إبراهيم اليوسف
الحوار المتمدن-العدد: 1037 - 2004 / 12 / 4 - 09:36
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
كلما التقيت طه الحامد,ارتسمت أمام عيني صورة ذلك الشاب المتأجج حماساً,المضطرم قلقاً,المتلظي على محرقة البرهة,يطلق أسراب أسئلته الحادة في كل اتجاه
-الإنسان أولاً
- الإنسان اخيراً.....
الوطن,والكردي قي رحلة التيه
الانشوطة التي تضيق على الرقبة
سطوة الخوف ازاء شبح كاتب التقارير الذي يترصد الأنفاس,ودقات القلب,وأمداء الحلم....
الّلهاث في اللحظة الضيقة تحت وطأة الخريطة الشسيعة وهي تقطر دماً.....!
كم هو صعب اختصار سيرة صديق في مجردحبر وورق!
كم هو صعب اعتصار الذاكرةوالروح ورسم ما تبقّى منهما كي أطمئن الى انني أمام امرئ لم يكن اللقاء به عابراً البتة!!....
طه حامد
الأممي والكردي في آن واحد
ليس كأممية معاشر الزائفين
ولا وطنية من يتجر بها
شاب في إهاب طفل
شاب في إهاب كهل
شاب في إهاب حكيم مسرف في اللجاجة
يخبئ سيرة طويلة
انكسارات,وهرولات,وقلقاً..... وقلقاً...... قلقاً.....
يلقي كلمته دونما روع أو حساب
هوذا صوته يأتيني من بعيد عابرا ً أسلاك الحدود :
آآآآت إليكم ...!!
ثم يذهب يقطع أمامي أية محاججة
:إنه وطني..!!!
أناسي
زوجتي
طفلي
المولود الذي لم ألتقه بعد
رائحة المكان العارمة
علائم لاأجد بديلاً عنها أينما حللت ..
أعيش لحظات قلق انتظاره،مصاباًبعدواه،أومستعيداًيفاعتي الشخصية المختصرة،كي أعلم في مابعدعن طريق الإعلام أنه قد ألقي القبض عليه ،فورعبوره بوابة:باب الهوى- الحدودية ،قادماً من تركياإلى وطنه : سوريا..........!
- مسقط رأسه : تربه سبي – قبور البيض ...إلخ الترجمة المزورة أيضاً....
أية خطيئة ارتكبها هذا الشاب الذي أصابته لوثة الثقافة، والمعرفة ،والسياسة ، كي يقتاد على هذا النحو الشائن ، لا أن يمتثل – كمواطن محترم – أمام القضاء ، وهو الذي استهدفته- كما يقول – مقربون منه – تقارير كيدية ملفقة .........لئيمة .....
إيه أيها الصديق ..!!
ثمة شباب رائعون قد سبقوك
هاهم يلعقون ملوحة الزنزانات ، وبردها ، بيد انهم سجناء رأي، فحسب ...!
وليسوا مجرمين
أو جواسيس
أو باعة تراب للأغيار
ولا مرتزقة
- إنهم جميعاً
- أنبياء حالمون
- بغد
- جميل
- ليس فيه جوع
- ولا خنوع
- ولا ركوع
- ولا سجون
- ولا شرطة
- ولا جلادون
- غلاظ
- ولا مخبرون .......
- غد يليق بوطن أكثر جمالاًعلى الإطلاق.................!!!
#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟