيك-
- هجوم روسي على سومي يسفر عن مقتل شخصين وإصابة 12 آخرين
- طالب نرويجي خلف القضبان بتهمة التجسس على أمريكا لصالح روسيا ...
- -حزب الله-: اشتباكات عنيفة بالأسلحة الرشاشة والصاروخية مع ال ...
- لبنان.. مقتل مدير مستشفى -دار الأمل- الجامعي وعدد من الأشخاص ...
- بعد 4 أشهر من الفضيحة.. وزيرة الخارجية الألمانية تعلن طلاقها ...
- مدفيديف حول استخدام الأسلحة النووية: لا يوجد أشخاص مجانين في ...
- -نيويورك تايمز- عن مسؤولين: شروط وقف إطلاق النار المقترح بين ...
- بايدن وماكرون يبحثان جهود وقف إطلاق النار في لبنان
- الكويت.. الداخلية تنفي شائعات بشأن الجنسية


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمود محفوري - نحو تحرير ولبرلة التفكير في المجتمع السوري واقامة ديمقراطية اجتماعية حقة